القرائية .. الحاضرة في الشرح الغائبة في التقويم المنتظم
(1)
هناك ملاحظة سلبية كبيرة على المناهج الآن.
ما هي؟
إنها عدم مسايرة التقويم للنداءات التطويرية في عالم التربية.
كيف؟
ينادي أساتذة كليات التربية بعدم قصر التقويم على النواحي المعرفية، ويطالبون بوجوب اشتماله على النواحي الوجدانية والمهارية الأدائية. لكن واقع التقويم ما زال مستمرا على ما هو عليه.
ومعلوم من الواقع البشري أنك إن أردت تفعيل شيء ما في حياة الناس فعليك بإلزامهم به، أو بإخبارهم أنهم سيقومون فيه؛ فالكبار والصغار إن عرفوا أن هذا الجزء سيأتي في الاختبار يهتمون به، ويكتبون عليه "مهم" أو "مهم جدا".
وإن مشروع القرائية مفعل منذ سنوات، لكن التفعيل هذا لم ينتقل إلى الاختبارات النصفية والنهائية انتقالا محسوسا؛ مما يفقد التلاميذ الاهتمام بها، ويظل المحتوى المقرر في اللغة العربية هو المستحوذ على الشأن النفسي والعقلي لديهم.
فماذا نفعل لنفعِّله داخل أنفسهم وعقولهم؟
لا سبيل إلا بربطهم بها باختبارات خاصة بالقرائية شهرية.
قد يعترض معترض قائلا: إن القرائية طرق تدريس، فكيف نفردها باختبارات؟ وقد يزيد قائلا: وإنها تأتي في اختبارات اللغة العربية، فلم نخصها باختبارات؟
والجواب جدي يسر.
ما هو؟
إنه يتمثل في الآتي:
1- إن تفعيل القرائية باستراتيجياتها وأنشطتها في نفوس التلاميذ وعقولهم سينعكس عليهم قوة في التحصيل.
2- إن تفعيل القرائية باستراتيجياتها وأنشطتها في نفوس التلاميذ وعقولهم سيفرغ المعلمين للابتكار داخل الفصل، ولتمكين المحتوى اللغوي.
3- إن تفعيل القرائية باستراتيجياتها وأنشطتها في نفوس التلاميذ وعقولهم لن يجعل الدورات التدريبية التي تعقدها الوزارة في المستويات المختلفة تضيع هدرا، بل سيجعل أُكُلَها يانعا؛ فإن وصول القرائية إلى التلاميذ كمسائل مفرقة في ثنايا الموضوعات المقررة يقلل من بلورتها في حجمها الملائم، وإن غياب ذلك مُكوِّن رئيس من مكونات عدم النجاح الواقعي للقرائية في اختباراتها القومية التشخيصية.
ولا غرو بإفراد القرائية باختبارات شهرية؛ فإن طرق التدريس تنفرد بمقررات داخل الجامعة تحتل ساعات تدريسية مساوية لبقية المواد، وتنفرد باختبارات تخصها.
ولا مبالغة بإفراد القرائية باختبارات شهرية؛ فإن الوزارة عقدت لها اختبارات قومية عطلت في الاختبار الأخير الدراسة في بقية الصفوف للتفرغ لاختبار الصف الثالث والرابع، وستكون الاختبارات الشهرية توطئة وتقدمة لهذه الاختبارات القومية، أو ستكون دورات تدريبية لها، او ماغل أي ورش عمل.
(2)
وهنا قد يسرد المعترض بعدا جديدا من اعتراضاته.
ما هو؟
إنه إضافة أعباء جديدة على كاهل المعلم المثقل بالأعباء.
وجواب ذلك جد يسير.
كيف؟
إن المعلم ينفذ رصد إتقان شهريا، ورصد الإتقان بالطريقة الآنية يشمل القرائية والمقرر اللغوي المعتاد، وما سيجد هو إخلاء الاختبار من المقرر اللغوي وإفراده بمحاور القرائية: الصوتية، والمفرداتية، والفهمية، والطلاقة. وسيُخرج الأساليب، وبذلك سيكون الرصد هو الاختبار القرائي الشهري المطلوب.
(3)
فهل يتم ذلك؟
أدعو أرجو!