بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ، أما بعد ...:
حدثتْ لي حادثة من حوالي سبعة أعوام نبهتني إلي أن التصوف الوجودي ما يزالُ حيا و كنت أعتقده في عداد الموتى الأبديين و الموميات الأدبية و مفادها:
كان لي صديق من دولة عربية يعمل معلما و كنت أكمِّل في المدرسة التي يعمل بها يومين في الإسبوع ، و شدني إليه سمته و حسن تعامله و عرفت أنه يسكن بقريتنا فكنت أصلي في المسجد الجامع حيث يصلي ،
و في ليلة و بعد صلاة العشاء عرضت عليه أن نتمشى قليلا بالسيارة فوافق و كان بالسيارة شريط لأناشيد صوفية اشتريته من( دمشق) فجاء هذا المقطع:
( من نورِ ربي خُلقَ محمد)
فقلت لصاحبي : ما أجملَ هذه الأصوات! لولا أنها تقول بالكفر.
فقال لي : كيف؟
فقلت : هؤلاء المتصوفة يرددون في غنائهم أو( مديحهم) عبارات و هرطقات ابن عربي و الحلاج و من على شاكلتهم من أن النبي ليس بشرا مثلنا خلقه الله من طين بل يرونه جسما نورانيا و و أنه مخلوق من نور الله .
فغضب مني و قطع الفسحة و طلب مني أن أعيده لمنزله بعد دفاع مستميت عن هؤلاء الزنادقة، و من حينها كان ينصرف عني و أنا أنصرف عنه .
و زاد شغفي بمعرفة المزيد عن هذا الاتجاه الصوفي في الشعر تصادمي مع شعراء الصوفية في المنتديات الأدبية حيث المساجلات الطويلة فيما بيننا و رأيت من تعصبهم و شدة تمسكهم بباطلهم ما يجعل المسلم يقول: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) فالتصوف دين غير دين الإسلام .
و غاية البحث أن نجيب على جملة من الأسئلة منها:
-هل للشعر الذي يسمونه الشعر الوجودي أو الشعر العرفاني أو شعر الحقيقة أو العشق الإلهي صلة بالتصوف الفلسفي ؟ ،
_ و ما الغاية من كتابة مثل هذا الشعر ؟،
_و ما أبرز سماته التي تميزه عن غيره من مظاهر الشعر المتعارف عليها؟
_هل يوجد من يعيش بين ظهرانينا و يكتب هذا النمط من الشعر؟
وأسأل الله لي و لكم التوفيق و السداد ؛ فالله هو المستعان و عليه التكلان و لا حول و لا قوة إلا بالله.