في الطائرة..
قالت : أَتسمحُ بالجلوسِ؟ أجبتُها..
منْ دونِ أن أحكي.. وأطبَقَ حاجِبِي
و جَعلتُ بيني والحريرِ مسافةً
حتى أُحَصِّنَ مِنْ لظاهُ جوانِبي
و نَظَرتُ حولي باحِثاً عنْ مقعدٍ
حُرٍّ بِجَلسَتِهِ .. أمينِ الجانبِ
تَبَّاً لهُمْ .. و لذلك العطرِ الذي
نَثَرَتهُ زِينَتُها .. فزادَ مَتاعِبي
كالجَمرَةِ الحمراء صِرتُ .. وداخلي
احتَدَمَ الصَّراعُ .. مُحاربٌ لِمُحارِبِ
سيفي الدُّعاءُ تَكَسَّرَتْ مِنْ حَولِهِ
كلُّ السيوفِ فَلَمْ تُطِحْ بِرَكائِبي
أَشْهَرتُهُ حتى انتصرتُ بِمَوعِدِ الْ
إقلاعِ وانْسَحَبَتْ جُيوشُ مَصَائِبِي
و وَجدتُّ خلفي مقعدَاً بِأمانِهِ
سَلَبَ الفؤادَ .. فِأدْرَكَتْهُ كَتائِبِي
حُرَّاً أَطيرُ إلى الحياةِ بِخَافِقيً
طَوقُ النَّجاةِ أَصونُ فيهِ حَقائِبي
في جانِبي القلمُ المُسافِرُ خَشيَةً
نحوَ الخلودِ .. و دَفترٌ في جانِبي
ضيفانِ في الرَّحلاتِ بينَ عُلاهُمَا
تَلِدُ القصائِدُ للزَّمانِ تَجارُبِي
::
مؤيد حجازي
2015-10-08