بسم الله الرحمن الرحيم
البلاغة في مدّ يتمآسَّا
قال تعالى في سورة المجادلة
وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ 3
لقد عظّم الشرع الحكيم كفارة الظهار لمنع هذه العادة الجاهلية البغيضة المنكرة، ومنع المظاهر من جماع زوجته التي ظاهرها حتى يحقق الكفارة وهي تحرير رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً حسب الاستطاعة ، ويظهر تعظيم حرمة هذا الجماع قبل الكفارة بلاغياً من اختيار كلمة توجب المد المشبع ( يتمآسّا ) وكان يمكنه اختيار كلمة أخرى تحقق المعنى بدون مدّ، مثل (قبل العودة او قبل الجماع او قبل النكاح...) وأما اختيار كلمة يتمآسّا ففي معناها مجرد المس الجنسي، وبوزنها الذي يشير إلى التفاعل بين الطرفين وفيها ألف يعقبها حرف مشدد يوجب المد المشبع حكمة عظيمة تقف أمامها منذهلا حول عظمة بلاغة الكلمة القرآنية ..
فتأمل أخي الكريم حكم الظهار وصعوبة كفارته وعظمة حرمة التماس قبل أداء الكفارة.التي عبر عنها القرأن الكريم من خلال كلمة دقيقة المعنى والوزن مع المد المشبع لتعظيم الأمر . والله أعلم