حين أرادت حكومة دبليو بوش السنية تعميق مخاوف دول العالم ، اعطوا صدام دبليو طاغية الضوء الاخضر لاجتياح دولة الكويت المسالمة ، وطفقت تردد وسائل الإعلام الامريكية ، بإن جيش العراق هو رابع أكبر جيش في العالم ، ولكن ما أن بدأت الحرب البرية عقب الحملة الجوية في عام 1991م اتضح أن ذلك الجيش الواهن البائس لا يملك سوى خردة من لأسلحة الحرب العالمية الثانية ، كأنه من العصور الوسطى لا يعرفون شيئاً عن الحرب الحديثة ، وبعد اثنتي عشرة سنةً أرادت حكومة دبليو بوش شيعة غزو صدام دبليو حفره الذي إطيح بنظامه عام 2003م ..

رأينا كلنا كيف خرج تنظيم داعش ، كما يخرج عفريتٌ انشقت عنه الأرض تحول في وقت قياسي ، من مجرد تنظيم ضمن تنظيمات عملأ بوش المسلحة التي تدعي زوراً وبهتناً محاربة نظام الجحش على التراب السوري ، فروجوا لها إعلامياً أنها تملك القدرة على محو الحدود، ودمج الأقطار في بعضها وأنها قوة إقليمية وأنها تمكنت عبر هجوم كاسح مباغت أن تمحو الحدود بين العراق وسورية ، ثم ادعوا أنها دولة إسلامية سنية وانها ستقيم الخلافة الإسلامية وسوو لها حفلات صاخبة بالشيلات والدفوف ، وما لبثوا إلا أن اجتاحت الموصل وابتلعت كل المدن السنية وتسببت في وقت قصير جدًا ، مستخدمة جحافل الرعب التي تسير أمامها ، في طرد أعداد هائلة من أهالي الموصل من مدنهم وقراهم ، وطردت أهالي المدن السنية وخالقةً موجةً ملحميةً من النزوح ، لم تعرفها المنطقة في تاريخها القريب والبعيد..

لكن في واقع الامر داعش لا سنية ولا علاقة لها بالدين لا من بعيد ولا من قريب داعش متخمرة في الإجرام ،أتت داعش لأخماد ثورة العشائر السنية في تلك المناطق ولتثبيت الحكومة الطائفية التي كأدت أن تسقط ، وحتى يغطون على علاقة الحكومة الطائفية في المنطقة الخضراء بداعش ، شرعت الحكومة الطائفية فورًا في إرسال صيحات الذعر الهستيرية ، مستنجدة بالقوى الأستعمارية ، ويبدو أن المستعمر كان بالفعل واقف على مشط أصابع قدميه ، في انتظار صيحات الاستنجاد هذه ، لذلك سرعان ما خفت قوى المستعمر للنجدة ، ومن الطبيعي أن أمريكا والغربيون لا يعجزون عن تقديم الذرائع في مثل هذه المواقف يحذرون حكومات المنطقة من قوة داعش التي لا تقهر وايضاً يحذرون حكومات المنطقة من شعوبهم ، وخرسة ألسنة توائم الصفويين الفاطميين الجدد أخوان الشياطين وانقطعت رحلاتهم إلى لندن حديقة البيت الأبيض الخلفية للاتقاء بالشيعة والتدريب على سيناريو عمر كسر ضلع الزهراء عمر ما كسر ضلع الزهراء تلك الحلقات التي كانوا يتحفونا بها عبر قناة المستقلة وكأنها حالات مزاجيه درامية رمضنية الصفويين وتوائمهم الفاطميين الكل ينفذ الدور المرسوم له باتقان الصفويين مع الاسرائيليين أنتجوا أفلام ومسلسلات عن الرسل والانبياء زليخة وما ادراك ما زليخة ، رافقت تلك الإسرائيليات دجل وشعوذة الكهنة تباشير الفرج للزومبي اتباعهم باخروج صاحب الزمان والمكان مراد القبو الذي يغط في نومه في السرداب سنين عدداً ، و رافق التباشير حفلات عاشوراء من تكسير روؤس الزمبي اتباعهم على مواويل حزينة جداً ..

الفاطميين الجدد إخوان الشياطين انتجوا حلاقات عن اجنحة الملائكة التي ترفرف على خمرات سوريا ، والفورات الذي سوف ينحسر عن جبال وتلال من الألماس وقناطير مقنطرة من الذهب والفضة ، بس إذا رأيتم الرايات السود الزموا الارض واخسئوا ولا تكلمون، وصناع الافلام الامريكية انتجوا أفلام رعب نهايه العالم بدون موسيقى دق إسلامي بشيلات عائض القراني وطواريق طارق السويدان ، ودبكة إسلاميه بدون موسيقى على العوعوة والعرعرة اداء كل من نبيل العوووي وعدنان العرة..



القادة الغربيون لا تحركهم النخوة ولا دواعي النجدة ، ولا المروءة ولا حتى الأخطار على السلم العالمي ، ولا المبادئ إنهم يتحركون وفقاً لمصالح استراتيجية ، تتعلق بأقطارهم ومنظومتهم ، وأحياناً وفقاً لمصالح شخصية ، وحتى يضبطون الخطة أحالوا عميلهم بن العقمي الجديد الهالكي إلى التقاعد وتم تمويه كل أولئك بأغطية إعلامية مختلفة ، والامريكا والغربيون يراقبون في كل تحركاتهم ما يراه الناخبون، خصوصاً في حالات الحرب في ما وراء البحار، ولأنهم أعلنوا منذ البداية أنهم لن يرسلوا قوات أرضية ، بادروا مبكراً جداً إلى القول بأن مواجهة داعش قد تستغرق سنوات ، بذلك حموا أنفسهم من ضغط توقعات الحكومات العربية بالقضاء السريع على داعش، وحموا أنفسهم من إدارة معركة حاسمة مع داعش تقتضي منهم إرسال قوات أرضية فيغضب عليهم الناخبون ، وهكذا تَعين أن تدفع جهات ما فواتير حرب جوية طويلة ، بأسلحة باهظة الثمن ، لا تضمن السيطرة على الأرض..

