أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 21

الموضوع: تحقيق مسألة تلبس الجن بالإنسان..

  1. #11
    الصورة الرمزية فكير سهيل قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات : 1,051
    المواضيع : 97
    الردود : 1051
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجت الرشيد مشاهدة المشاركة

    ( هناك حديث صحيح يبين ذلك فلا يدع مجالا للشّك ألا و هو :
    "عن يعلى بن مرة الثقفي: عن أبيه: أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها صبي لها به لمم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اخرج عدو الله، أنا رسول الله، قال: فبرأ. " رواه أحمد، وصححه الألباني ).


    الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد والذي فيه ( أخرج عدو الله ) ضعيف، لأن المنهال بن عمرو لم يسمع من يعلى بن مرة. أي بينهما مجهول..
    فأين صحح الشيخ الألباني الحديث ؟

    ( مسألة تخبّط الشّيطان لآكل الرّبا فقد قال ابن عبّاس: آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا يُخْنَق )

    قلت ذلك.. أن جمهور المفسرين ذهبوا أن القيام المقصود في الآية يكون في الآخرة، أي أن آكل الربا يقوم يوم القيامة كالشخص الذي مسّه الشيطان وتخبّطه في الدنيا.. وأن الآية تدل على أن الشيطان له قدرة التلبس والصرع للإنسان..

    لكن هل الآية قطعية الدلالة على التلبس؟
    حسب بحثي لا..

    ( و المسّ يحتمل عدّة معان كمخالطة البدن للبدن وانظر إلى قوله تعالى "من قبل أن تمسّوهن" قال البغوي في تفسيره "والمراد بالمس المذكور في الآية : الجماع" ).

    ما مصدر قولك أخي على أن المس يتحمل معنى مخالطة البدن للبدن ؟
    فأنا وجدت أن المس في الآية (كناية) عن الجماع.. جاء في لسان العرب : (يكنى بالمساس عن الجماع والمُماسَّةُ كناية عن المباضَعَة وكذلك التَّمَاس قال تعالى "من قبل أَن يَتَماسَّا". وفي الحديث "فأَصَبْت منها ما دون أَن أَمَسَّها" يريد أَنه لم يجامعها. وفي حديث أُم زرع زوجي المَسُّ مَسُّ أَرْنَب وصفَتْه بلين الجانب وحسن الخَلْقِ قال الليث لا مِساس لا مُماسَّة أَي لا يَمَسُّ بعضُنا بعضاً وأَمَسَّه شَكْوى أَي شكا).
    وفي تاج العروس للزبيدي : (قولُه تَعَالَى : " منْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا " وهو كِنَايةٌ عَنِ المُبَاضَعَةِ وعِبَارَةُ التّهْذِيبِ : والمُمَاسَّةُ : كنَايَةٌ عن المُبَاضَعَةِ).

    ( كأن يتكلّم بلغة غير لغة المصروع الأصلية بحيث لا يكمنه أن يكون عن مجرّد وسوسة كأن يقول له قل كذا و كذا بل هو تحكّم في أسباب الكلام في الدّماغ و إلا لكان حال الكثير هكذا بحكم وسوسة الشيطان لبني آدم و هو عمله, و الوسوسة يمكن أن يردّها صاحبها أو جزء منها, و كذلك شلل الجسم و إيذاء أعضاء داخلية كالمعدة و سائر الأعضاء فلا يعقل أن يؤذيها من الخارج. قد يقال أن الجنّي يؤذي الإنسيّ عن طريق السّحر بالعقاقير فيُقال بأنّه لو كان الأمر كذلك لما كانت هناك حاجة للتّفريق بينهما و لا كان هناك ذكر للمسّ أصلا و قدّ خصّه الله تعالى بالذّكر في الآية دون السّحر الذي ذكره في غير موضع من القرآن الكريم ).

    لم يثبت في الشرع أن الجني يتكلم بلسان الإنسان أو أنه يتحكم في أسباب الكلام في الدماغ..
    وهذه أمور ٌ غيبية لا تعرف إلا من خلال الشرع..

    ( و التجارب تدل على أن الجنّي يعترف بالدخول و الخروج, فقد يكون كاذبا و لكن تواتر الأخبار خاصة من الرقاة و منهم العلماء منذ القديم يدل على استحالة التواطؤ على الكذب و خداع العلماء, خاصة و أن الجنّي يكون في حالة لا يحمدها و لا يمكنه معها التمثيل و إلا كيف يترك بعدها المصروع ).

    التجارب لا تؤخذ في الأمور الغيبية، وقد نقلت في البحث كلاماً قيّماً للشيخ الألباني في مسألة التجارب فراجعه مشكوراً..

    تقبل أخي العزيز تحياتي وخالص دعواتي




    أولا الحديث صححه الشيخ في السلسلة الصحيحة وقد ذكر في تصحيحه حديث عثمان " يا شيطان اخرج من صدر عثمان ! [ فعل ذلك ثلاث مرات ] " .

