همسات لمساءات عينيها ..!

أكلّما رأيتِ وردا تناثرت فرشات
أكلما عانقك الفرح تناثرت حبورا
أكلما داهمك الربيع
تناثرت طيورا

دعيني أغرق في طوفان عينيك
واملأ رئتي من أنفاسك
دعيني اتلاشى بين تفاصيلك
و أتسرب في عروقك
لكي تبتل الحنايا من حنانك

انت انثى حالمة
هائمة ..هادئة ... ناعمة
انوثتك طاغية على ملامحك
وفرحتك بالحب تضوع فيك ياسمينا

أعشقك...ببراءة الأطفال
ونزق الصبا
وطيش الشباب
ووقار الشيوخ
وزهد العاكفين
أعشقك بجنون الريح
وصخب البحر
واضطراب الموج
كهدوء الليل في هزيعه الأخير
كانسدال الظلام في الليل
وتهور النهر يشق الفيافي
أعشقكِ أنتِ .. و
كالرمل أذوب على ضفافك
كالطير أحلق في فضائك
كالثمر أتدلى عناقيد من أغصانك
كالمنديل أكفكف دمعك
كالبسمة أطرز ثغرك
كالعطر أنهمر من أنفاسك
كالكحل أؤطّر مقلتيك
كأحمر الشفاه ألتصق بشفاهك
كالشَّعر أنسدلُ على كتفيك
كالمشط أرتّبُ خصلاتك
كالوسادة أحضن رأسك لأقاسمه الحلم
كدعاء الأمهات أواكب خطوك
كالمطر أنحدر من غيمك
كالفراش أمشي بين حقولك
كالقمر ، كالنسيم أدلف من نافذتك

أعشقك أنت
وأرسمك طيفاً يرافق نبضي
وحرفا أردده
ولحنا أدندنه
وعطرا أؤرّجه
وسعادة تملأ وجهي بشرا

كفيروز الصباح كقهوتي السادة
كدفتر أشعاري تحت الوسادة
أدمنتُ حبّك
حتى أدمنتُ اعتيادَه
فبعض الحبّ أخلاق
وإخلاص وعبادةْ

كم أشعر بالغربة
عندما لا أراك
وكم أشعر بروعة الدنيا وجمال الكون
لحظة التفكير فيك
و لحظة التحليق في سماوات عينيك
ولحظة بوحك
و لحظة وجودك
وكم أتلذذ حين أذوب طربا بين يديك

عيناااااااك
تسرقان روحي من جسدي
تمسحان خارطة قلبي
وتعيد رسمها بلون حروفك
ورحيق إحساسك
أُقسم أنني أدمنتك وأحببتك
وسالت حروفي نهرا على ضفاف روحك
الدافئة

ايها الركن الهانئ الهادئ
في زمن التعاسة والضجيجْ
عيناك حبلى بالجمال
وقلبك بالوفاء
وروحك بالأريجْ
مقدسة كالكعبة أنت، كقبة القدس
ومشاعري كلُّها حجيجْ
يا أجمل أغنية
وأطيب أنشودة يرددها الحب
في زمن التهريجْ
يا منتدى كل فاتن
وملتقى كل بهيجْ
وحدك الصفاء والنقاء
وكل ما عداك هجين ومزيجْ
انت ارتكازة الكون
لولاك يهتز الكون ويهيجْ
وحبك انت منتهى الرشد
ومنتهى الكمال
لا يقوى عليه الخديجْ

كلَّ ليلةٍ
أُحيلُ غرفة نومي
في غيابِك إلى محرابْ
وأُغلِقُ دون طيوفِكَ بابي
حتى كأنْ ليسَ هنالِكَ بابْ
لأُقيمَ صلَواتِ عِشْقِكَ
في خشوعٍ، تماما
كما يفعلَ التُّوّابْ
كم ذا أعشقُ عيوني
حينَ تُعَلِّقُ طيوفَك
كالآياتِ على الأهدابْ
إن لم تكن مترَعةً بك
حتى الماءُ في كأسي سَرابْ
وحين أختلطُ بالناس
لا أرى أحداً من حولي
كأنما هم عن التجوال في إضرابْ
يا أولَ الأحبابْ
يا آخرَ الأحبابْ
لا يُقارَنُ أحبابٌ بك ولا أصحابْ
حين أقارنُ بك الناسَ
حتى أهلي قياساً بك أغرابْ
آه من بُعدِك
يجعلُ من لحظاتي شجراً
والشوقُ هو الحَطّابْ
فليت الأممَ المتحدةَ
تعدُّ مكافحةَ البعدِ عن المحبوبِ
بنداً من مُكافحةِ الإرهابْ