المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إدريس الشعشوعي
العارف بالله الشيخ عبد الغني العمري ( الحسني نسبا ) حفظه الله تعالى.
شبه المنكرين : التوحيد والشرك.
__________________________________
التوحيد والشرك
2. إن التوحيد منه عام وخاص، فإن أخذ العوام خواص الأمة بمعايير التوحيد العام، فإنهم سيجدونهم فاسقين؛ والحال أنهم أعلى منهم مرتبة. وإذا اختلت الموازين، فإن الأمة سيصيبها الضرر ويصير بعضها يُنكر على بعض، إلى الحد الذي قد يصير مع الجهل عداوة ومقاتلة. وهذا ما حدث تحقيقا في العقود الأخيرة.
تعقيب: ما هو الخاص و ما هو العام؟ كان عليه أن يوضّح حتّى نفهم. و أين هو الدّليل النّقلي على هذا التّقسيم.
ا- ما نسبة وجود المخلوق إلى الوجود الحق؟ وهل الوجود وجود واحد، أم وجودان؟ فإن قيل وجودان، فهذا عندنا هو الشرك بعينه ـ تعقيب: يعني إمّا وجود و احد أو اكثر من اثنين عند الكاتب بما أنّ القول بوجودين يُعدّ عنده شركا. فإذا كان واحد فهو القول بالحلول و وحدة الوجود لا غير, و إذا كان ثلاثة فأكثر فأحدها الله و ثانيها خلقه فما هي البقيّة ربّما تكون أندادا لله.
؛ وإن قيل واحد، فكيف تكون له نسبتان: حقية وخلقية؟ فإن قيل: لعلك تلمح إلى "وحدة الوجود"؟ نقول: نحن نقول بأحدية الوجود لا بوحدته. ـ تعقيب : ما هو الفرق بينها؟ وجودٌ أحدٌ يعني وجودٌ لا وجودَ سواه, فهل يعني به الله وحده فيغيب الخلق,أم يعني به الخلق وحدهم فيغيب الله, أم يعني به الإثنين و هو عين الحلول وكلاهم كفر.
وعلى الناظر، إن وجد عجزا من نفسه على الخوض في هذه الأمور، أن يتوقف ويشتغل بما ينفعه ـ تعقيب: هذا صرفٌ للنّاس عن فهم الحقيقة حين عجزت أفكار الكاتب عن الإتيان بدليل, فهذا مّما يمكن للعقل إدراكه و فهمه و ليس مّما يغيب عن فهمه كالبحث عن كيفية صفات الله. وما أوسع دائرة العمل الصالح في الإسلام، لو أن الناس لم تأخذهم توجيهات إبليس عنها ـ تعقيب: محاولة تعليل صرف النّاس عن فهم الحقيقة بجعلهم يشتغلون بباقي العمل الصّالح و ترك البحث في قصّة أوحدية الوجود و هذا ديدن النّصارى: 3=1 و لا تحاول أن تفهم! رغم أنّ هذا في متناول العقل البشري!.
ب- هل الخوض في علم التوحيد بآلة الفكر والنظر وحدها، من عمل السلف؟ أم أنها من عمل المتكلمين الذين تفلسفوا في الدين؟ وإذا لم يكن هذا نهج السلف الأُول، فلم يُنسب إليهم زورا وبهتانا؟ ـ وهل نُسب إلى السّلف الصّالح فهم التّوحيد بآلة الفكر و حدها دون النّصوص؟
ج- هل العقول، على درجة واحدة من حيث الاستعداد والأهلية، للخوض في التوحيد؟ فإذا كانت على درجة واحدة، فبم اختلفت مراتب الدين حتى كانت إسلاما وإيمانا وإحسانا؟ أما إن اختلفت، فلمَ مطالبة المختلفين بتوحيد النظر في مسألة ما، دون غيرها من المسائل الأخرى؟ فإن قيل: نحن نريد وحدة في الحد الأدنى من النظر في المسألة الواحدة! قلنا: ونعم ما تقولون! لكن لم تُغفلون الاختلاف فيما فوق هذه الدرجة المشتركة؟ فلعل بعضا مما تنكرون، يعود إليها؟!
تعقيب :فهم العقيدة درجات أدناها إيمان العجائز الله في السّماء كما جاء في الحديث و لكن الأصل واحد, هب أنّي جئتك بألماس فهل فهم النّاس متماثل, الإجابة لا فمنهم من يعتبره بريقا فحسب و منهم من يعتبره سلاسل كربونية و لكن الحقيقة واحدة و لله المثل الأعلى. و لكن شأن التّغيير في فهم التّوحيد و إدراج مراتب لم ينزل الله بها من سلطان شأن من يعتبر الألماس مادّة من مكوّنات الفضاء الخارجي يريد أن يرفعها و قد أحطّ من قيمتها, و من يعتبره خليطا من أرواح طيّبة و عطور من الجنّة و بريق من قلب المرأة, أنظر كلام منمّق لا دليل عليه يعجب البعض ولكنّه لا يمتّ للحقيقة بصلة.