    قال " السلسلة الصحيحة " 6 / 999 :
    ...
    . الرابعة : يرويه عيينة بن عبد الرحمن : حدثني أبي عن عثمان بن أبي العاص
    قال : لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء
    في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي ! فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله
    عليه وسلم ، فقال : " ابن العاص ؟ " . قلت : نعم يا رسول الله ! قال : " ما جاء
    بك ؟ " . قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي ! قال
    : " ذاك الشيطان ، ادنه " . فدنوت منه ، فجلست على صدور قدمي ، قال : فضرب صدري
    بيده ، و تفل في فمي و قال : " اخرج عدو الله ! " . ففعل ذلك ثلاث مرات ، ثم
    قال : " الحق بعملك " . أخرجه ابن ماجه ( 3548 ) و الروياني في " مسنده " ( ق
    148 / 1 - 2 ) كلاهما بإسناد واحد عنه . و هو إسناد صحيح . و في الحديث دلالة
    صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان و يدخل فيه و لو كان مؤمنا صالحا ، و في
    ذلك أحاديث كثيرة ، و قد كنت خرجت أحدها فيما تقدم برقم ( 485 ) من حديث يعلى
    بن مرة قال : " سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا ..
    " و فيه : " و أتته امرأة فقالت : إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين ، يأخذه كل
    يوم مرتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أدنيه " ، فأدنته منه ،
    فتفل في فيه ، و قال : اخرج عدو الله ! أنا رسول الله " . رواه الحاكم و صححه .
    و وافقه الذهبي ، و هو منقطع . ثم خرجته من طرق أخرى عن يعلى ، جود المنذري
    أحدها ! ثم ختمت التخريج بقولي : " و بالجملة فالحديث بهذه المتابعات جيد
    <1> .
    و الله أعلم " . ثم وقفت على كتاب عجيب من غرائب ما طبع في العصر الحاضر بعنوان
    ( طليعة " استحالة دخول الجان بدن الإنسان " ) ! لمؤلفه ( أبو عبد الرحمن إيهاب
    بن حسين الأثري ) - كذا الأثري موضة العصر ! - و هذا العنوان وحده يغني القارئ
    اللبيب عن الاطلاع على ما في الكتاب من الجهل و الضلال ، و الانحراف عن الكتاب
    و السنة ، باسم الكتاب و السنة و وجوب الرجوع إليهما ، فقد عقد فصلا في ذلك ، و
    فصلا آخر في البدعة و ذمها و أنها على عمومها ، بحيث يظن من لم يتتبع كلامه و
    ما ينقله عن العلماء في تأييد ما ذهب إليه من الاستحالة أنه سلفي أو أثري - كما
    انتسب - مائة في المائة ! و الواقع الذي يشهد به كتابه أنه خلفي معتزلي من أهل
    الأهواء ، يضاف إلى ذلك أنه جاهل بالسنة و الأحاديث ، إلى ضعف شديد باللغة
    العربية و آدابها ، حتى كأنه شبه عامي ، و مع ذلك فهو مغرور بعلمه ، معجب بنفسه
    ، لا يقيم وزنا لأئمة السلف الذين قالوا بخلاف عنوانه كالإمام أحمد و ابن تيمية
    و ابن القيم ، و الطبري و ابن كثير و القرطبي ، و الإمام الشوكاني و صديق حسن
    خان القنوجي ، و يرميهم بالتقليد ! على قاعدة ( رمتني بدائها و انسلت ) ، الأمر
    الذي أكد لي أننا في زمان تجلت فيه بعض أشراط الساعة التي منها قوله صلى الله
    عليه وسلم : " و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل
    التافه يتكلم في أمر العامة " <2> . و نحوه قول عمر رضي الله عنه : " فساد
    الدين إذا جاء العلم من الصغير ، استعصى عليه الكبير ، و صلاح الناس إذا جاء
    العلم من قبل الكبير ، تابعه عليه الصغير " <3> . و ما أكثر هؤلاء ( الصغار )
    الذين يتكلمون في أمر المسلمين بجهل بالغ ، و ما العهد عنا ببعيد ذاك المصري
    الآخر الذي ألف في تحريم النقاب على المسلمة ! و ثالث أردني ألف في تضعيف قوله
    صلى الله عليه وسلم : " عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين " ، و في حديث
    تحريم المعازف ، المجمع على صحتهما عند المحدثين ، و غيرهم و غيرهم كثير و كثير
    !! و إن من جهل هذا ( الأثري ) المزعوم و غباوته أنه رغم تقريره ( ص 71 و 138 )
    أن : " منهج أهل السنة و الجماعة التوقف في المسائل الغيبية عندما ثبت عن رسول
    الله صلى الله عليه وسلم ، و أنه ليس لأحد مهما كان شأنه أن يضيف تفصيلا ، أو
    أن ينقص ما ثبت بالدليل ، أو أن يفسر ظاهر الآيات وفق هواه ، أو بلا دليل " .
    أقول : إنه رغم تقريره لهذا المنهج الحق الأبلج ، فإنه لم يقف في هذه المسألة
    الغيبية عند حديث الترجمة الصحيح . بل خالفه مخالفة صريحة لا تحتاج إلى بيان ،
    و كنت أظن أنه على جهل به ، حتى رأيته قد ذكره نقلا عن غيره ( ص 4 ) من الملحق
    بآخر كتابه ، فعرفت أنه تجاهله ، و لم يخرجه مع حديث يعلى و غيره مما سبقت
    الإشارة إليه ( ص 1002 ) . و كذلك لم يقدم أي دليل من الكتاب و السنة على ما
    زعمه من الاستحالة ، بل توجه بكليته إلى تأويل قوله تعالى المؤيد للدخول الذي
    نفاه : *( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من
    المس )* تأويلا ينتهي به إلى إنكار ( المس ) - الذي فسره العلماء بالجنون - و
    إلى موافقة بعض الأشاعرة و المعتزلة ! الذين فسروا ( المس ) بوسوسة الشيطان
    المؤذية ! و هذا تفسير بالمجاز ، و هو خلاف الأصل ، و لذلك أنكره أهل السنة كما
    سيأتي ، و هو ما صرح به نقلا عن الفخر الرازي الأشعري ( ص 76 و 78 ) : " كأن
    الشيطان يمس الإنسان فيجن " ! و نقل ( ص 89 ) عن غيره أنه قال : " كأن الجن مسه
    " ! و عليه خص المس هذا بمن خالف شرع الله ، فقال ( ص 22 ) : " و ما كان ليمس
    أحد ( كذا غير منصوب ! ) <4> إلا بالابتعاد عن النهج المرسوم " ! و لو سلمنا
    جدلا أن الأمر كما قال ، فلا يلزم منه عند العلماء ثبوت دعوى النفي ، لإمكان
    وجود دليل آخر على الدخول كما في هذا الحديث الصحيح ، بينما توهم الرجل أنه
    برده دلالة الآية على الدخول ثبت نفيه إياه ، و ليس الأمر كذلك لو سلمنا برده ،
    فكيف و هو مردود عليه بهذا الحديث الصحيح ، و بحديث يعلى المتقدم و بهما تفسر
    الآية ، و يبطل تفسيره إياها بالمجاز . و من جهل الرجل و تناقضه أنه بعد أن فسر
    الآية بالمجاز الذي يعني أنه لا ( مس ) حقيقة ، عاد ليقول ( ص 93 ) : " و اللغة
    أجمعت على أن المس : الجنون " . و لكنه فسره على هواه فقال : أي من الخارج لا
    من الداخل ، قال : " ألا ترى مثلا إلى الكهرباء و كيف تصعق المماس لها من
    الخارج ... " إلخ هرائه . فإنه دخل في تفاصيل تتعلق بأمر غيبي قياسا على أمور
    مشاهدة مادية ، و هذا خلاف المنهج السلفي الذي تقدم نقله عنه ، و مع ذلك فقد
    تعامى عما هو معروف في علم الطب أن هناك جراثيم تفتك من الداخل كجرثومة ( كوخ )
    في مرحلته الثالثة ! فلا مانع عقلا أن تدخل الجان من الخارج إلى بدن الإنسان ،
    و تعمل عملها و أذاها فيه من الداخل ، كما لا مانع من خروجها منه بسبب أو آخر ،
    و قد ثبت كل من الأمرين في الحديث فآمنا به ، و لم نضربه كما فعل المعتزلة و
    أمثالهم من أهل الأهواء ، و هذا المؤلف ( الأثري ) - زعم - منهم . كيف لا و قد
    تعامى عن حديث الترجمة ، فلم يخرجه البتة في جملة الأحاديث الأخرى التي خرجها و
    ساق ألفاظها من ( ص 111 ) إلى ( ص 126 ) - و هو صحيح جدا - كما رأيت ، و هو إلى
    ذلك لم يأخذ من مجموع تلك الأحاديث ما دل عليه هذا الحديث من إخراجه صلى الله
    عليه وسلم للشيطان - من ذاك المجنون - ، و هي معجزة عظيمة من معجزاته صلى الله
    عليه وسلم ، بل نصب خلافا بين رواية " اخرج عدو الله " و رواية " اخسأ عدو الله
    " ، فقد أورد على نفسه ( ص 124 ) قول بعضهم : " إن الإمام الألباني قد صحح
    الحديث " ، فعقب بقوله : " فهذا كذب مفترى ، انظر إلى ما قاله الشيخ الألباني
    لتعلم الكذب : المجلد الأول من سلسلته الصحيحة ص 795 ح 485 " . ثم ساق كلامي
    فيه ، و نص ما في آخره كما تقدم : " و بالجملة فالحديث بهذه المتابعات جيد . و
    الله أعلم " . قلت : فتكذيبه المذكور غير وارد إذن ، و لعل العكس هو الصواب ! و
    قد صرح هو بأنه ضعيف دون أي تفصيل ( ص 22 ) ، و اغتر به البعض ! نعم ، لقد شكك
    في دلالة الحديث على الدخول بإشارته إلى الخلاف الواقع في الروايات ، و قد ذكرت
    لفظين منها آنفا . و لكن ليس يخفى على طلاب هذا العلم المخلصين أنه ليس من
    العلم في شيء أن تضرب الروايات المختلفة بعضها ببعض ، و إنما علينا أن نأخذ
    منها ما اتفق عليه الأكثر ، و إن مما لا شك فيه أن اللفظ الأول : " اخرج " أصح
    من الآخر " اخسأ " ، لأنه جاء في خمس روايات من الأحاديث التي ساقها ، و اللفظ
    الآخر جاء في روايتين منها فقط ! على أني لا أرى بينهما خلافا كبيرا في المعنى
    ، فكلاهما يخاطب بهما شخص ، أحدهما صريح في أن المخاطب داخل المجنون ، و الآخر
    يدل عليه ضمنا . و إن مما يؤكد أن الأول هو الأصح صراحة حديث الترجمة الذي
    سيكون القاضي بإذن الله على كتاب " الاستحالة " المزعومة ، مع ما تقدم من
    البيان أنها مجرد دعوى في أمر غيبي مخالفة للمنهج الذي سبق ذكره .

