الأمل / الألم / كلمتان تشتركان في الحروف وعددها ، إلا أنهما يختلفان في الترتيب ، وبؤرة الاختلاف يتجلى في تأخير وتقديم حرف الميم على اللام أو تأخيره عنه ..اختلاف في التقديم والتأخير أدى إلى خلق حالتين مختلفتين من حيث الدلالة ،
فالألم إحساس يمس النفس والذات والجسم ، وفي بعض الأحيان يكون الألم نعمة ، حيث يحفزنا أن نعيد النظر في مواقفنا ومعاملاتنا ، أما الأمل فيكون غائبا عنا في حالة ابتعادنا عن الألم ،إذ يحضر في أنفسنا لما نصبح عاجزين وضعفاء أمام قوته وسلطته .. فما يبقى من سبيل إلا استشراف الأمل ، أمل في الشفاء ،أمل في الخروج من الأزمة ، فآلام الجروح تشفى وتداوى ،أما آلام النفوس فشفاؤها يكون بطيئا جدا، ومنها ما يقبر معنا ..
بطلة متفائلة ، لها قناعة أن الأمل والرجاء هو تغذية للنفس والروح والذات ، واعتقاد وجوده يبعث حياة جديدة ،ومستقبلا واعدا ومضيئا ..
بطل لم يتعامل مع مضمون الكلمتين /الأمل والألم / بل تعامل مع الحروف كأنه فهم أن حياة الإنسان مبعثرة بين الأمل والألم ، فغلب سلطة الألم على سلطة الأمل، بمعنى أن الفترات الزمنية للألم أقوى وأوسع من الأمل .
لكن أعتقد أن الأمل هو جزء من الإيمان، والأمل في الله تعالى لأنه هو القادر على تبديد آلام الخلائق البشرية ..
هكذا قرأت هذه الومضة الجميلة التي جمعت بين شساعة الدلالات وانفتاحها على قراءات متعددة وبين جودة صياغتها ولغتها الممتلئة بالمعاني ..
جميل ما كتبت وأبدعت أخي المبدع المتألق مصطفى ..
مودتي وتقديري