أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: رسالة إلى كل يمني حر وإلى كل عربي أصيل وإلى كل مسلم غيور

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد حمود الحميري مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    الدولة : In the Hearts
    المشاركات : 7,924
    المواضيع : 168
    الردود : 7924
    المعدل اليومي : 1.92

    افتراضي رسالة إلى كل يمني حر وإلى كل عربي أصيل وإلى كل مسلم غيور

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) [ آل عمران : 102] (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاً )[النساء : 1]
    ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ )[الفجر:6-14]

    لقد رأينا كيف فعل الله عز وجل بعاد وثمود حين كفروا واستكبروا وظلموا وطغوا وأفسدوا، وكيف كانت نهايتهم حيث دمرهم الله وأهلكهم وأخذهم أخذ عزيز مقتدر.

    أما فرعون الذي غدا اسمه علماً على الطغيان والاستبداد والتسلط والاستكبار ، فقد بسط القرآن الحديث عنه وبين سياسته وبرامجه وخططه الإجرامية الخاطئة في قهر الشعوب واستذلالها. وما أحوجنا اليوم إلى التدبر والتأمل في هذه السياسات الإجرامية الظالمة المتكررة في تاريخ البشرية، ولكي نتعرف على طريق النجاة والخلاص من الذل والاستبداد والتسلط الذي أصاب أمتنا من قبل أنفسها وذاتها وأعدائها.

    إن قراءة القرآن ودراسته وتدبره والعمل به هو بداية الطريق للخلاص من الذل ، إننا حين ننظر في قصة فرعون وجبروته وبطشه وتنكيله وتقنينه للفساد والإجرام وفرض ذلك على الناس .. ثم موقف الشعوب من ذلك ثم كيف تكون النهايات إذا تأملنا ذلك بتدبر ووعي، سندرك جيداً فعل الله عز وجل وتقديره في دك الظلم والطغيان وتدمير البغي والعدوان وهو في كمال قوته وجبروته، وكيف ينصر الله المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة، وكيف يمكن للمضطهدين والمعذبين.

    وقبل أن يبعث الله نبيه موسى عليه السلام رسولاً إلى فرعون وقومه يخبرنا تعالى في كتابه الكريم عن الجو الذي كان سائداً والذي كانت تدور فيه الأحداث والسياسات والظروف العصيبة التي كان يعيشها بنوا إسرائيل.

    يقول الله عز وجل في سورة القصص: ? طسم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ?[القصص:1-6].

    هذه السورة من السور المكية، نزلت والمسلمون في مكة قلة مستضعفة والمشركون هم أصحاب الحول والطول والجاه والسلطان.

    نزلت هذه السورة الكريمة لتقرر للمؤمنين أن المتصرف في هذا الكون والمدبر لأمره والمتصرف في شئون العباد إنما هو الله وحده لا شريك له ، الملك القدوس، وأن من آمن بربه وخالقه وتوكل عليه وعبده وحده لا شريك له، فله الخير كله، والنصر والعاقبة له في الدنيا والآخرة، ولو كان مجرداً من كل مظاهر القوة. وأن من تجرد من الإيمان، وكفر بالله، وحارب أنبيائه ورسله، فلا أمن له ولا طمأنينة، ولو ساندته جميع القوى. هذه الحقائق لا يعيها ولا يستفيد منها إلا المؤمنون، ولهذا قال تعالى في هذه السورة: ? نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ?[ القصص:3]، ثم أخبر تعالى عن فرعون فقال: ? إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ?[ القصص:4].

    لقد كان فرعون مثلاً من أمثلة الاستبداد وعنواناً للظلم واستعباد الناس، وقدوة سيئة في الشر ولذلك قال الله في وصفه وأعوانه: ? وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ... ?[ القصص:41].

    إن أول شيء أخبر الله به عن فرعون : أنه علا في الأرض وتجاوز فيها الحد وطغى وبغى.