    فالحديث المنقطع له طرق أخرى عن يعلى ابن مرة و قول الشيخ موسع في صحة الحديث.

    أما تساؤلك ما مصدر قولك أخي على أن المس يتحمل معنى مخالطة البدن للبدن ؟
    فقد ذكرت أعلاه نقلا عن لسان العرب ما يلي : وماسَّ الشيءُ مُمَاسَّةً ومِساساً: لَقِيَه بذاته. وتَمَاسَّ الجِرْمانِ: مَسَّ أَحدُهما الآخر.

    و قولك لم يثبت في الشرع أن الجني يتكلم بلسان الإنسان أو أنه يتحكم في أسباب الكلام في الدماغ..
    وهذه أمور ٌ غيبية لا تعرف إلا من خلال الشرع..

    نقول كذلك لا يوجد ما يدل على أن الوسوسة المجردة تسبب كل هذا الفعل فتسبب كلام الإنسان بقول لا يفققه و إلا كيف نفسر تكلم الإنسان بلغة لا يعرف عنها شيئا؟ هل هناك في النصوص ما يدل على أن الوسوسة الشيطانية تجعل الإنسان يتكلم بلسان لم يسمع به من قبل؟

    و أخيرا تساؤلك: التجارب لا تؤخذ في الأمور الغيبية، وقد نقلت في البحث كلاماً قيّماً للشيخ الألباني في مسألة التجارب فراجعه مشكوراً..
    نقول كذلك التجارب لا تصلح لإثبات ان ما يحدث للمصروع بسسب وسوسة و تأثير خارجي و قد ذكرتَ في شطر "محاكمة الواقع" ما يلي :
    يقول الدكتور عبدالدائم الكحيل في مقالته (تلبس الجن للبشر: حقيقة أم وهم؟) على موقعه: (قد يقول قائل: كيف يتحدث الجني على لسان المريض أثناء تلاوة القرآن عليه؟ إن هذه الظاهرة سببها أن المريض يعتقد بوجود جني يسكنه، ويأتي المعالج ليعزز هذا الاعتقاد فيصبح حقيقة واقعة بالنسبة للمريض. وكما نعلم من مبادئ علم النفس أن الذي يعاني من انفصام شخصية أو ما يشبه ذلك يتخيل عدة شخصيات تسكنه، ويحاول أن يثبت لنفسه صحة ذلك فيتحدث مع المعالج أو مع نفسه أو مع من حوله وعندما يسأل يقول إن الجني هو الذي يتكلم وليس هو). أين هي النصوص الصحيحة في هذا.

    بارك الله فيك اخي العزيز
    فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
    أبو عبد الله

  2. #12
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    أخي العزيز.. فقط أريدك أن تركز معي، فإني قرأت ما نقلت من كلام الشيخ الألباني، ووقفت كثيراً عند الأحاديث، ولو رجعت إلى البحث وقرأته بدقة لرأيت ما يجيب عن أسئلتك، ومع ذلك لا بأس من التفصيل :

    أولاً : حديث عثمان بن أبي العاص الذي فيه ( أخرج عدو الله ) لا يسلم من نقد السند، ففيه محمد بن عبدالله الأنصاري، ومحمد هذا فيه كلام (راجع البحث).
    وحديث عثمان بن أبي العاص الذي فيه ( يا شيطان أخرج من صدر عثمان ) لا يسلم أيضاً من نقد السند، ففيه عبدالله بن عبدالرحمن الطائفي، وعبدالله هذا فيه كلام (راجع البحث).

    والصحيح في قصة عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه هو في صحيح مسلم، ولا يوجد فيه ( أخرج عدو الله ) ولا ( يا شيطان أخرج من صدر عثمان ).

    ثانياً : أما ( حديث يعلى بن مرة قال : " سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا .." و فيه : " و أتته امرأة فقالت : إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين ، يأخذه كل يوم مرتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أدنيه " ، فأدنته منه ، فتفل في فيه ، و قال : اخرج عدو الله ! أنا رسول الله " . رواه الحاكم و صححه . و وافقه الذهبي ، و هو منقطع . ثم خرجته من طرق أخرى عن يعلى ، جود المنذري أحدها ! ثم ختمت التخريج بقولي : " و بالجملة فالحديث بهذه المتابعات جيد ).
    وقلت ( فالحديث المنقطع له طرق أخرى عن يعلى ابن مرة و قول الشيخ موسع في صحة الحديث ).


    أقول : حديث يعلى بن مرة ضعيف، وإنما جوّده الشيخ الألباني بالمتابعات، وأقول :
    ـ هذا الحديث أخرجه :
    الإمام أحمد في مسنده، وهو ضعيف، لجهالة عبد الرحمن بن عبد العزيز.
    والطبراني في المعجم الأوسط، وفي سنده محمد بن طلحة التيمي، قال الألباني عنه: فيه ضعف من قبل حفظه، ولذا قال الحافظ: صدوق يخطئ.
    وفيه أيضاً عبدالحكيم بن سفيان بن أبي نمر وهو مجهول.
    والدارمي في سننه، وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عبدالملك.
    والحاكم في المستدرك، وإسناده منقطع كما قال الألباني.
    وأنا لا أميل لتجويد الشيخ الألباني للحديث بالمتابعات، لأن طرق الحديث جميعها ضعيفة، وفي بعض الطرق انقطاع وجهالة..
    وخاصة إن الحديث في مسألة غيبية..

    ـ مسألة تحسين الحديث بالشواهد والمتابعات ليست قطعية، فالخلاف فيها قائم حسب علمي..

    ( أما تساؤلك ما مصدر قولك أخي على أن المس يتحمل معنى مخالطة البدن للبدن ؟
    فقد ذكرت أعلاه نقلا عن لسان العرب ما يلي : وماسَّ الشيءُ مُمَاسَّةً ومِساساً: لَقِيَه بذاته. وتَمَاسَّ الجِرْمانِ: مَسَّ أَحدُهما الآخر ).

    أين المخالطة فيما ذكرت ؟

    ( و قولك لم يثبت في الشرع أن الجني يتكلم بلسان الإنسان أو أنه يتحكم في أسباب الكلام في الدماغ..
    وهذه أمور ٌ غيبية لا تعرف إلا من خلال الشرع..

    نقول كذلك لا يوجد ما يدل على أن الوسوسة المجردة تسبب كل هذا الفعل فتسبب كلام الإنسان بقول لا يفققه و إلا كيف نفسر تكلم الإنسان بلغة لا يعرف عنها شيئا؟ هل هناك في النصوص ما يدل على أن الوسوسة الشيطانية تجعل الإنسان يتكلم بلسان لم يسمع به من قبل؟ )

    أنا لم أقل إن كلام المريض بلغة مختلفة سببه الوسوسة..

