أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: عندما غضب البرغي

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2014
    المشاركات : 3,572
    المواضيع : 216
    الردود : 3572
    المعدل اليومي : 1.05

    افتراضي عندما غضب البرغي

    جلَسَ «البرغيُّ» مع أحد المسامير في مقهى الميناء الكبير يتبادلان الحديث، وكان «البرغي» حزيناً يشكو من تجاهل الآلات الثقيلة وسيارات النقل الضخمة له، وهي تمر غير مهتمة لوجوده، تصدر أصواتا عالية تنُمُّ عن صلَفٍ وغُرور, رغم أنه كبير البراغي في الميناء.
    كانت الحركة في الميناء لا تهدأ , فالسفنُ الضخمةُ تطلقُ أبواقَها, وسيارات النقل العملاقةِ تزفرُ زفيراً هائلاً, وهي تطلقُ دُخانَها الأسود الثقيل, حاملةً حاويات البضائع التي أنزلتها الرافعاتُ من السفن للتو, بينما تمرُّ السيارات الصغيرة بين الحين والآخر، وهي تستعرضُ ألوانَها المعدنية الجميلة، وتتباهى بمزاميرها المتنوعة، حتى العربة الخشبية التي يجرها حصانٌ هرم، كانت تمرُّ به وهي تصدرُ صريراً مزعجاً عدا عن صوت «الحوذيِّ» الخشن الأجَشّ الذي يعلو بين الفترة والاخرى.
    قال البرغي:
    - لماذا تصرُّ هذه الآلات الغبيّةُ على تجاهُلِنا والحطِّ من شأننا؟ مع أنَّنا وأمثالَنا نملكُ أن نضعَها في حجمها الحقيقي!!
    في تلك اللحظة، مرت طائرةٌ عملاقةٌ فوق الميناء، أصَمَّ هديرُها أذن المسمار، فلم يسمع سؤال زميله البرغي...
    الميناء في حركةٍ دَؤوبةٍ لا تهدأ، وكلُّ آلةٍ تمرُّ عليه تتهادى في خُيَلاءَ كأنَّها ملكة المكان، وفجأة، حدث احتكاكٌ شديدٌ بين إحدى سيارات النقل الكبيرة وأخرى صغيرة تاهت بين عجلاتها الضخمة.
    صاح «البرغيُّ» يا ساتر.. يا ساتر.. ثم انطلق نحوهما للمساعدة وتقديم العون، كانت السيارة الصغيرة تبكي من الألم، بينما كان هدير سيّارة النقل يرتفعُ غاضباً مزمجراً.
    اقتربَ «البرغي» من السيّارتين متَطوِّعاً للمساعدة, فما كان من سيارة النقل الكبيرة إلا أن رفَسته بغضبٍ وهي تقول:
    -إذهب عني أيُّها البرغيُّ التّافِهِ!!
    كان إحساس «البرغي» بالمَهانةِ أكبرُ بكثيرٍ من إحساسِه بالألم الذي نجمَ عن الرَّفسة، فابتعدَ بغضبٍ وقال:
    -أيتُها الناقلةُ الحمقاءُ، لولانا نحنُ معشرَ البراغي لما كنتِ ولا كانت لك ولأمثالك أي قيمة!!
    دُهشَ المسمارُ الذي كان يتابع ما يجري فقال للبرغي:
    - ماذا تقول؟ إنّنا لسنا أكثر من أدوات بسيطة صغيرة، مالنا ولهذه الوحوش العملاقة؟!
    كان «البرغي» يرتعش من شدَّةِ الغضَبِ، وزادت من غضَبهِ سَذاجةُ زميلِه «المسمار»، وبما أن البراغي إذا اشتَكى منها «برْغي» تداعتْ له سائرُ البَراغي بالنَّصرِ والُمؤازرةِ، صاح بأعلى صوته: - أيَّتُها البراغي.. النَّجدة!!
    ولم ينتبهِ «المسمارُ» إلى عشرات؛ بل آلاف البَراغي التي تركت أماكنها، واندفعت نحو «البرغي» من الناقلة الكبيرة، وكذلك من السيارات والآلات القريبة التي سمعت النداء استجابةً له ولنصرَته، ولكنَّهُ أرهفَ السمعَ للضَّجيجِ العالي الذي أحدَثَه ارتطامُ القطع والصفائحِ المعدنيةِ التي تساقَطت تِباعاً من الناقلة إلى الأرض، لدرجة أنها أصبحت مجرد قطعٍ متناثرَةٍ من الحديد الخردة.
    في هذه الأثناء كان «البرغي» يتوسَّطُ آلاف البَراغي، وعلى شفَتيه ابتسامةٌ واسعة ٌتنمُّ عن الرِّضى والانتصار، والتفتَ إلى «المسمار» فوَجدَه يقِفُ مذهولاً وسط «البراغي»، فاقترب منه وربّتَ على كتِفِه وقال:
    - هذا هو الرَّدُ على تساؤُلِكَ يا عزيزي، فلا تُقلِّلْ من شأنِكَ، ولا تستَهِنْ بمكانَتِكَ، لأن هذه الناقلة وأمثالها ستبقى هكذا مجرَّدَ قطَعٍ متَناثِرةٍ من الحديدِ، إذا لم تجمَعْها هذه البراغي والمساميرُ الصَّغيرة وتمنَحُها الحياةَ عندما تعود إلى أماكنها.
    ثمَّ طلبَ من زملائه «البراغي» العودة إلى كلٌّ إلى موقعِهِ في الناقلةِ الكبيرةِ التي خفَتَ هَديرُها بعدئذَ من شدَّة الخجل.

