تعد الانتخابات البرلمانية المصرية مدخلاً إلى دخول مجلس النواب المصري ؛ لتمثيل الدوائر التي ينتمي إليها المرشحون على اختلاف مذاهبهم العقلية ، وسماتهم المعرفية ، ودرجاتهم العلمية ، وانتمائاتهم الحزبية .
ولهذه الانتخابات طريقة في الترشيح ، وإدارة معينة لعملية الانتخاب ، وقواعد خاصة للدعاية الانتخابية ، وتقسيم معين لكل دائرة انتخابية ، ولكل محافظة دائرة ، أو أكثر ، ولكل دائرة مقر ، ولكل مقر مجموعة من اللجان الخاصة بالتصويت في نظام الفردي .
وفي نظام القوائم تكون الدائرة خاصة بالقطاعات ، فلكل قطاع دائرة ، ولكل دائرة مقر خاص بمديرية من مديريات الأمن ؛ فدائرة قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا مقرها مديرية أمن القاهرة ، وتتكون هذه الدائرة من محافظات القاهرة ، والقليوبية ، والدقهلية ، والمنوفية ، والغربية ، وكفر الشيخ ، ودائرة قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد مقرها مديرية أمن الجيزة ، وتتكون هذه الدائرة من محافظات الجيزة ، والفيوم ، وبني سويف ، والمنيا ، وأسيوط ، والوادي الجديد ، وسوهاج ، وقنا ، والأقصر ، وأسوان ، والبحر الأحمر ، ودائرة قطاع شرق الدلتا مقرها مديرية أمن الشرقية ، وتتكون هذه الدائرة من محافظات الشرقية ، ودمياط ، وبور سعيد ، والإسماعيلية ، والسويس ، وشمال سيناء ، وجنوب سيناء ، ودائرة قطاع غرب الدلتا مقرها مديرية أمن الإسكندرية ، وتتكون هذه الدائرة من محافظات الإسكندرية ، والبحيرة ، ومطروح .
ويتم انتخاب القائمة مع نظام الفردي في لجنة واحدة ... ، والاختلاف القائم بين نظامي الفردي والقائمة إنما يتصل بعمليتي الكم والكيف في المكان والطريقة ... وعدد أعضاء النظام الفردي بمجلس النواب يكون أكثر من عدد أعضاء نظام القائمة بشكل عام ؛ لأن عدد الدوائر في نظام الفردي أكثر من عدد الدوائر في نظام القائمة ، ونظام القائمة يكون أكثر اتساعـًا - بالنسبة للمكان - من النظام الفردي ؛ إذ إن المرشح الخاص بالقائمة تكون دائرته أكثر اتساعـًا من دائرة المرشح الخاص بالفردي .
وتقوم اللجنة العليا للانتخابات بدور كبير في تنظيم العملية الانتخابية ، وما يتصل بها من تحديد لأدوار المرشحين ، والناخبين ، ومشرفي العملية الانتخابية ؛ الذين ينظمون خطوات التصويت ، والفرز ، والنتيجة ، والطعون ؛ سعياً إلى إتمام الانتخابات البرلمانية بنزاهة في دوائر مصر المختلفة .
ويقوم رجال الأمن بحفظ نظام اللجان ؛ سواء أكان هذا الأمر متصلاً بالقضاة ، أم بالناخبين ، أم بمحيط اللجنة الانتخابية ككل ... قبل التصويت ، وبعده .
ويضم مجلس النواب المصري عددًا من المرشحين الذين خاضوا الانتخابات البرلمانية بنجاح سواء أكان هذا الأمر في نظام الفردي أم في نظام القوائم ، ويتولى السيد رئيس جمهورية مصر العربية تعيين عدد معين من أعضاء مجلس النواب ؛ وفقـًا لرؤيته الشخصية ، ويفضل أن يكون هؤلاء المعينون من المسلمين والأقباط ، والرجال والنساء ؛ شرط أن تجتمع فيهم الخبرة ، ومحبة الوطن .
وهناك العديد من الشروط التي تتصل بالمرشحين سواء أكان هذا الأمر في نظام الفردي ، أم في نظام القوائم ، والخروج عن هذه الشروط خروج عن القانون .
وفي نظام القوائم يُوضع في الاعتبار تمثيل أعداد من الفلاحين ، والعمال ، والشباب ، والمواطنين ، وذوي الإعاقة ، والمرأة ، والأقباط ، والمصريين المقيمين بالخارج .