    وثانيها: أنه جعل أهلها شيعاً وأحزاباً يستعين ببعضهم على بعض، ويذل بكل حزب ما عداه من الأحزاب ويذلهم جميعهم بعضهم ببعض، ويأمنهم جميعاً بواسطة ذلك التحزب، الذي غرسه فيهم، حتى إذا تحرك حزب لمناوأته قام حزب آخر ليدافع عنه، وعلى هذه السياسة الفرعونية سار المستعمرون الذين احتلوا البلاد الإسلامية، جعلوا أهلها شيعاً وأحزاباً سياسية، فشغلوا الأمم عنهم ببعضهم ووجهوا دفة الجهاد والقتال إلى ناحية غير الناحية التي تريدها الأمة وكما هو مشاهد اليوم في واقع الأمة الإسلامية.
    ما كنا نسمع بسنَّة وشيعة ، ولا بمؤتمري وإصلاحي واشتراكي وبعثي وناصري وما إلى ذلك من الفرق والأحزاب الفرعونية سواء أكانت في اليمن أم في دولة أخرى مسلمة ، بل إن
    لا نعلم - أن مرجعًا من مراجع الإسلام قال: إن الشيعة أشد أخطر على المسلمين من اليهود و النصارى، وهم أعلم ، ولا جاء في القرآن ولا في السنة المطهرة .
    عجبت من أحد الأخوة وأنا أعقب على قصيدة ( عاصفة الحزم ) للأستاذ ــ بشار العاني يرد علي قائلًا أن الشيعة أخطر على الإسلام من الصهاينة متناسيًا قول الحق تبارك وتعالى ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة:82) ؟
    فهؤلاء الطائفتان على الإطلاق أعظم الناس معاداة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم سعيا في إيصال الضرر إليهم، وذلك لشدة بغضهم لهم بغياً وحسداً وعنادا وكفرا ، فكيف بمن يتولونهم منا ويشاركونهم في قتلنا بحجة حمايتنا ممن يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله من الشيعة الزيدية .
    ألم يقرأوا قول الله تعالى ( ومن يتولَّهم منكم فإنه منهم ) ؟
    و أما قول بن تيمية في النصيرية الباطنية الحشيشية ذلك فالباطنية الغلاة شيء و الشيعة شيء آخر و الشيعة يكفرون الباطنية. ومعلوم أن الإسماعيلية والقرامطة طائفتان مجاهرتان بنبذ الإسلام جملة قائلتان بالمجوسية.
    وهم غير الشيعة الإمامية و غير الزيدية و غير شيعة الكوفة.
    وما من شك في ضلال الشيعة الاثنى عشرية ، لكن الشيعة الزيدية عندنا في اليمن من يُسَمُّونهم اليوم بالحوثية
    لا يحرفون القرآن و كتبهم شاهدة على ذلك و أقرأ إن شئت كتب أصول الشيعة ، و اسأل من أمعن في دراسة مذاهبهم و أنصف وكان من أهل العلم المعتبرين تجد ما لم تكن تحسبه من الاختلاف بين أئمتهم في مسألة خطرهم على الإسلام والمسلمين .
    و الشيعة موجودون حاضرون فمنهم من يصرح بما يقتضي الكفر البين فنكفِّره ونقيم عليه الحجة،ومنهم من لا يصرح بذلك فقد يكون يفعله تقية وقد يكون شاكا و قد يكون غير مقتنع ببعض المسائل التي يقولها الرافضة فنزن كل قول بميزان العدل و لا نحكم عليهم بكلام التكفيرين والفراعنة من ولاة وهوارج العصر .
    و قد قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله إن من يُسلم من النصارى وغيرهم على يد الشيعة فهو خير .
    و ليس الكافر واليهودي كمن يشهد الشهادتين و يصلي إلى قبلتنا.
    و أما وجود عبارة تكفير عن أحمد ونحوه فلا يلزم تعميمها لكل شيعي عامي أو ذي علم و لا يلزم أن يكون مقصوده بها الكفر الأكبر في كل وقت و معلوم تكفيره للقائلين بخلق القرآن ثم ثبوت ما يقتضي عدم تكفيره لهم كفرا مخرجا من الملة بما يطول شرحه و هو معلوم عند العارفين بكلام أصحابه المدققين في النقل .
    و الرافضة فيهم من الضلال و الهوى و البدع بل و الكفر أحيانا كثيرة ما يعرفه من وفق لابتاع السنن وفهم الحق من الكتاب و السنة غير أن المقصود طلب الحق. و الإنصاف لا بد منه ، لذا أكرر أن الشيعة الزيدية في اليمن شيعة معتدلة لا يؤمنون بالإتنى عشرية ، بل ويصلون وراءنا ويضمون ويسربلون ويزوجون السنيين ويتزوجون منهم ولا خلاف عقائدي بيننا وبينهم ، أقولها إنصافًا لهم وتصحيحًا للمفاهيم الخاطئة عنهم .
    أنا أكتب نقلًا عن واقع التعايش معهم والشاهد هو الشارع اليمني ، لا إملاءً من قنوات الدجل والنفاق .

    ــ من عجيب أمر اليهود والأمريكان أنهم يخلقون الأحزاب بأساليب شيطانية، ثم مع ذلك يطالبونهم بالوحدة. إن الوحدة لا تتم مادامت الأمة واقعة تحت هيمنة أعدائها الذين يحرصون على تفتيت قوتها وتمزيق صفوفها واختلاف كلمتها.