  2. #2
    الصورة الرمزية عدنان الشبول شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    المشاركات : 5,981
    المواضيع : 225
    الردود : 5981
    المعدل اليومي : 1.52

    افتراضي

    البرغي عيه عتب هنا ، كان يجب بعد أن انتصر على كِبر الشاحنة وغيرها ،كان يجب عليه إرساء قوعد وقوانين تحترم مجتمع البراغي ( والمسامير بالمعية )، ولكن هذه هي طبيعة البراغي( وخصوصا العربية منها ) على البركة



    ( جميلة أستاذنا ولطيفة )


    حفظكم الله

  3. #3
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2014
    المشاركات : 3,572
    المواضيع : 216
    الردود : 3572
    المعدل اليومي : 1.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان الشبول مشاهدة المشاركة
    البرغي عليه عتب هنا ، كان يجب بعد أن انتصر على كِبر الشاحنة وغيرها ،كان يجب عليه إرساء قوعد وقوانين تحترم مجتمع البراغي ( والمسامير بالمعية )، ولكن هذه هي طبيعة البراغي( وخصوصا العربية منها ) على البركة



    ( جميلة أستاذنا ولطيفة )


    حفظكم الله
    ههههههه أسعد الله صباحكم أخي الحبيب عدنان ..المشكلة ليست في البراغي ، لأن الشاحنة، لو وعت قيمة هذا البرغي الصغير وعرفت مكانته فيها، لما تعاملت معه بالتحقير والإنكار...محبتي.
    تحياتي الحارة
    كل الود والاحترام والتقدير

  4. #4
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    درس كبير القيمة من خلال نص قصي جميل الفكرة
    تمتلك مهارة سردية في مخاطبة عقل الطفل
    وتمكن من إيصال الدرس من خلال
    سرد ماتع مشوق.
    قصة لطيفة سلمت يداك
    ولك إحترامي وتقديري. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية لبنى علي أديبة
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    الدولة : في قَلْبِ فراشَة ..
    المشاركات : 970
    المواضيع : 83
    الردود : 970
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    ناطقةٌ وجوهر الحكمة !

    دمتَ ورُقيّ النبض أيُّها الفاضل الكريم أحمد المعطي ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 3,444
    المواضيع : 234
    الردود : 3444
    المعدل اليومي : 2.18

    افتراضي

    قصة تربوية جميلة وبديعة وفيها درس كبير
    قدير أنت شاعرنا في كل مجال ـ وقد أبدعت في الكتابة إلى الأطفال
    فياليتك تعيد الكرة وتتحفنا بقصص جديدة ـ أو أناشيد للأطفال واكيد أن لا يعجزك هذا أبدا.
    ولك تحياتي وتقديري.

  7. #7
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    صدقت العزيزة أسيل .. لقد أثبت إنك متعدد المواهب وذو مقدرة على الكتابة إلى الأطفال
    فالكتابة إلى الطفل لا يستطيعها إلا متمكن فهى ذات أهمية تربوية كبيرة ، ويجب أن يكون
    محتواها هادفا ومفيدا ، وتساعد على تنمية الخيال والإبداع .. وقد برعت
    فأتمنى أن لا تبخل علينا بقصص جديدة، وأناشيد جميلة وأنت قادر على ذلك وأهل له.
    ولك كل التحية والتقدير.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. غضب... غضب
    بواسطة مأمون احمد مصطفى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 18-10-2023, 07:26 PM
  2. غضب... غضب
    بواسطة مامون احمد مصطفى في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-06-2016, 02:17 AM
  3. غضب...غضب...غضب
    بواسطة سيد يوسف في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27-09-2006, 06:03 PM
  4. الخنصر والبنصر (غضب وعتاب بدو)
    بواسطة ناصر الفراعنة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 29-12-2005, 06:31 AM
  5. هل خسف غضب الله بأكبر قاعدة بحرية امريكية بالعالم
    بواسطة عبدالله في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-01-2005, 10:59 AM