باسم كلّ إنسان حرّ بوٍجدانه ..مستقلّ بكيانه في هذا الوجود..انتهى بعقله إلى قناعة ..أنْ لا وجود لِطُمأنية ،ولا لرفاهية عيش في غياب العدالة العالمية الّتي صارت من المسؤوليات الجسيمة المُلْقاة على عاتق سادة العالم ..أصحاب الحلّ والرّبط في عالم الكلمة القرار..وراح يناضل من أجل :"مناصرة القضايا العادلة في العالم "والتّاريخ يشهد ،ويعترف أن هذا الشّعار النّبيل هو خلاصة الثّورة الجزائرية..
إنّ تبنّي الشّعب الجزائري لهذا الشّعار هو ما يجعله محلّ احترام عند أحرار العالم..هؤلاء الأحرار الذين يناصرون هذا المبدأ قد يكونون مسلمين ،وقد يكونون مسيحيين..ملحدين ..أو فيهم اليهود المسالمون الذين يبغضونكم لأنهم يَرَوْنَكم رأي العين أنّكم السّبب في تنغيص حياتهم وحياة الآخرين..
أنتم أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما..العودة إلى حيث الدّيّار الأصلية أو توسيع المقابر في فلسطين ثمّ رحيل رفاتكم إلى حيث جئتم..أنتم نجاسة لا تتحمّلها الأرض المباركة الطّاهرة..
أنت أيّها الصّهيوني تمثّل قمّة الإرهاب ،وما يحدث في بلدان المسلمين اتّضح أنّه محاولات نقل للحرب الدّائرة في القدس الشّريف إلى خارج تراب فلسطين، بإشغال المسلمين في أنفسهم..وأوقعت الشّقاق..لكن بعض المسلمين استفاقوا من غيبوبتهم وأدركوا مآل الدّرس الذّي شربوا ماءه العكِر من أفعالكم ،وعلِموا ـ يقينا ـ أنّ الشّقاق الواقع بين بعضهم لا فائدة تُرْجى منه إلاّ الخراب ..وفهموا أنّ الحوار هو الوسيلة الشّرْعية الوحيدة لحلّ كلّ نزاع داخل الأراضي الإسلامية..وما بقي إلاّ أن يلتفتوا إليكم جميعا ..
قد تتّهم أحرار العالم بالإرهاب ..نختصر لك كلّ المسافات ،ونبلغك أن الحضارة الإسلامية قادمة لا محالة..شئت أم أبيت..ينشرها الحوار البنّاء ،والكلمة الهادئة ،والمعاملة الصّادقة لكلّ أبناء البشرية..والعمل بلا هوادة على نشر السّلم في العالم..بـ"مناصرة القضايا العادلة "..
وأنت تحتلّ فلسطين احتلالا بمباركة ممّن يزعم أنْ له قدرة على العالم ..ولكنّه عاجز عن خلق جناح ذبابة..وتقتّل أطفالها..نساءَها ..شبابها دون وازع خلقي أو إنساني ..أمّا الجانب الدّيني ..فلو كان لك دين وكانت مرتكزاته العقيدية سليمة لما فكّرت لحظة أن تنغصّ حياة الآخرين..
إنّ الوسائط التّكنولوجية التي وقفتم وراءها ،وشجّعتم على تطويرها قصد السّيطرة على العالم ..آن أوانها لكي تنقلب عليكم ..وهذا الأمر ليس جديدا فـ"السّحر دائما ينقلب على السّاحر"..لقد صارت وسيلة لقاء "أحرار العالم"،عبر قارّاته الخمس ،وهم بصدد تشكيل "قطيع خير" يضمّ ملايير الخيّرين ،سيجرف قريبا كلّ شرّ زرعتموه بأياديكم في كلّ مكان..وقد انطلق سيل السّكاكين الجارف بالطّعن المباشر المواجه لكم..ولهم الفردوس الأعلى ،ولكم الجحيم بقرار من مدبّر وخالق الكون..ولن يستطيع "عبيدكم" من خونة ومرتزقة ومتلبّسين بعباءة الإسلام لإلصاق "الإرهاب" به ،قصد تشويهه، مهما كانت مراكزهم الاجتماعية ،لن يستطيعوا بعد الآن خداع "أحرار العالم" لأن مكْرَكم،حِيَلَكُمْ ،مكائدكم ،تحريفكم للحقائق صار مفضوحا ،مكشوفا حتّى للأطفال..
وما شاهدتموه من تسخير مقابلة كرة قدم في الجزائر من مشجّعين في رفع علم فلسطين ،وترديد شعارات مساعدتها على التّحرّر ـ وهم لم يفتحوا أعينهم إلاّ على النّصر ـ ا نتقلوا الآن للعبور إلى نصْرة "الأقصى الشّريف" خاصّة ـ باعتباره ركن من أركان الدّين الإسلامي ،وعموم فلسطين نصْرا للقضية العادلة ..سيتكرّر عند كلّ أحرار العالم ..وهذا طبيعي في فطرة البشر..فالّذي يرضى بعدالة قوانين الرّيّاضة عندما تتكامل وتتوافق مع عدالة حُكّام المباريات ..حتْما لن يرضى إلاّ بقوانين العدالة في الأرض..إذْ يجب على أحرار العالم أن يرفعوا"علم فلسطين" في كلّ مباراة كبيرة تستقطب الجماهير العريضة..لتزداد فضائحكم يوميا حتّى تقريركم ترك الأرض لأهلها ،والعودة من حيث جاء كلّ واحد منكم..