    وكان فرعون كان إماماً للمستعمرين الغاصبين للبلاد الإسلامية ، يسيرون على منواله يترسمون خطواته. وستكون نهايتهم كنهاية إمامهم فرعون الذي أخذه الله تعالى نكال الآخرة والأولى. هؤلاء الكفار الذين نالوا من الأمم المستضعفة والفقيرة قروناً، ستدور عليهم الدوائر ، وسيسقيهم الله الكأس الذي تجرعه من قبلهم ? فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذّنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِِهِِِم فَلا يَسْتَعْجِِلُون ?[ الذاريات:59]

    والأمر الثالث: في سياسة فرعون وأخلاقه أنه استضعف طائفة منهم، وهي الطائفة التي استمرأت الذل والهوان وفقدت مناعتها الخلقية من الشجاعة والإباء، وكما نلاحظ من التعبير القرآني أنه قال: ? يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُم ?[ القصص:4]ولم يقل يستضعفهم، لنعلم أن الذل والهوان إذا حل بقوم لم يعمهم جميعاً، بل سيحل بطائفة منهم، وهكذا يفعل اليهود والنصارى المستعمرون وأذنابهم .. يستضعفون طائفة من الأمة – ولا تخلوا الأمة من ضعفاء فيغرونها بالمال تارة، وبالمنصب تارة أخرى، ليضموها إليهم، حتى إذا هبت الأمة تطالب بحقها وتثأر لدينها وكرامتها وتذود عن حياضها وحرماتها، قامت لها تلك الطائفة فوقفت في سبيلها، وحالت بينها وبين ما تريد.

    وهل بلاء المسلمين بالأمس واليوم في أنحاء المعمورة إلا على يد طائفة منهم، تناصر أعداء الإسلام وتتعاون معهم، وتقوم بدور الشرطي الحارس للمستعمرين، وتنفذ خططهم الرامية إلى تعطيل شعائر الإسلام، وتخريب دور العلم ونهب ثروات الأمة وتدمير البنى التحتية للشعوب المستضعفة والعمل على تكريس التخلف والفقر حتى لا تنهض الأمة، كل ذلك يتم عن طريق طائفة من أبناء جلدتنا يتكلمون بألسنتنا استضعفها الأعداء .. ومن ضعفها وهوانها أنها قنعت بالسلطان الزائف. والحكم المستعار ورضيت أن تعيش كما تعيش الأنعام بملء بطونها لا إرادة لها ولا كرامة ولا اختيار. فعلى الأمة أن تتفطن لتلك الطائفة، وأن تأخذ على أيدي الظلمة وأن تقف في وجه الاستبداد حتى لا يتسرب الضعف إلى فئات وطوائف أخرى، فيصبح الداء عضالاً، والعلاج مستعصياً. وإن من صور الفساد والإفساد في سياسة فرعون أنه جعل أهل مصر شيعاً وطوائف وأحزاباً، ووقع أشد الاضطهاد والبغي على بني إسرائيل .

    وهكذا يفعل الفراعنة اليوم مع المسلمين حيث يستخدمون وسائل عديدة من القتل والتهجير والتعقيم الإجباري للمسلمين والتطهير العرقي حتى لا يكثر عددهم في البلدان التي يهيمنون عليها .
    وما أوتي المسلمون إلا من قبل أنفسهم حين ركنوا إلى أعدائهم ومالوا إليهم كل الميل مخدوعين بمعسول كلامهم،ومواعيدهم الخلابة البراقة ، بالمخادعة زرعوا اليهود في فلسطين وبالمخادعة والمكر مزقوا دول المسلمين، وبمعسول القول والمواعيد الكاذبة أضاعوا حقوق المسلمين تارة باسم السلام ونبذ العنف وتارة بمحاربة الإرهاب والقضاء على التطرف. وزعماء المسلمين يتابعونهم ويصدقونهم وينفذون لهم ما يريدون، ناسين توجيهات الله لهم ، إننا حين نراجع القرآن الكريم نجده يرسم للمسلمين استراتيجية المعركة مع أعدائهم في آيات كثيرة منها قول الله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً ?[ النساء:71]. ?... وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ... ?[ النساء:102]

    إنها وصية الله لعباده أن يكونوا حذرين متيقظين من أعدائهم أجمعين فكأن الآية تقول تيقظوا واحترزوا من عدوكم ولا تمكنوه من أنفسكم. ولو أن المسلمين ولا سيما قادتهم وزعماؤهم أخذوا بهذا التوجيه الرباني لما تمكن منهم عدوهم. إن الله عز وجل يخبرنا عن أعدائنا ويبين لنا حقيقة حقدهم وكرههم لنا في آيات كثيرة، ويوضح مرادهم منا وغايتهم.

