((من خلف ستائر حلم))
بعد منتصف غفوتي الصباحية
ابتلعني حلمي وجدرانه الضيقة
انهال على رأسي من شرفات الفكر
وقفت على نافذة اشتياقي إليك أخاطبك
أمد عيني لتتناولك رفيق حلم
كنتُ كالماء الذي يضحك على نفسه
بظنهِ أن الحصاة الملقاة فيه حياة
أنفلتت الروح بهيبتها من الجسد
وبقي هو مستلقياً على الريش
تخليت حلمي بساط يطير بي
لأجمع القبلات من النجوم
قلبت عيني تلك الصور بشجون
كوَّنتك مرة بجواري
ترمقني بنظراتك وبسمتك الممتلئة حنيناً
يداك تحتضنان يدي الباردة الراجفة
فتضفي علي من دفئ حبك
لتروي الروح المتلهفة العاشقة
سأدع ذاك الحلم يرسمني
بأحضانك وبراكينه الحارقة
لملم قلباً تناثر
مع أمطار الشتاء الجارفة
سأفتح أفق الحلم على كل الطرائق
لأمسك بنواصيه وأكون كزهرة باسقة وارفة
أرقص على إيقاع موسيقى حبك
برغبة مشتركة تدندن لحن الحلم
وأكون لأغنية شوقي لك عازفة
ياللفاحم الجميل ياليّْلهْ الطويل
وروحي الذاهبة معك لغيب جميل
هناك أنا بين احتمالين
إما في غيبياتك
أوبين يَدَ البيّْن
الصمت فيك صوت العقل والسُّكون
مررت بي أيها الحلم وكنت عاصفاً
جعلت لي مجرد جناحين
وأنا كالبحر يكتب مذكراته كل فجر
أو كعصفورة تهادن الريح
استيقظت وأيقنت
أنك لم تكن سوى حلم
مر على شرفات الفكر
وذهب مع ضياء فجر يصيح