    ( نقول كذلك التجارب لا تصلح لإثبات ان ما يحدث للمصروع بسسب وسوسة و تأثير خارجي و قد ذكرتَ في شطر "محاكمة الواقع" ما يلي :
    يقول الدكتور عبدالدائم الكحيل في مقالته (تلبس الجن للبشر: حقيقة أم وهم؟) على موقعه: (قد يقول قائل: كيف يتحدث الجني على لسان المريض أثناء تلاوة القرآن عليه؟ إن هذه الظاهرة سببها أن المريض يعتقد بوجود جني يسكنه، ويأتي المعالج ليعزز هذا الاعتقاد فيصبح حقيقة واقعة بالنسبة للمريض. وكما نعلم من مبادئ علم النفس أن الذي يعاني من انفصام شخصية أو ما يشبه ذلك يتخيل عدة شخصيات تسكنه، ويحاول أن يثبت لنفسه صحة ذلك فيتحدث مع المعالج أو مع نفسه أو مع من حوله وعندما يسأل يقول إن الجني هو الذي يتكلم وليس هو). أين هي النصوص الصحيحة في هذا ).


    أنا لم أقل إن ما يحدث للمريض من صرع وتخبط سببه الوسوسة..
    وكذلك الدكتور الكحيل لا يقول ذلك أيضاً، وإنما يفسر ذلك من الناحية النفسية..


    تحياتي ودعواتي



    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  3. #13
    الصورة الرمزية فكير سهيل قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات : 1,051
    المواضيع : 97
    الردود : 1051
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجت الرشيد مشاهدة المشاركة

    أخي العزيز.. فقط أريدك أن تركز معي، فإني قرأت ما نقلت من كلام الشيخ الألباني، ووقفت كثيراً عند الأحاديث، ولو رجعت إلى البحث وقرأته بدقة لرأيت ما يجيب عن أسئلتك، ومع ذلك لا بأس من التفصيل :

    أولاً : حديث عثمان بن أبي العاص الذي فيه ( أخرج عدو الله ) لا يسلم من نقد السند، ففيه محمد بن عبدالله الأنصاري، ومحمد هذا فيه كلام (راجع البحث).
    وحديث عثمان بن أبي العاص الذي فيه ( يا شيطان أخرج من صدر عثمان ) لا يسلم أيضاً من نقد السند، ففيه عبدالله بن عبدالرحمن الطائفي، وعبدالله هذا فيه كلام (راجع البحث).

    والصحيح في قصة عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه هو في صحيح مسلم، ولا يوجد فيه ( أخرج عدو الله ) ولا ( يا شيطان أخرج من صدر عثمان ).

    ثانياً : أما ( حديث يعلى بن مرة قال : " سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا .." و فيه : " و أتته امرأة فقالت : إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين ، يأخذه كل يوم مرتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أدنيه " ، فأدنته منه ، فتفل في فيه ، و قال : اخرج عدو الله ! أنا رسول الله " . رواه الحاكم و صححه . و وافقه الذهبي ، و هو منقطع . ثم خرجته من طرق أخرى عن يعلى ، جود المنذري أحدها ! ثم ختمت التخريج بقولي : " و بالجملة فالحديث بهذه المتابعات جيد ).
    وقلت ( فالحديث المنقطع له طرق أخرى عن يعلى ابن مرة و قول الشيخ موسع في صحة الحديث ).


    أقول : حديث يعلى بن مرة ضعيف، وإنما جوّده الشيخ الألباني بالمتابعات، وأقول :
    ـ هذا الحديث أخرجه :
    الإمام أحمد في مسنده، وهو ضعيف، لجهالة عبد الرحمن بن عبد العزيز.
    والطبراني في المعجم الأوسط، وفي سنده محمد بن طلحة التيمي، قال الألباني عنه: فيه ضعف من قبل حفظه، ولذا قال الحافظ: صدوق يخطئ.
    وفيه أيضاً عبدالحكيم بن سفيان بن أبي نمر وهو مجهول.
    والدارمي في سننه، وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عبدالملك.
    والحاكم في المستدرك، وإسناده منقطع كما قال الألباني.
    وأنا لا أميل لتجويد الشيخ الألباني للحديث بالمتابعات، لأن طرق الحديث جميعها ضعيفة، وفي بعض الطرق انقطاع وجهالة..
    وخاصة إن الحديث في مسألة غيبية..

    ـ مسألة تحسين الحديث بالشواهد والمتابعات ليست قطعية، فالخلاف فيها قائم حسب علمي..

    ( أما تساؤلك ما مصدر قولك أخي على أن المس يتحمل معنى مخالطة البدن للبدن ؟
    فقد ذكرت أعلاه نقلا عن لسان العرب ما يلي : وماسَّ الشيءُ مُمَاسَّةً ومِساساً: لَقِيَه بذاته. وتَمَاسَّ الجِرْمانِ: مَسَّ أَحدُهما الآخر ).

    أين المخالطة فيما ذكرت ؟

    ( و قولك لم يثبت في الشرع أن الجني يتكلم بلسان الإنسان أو أنه يتحكم في أسباب الكلام في الدماغ..
    وهذه أمور ٌ غيبية لا تعرف إلا من خلال الشرع..

    نقول كذلك لا يوجد ما يدل على أن الوسوسة المجردة تسبب كل هذا الفعل فتسبب كلام الإنسان بقول لا يفققه و إلا كيف نفسر تكلم الإنسان بلغة لا يعرف عنها شيئا؟ هل هناك في النصوص ما يدل على أن الوسوسة الشيطانية تجعل الإنسان يتكلم بلسان لم يسمع به من قبل؟ )

    أنا لم أقل إن كلام المريض بلغة مختلفة سببه الوسوسة..

    ( نقول كذلك التجارب لا تصلح لإثبات ان ما يحدث للمصروع بسسب وسوسة و تأثير خارجي و قد ذكرتَ في شطر "محاكمة الواقع" ما يلي :
    يقول الدكتور عبدالدائم الكحيل في مقالته (تلبس الجن للبشر: حقيقة أم وهم؟) على موقعه: (قد يقول قائل: كيف يتحدث الجني على لسان المريض أثناء تلاوة القرآن عليه؟ إن هذه الظاهرة سببها أن المريض يعتقد بوجود جني يسكنه، ويأتي المعالج ليعزز هذا الاعتقاد فيصبح حقيقة واقعة بالنسبة للمريض. وكما نعلم من مبادئ علم النفس أن الذي يعاني من انفصام شخصية أو ما يشبه ذلك يتخيل عدة شخصيات تسكنه، ويحاول أن يثبت لنفسه صحة ذلك فيتحدث مع المعالج أو مع نفسه أو مع من حوله وعندما يسأل يقول إن الجني هو الذي يتكلم وليس هو). أين هي النصوص الصحيحة في هذا ).


    أنا لم أقل إن ما يحدث للمريض من صرع وتخبط سببه الوسوسة..
    وكذلك الدكتور الكحيل لا يقول ذلك أيضاً، وإنما يفسر ذلك من الناحية النفسية..


