|
مِنِ انثِيالِ السَّحابِ البِيضِ بالمَطَرِ |
|
|
لِأَوَّلِ النَّهرِ أَعْلى وَاحَةِ العُمَرِي |
تَنْسَابُ هذي الحُرُوفُ الخُضرُ في خَلَدِي |
|
|
نَشيدَ حُبٍّ بِلا عُودٍ وَلا وَتَرِ |
تَذُودُ عَنْ قلبيَ المُضْنَى فَجِيعَتَهُ |
|
|
وَتَبعَثُ النَّورَ في رُوحِي وفي بَصَري |
مُوشَّياتٍ بما في الذِّكرِ منْ عِظَةٍ |
|
|
وَمُلهماتٍ بما قدْ صحَّ في الأَثَرِ |
تَستَلُّ من مُهْجتي حُزني وَتَمنَحُني |
|
|
رِضًا وَعَزمًا على التَّسليمِ بِالقَدَرِ |
حَسِبتُني كنتُ فَرْدًا حَينَ دَاهَمَني |
|
|
فَقْدُ الحَبيبِ فَلا آسٍ منَ البَشَرِ |
وَإذْ مَعَي مُهْجَةُ الخَنْسَاء وَاقِفَة |
|
|
وُقُوفَ مَنْ يُرشِدُ الحَيرانَ في السَّفَرِ |
تَحطّ عَنْ كَاهِلي همَّاً تَنُوءُ بهِ |
|
|
جَلامِدُ الصَّخرِ مِنْ ثَهْلانَ أَوْ أَقَرِ |
تِلْكَ الّتي قَلبُها مَا مِثْلهُ وَطَنٌ |
|
|
لِلْمُتعَبينَ مِنَ الخَضْرَا إِلى قَطَرِ |
تَذُبُّ عَنْ أُمَّةٍ أَضْحَتْ كَرَامَتُها |
|
|
تُصارِعُ التَّيهَ والمِلْيَارُ في خَدَرِ |
تَسرِي إِلى كُلِّ قُطْرٍ ضَجَّ مِنْ أَلمَ |
|
|
وَمَا تَشَكَّتْ لِعينِيها مِنَ السَّهَرِ |
سَجيَّةٌ مِثْلَ نُورِ الشَّمْسِ سَاطِعة |
|
|
تَوارَثَتْها أَبًا عَنْ جَدِّها المُضَري |
مِنْ مِسْكِ دَارِينَ أَزْكَى نَشْر رَائِحَةٍ |
|
|
وَمِنْ (خِلاصِ الحَسَا) أَحْلى وَمِنْ هَجَرِ |
أَمِيرَةَ الشِّعْرِ يَا إِغْدَاقَ سَارِيَةٍ |
|
|
تَجُودُ في إِثْرِها الرِّيضانُ بِالزَّهَرِ |
وَيَا كِبَارَ القَوافي حَينَ ينْضِدُها |
|
|
فُؤَادُكِ الطُّهْرُ في عَقْدٍ مِنَ الدُّرَرِ |
مَكَانُها في دُرُوبِ الغَيمِ مُؤْتَلقٌ |
|
|
تَشِعُّ مِنْ جِيرةِ الأَفْلاكِ كَالقَمَرِ |
وَقَفْتُ أَنثُرُ مَعْنَاها عَلى وَجَعِي |
|
|
فَعَالَجَتْ جُرْحَ قَلبٍ جَدّ مُنكَسرِ |
وَمرَّ مِنْ بَاذِخِ المَبْنَى بِذَائِقتي |
|
|
عِطْرٌ مِنَ الشِّيحِ زَاكٍ سَاعَةَ السَّحَرِ |
يَا أَصْدَقَ النَّاسِ وِدَّاً إنَّ قَافِيَتي |
|
|
نَخلٌ طِوالٌ بِلا طَلْعٍ وَلا ثَمَرِ |
هَزَزْتُها لمَ ْتُسَاقِطْ عِذْقَ شَارِدةٍ |
|
|
مِمَّا يَليقُ بِهذَا السَّلْسَلِ النَّمِرِ |
فَسِامِحيها وَخُطِّي في هَوَامِشِها |
|
|
مَا يُسْعِفُ الحَالَ مِنْ عُذْرٍ لِمُعْتَذِرِ |