    أن بعض العلمانيين من أبناء جلدتنا ينظرون إلى القرآن على أنه كتاب تراث قديم لا صلة له بالواقع السياسي، ولا دخل له في صراع الحضارات ـ زعموا وبئس ما زعموا ـ .

    إنهم يريدون تعطيل الإسلام ، وما حرب الربيع العربي إلا لأنهم بحاجة إلى إسلام بمفهوم صليبي يهودي حتى يرضى عنهم الكفار.

    إن اليهود والنصارى يريدون إلغاء التعليم الديني وتجفيف منابع الإسلام من المدارس والمعاهد والجامعات.

    إنهم يريدون إلغاء فريضة الجهاد والقتال ، هذه الفريضة المحكمة الباقية والماضية إلى يوم القيامة .. إنهم في غاية الخوف والذعر من قيام المسلمين بهذه الفريضة العظيمة التي هي ذروة سنام الإسلام وهي التي تكسر شوكة الظالمين الطغاة وتردع المتكبرين.

    إنهم يريدون منا أن نستبيح المحرمات مثل الزنا واللواط ، والربا والخمور والقمار، وسائر ما حرمه الله ورسوله.

    إنهم يريدون إفساد الأخلاق وتدمير المجتمعات وإشاعة الفوضى والانحلال.

    إنهم يريدون الاستيلاء على ثرواتنا ونهب اقتصادنا وخيراتنا.

    إنهم يعملون ليل نهار لإضعافنا والحيلولة دون نهوضنا وقيامنا ، يريدون أن نكون عالة عليهم في كل شيء، لا يسمحون لنا بالإنتاج والتصنيع الحربي المتطور ولذا يدمرون أسلحتنا، إنهم يتحكمون حتى في غذائنا وزراعتنا وتأمين أقواتنا.

    إنهم يريدون أن نكون متفرقين مختلفين متناحرين ، إن أعداء الله يرصدون الأموال الضخمة ويقيمون التحالفات ويضعون الخطط لتنفيذ إرادتهم الخبيثة في محاولة يائسة للقضاء على الإسلام وتدمير المسلمين وإطفاء نور الله، إنهم يحاولون منذ ألف وأربعمائة وخمس وثلاثين سنة ولكنهم يفشلون لأنهم يريدون ويأبى الله.. والنتيجة محسومة سلفاً ولكنه الابتلاء والاختبار للبشر في هذه الحياة ،

    { وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}.
    علينا أن نتذكر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها في حديث العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ؛ حيث قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ لَهَا الْأَعْيُنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا أَوْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَأَوْصِنَا. قَالَ: "أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بَعْدِي اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ".

    إن هذا التيه الذي نعيش فيه لا مخرج لكم منه إلا بالتزام أحكام الكتاب والسنة وآثار سلف الأمة ، لا خروج منه لا بديمقراطية ولا مظاهرات ولا اعتصامات ولا انتخابات ولا عواصف حزمية ولا قمم وهمية .
    كل هذه الوسائل ابتدعها الكفار للسيطرة على شعوبهم، ثم صدروها إلى بلاد الإسلام لإشاعة الفتنة.
    وواضح أن اليهود هم الذين يحركون الثورات والمظاهرات لتحقيق أهدافهم الدنيئة، ولكن سنة الله سبحانه ماضية في حق اليهود: {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.
    إن الحزبية والطائفية ضد الإسلام، وجاء تحريمها في نصوص قطعية، وإنما أباحها الكفار بشريعة الديمقراطية التي هي من حكم الطاغوت.

    {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ . فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.

    أكرر إن مسألة تعدد الأحزاب هي سياسة فرعون قديما التي ذمَّها الله سبحانه وجعلها من الفساد في الأرض، فقال سبحانه: { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}.

    إنها سياسة فرِّق تسد، سياسة فرعون قديمًا، ففرعون هو شيخهم الأول في هذه السياسة الماكرة.
    وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}.

    وقد بيَّن سبحانه إلى التفرق إلى شيع أي فرق وأحزاب هو من البلاء والعذاب الذي يوقعه الله سبحانه عقوبة على من شاء بقدره الكوني، فقال: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ}.

    أخرج البخاري (4628) من حديث جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: 65]، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ»، قَالَ: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: 65]، قَالَ: «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ» {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا أَهْوَنُ - أَوْ هَذَا أَيْسَرُ -».