وهنا اذكر كل من نسي التاريخ حين ابتلعت النازية والفاشية أوروبا، وأوشكت بريطانيا العظمى أن تجثو على ركبتيها، تحت وطأة القصف الجوي النازي ، جاءت أميركا بكل ثقلها العسكري لإنقاذ أوروبا ، جرى تحطيم الآلة العسكرية النازية والفاشية ، ولم يكتفون بتحطيم الآلتهم العسكرية بل جرى استئصال الفكرتين ، النازية والفاشية، واجتثاث شجرتيهما كما لحقت الهزيمة العسكرية الساحقة باليابان حليف هتلر، عن طريق أول وآخر استخدام للسلاح النووي في تاريخ البشرية ، فاستسلمت من دون قيد أو شرط ، ووافقت أن تخرج تماماً من معادلات القوى العسكرية في العالم ، وانصرفت ، عبر الستين عاماً التي مضت، إلى تصنيع السيارات، والأجهزة الكهربائية والإلكترونية..

السؤال اليوم أين قدرات داعش العسكرية من قدرات النازيين..؟؟ وتفوقهم العلمي والتكنولوجي، وأين حجم مليشيا داعش وقدراتها من حجم وقدرات الجيوش النازية التي بلغ تعداد أفرادها الملايين، التي امتدت أذرعها، بعد أن وضعت معظم أوروبا تحت سيطرتها، وسارت إلى العمق السوفيّيتي، بل وإلى شمال أفريقيا، أيضاً أين معدات داعش العسكرية قليلة العدد..؟؟

من دبابات النازيين ومركباتهم العسكرية، وطائراتهم، وبوارجهم الحربية وغواصاتهم ومجمل معداتهم التي يخطئها العد والمجع والضرب..؟؟

كيف إذن جرى إخراس صوت النازيين والفاشيين إلى الأبد، في أربعينات القرن الماضي، في حين ما زالت الحرب على القاعدة في أفغانستان وباكستان واليمن وشمال أفريقيا، مستمرة أكثر من عقد من دون نجاح يذكر..؟؟

بل إن واقعنا، اليوم، يقول لكل الجماجم الخاويه المغيبين من التفكير إن القاعدة، على الرغم من الحرب الطويلة عليها، وجدت متسعاً من الوقت ومن الأمان لتحبل وتلد تنظيم داعش الهمجي البربري في مستشفى المخابرات السورية والايرانية وبأطباء فاطميين إخوان تحت أشراف أمريكي غربي، الذي أحال القاعدة إلى حملٍ وديع ، وجعل فرائص الأنظمة العربية ترتعد، ودفع بالغرب ليخطط لسنوات أخرى من المواجهة..


ربما يبدو لبعضكم أن في هذا الطرح تبسيطاً، وربما سذاجة سياسية، وتجاهلاً لتعقيد الخريطة السياسية في المنطقة، وعدم التفات للحسابات الأخرى التي تقف وراءها المصالح المتضاربة، والانقسامات الطائفية لكن، هذه الحساسيات والحسابات هي التي أحدثت الفراغ البنيوي في المنظومة الأمنية للمنطقة ، وجعلت ميليشيا بلا غطاء جوي، غير معروف عددها تتحول إلى بعبعٍ يقض مضاجع دول العالم ، بل ممكن أن تصبح خطراً حقيقياً على مستقبل الاستقرار، وتهديداً لنمط الحياة المتمدنة في الإقليم برمته،هذه الحساسيات والحسابات الطائفية هي التي أوجدت هذا الفراغ الفادح الذي ملأته تنظيمات بلا عقل وبلا قلب، مثل داعش ومثيلاته..

أغلب الظن عندي، أن تنظيم داعش، قبل أن يصل إلى مراحل تخلُّقه الأخيرة التي جعلت منه خطراً على الجميع، ظل فترة ما، وربما لا يزال، أداةً تكتيكيةً لتحقيق أهدافٍ مرحلية، للاعبين إقليميين، غير أن ما لا يدركه هؤلاء اللاعبون، أن خطتهم هذه تفتقر للحكمة، فقديماً قال المتنبي "ومن يجعل الضرغام بازاً لصيده ، تصيّده الضرغام فيما تصيّدا"..

أما خفوت صوت المؤسسة الدينية الرسمية ، ومن يسمون بـ"كبارعلماء الدين " وقعودهم عن دورهم في مواجهة هذه اللوثة البربرية الفظيعة ، وهذا الجنون الأجرامي الذي ينسب نفسه إلى الإسلام ، وهذا يعود لفشلهم في إدارة المؤسسة الدينية التي خترقوها وتوائم الصفويين الفاطميين الجدد بالكامل وسحبوا السجاده من تحت أقدام هئية كبار العلماء ، يضاف إلى ذلك ، ما نراه من تقاعسٍ موهين لافت من الإعلام العربي عن أداء دوره في إدارة حواراتٍ جادة، لمواجهة أصل العلة المتمثل في استمرارية تسلق لصوص الدين الصفويين وتوائمهم الفاطميين الجدد الاخوان المفاهيمية القروسطية التي لا تنفك تفرز تنظيماتٍ كداعش وأمثاله ، وهذان جانبان آخران مهمان جداً في هذا المشهد الكئيب