ولا بد من تنوع نواب البرلمان ، وتنوع مذاهبهم ، وخلفياتهم المعرفية ؛ لأن مجلس النواب يهتم بقوانين التشريعات المختلفة التي تتصل بجميع مجالات الحياة ؛ كالإسكان ، والأمن ، والإنتاج الحربي ، والأوقاف ، والبترول ، والبيئة ، والتضامن الاجتماعي ، والتعاون الدولي ، والتعليم ، والتموين ، والتنمية المحلية ، والثقافة ، والخارجية ، والدفاع ، والري ، والرياضة ، والسياحة ، والشباب ، والصحة ، والطاقة ، والعدل ، والكهرباء ، والمالية ، والمرور ، والنقل ، وغير هذه المجالات .
ولقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى إشراف الحكومة الجاد على إسكان الشباب بأسعار مناسبة للوحدات السكنية ، وزيادة عدد أفراد الأمن وخاصة في الأماكن المزدحمة ، مع التوصية بزيادة الاهتمام بصناعة الآلات الحربية داخل مصر ؛ لدعم مطالب الجيش في الناحية الاستراتيجية ، وعدم الاعتماد على التسليح الخارجي فقط .
ولقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى اهتمام وزارة الأوقاف بتعيين مجموعة من الأئمة الذين يجمعون في أقوالهم بين الدين ، ومحبة الوطن ، وعلاقات القربى بين الأديان وبعضها البعض ؛ مع محاولة ضم جميع المساجد الأهلية للأوقاف ، وتعيين عدد من الأئمة والعمال في هذه المساجد .
ولقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى اكتشافات جديدة لحقول البترول ، وكذلك العمل على إيصال الغاز الطبيعي إلى جميع المنازل بأسعار مناسبة ، مع الاهتمام بالبيئة ، وما يحيط بها ، وكذلك تفعيل التشريعات الخاصة بنهر النيل ، والحفاظ عليه ؛ سواء أكان هذه الأمر على المستوى الداخلي ، أم على المستوى الخارجي ؛ لأن نهر النيل شريان مصر ، ومصدر حياتها ، وضعف هذا الشريان خطر كبير على أمن مصر الحيوى .
ولقد أصبحنا في حاجة إلى رفع مستوى معيشة أسر الشهداء ، والأيتام ، والأرامل ، وأصحاب المعاشات ، والتأمينات ، ومصابي الحروب ، وذوي الإعاقة من خلال وزارة التضامن الاجتماعي ؛ كما أصبحنا في حاجة إلى زيادة تحسين العلاقات الخارجية مع جميع دول العالم ، مع تقديم دول على دول في المعاملة ؛ فدول مجلس التعاون الخليجي على الرأس دائمـًا ، وفلسطين في سويداء القلب تستقر .
والاهتمام بالمعلم ، والطالب ، والمدرسة ، وطرق التدريس ، والمناهج التعليمية أصل كبير من أصول التقدم المعرفي الذي يعود على جميع الوزارات بالتقدم والرقي .
ولقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى الإشراف الفعال على أسعار السلع المختلفة ، والعمل على إمداد المواطنين بسلع تموينية كافية للحاجات ؛ كما أصبحنا في حاجة إلى تطوير تنمية القرى والمدن ، وإمدادهما بالخدمات المتباينة في الطرق ، ومحطات تنقية المياه ، والصرف الصحي ، مع الاهتمام الخاص بإمداد القرى بخطوط الغاز الطبيعي التي تكاد تتصل بالمدينة فحسب ، ولن يتم ذلك إلا من خلال الاهتمام الجاد بالمجالس المحلية في القرى ، والكـُـفور ، والنجوع ، والأماكن المحرومة من الخدمات .
لقد أصبحنا في حاجة إلى إعداد تشكيل الخريطة الثقافية لمصر من خلال الاهتمام بالمكتبات ، والأنشطة الثقافية ، والقوافل التعليمية في الأوقات المختلفة ، وخاصة في وقت الفراغ ؛ ويكون ذلك من خلال قصور الثقافة المتباينة ؛ مع الوضع في الاعتبار أهمية إنشاء بيوت جديدة للثقافة في القرى المصرية ؛ طبقـًا لحاجة كل منطقة من المناطق ؛ مع الاهتمام بالكتب الجديدة في المعارف ، والثقافات ، وتاريخ الحضارات .
لقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى تعميق ، وتنوع العلاقات الخارجية مع الدول القوية النفوذ ؛ مع الوضع في الاعتبار أن هذه الدول تعتمد على فلسفة المنافع في خريطة فكرها ، والقوة العسكرية تزيد شدتها بارتباط الجيش بالشعب ، وارتباط الشعب بالجيش ، وتنوع مصادر السلاح ، وتقوية أواصر النفوذ ، والاهتمام بالوعي العلمي ، والتواصل الثقافي .
لقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى تنوع مصادر الري ، واتساع المساحات المزروعة ، والأماكن المعمورة ؛ خارج نطاقي الوادي والدلتا ؛ حتى لا نخنق أنفسنا بأنفسنا .
لقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى زيادة أعداد مراكز الشباب ، والأندية الرياضية ؛ كما أصبحنا في حاجة ماسة إلى زيادة وعي الشباب ؛ بما يحيط بالوطن من مشكلات ، مع تقديم العلاج للمشكلات المتباينة ، وكذا الاهتمام بتوظيف الشباب في الأعمال الحكومية والخاصة ، وكذا الإشراف على اختيار لاعبي الألعاب الرياضية المختلفة من جميع القرى والمدن عن طريق الكشف والبحث عن ذوي المهارة من اللاعبين من خلال المسابقات الرياضية المختلفة ، وخاصة في لعبة كرة القدم ؛ من أجل الوصول إلى نهائيات كأس العالم أكثر من مرة في السنوات القادمة .
لقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى تنشيط السياحة والعناية بالآثار المصرية من خلال عمليات ترميم الآثار ، وبناء المتاحف الجديدة في جميع مدن مصر ، وتزويد هذه المتاحف بالآثار المحفوظة في المخازن ؛ والتي تتعرض لسرقات اللصوص ، وبيعها في الخارج ، ولقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى تنشيط السياحة الداخلية ، وإنشاء قنوات فضائية تختص بالسياحة المصرية ، وتتصل باللغات العالمية كالعربية ، والإنجليزية ، والفرنسية ، والصينية ، والروسية ، والألمانية ، وغير هذه اللغات .
لقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى زيادة أعداد المستشفيات الحكومية مع دعمها بالأدوية المختلفة ، وعلى رأسها أدوية الكبد ؛ مع الاهتمام بالأطباء ، والصيادلة ، وتثقيف أعضاء هيئة التمريض ، وتزويد الوحدات الصحية بسيارات الإسعاف ، وخاصة في القرى ، والكـُـفور ، والنجوع ، وعلى جانبي الطرق .
لقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى تنوع مصادر الطاقة ، وعلى رأس هذه المصادر الطاقة النووية ، والطاقة الشمسية ، والطاقة الكهرومائية ؛ مع الحرص على زيادة أعداد المولدات النووية الخاصة بالطاقة السلمية في العديد من المناطق المصرية ؛ رغبة في تصدير الكهرباء إلى العديد من البلاد المجاورة ، بعد الاكتفاء الذاتي .
لقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى تعيين عدد من القضاة الجدد في وزارة العدل ؛ لأن المحاكم المصرية أصبحت ممتلئة بالقضايا المتباينة ، وأصبح النظام القضائي في حاجة إلى الإنجاز والسرعة في العديد من القضايا المختلفة .
لقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى إنعاش خزانة الدولة بالمزيد من الموارد المالية ، ولن يكون ذلك إلا من خلال الاهتمام بزيادة الصادرات ، وقلة الواردات ، واقتراح مصادر جديدة للدخل ؛ مع العمل على توحيد الدرجات المالية الخاصة بالوزارات المختلفة ؛ فالدرجة الأولى في وزارة لا بد أن تتساوى مع الدرجة الأولى في الوزارة الأخرى ؛ وما ينبغي أن ينظر الموظفون إلى وزارة معينة نظرة تعظيم ، وإلى وزارة أخرى نظرة تحقير ، وإنما ينبغي أن تتوفر العدالة الاجتماعية ، وخاصة في الأجور ، والخدمات ، وتعيين الشباب والفتيات في الأعمال الحكومية ؛ على أن تكون الأولوية لأصحاب التقديرات العالية ؛ لا لأصحاب النفوذ ، والواسطة ، والمحسوبية في الوظائف الحكومية المختلفة ؛ حتى يزداد احترام الجمهورية لرئيسها الراقي ، والوزارة لوزيرها القائد ، والمحافظة لمحافظها النشيط ، والمديرية لوكيلها الهمام .
لقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى العناية بالمرور سواء أكان هذا المرور مُتعلقـًا بالطرق البرية ، أم بالطرق المائية ، أم بالطرق الجوية ، أم غير تلك الطرق ، وأصبحنا في حاجة إلى الاهتمام بشبكة قوية للطرق ، وإنشاء العديد من الكباري ؛ وخاصة الكباري العلوية في الأماكن المزدحمة ، كما أصبحنا في حاجة ماسة إلى تعميم مشروع مترو الأنفاق في جميع المحافظات المصرية .
حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء ، وكتب لبلادنا العربية التقدم والرقي في ضوء مناهل العلم ، ومناهج المعرفة ، ومحبة الوطن .

مُــــرَاد مُــــصْــــلــِـح نــَـصــَّــار .
مِـــــــــــــصْــــــــ ـــــــــــــر .