    جاء في مرقاة المفاتيح: "قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ: ...أَيْ: يَجْعَلَ كُلَّ فِرْقَةٍ مِنْكُمْ مُتَابِعَةً لِإِمَامٍ، وَيَنْشُبَ الْقِتَالُ بَيْنَكُمْ، وَتَخْتَلِطُوا وَتَشْتَبِكُوا فِي مَلَاحِمِ الْقِتَالِ، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، وَيُذِيقُ بَعْضُكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ. الْمَعْنَى: يَخْلِطُكُمْ فِرَقًا مُخْتَلِفِينَ عَلَى أَهْوَاءٍ شَتَّى". وهذا ما نراه اليوم .

    وأخرج مسلم (2890) من حديث عَامِر بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْعَالِيَةِ، حَتَّى إِذَا مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ دَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلًا، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي: أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا".
    فهذا الصراع القائم بين هذه الأحزاب قدر كوني وقع، وعلينا أن ندفعه بالسنن الشرعية ، لا بالمظاهرات ولا بالعاصفات ولا بالقاصفات .
    وما الحزبية إلا ظاهرة مرضية تدل على بعد عن صراط الله المستقيم.

    وأقول لحزب الإخوان المسلمين على وجه الخصوص في اليمن الذين يختلفون حسب اعتقادي عن بقية الإخوان في بعض الدول .
    لقد نشأ حزبكم في أول أمره تحت شعارات براقة لم تحققوا منها شيئًا على أرض الواقع منذ نشأة حزبكم.
    إنما منذ نشأة الحزب وأنتم تنصرون البدع والأهواء التي هي من أصول الفرق المبتدعة التي فارقت سبيل الصحابة.
    وتنصرون المذاهب التي ابتدعها الكفار ، وتساعدون على تدمير يمنكم بغية الوصول إلى السلطة والانتقام من خصومكم ، متناسين شعاراتكم البراقة .
    ولهذا وقع لومي عليكم أنتم بالذات

    أدعوكم وأدعو كل الفرقاء السياسيين في اليمن وعلى رأسهم الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح ، إلى تحكيم شرع الله بعيدًا المناكفات السياسية ، مغلبين مصلحة الوطن على مصالحكم الشخصية .
    كفاكم سفكًا لدماء الأبرياء .
    اللهم وحد صفنا ولم شعثنا تحت راية لا إله إلا الله محمدًا رسول الله ، وكل المسلمين .
    اللهم من أراد بنا سوءً فاشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميرًا عليه وزلزل الأرض تحت قدميه .
    ( اللهم هل بلغتُ ــ اللهم فاشهد )
    استغفرك اللهم ربي وأتوب إليك .


    2 / 4 / 2015 م

  2. #2
    الصورة الرمزية رافت ابوطالب قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Feb 2015
    المشاركات : 964
    المواضيع : 527
    الردود : 964
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    اثبات الحق :
    مهما وصفنا بطلان الباطل دون اقامة الحق فلن يغنى شيئا
    ولكن اقامة الحق وحده ستغنى
    اذ ان وجود الباطل يجعل المرء متعلقا بمكسب ما
    لكن اقامة الحق جعل الكل يكسب والكل يصل اليه حقه دون ريب

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد حمود الحميري مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    الدولة : In the Hearts
    المشاركات : 7,924
    المواضيع : 168
    الردود : 7924
    المعدل اليومي : 1.92

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رافت ابوطالب مشاهدة المشاركة
    اثبات الحق :
    مهما وصفنا بطلان الباطل دون اقامة الحق فلن يغنى شيئا
    ولكن اقامة الحق وحده ستغنى
    اذ ان وجود الباطل يجعل المرء متعلقا بمكسب ما
    لكن اقامة الحق جعل الكل يكسب والكل يصل اليه حقه دون ريب
    أشكرك أخي الحبيب .
    تقبل تقديري .

المواضيع المتشابهه

  1. انت حرّ وابن حرّ
    بواسطة محمد محمد أبو كشك في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 23-11-2014, 02:56 PM
  2. من أجل ربيع عربي أصيل
    بواسطة عبد الرحيم صادقي في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 30-01-2013, 07:39 AM
  3. إلى كل إنسان وإلى الدعاة وإلى كل من حاد ومال عن دين الله
    بواسطة السعيد شويل في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-05-2010, 01:00 AM
  4. (( من فتاة مسلمة إلى شيراك وإلى كل مسلم ))
    بواسطة الميمان النجدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-02-2004, 08:47 PM
  5. عيد الحب ( الفلنتاين ) تحذير لكل مسلم غيور...!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-02-2003, 10:32 AM