لا احد ينكر أننا نعيش في زمن اصبح فيه التسابق محموما ً على تصنيع وامتلاك
احدث انواع الأسلحة بكافة اشكالها وانواعها للسيطرة على مكان ما برا ً و
بحرا ً وجوا ً ؛ حيث أن هذه الأسلحة هي ، من ناحية مبدئية على الأقل ، لها
الحكم الفيصل في تقرير وفرض امر واقع على حدث معين .
ولكن في الوقت ذاته ، يبقى الأنسان هو صانع هذه
الأسلحة ومستخدمها ؛ بمعنى أنه مهما تعاظمت قوتها وأداؤها ، فلن يكون دور
الأنســــــان معزولا عن التأثر والتأثير على واقع الحرب أو المواجهة العسكرية .
من هو الأنســــــــــــــان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انه تركيبة سلوكية متشابكة من الأحاسيس والمشاعر والأنفعالات التي تظهر
آثارها على تصرفاته وسلوكياته وأدائه ، ومن هذه السلوكيات الخـــــوف
والتوتر والقلق .
ومن هنا ، ولكون هذه التركيبة السلوكية التي تسمى الأنسان ، لايمكن
تجاهلها أو عزلها كعنصر ومحور فاعل في الحرب ، فلا بد من التأثير عليها
لأضعافها وخلق صراع سيكولوجي في داخلها يجعل منها ضحية للخوف
والتردد والتوتر الذي يؤثر في نهاية المطاف على أدائها بشكل سلبي يحسم
نتيجة الحرب لصالح الطرف الآخر .
وهكذا ، وعلى ضوء ذلك ، اصبحت (( الحــــــــــــرب النفسيـــــــة
)) جزء لايتجزأ من الحرب العسكرية ، ان لم تكن احدى أهم المؤثرات ،
في حسم المعركة . ولتفعيل دور هذا النوع الفاعل من الحرب على نطاق اوسع
واشد فاعلية وتاثيرا ً ، فكان لابد من تجيير الآلة الأعلامية الدعائية لخدمة هذا
النوع من الحرب ؛ أي الحرب النفسية .
وبهذا ، تتشابك المحاور الثلاثة العسكرية والأعلامية لتصب في نهاية
المطاف في الحـــــرب النفسية سواء على صعيد الجندي المحارب ، المواطن
المدني الواقع تحت القصف ، المواطن المدني الذي ينتمي له هذا المحارب .
ولو حاولنا تطبيق ذلك على الحـــرب الأمريكية البريطانية على العــــراق
لجمعنا الكثير من الشواهد والأمثلة على ذلك ، ولخلصنا الى نتيجة مفادها ان
الحرب النفسية تتخذ اشكالا دعائية اعلامية متغيرة حسب رد فعل الطرف الآخر
وحسب الواقع المعاش على الأرض .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا :
الى أي مدى نجح الطرفان في تفعيل هذه الحرب النفسية ؟؟؟؟؟؟