المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس
أخي العروضي الشاعر عادل العاني حفظه الله ورعاه.
أشكرك من أعماقي للمشاركة في الحوار حول الموضوع الهام رغم بساطته.
إن ميزان معرفة المراد من الكلمة في أي كتابة شعراً أو نثراً هو صحة كتابتها الإملائية النحوية لمعرفة معناها وموقعها من جملة الكلام.
إن تسكين تاء التأنيث المربوطة في الوقف لا تقرأ إلا هاء، فإذا لم نميزها كتابة بتنقيطها ستلتبس مع هاء الضمير وهاء السكت
وأما أن يخطئ الشاعر في قوافيه بين تاء التأنيث الساكنة والمربوطة فهذا خطأ الشعراء الجهلة بلغتهم ولا نصحح قواعد الإملاء والنحو لأن الشعراء يخطئون في استخدامها.. مثلاً قد تأتي القافية بكلمة قاهرة (اسم المدينة) وقد تأتي بمعنى هاء الضمير ( قاهرهُ) المسكنة لالتزام القافبه وقد تأتي كهاء سكت في القصيدة الواحدة فلا يفرقها كتابةً إلا الإملاء الصحيح وسأذكر مثالاً من قصيدة واحدة :
|
لقد ذقت الهوى وركبتُ حالَهْ |
فطارَ بـمـهجتي يبغي وصَالَهْ |
وبحري في الهوى يعلو بموج |
ونعْمَ هديرُ موجي يا جَـمالَهْ |
وقلبــــــي في الجوى يشدو كطير |
يرفرف خافقاً والوجْدُ هالَــــهْ |
وكيف يــــموتُ من يهوى بديعاً |
بصدقٍ مـخبتاً ، تلك استحالَةْ |
إلـهي روح قلبــــي أنت حبــــي |
لسانـي في الهوى ذَلِـــــقٌ مقالهْ |
لقد أرسلتَ يا روحي حبيباً |
وقد حَمَّلتَه تلك الرسالَةْ |
|
|
لاحظ القافية لامية الروي تنتهي بهاء ساكنة .
انظر إلى كلمة
(هالَهْ) من الهول والهاء ضمير غائب ولو أنني كتبتها
(هالةْ) لاختلف المعنى لأن الهالة دائرة الضوء التي تحيط بمصدره.
وقس ذلك على سائر الكلمات في القافية كيف يختلف معناها بين تاء التأنيث وهاء الضمير وهاء السكت.
تبقى الكتابة الإملائية الصحيحة هي المرجع الصحيح في معرفة المقصود من الكلمة التي يريدها الشاعر، رغم أنها كلها تلفظ بلفظ واحد.
أرجو أن يكون في ذلك إيضاح يدل على أهمية الإملاء الصحيح في بيان المعاني.
بارك الله بكم وسدد خطانا جميعاً