د- ما هي متعلقات التوحيد؟ وهل الخلل الموجود في النظر إليها، يغير منها شيئا؟ أم هو عائد على الناظر وحسب؟ فإن كان النظر يغير المنظور إليه، فإن الحق قد يصير باطلا، والباطلَ قد يصير حقا. وبهذا تنهدم أسس النظر من الأصل. أما إن كان النظر لا يغير من الواقع شيئا، فهذا يعني أن الخلاف وهمي. وإن كان وهميا، فكيف يبلغ الوهم كل هذا التأثير في الواقع؟ حتى يبلغ أن يقتتل الناس من أجله؟
تعقيب:طبعا عين النّاظر تغيّر الوصف منهم من يرى 1/10 و منهم من يرى 10/10 و منهم من يرى دون ألوان لعلّة به وكل تغيير يغيّر الواقع لا محالة
ه- هل للشرك حقيقة يعود إليها في وجوده؟ فإن كانت له حقيقة، فكيف تكون مشاهدة التوحيد فيما هو عائد إلى الشرك؟ وإن لم تكن له حقيقة، فمن أين جاء الشرك؟ وهل للشرك والتوحيد نفس المرتبة في العقول؟ نعني هل هما ندّان عقلا؟
تعقيب:و بأضداداها تتّضح الأمور, كلام من غير معنى.
و- هل وجود التوحيد مرتبط بوجود الشرك؟ أم هما غير متلازمين وجودا وعدما؟
تعقيب:الأصل التّوحيد حين خلق الله الخلق و قد أحدث النّاس الشّرك, و هو ضدّ له, محاولة تمييع التّناقض فما هو إذن ضدّ التّوحيد و ما هو ضدّ الشّرك!
ز- هل الموحد، يمكن أن يكون مشركا؟ وهل يمكن أن يبلغ التوحيد من الخلوص درجة تُفنيه، فيصبح لا توحيدا. وهل هذه المرتبة يقابلها شرك، أم يفنى الشرك بفناء التوحيد معها؟ وإن قلنا بفنائهما معا، فما هذا المقام الذي هو لا توحيد ولا إشراك؟ وما دليله من الكتاب والسنة إن وُجد؟
تعقيب:كيف للموحّد أن يكون مشركا في نفس الوقت؟! يحاول الجمع بين النّقيضين كمن يحاول أن يجعل النّار و الماء أو الظّلمات و النّور شيئا واحدا. فهل يمكن للعالم أن يكون جاهلا في نفس الوقت؟
أردنا بهذه الأسئلة، أن ننبه القارئ إلى ما يخوض فيه من مسائل، قد لا يتعمق فيها بالدرجة التي تستحقها. ولولا التقليد الذي يجعل الناس يكررون أخطاء أئمتهم جيلا بعد جيل، لكُفيت الأمة شرا كثيرا. لكن، إن كان القارئ يتساءل: فما التوحيد عندكم؟ وما الشرك؟ فنقول:
إن للتوحيد عندنا بداية، ووسطا ونهاية. فأما البداية فهي ما عليه عموم المسلمين من العقائد الموافقة لما ورد به الوحي، من غير تكلف ولا تنطع. وأما وسطه فإدراكه منوط بسلوك الطريق ذوقا، لذلك هذا التوحيد خاص بالسالكين دون غيرهم من الناس. وأما نهاية التوحيد فهي حكر على الواصلين من العارفين، الذين يكون توحيدهم بالله لا بأنفسهم. وهذا مقام مجهول عند سواهم، لا يسع حياله إلا التسليم.
تعقيب: أصبح التّوحيد طبقات توحيد للعوام و توحيد للسّالكين و توحيد للعارفين, فما يجب على العوام يسقط عن السّالكين و ما يجب على السّالكين يسقط عن العارفين الذين لديهم توحيد مجهول لا يمكن إدراكه و لا نصوص فيه, فبما أدركوه هداه الله!
وأما الشرك فهو مقابل بحقيقته لكل مرتبة من مراتب التوحيد السابق ذكرها. لذلك فإن الشرك الأكبر يكون مقابلا لتوحيد عامة المسلمين؛ والشرك الخفي مقابل لتوحيد المريدين السالكين؛ أما توحيد العارفين، فيقابله الشرك الأخفى الذي لا يعلمه إلا الأنبياء عليهم السلام وورثتهم من الأولياء.
نفس الشّيء: شرك للعوام و شرك للسّالكين و شرك للعارفين يعني هناك شرك يسقط عن السّالكين و هناك شرك يسقط عن العارفين, و يُستنتج اضطرار أنّ بعض الشّرك مسموح عند طبقة السّالكين و آخر عند طبقة العارفين. و الشّرك الأخفى لا يعلمه إلّا الأنبياء و العارفين, و البقيّة إمّا لا تحاسب به و هذا الصّواب لأنّه يتجاوز أفهامها و إمّا يحاسبون و هذا ظلم, و قد قال تعالى:" إنّ الله لا يغفر أن يُشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء".
فإذا أردت –أيها القارئ- أن تتناول الشرك والتوحيد، فاعلم من أي مرتبة تتكلم، وإلى أيها تشير؛ حتى تكون ممن يتكلم عن علم، وتكون ممن ينتفع بكلامه وينفع؛ فإن الله يحاسب عباده عما يقولون.
تعقيب: إذا كنت من العوام لديك شرك أ
و إذا كنت من السّالكين فلديك شرك ب
و إذا كنت من العارفين فلديك شرك ج
فأيّها يجعلك تخلد في النّار دون غيرها أم أنّها جميعها تجعلك تخلد في النّار أم لا واحدة منها تجعلك تخلد في النّار؟
فإذا كانت واحدة أو اثنتان فالاخرى ليست شركا إذن
و إذا كانت كلّها فلم هذا التّقسيم و التّفاضل بينها
و إذا كانت لا واحدة فكلّها لا تدخل في نطاق الشرك!
عن جابر قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله ما الموجبتان؟ قال : " من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار " .
قال شيئا و هذا يناقض هاته التّقسيمات
أم أنّ هناك شيء للعوام و شيء للسّالكين و شيء للعارفين؟
_________________________________
بقلم العارف بالله الشيخ عبد الغني العمري حفظه الله تعالى.
http://www .alomariya.org/chobahmonkirin_suite.php?id=4