    تحياتي ودعواتي



    بارك الله فيك أخي أخي بهجت الرشيد
    أما مسألة عدم ميلك لتجويد الشيخ لحديث ابن مرة فهاته مسألة أخرى و قد رد الشيخ على من ينفي دخول الجني و الكثير من العلماء كابن تيمية و ابن باز و غيرهم
    فهنا يتجه البحث لدراسة الحديث كون إثبات دخول الجني متوقف عليه و هذا ما لا يمكنني القيام به فكل قولي يعتمد على صحة الحديث و خلاصة ما فهمته هو أن الحديث له طرق أخرى عن ابن مرة غير الطريق المنقطع.
    أما حديث عثمان فقد قال الشيخ فيه ما يلي: أخرجه ابن ماجه ( 3548 ) و الروياني في " مسنده " ( ق148 / 1 - 2 ) كلاهما بإسناد واحد عنه . و هو إسناد صحيح. و في الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان و يدخل فيه و لو كان مؤمنا صالحا ، و في ذلك أحاديث كثيرة, هذا كل قوله.

    و أما تفسير الدكتور الكحيل فهو يعتمد على علم النفس و المعلوم أن علم النفس من العلوم التي تعتمد على المنهج التجريبي أي حالاته خاضعة للتجربة و الفرضيات و الاستنتاجات و كلها يعتريها النقص و أساسها التنظير, فقد عاد بنا إلى تفسير حال المصروع عن طريق التجارب, فكان سؤالي أين هي النصوص في قوله.

    و يبقى سؤالي لماذا يتكلم المصروع بلغة لا يعرفها أصلا؟ و كيف تتكم المصروعة بلسان رجل؟ لا علم النفس و لا وسوسة الشيطان يمكنه أن يفسّرها.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ( مجموع الفتاوى - (ج 24 / ص 277)
    . ( وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل قلت لأبي : إن أقواما يقولون : إن الجني لا يدخل في بدن المصروع فقال : يا بني يكذبون هذا يتكلم على لسانه . وهذا الذي قاله أمر مشهور فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما . والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله وقد يجر المصروع وغير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول آلات وينقل من مكان إلى مكان ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان . وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك ).
    نرى هنا أن الشيخ يستدل بالتجربة و ما رأته العين بعيدا عن النصوص في قوله ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا.

    و مسألة المماسة في الزواج قلت أنها تدل على الجماع كما هو معلوم أليس فيه إيلاجا خلافا للمس الخارجي و هذا ما أرادته الآية أي الجماع و قلت ألا يمكن بهذا حمل المس على الإدخال في آية المسّ الشّيطاني, و لكن هذا قول لا سند لي فيه و لا أجزم به.

  4. #14
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    (أما مسألة عدم ميلك لتجويد الشيخ لحديث ابن مرة فهاته مسألة أخرى و قد رد الشيخ على من ينفي دخول الجني و الكثير من العلماء كابن تيمية و ابن باز و غيرهم
    فهنا يتجه البحث لدراسة الحديث كون إثبات دخول الجني متوقف عليه و هذا ما لا يمكنني القيام به فكل قولي يعتمد على صحة الحديث و خلاصة ما فهمته هو أن الحديث له طرق أخرى عن ابن مرة غير الطريق المنقطع).


    أولاً : القضية ليست في رد الشيخ الألباني على من ينفي دخول الجن، فقد سبقه إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية..
    ولكن إذا لم يثبت دليلٌ صحيح صريح في المسألة فهل سنأخذ برأي الشيخ الألباني دون دليل ؟
    أي هل العبرة بالدليل (كتاب وسنة) أم بقول الشيخ الألباني وابن تيمية رحمهما الله تعالى ؟

    أما حديث يعلى بن مرة، فقد فصلت لك في أمره، ولا زلت تقول إن الحديث صحيح !
    يا أخي العزيز.. الحديث له طرقٌ أخرى غير المنقطعة، نعم.. لكن هذه الطرق كلها ضعيفة.. فتأمل..

    أما حديث عثمان بن أبي العاص، فالرواية التي فيها (أخرج عدو الله) في سنده كلام..
    أما الرواية الصحيحة التي لا غبار عليها، هي رواية الإمام مسلم، وليس فيها (أخرج عدو الله)..

    (و أما تفسير الدكتور الكحيل فهو يعتمد على علم النفس و المعلوم أن علم النفس من العلوم التي تعتمد على المنهج التجريبي أي حالاته خاضعة للتجربة و الفرضيات و الاستنتاجات و كلها يعتريها النقص و أساسها التنظير, فقد عاد بنا إلى تفسير حال المصروع عن طريق التجارب, فكان سؤالي أين هي النصوص في قوله).

    علم النفس لا يعتمد على النصوص الشرعية، بل على المشاهدة والتجارب، فلماذا تطالبه بنصوص شرعية ؟

    (و يبقى سؤالي لماذا يتكلم المصروع بلغة لا يعرفها أصلا؟ و كيف تتكم المصروعة بلسان رجل؟ لا علم النفس و لا وسوسة الشيطان يمكنه أن يفسّرها).

    عدم معرفتنا تفسير هذه الحالة لا تعني أن الجن هو السبب، فلم يثبت في الشرع أن الجن يتكلم بلسان الإنسان..

    (قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ( مجموع الفتاوى - (ج 24 / ص 277)
    . ( وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل قلت لأبي : إن أقواما يقولون : إن الجني لا يدخل في بدن المصروع فقال : يا بني يكذبون هذا يتكلم على لسانه . وهذا الذي قاله أمر مشهور فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما . والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله وقد يجر المصروع وغير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول آلات وينقل من مكان إلى مكان ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان . وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك ).
    نرى هنا أن الشيخ يستدل بالتجربة و ما رأته العين بعيدا عن النصوص في قوله ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا).


    قد اطلعت على فتوى شيخ الإسلام وغيرها من الفتاوى، ولا أوافقه في هذه المسألة، فالمسألة غيبية والتجارب لا دخل لها فيها..
    ثم كيف يكذب على الشرع من أنكر دخول الجن في الإنسان، ولم يثبت في الشرع هذا الأمر..

    تحياتي ومودتي





  5. #15
    الصورة الرمزية فكير سهيل قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات : 1,051
    المواضيع : 97
    الردود : 1051
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجت الرشيد مشاهدة المشاركة

    أما حديث يعلى بن مرة، فقد فصلت لك في أمره، ولا زلت تقول إن الحديث صحيح !
    يا أخي العزيز.. الحديث له طرقٌ أخرى غير المنقطعة، نعم.. لكن هذه الطرق كلها ضعيفة.. فتأمل..

    أما حديث عثمان بن أبي العاص، فالرواية التي فيها (أخرج عدو الله) في سنده كلام..

    بارك الله فيك لعلم الحديث أصول و دراسة الحديث تعتمد على قواعد معينة بما فيها الحديث الضعيف و هذا ما يعلمه كل طالب علم فضلا عن العلماء كالألباني و هل كان يخفى عليه ضعف تلك الطرق, لكن سأجيبك لِما صحح الشيخ الحديث و قال عنه جيد رغم ما ذكرت وهذا ما كنت أتحاشاه كون الشيخ و غيره قد حقّقوا فيه و أصدروا فيه حكمهم.
    من المعلوم أن من أسباب ضعف الحديث الإنقطاع، وهو ما سقط من سنده راو على غرار حديث ابن مرة في دراستنا، أو أكثر بشرط عدم التوالي.
    و نترك بقية الأسباب كونها لا تخدم الموضوع كالمرسل و غيره. فلو درسنا هذا الحديث على حدى لقلنا عنه ضعيف و انتهى الأمر لكن بدراسة مقارنة يختلف الأمر.
    من المعلوم أن الضعيف ينقسم إلى ثلاثة مراتب :
    المرتبة الأولى : الحديث الضعيف يسير الضعف.
    المرتبة الثانية : الحديث الضعيف شديد الضعف.
    المرتبة الثالثة : الحديث الموضوع.
    الحديث الضعيف جدًا؛ فهو الحديث الذي في سنده راوٍ سيء الحفظ جدًا، أو متهم بالكذب، أو متروك،
    و الضعيف إذا خالف رواية المقبولين، وهو الحديث المنكر، ورواية المقبول إذا خالف رواية من هم أرجح منه،
    وهو الحديث الشاذ.
    أما الحديث الضعيف يسير الضعف فهو كل أنواع الحديث الضعيف ما عدا ما يدخل في الحديث الموضوع أو الضعيف جدًا.
    أما الحديث الموضوع فهو ما في سنده كذاب، مع نكارة المتن، أو ما قامت فيه علامات الوضع.
    و بناء عليه فحديث ابن مرة كونه منقطعا و لا يدخل في صنف الضعيف جدا و لا الموضوع, فهو ضعيف يسير الضعف.
    قال الترمذي : "وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث حسن، فإنما أردنا حسن إسناده عندنا: كل حديث يروى:
    لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب.
    ولا يكون الحديث شاذا .
    ويروى من غير وجه نحو ذلك.
    فهو عندنا حديث حسن".

