اللغة العربية

اللغة العربية


******************************************

اللغة العربية لها صفة غريبة وصورة عجيبة تقضى على كل ذى لب أن يشغل بها فكره وباله ويعكف عليها أيامه وأحواله ولكن قلّما يوجد من رنا إليها حق الدنو وولع بها ولع صب ذى حنين وحنو .
الغرباء يقولون عنها بالحدس والتخمين ويحملون فى وصفها ويفصلون وينطقون بما لايعلمون حتى كسوها ثوباً غير ما لاق بها وكادوا يحلئون الظامى إلى مشربها ولو أنهم قصروا عليها اشتياقهم
ولم يخلبهم من غيرها ماشاقهم وتذللوا لها حرصاً على معرفة مكنونها وتاقوا إليها كلفاً بإدراك شئونها لأطلعتهم على علم أسرار ألفاظها وأسارير حسنها وتباشير فنها وحكمة وضعها وبهجة مطلعها .

لم يقدروها أهلها حق قدرها ولاعرفوا أنها الفاضلة وغيرها المفضول فهناك من عدلوا عنها إلى لغات العجم واتخذوا منها ألفاظاً وهى فى لغتهم أفصح وأحكم ولجأوا إليها
وهى فى لغتهم أعذب منطقاً وأبهى رونقاً .
ماسواها من لغات فقيرات وهى الغنية متشاكسات وهى السوية ماسواها إلا كالثوب المرقع والوجه القبيح المبرقع ومامثلها إلا كدوحة ذات أفنان ظلها ظليلاً ضافياً وموردها عذباً صافياً .
الجاحد لحسنها والممارى فى محاسنها كالجاحد لوجود الشمس والممارى فى خلود النفس .


***********************************************

كلما قرأت كلامك اخى الاستاذ السعيد شويل كلما احسست اننى جالس فى ظل شجرة كل صفاتها طيبة من الظل والنسيم والعطر و طعم ثمارها وجمال نسقها فلا اجد فرارا من ان ادلى بدلوى لأخذ بعض الثمار الطيب
وليس هناك حجة ابلغ من كونها حملت كلام الله سبحانه وتعالى لبيان ان علوها صار فى مرتبة مطلقة لبيان مراد الله سبحانه ودلالات مراده سبحانه وتعالى
وان تلك اللغة كما حملت كلام العزيز الحكيم فان اهلها يجب ان يكون ذلك اعتقادهم فى عزتها وحكمتها فلا يرتعوا بها فى السفاهات والتسكع بها فى البارات والتسول بها فى الطرقات والغوص بها فى الشهوات

.................................................. ........

أشكر لكم أخى العزيز رأفت أبو طالب هذا الشعور النبيل والثقة الغالية
وبارك الله فيكم وأثابكم المولى سبحانه وتعالى خير الجزاء
ولكم تحياتى وتقديرى

..................

قول صادق منصف بحق اللغة العربية حمال ثقافتنا وعريق حضارتنا ولغة دستور الأمة القرآن الكريم
كتبته بأداء أدبي جميل وتحليق بلاغي رائق، إلا من بعض عثرة أرى النص استدعى من الكاتب أهتماما أكبر باللغة باعتبارها موضوعه
رنا إليها حق الدنو !!
ظلها ظليلاً ضافياً وموردها عذباً صافياً .. بل ظلّها ظليل ضافٍ وموردها عذب صاف
لم يقدروها أهلها .. أيريد الكاتب هنا إحياء لغة أكلونا البراغيث

دمت بخير
تحاياي