كثر التكالب على أمتنا العربية .. ، من الجار القريب ، ومن الآخرين وراء البحار !
لقد بعثتمْ رياحاً شرّها جللُ ******** هبَّتْ علينا بنار البَغي تشتعلُ
فأخبرتنا بقرب السَّوْء سَوْرَتُها ***** يَختالُ فيها عُتُوٌّ جائِرٌ عَجِلُ
وأسهبَ الهَبُّ في إيضاح نِيّتكمْ ***** ليطمأنّ بأنّ الشرح مُكتملُ !
هذي الطليعة أَدْرَتْنا بِمَقْدمكمْ ** منها الرزايا وبَرْح الضَّيم يَنْسَجِلُ
دسَسْتُم البُغضَ في طيّات مِئْزَرِها *** وطَرْفُها بقَتَام الغدر يكتحلُ
كانت رسولٌ ، جَلا فَحْوى رسالتكمْ * بِئْسَ المُراسِلُ والفَحْواءُ والرُسُلُ !
إنَّ الرسائل تُبْدِي طبعَ مرسلها **** وقد تَبَدّى بما أرسلتمُ الدَّخَلُ !
نَدْرِي الضغائنَ والشَّحْنا توائِمكمْ * وأرضعتكمْ معاً من ثديها الحُوَلُ
***************
لقد خَبرْنا وحوشَ الغزو قبلكمُ *** فما هَلِعْنا ، ومنّا لمْ ينلْ وَهَلُ
عَمداً غَفلْتمُ عنْ تاريخِ سُؤْدَدنا : * " إنّ التواريخَ لا يُوديْ بها الغَفَلُ "
فلن نُزَيّن ماأعطتْ حضارَتُنا ****** ولن نُذكّر أنْ مِنّا أتتْ رُسُلُ
وأنّ أفراسنا راثتْ بشاطئكم ***** وأنّ فرساننا في عَقْرِكُمْ نزلوا!
لسنا نقول لكي نجترّ رِفْعَتنا ******* أو أنْ نُعظّم للأجداد مافعلوا
تلك المفاخر كانت زَهْو مَنْ سَلَفُوا * حتّى بنوها لها أرواحَهمْ بذلوا
فلا بجاهٍ مضى تُوقَى عرائننا ** أوْ بالتغنّيْ سيُحمى الشَطُّ والجبلُ
ولا سناءٌ خبا يُرْديْ تَعَسّفكمْ****** ولا وَعَيدٌ على الأطلال يَتَّكِلُ !
فنحن نعلم مايُدمِيْ تَجَبُّركم ********** فلا يعود لكمْ في بُرْئِهِ أَمَلُ
هو التعاضدُ ، يُؤْتِيْ خيرَ أمتنا **** فما من القَزَعِ الصّنْدِيدُ يَنْسَجِلُ !
الدَّخَلُ : الغَدْرُ والمَكْرُ والخَدِيعَةُ-- ( ولاَ تتخِذُوا أيمَانَكُم دَخَلاً بينَكُم )
الحُوَلُ : الدواهي .. والأمور المنكرة العظيمة !
القَزَع : السحاب المتفرق ، الرقيق ، لايتأتى منه الخير - المطر - .
الصنديد : المطر العظيم القطر .