بسم الله الرحمن الرحيم
مدينتي والود المفقود
عبدالغني خلف الله
تنويه: هذه أولي محاولاتي في كتابة الشعر وكنت حينها طالباّ بالسنة الأولي بكلية الآداب –جامعة الخرطوم ..أنقلها لكم كما هي بدون تدقيق لغوي أو إملائي مع كل الود :
مدينتي الزعزع النكباء مغلولة الجناح
يا ليت شعري كيف تًهزم الرياح
فلا هدير لا اندياح ..
إعصار ..يا إعصار هوّم في مسارب حينا
أمي هنالك هل ستنسي أمنا ..
قد أوقدت بدربك المصباح
وأشرعت أحضانها تستقبل الصباح
الليل استرّق عمرها ..
والبؤس قد أضاع صبرها
والأخطبوط جاثم بصدرها ..
فالليل إن لم يرعوي
وإذا انتكست ولم تجئ
سيموت مليون صبي
وستخنق الأنفاس أشلاء الرفاة ..
فتعال يا إعصار
رفقاّ بالسنين الغابرات ..
مدينتي دروبها وشيها جميل
هزارها منمق الهديل ..
لكنها بلهاء ..جمالها بريقها خواء
الناس فيها آلة تسير
تصلبت بعروقها الدماء ..
في قريتي ..
إعشوشبت دروب قريتي
وشيها جميل
هزارها منمق الهديل ..
قد وشوشته أذرع الخميلة
وعانقته النسمة الخجولة
تزفها عرائس المساء ..
مساؤنا متكأ وثير
أحبه القمر ودوزنته حمرة الأصيل ..
مساؤنا غناء ..لا يعرف الضياع والخدر
لا (جاز ) لا ( تويست ) لا صفير ..
هيا اسمعينا يا صبايا قريتي ..
ورقصي بصوتك الغدير
فإنني هربت من مدينتي
وجئتكم بالشوق بالكثير يا صبابا جنتي .
مدينتي قد قيدت طلاقة الطفولة
وضيعت سماتها الجميلة
في قريتي كانت لنا دنيا يؤانسها القمر
أواه يا ليالي السمر ..
هل تذكرين تلكم البراعم الصغيرة
أصواتها تختال لافي سمائنا الكبيرة
إيقاعها يهزنا كثيرا
تصيح في توثب صبي
( يا مطارق يا عصي )
وتنتظم ملاعب ( الشليل )
أرواحنا لا ترضي بالقليل
من مباهج الطفولة
مدينتي قد ضيعت سماتها الجميلة ..
مدينتي الحب فيها كلمة طريده
قد مزق التكرار عنفوانها
والآهة المردودة ..
أصداؤها تطير بي بعيدا ..
قالها عيناي ..
أشاعت الذهول في رؤاي ..
لكن صبية المدينة تجاهلت عيناي
مسكينة خطاي ..مسكينة أدمعي الحزينة
قد قلتها في قريتي والنهر حولنا
يفجر الحنين ..فاستبشرت مرافئ العيون
استعبدت خطاي تلكم العيون
سعيدة عيناي ..مجنونة حطاي ..
قالت فتاة قريتي ..
عيناك فيهما عوالم تبين ..
حزينة عيناك ..تفجرت شجون ..
إذن فأنت تعلمين ..
صبية المدينة لا تريد أن تعي
حرارة الشكاة والأنين .