    و كما هو معلوم عند علماء الحديث أن الحديث الضعيف يتقوى بطرق أخرى ضعيفة غما عن طريق المتابعات أو الشواهد.

    و هاته أقوال أئمة الحديث و العلم الشرعي و أميرهم :

    قال الشيخ رحمه الله في مجموع الفتاوى : "وقد يكون الرجل عندهم ضعيفا لكثرة الغلط في حديثه ويكون حديثه إذا الغالب عليه الصحة لأجل الاعتبار به والإعتضاد به فإن تعدد الطرق وكثرتها يقوى بعضها بعضا حتى قد يحصل العلم بها ولو كان الناقلون فجارا فساقا فكيف إذا كانوا علماء عدولا ولكن كثر في حديثهم الغلط".

    و قال أنه متى اقترن بخبر الفاسق دليل آخر يدل على صدقه فقد استبان الأمر، وزال الأمر بالتثبت وإنما أمر بالتثبيت عند خبر الفاسق الواحد ولم بأمر به عند خبر الفاسقين فإن خبر الاثنين يوجب من الاعتقاد مالا يوجبه خبر الواحد.

    قال ابن عساكر علي بن حسن بن هبة الله رحمه الله عن طرق حديث "من حفظ على أمتي أربعين حديثا..."، بأنها وردت : " بأسانيد فيها كلها مقال ليس فيها ولا في ما تقدمها للتصحيح مجال ولكن الأحاديث الضعيفة إذا ضم بعضها إلى بعض أخذت قوة لا سيما ما ليس فيه إثبات فرض.

    قال المنذري رحمه الله : "لعل السلفي ـ الحافظ السلفي ـ كان يرى أن مطلق الأحاديث الضعيفة إذا انضم بعضها إلى بعض أخذت قوة".

    قال السيوطي: ... صرح به شيخ الإسلام (يعني: ابن حجر)، قال:ربما كثرت الطرق حتى أوصلته إلى درجة المستور السيء الحفظ بحيث إنه إذا وجد له طريق آخر فيه ضعف قريب محتمل ارتقى بمجموع ذلك إلى درجة الحسن (يعني: الحسن لغيره)"

    ويؤكد هذا ما جاء عن أحمد بن حنبل رحمه الله : "ابن لهيعة ما كان حديثه بذاك، وما أكتب حديثه إلا للاعتبار و الاستدلال، إنما قد أكتب حديث الرجل كأني استدل به مع حديث غيره يشده لا أنه حجة إذا انفرد".

    قال ابن حجر رحمه الله: "متى توبع السيء الحفظ بمعتبر، كأن يكون فوقه أو مثله لا دون وكذا المختلط الذي لم يتميز والمستور والإ سناد المرسل وكذا المدلس - إذا لم يعرف المحذوف منه - صار حديثهم حسنًا لا لذاته بل وصفه بذلك باعتبار المجموع من المتابع والمتابع؛ لأن كل واحد منهم احتمال أن تكون روايته صوابًا أو غير صواب على حد سواء، فإذا جاءت من المعتبرين رواية موافقة لأحدهم رجح أحد الجانبين من الاحتمالين المذكورين ود ّ ل ذلك على أن الحديث محفوظ، فارتقى من درجة التوقف إلى درجة القبول، ومع ارتقائه إلى درجة القبول فهو منحط عن رتبة الحسن لذاته وربما توقف بعضهم عن إطلاق اسم الحسن عليه".

    وقال البيهقي رحمه ا لله: "المنقطع إذا انضم إليه غيره أو انضم إليه قول الصحابة أو تتأكد به المراسيل، ولم يعارضه ما هو أقوى منه، فإنا نقول به".

    و المعلوم أن متابعة الضعيف يسير الضعف تأتي على صور :
    - أن يتابعه ضعيف دونه في المرتبة.
    - أن يتابعه ضعيف مثله في المرتبة.
    - أن يتابعه ضعيف أعلى منه في المرتبة.
    ـ أن يتابعه مقبول هو من شرط الحسن لذاته
    - أن يتابعه مقبول هو من شرط الصحيح لذاته.

    هذا تقوية الضعيف بالمتابعات

    و هناك تقويته بالشواهد و نذكر اختصارا قول البيهقي في حديث "لا قود في المأمومة ولا الجائفة و لا المنقلة"، حيث قال بعد أن ساقه عن عمر وابن عباس بنحوه وروي مرفوعا: "هذه الآثار كلها غير قوي، إلا أنها إذا ضم بعضها إلى بعض أحدث قوة فيما اجتمعت فيه في المعنى". ليتضح المعنى.

    هذا باختصار ما يبين أن كثرة الطرق الضعيفة لا تدل على ضعف الحديث بل تدل على تقويتة و رفع درجته حيث أنك استدللت على ضعف حديث ابن مرّة بضعف الطرق الخمس الأخرى! بل هي ما جعله يتقوى بالإضافة إلى حديث عثمان ـ على تضعيفك له ـ من باب الشّواهد , وما فعله الشيخ لا يخرج عن هاته القواعد و هذا ما يرد على قولك ـ أقول الطرق الخمسة ضعيفة و تقول الشيخ ـ فالشيخ أخي من علماء الحديث و نعلم اضطرارا أنه ما كان له أن تخفى عنه هاته الأمور و القواعد التي أسّسها من قبله.

    و حديثنا رواه أحمد (17115) من طريق مَعْمَرٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ به .
    ورواه أيضا (17097) من طريق عثمان بن حكيم قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرة به .
    ورواه البيهقي في "دلائل النبوة" (2271) من طريق شريك عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده به بنحوه .
    وله شاهد عند الطبراني في "المعجم الأوسط" (9112) من طريق عبد الحكيم بن سفيان عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن جابر بن عبد الله به .
    وشاهد آخر رواه ابن أبي شيبة (32413) والدارمي (17) وعبد بن حميد (1053) والبيهقي في "الاعتقاد" (283) من طريق إسْمَاعِيل بْن عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ بنحوه .
    وقد قال ابن كثير رحمه الله بعد أن ساق بعضها : " هذه طرق جيدة متعددة ", "البداية والنهاية" (6 / 154).

    فسؤالي حول قولك بأن الحديث ضعيف كون الطرق الخمسة ضعيفة و أن الشيخ لم يصب, و أين هو دور التقوية بالمتابعات و الشواهد أم أن الشيخ لم يحسن استعمالها فكيف كان ذلك يعني أين هو وجه الخطأ عنده عندما جعلها طرقا يقوي بعضها بعضا كما ذكرتُه فوق, أم أنها قواعد ضعيفة بدورها و هذا يحتاج إلى دليل.

    قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله: "المقبول ما اتصل سنده وعدلت رجاله، أو اعتضد بعض طرقه ببعض حتى تحصل القوة بالصورة المجموعة، وكان كل طريق منها لو انفردت لم تكن القوة فيها مشروعة. وهذا يظهرعذر أهل الحديث في تكثيرهم طرق الحديث الواحد ليعتمد عليه؛ إذ الإعراض عن ذلك يستلزم ترك الفقيه العمل بكثير من الأحاديث اعتمادًا على ضعف الطريق التي اتصلت إليه".

    بارك الله فيك و حفظك.

  6. #16
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    (فسؤالي حول قولك بأن الحديث ضعيف كون الطرق الخمسة ضعيفة و أن الشيخ لم يصب, و أين هو دور التقوية بالمتابعات و الشواهد أم أن الشيخ لم يحسن استعمالها فكيف كان ذلك يعني أين هو وجه الخطأ عنده عندما جعلها طرقا يقوي بعضها بعضا كما ذكرتُه فوق, أم أنها قواعد ضعيفة بدورها و هذا يحتاج إلى دليل).

    ما نقلته أخي حول مسألة التحسين بالشواهد والمتابعات ليس خافياً عليّ، وبين يديّ الآن كتاب (الحسن بمجموع الطرق في ميزان الاحتجاج بين المتقدمين والمتأخرين) لعمرو عبدالمنعم سليم.
    ولقد قلت فيما سبق أن قضية المتابعات والشواهد ليست قطعية، فقد يقوي أحدهم ضعيفاً بها، ويمتنع آخر عن ذلك، والمتأخرون حسب اطلاعي متساهلون في قضية التحسين، وأرجو من حضرتك أن تقرأ هذا الرابط :
    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=232957

    وإنما لا أطمئن إلى تجويده، لماذا ؟
    تأمل أخي العزيز وركّز معي..

    ـ أخرج الحديث الإمام أحمد في مسنده، وفي السند ( عبدالرحمن بن عبدالعزيز ) وهو مجهول، أي يمكن أن يكون كذاباً أو وضاعاً أو ثقة أو غير ذلك.. لا ندري..
    ـ أما رواية الطبراني ففيها علّتين :
    الأول : محمد بن طلحة التيمي، قال الألباني عنه: (فيه ضعف من قبل حفظه، ولذا قال الحافظ: صدوق يخطئ).
    الثاني : عبدالحكيم بن سفيان بن أبي نمر وهو مجهول. أي يمكن أن يكون كذاباً أو وضاعاً أو ثقة أو غير ذلك.. لا ندري..
    ـ ورواية الدارمي فيها إسماعيل بن عبدالملك، وهو ضعيف.
    ـ ورواية الحاكم فيها انقطاع لأن المنهال بن عمرو لم يسمع من يعلى بن مرة، أي هناك (مجهول) في السند.

    يعني عندنا أربعة أسانيد، ثلاثة منها فيها مجاهيل، والرابع ضعيف..
    والحديث في مسألة غيبية.. فكيف تطمئن النفس إلى هذا التجويد والتحسين ؟

    تحياتي ودعواتي




  7. #17
    الصورة الرمزية فكير سهيل قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات : 1,051
    المواضيع : 97
    الردود : 1051
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    أنظر معي اخي الكريم
    قلت يحتمل و الاحتمال يُبطل الاستدلال و هي قاعدة اصولية
    فالاحتمال لا يجعل منهم كذابين أو فساقا ويبقون مجاهيل
    يبدو انك لم تنتبه إلى قول شيخ الاسلام أعلاه في مجموع الفتاوى : "وقد يكون الرجل عندهم ضعيفا لكثرة الغلط في حديثه ويكون حديثه إذا الغالب عليه الصحة لأجل الاعتبار به والإعتضاد به فإن تعدد الطرق وكثرتها يقوى بعضها بعضا حتى قد يحصل العلم بها ولو كان الناقلون فجارا فساقا فكيف إذا كانوا علماء عدولا ولكن كثر في حديثهم الغلط".

    أنظر قال طفإن تعدد الطرق وكثرتها يقوى بعضها بعضا حتى قد يحصل العلم بها ولو كان الناقلون فجارا فساقا" يعني فساقا قطعا و ليس احتمالا فانظر ماذا قال فيهم.

    والأحاديث بطرقها الخمسة "ضعيفة" كما صرّحتَ سابقا و ليست موضوعة ولا حتى ضعيفة جدا على ما فيها من مجاهيل و هذا ما يجعلها تقوي حديث ابن مرّة إلا أن تجعلها ضمن الموضوعات و هذا يحتاج منك إلى سند! فلماذا إقحام مسألة السند المجهول, و الأحاديث التي ذكرتها "ضعيفة" يشد بعضها بعضا عكس الموضوعة و الضعيفة جدا و حتى هاته هناك من يشد بها أحاديث أخرى! فعليك إذا إنزال درجة الاحاديث في الطرق الخمسة الأخرى إلى ما دون درجة الضعيف و هذا يحتاج منك لسند, فرغم تركيزي الشديد لم أجد في ما ذكرته ما يجعل الأحاديث في درجة اقل من الضعيفة, كلها بقيت ضعيفة و يقةي بعضها بعضا.
    والقول بأن الضعيف لا يتقوى به يخالف أقوال أئمة الحديث كابن حجر و غيرهم و لا يعتدّ به.
    ثم إني أتعجب أن يُسأل الحويني عن الألباني بصراحة كبيرة في الرابط الذي قدمته لي و مصطفى العدوي الذي تجنى على الشيخ ومنهم ممن درس عند أحد تلامذته الشيخ مقبل الوادعي, و لم يصلوا معشار ما وصل إليه ومثلهم لا يُسأل عن الشيخ.

    و أيضا حينما يقولون بأن الألباني يتّهم غيره بالتّساهل في تصحيح الأحاديث و لكن لا يقلل من شأنهم, ثم يأتون في نفس الصفحة بمن يتّهمه بالتّساهل, فهذا يعني أن الشيخ إما ينافق أو انه لا يعرف معنى التّساهل, أنا أمّي و أتّهم غيري بالأمّية و أعيبها عليهم فإما أنني أنافق حتى ابعد الشبهة عني و إما أنني لا أعرف معنى الأمّية. لسان حالهم يقول يا شيخ أنت تتهم أناسا بالتّساهل في تصحيح الاحاديث و تعيب عليهم و نحن نأتي الآن بمن يتّهمك بالتّساهل فأنت إذا ـ مع علمنا بأنك لا تنافق حاشاك ـ لا تعرف المعنى الحقيقي للتّساهل وإلا كيف تتهم غيرك بالتساهل و انت تتساهل, فعليك إذا أن تراجع علم الحديث ثم السلسلة الصحيحة خاصة. أمر خطير.

    و اما نقلهم عن ابن عثيمين انه يقول "قال الشيخ ابن عثيمين: أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به، على تساهل منه أحيانًا في ترقية بعض الأحاديث إلى درجة لا تصل إليها من التحسين، أو التصحيح، وعدم ملاحظة ما يكون شاذ المتن، مخالفًا لأحاديث كالجبال صحة، ومطابقة لقواعد الشريعة. اهـ. من كتاب حياة الألباني لمحمد الشيباني." فهذا لا يمكنه أن يكون و قد قال ذاته العلامة ابن عثيمين:

    "فالذي أعرفه عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل ، أنه حريص جداً على العمل بالسنة ، ومحاربة البدعة ، سواء كانت في العقيدة أم في العمل .

    أما من خلال قراءاتي لمؤلفاته ، فقد عرفت عنه ذلك ، وأنه ذو علم جم في الحديث رواية و دراية ، وأن الله قد نفع فيما كتبه كثيرًا من الناس من حيث العلم ، ومن حيث المنهاج ، والاتجاه في علم الحديث ، وهذه ثمرة كبيرة للمسلمين ولله الحمد"

    وقال أيضاً : "وعلى كل حال فالرجل طويل الباع، واسع الاطلاع، قوي الإقناع، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك سوى قول الله ورسوله، ونسأل الله تعالى أن يكثر من أمثاله في الأمة الإسلامية ، وأن يجعلنا وإياه من الهداة المهتدين، والقادة المصلحين،وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا إنه جواد كريم".

    وقال عنه : "الألبانيُّ رجلٌ مِنْ أهلِ السُّنَّة ، مُدافعٌ عنها ، إمامٌ في الحديث ، لا نعلم له أحداً يباريه في عصرنا" . " فابن عثيمين يناقض نفسه إذا
    ثم إن الشيخ ابن عثيمين ليس من المحدثين فكيف يمكنه الحكم على إمام محدث؟ أظن أننا ينبغي أن نراجع عمن ننقل أحيانا.

    إتهام الألباني بالتّساهل ليس وليد اليوم و قد رد علية الكثير من العلماء و الأقوال مشهورة و كثيرة تغنينا عن الدفاع عنه
    الرابط أخي الكريم لحاجة في نفس من كتب فيه.

    المهم أخي أرجو ان تنتبه جيدا إلى ما أقوله : الأحاديث بالطرق الخمسة هل تبقى في درجة الضعيف ـ كما قرّرته نفسك سابقاـ و بالتالي يتقوى بها حديث ابن مرة الذي فيه أخرج عدو الله, أم أنك تقوم بإنزالها إلى درجة الضعيف جدا و الموضوع, و إذن أين السند من رجل علم موثوق؟ فنحن لسنا بصدد ذكر سبب الضعف كوجود مجاهيل أو غيرهم و لكن بصدد ذكر درجة الأحاديث الخمسة بطرقها.
    و ما قولك في إجازة الاستدلال بأقوال الفسّاق إذا تقوّت بطرق متعددة كما ذكره شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى؟
    تقديري أخي الكريم

  8. #18
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    أخي العزيز..
    لا أريد الاسترسال في الحديث عن كل نقطة توردها، لأننا بذلك سنبتعد عن الموضوع وقصده..
    قولك : (الاحتمال يبطل الاستدلال)، ليس مسلماً به عند الجميع..
    ثم لا علاقة لنا هنا بهذه القاعدة الأصولية، فالمجهول حديثه ضعيف، لأنا لا نعلم حاله، أما ما نقلت من كلام الشيخ ابن تيمية فلا يساعدك مطلقاً، لأنه يتحدث عن شخص تبيّن ضعفه وفسقه، بينما حديثنا عن (مجهول).. فتأمل..
    أما قولك : ( فلماذا إقحام مسألة السند المجهول).
    فعجيب.. فأنا لم أقحم شيئاً، فالسند هكذا فيه مجهول، وما دخلي أنا ؟!
    الأحاديث ضعيفة، وأنا لا أميل إلى تقويتها بالمتابعات لأمرين :
    الأول: أن في أسانيدها مجاهيل وضعفاء..
    الثاني: أن مسألتنا غيبية، ليست في فضائل الأعمال أو مسألة فقهية.

    أما إعطائي الرابط لك، فلم يكن قصدي منه الشيخ الألباني نفسه، لكن أحببت أن أنبه حضرتك إلى هذه الجزئية، وهي أن المتأخرين عندهم تساهل في قضية التحسين بالمتابعات، وهذا الكلام ليس رأي صاحب الإجابة في الرابط وحده، بل راجع الأمر يتبيّن لك ذلك..
    والشيخ الألباني ليس معصوماً، وهو نفسه تراجع عن بعض ما ضعّف وصحح..
    وأسألك:
    أنت ترى أن الحديث حسن بكثرة الطرق.. فهل تجد فيه ما يؤيد ما يفعله الرقاة اليوم ؟

    تحياتي ودعواتي





  9. #19
    الصورة الرمزية فكير سهيل قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات : 1,051
    المواضيع : 97
    الردود : 1051
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي
    ما يفعله بعض الرقاة من جهلهم بأمور الشرع و حتى أمور الرقية الشرعية و هذا لا يسوغ نفي دخول الجني
    صحيح منهم من يشوش على الناس و ربما يضللهم و يستغلهم باسم الرقية الشرعية و هم في هذا دجّالون أو محتالون و ليسوا رقاة أبدا و لايعرفون حتى علامات الأذى من عدمه و نجد من يقوم بضرب السليم الذي يعي ما يرى و ربما يكاد يموت من الضرب و الألم و الـ"راقي" يزيده ضربا حتى يخرج الجن و ربما تخرج روحه
    حكى لي بعضهم أن أحدهم جاء لقريبه براق و كان قد اتّفق معه على أشياء منها القبض على المريض و تكتيفه حتى يتسنى للراقي رقيته و إخراج الجن عنوة! فما أن دخلوا على المسكين حتى انقضّوا عليه و كتّفوه و هو لا يفهم شيئا و بدأ الراقي في إخراج الجنّ بطريقته. المسكين يحكي قصّته و يروي بأنّة اضطُرّ للتّمثيل باسم الجنّ و أنّه سيخرج و أنه سيُسلم و الراقي المسكين صدّق هذا طبعا حتى خرج الجنّي, فهل هذا راق وهو لا يفرّق بين الجنّ الحقيقي و التّمثيل و قد خرج مسرورا أكيد؟ ثم أنه بعد ذهاب الراقي جاء الرجل إلى المسكين و أخبره بأنه كان فيه جنّيا و قد أُخرج بفضل الراقي و هو يلومه و يخبره بأنّه اضطرّه للتّمثيل حتى لا يزداد شقاؤه! مثل هؤلاء تكلم عنهم العلماء و قد قال فيهم ابن تيمية أو تلميذه ابن القيم لا أذكر تصدّروا عالم الرقية و هم لا يعرفونها فأهاجوا عالم الجنّ فصاروا يضرّون الناس.
    بارك الله فيك

  10. #20
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    أوافقك أخي العزيز على ما تفضلت به فيما يفعله بعض الرقاة..
    كما أن الرقاة بشكل عام يقومون بأفعال لا دليل عليها مطلقاً، كما بيّنت ذلك في البحث..
    وأنا أقولها صراحة : لو ثبت عندي دليلٌ صحيحٌ صريحٌ في هذه المسألة الغيبية ما ترددت في الأخذ به..
    ولكن لم يثبت..

    تحياتي ودعواتي





صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. من تلبس اهدومك تكشخ اهدومك بيك
    بواسطة محمد الفهد في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 23-02-2009, 08:39 PM
  2. مسألة في العروض والوزن
    بواسطة عبدالملك الخديدي في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-01-2008, 05:11 AM
  3. اقرأ تحقيق من غير تحقيق أصلا
    بواسطة عطاف سالم في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 16-07-2007, 03:03 PM
  4. الحب مسألة ترتب نفسها ...!!
    بواسطة سلطان السبهان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 61
    آخر مشاركة: 14-03-2006, 10:09 PM
  5. مجرد تأمل بسيط في مسألة ناقصات عقل ودين
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 17-11-2005, 08:04 PM