هل هناك خطط وإستراتيجية عربية موحدة وواضحة للتعامل مع المستجدات والتحولات الإستراتيجية الكبرى فى العالم والمنطقة ؟
وما هو شكل التحرك العربى المفترض تحالفاً وأداءاً فى ظل إستبدال الولايات المتحدة لخطط هيمنتها من خلال التوغل المباشر والتحرك التقليدى المعتاد بإستراتيجية السيطرة من خلال طرف آخر وعن طريق دول المنطقة باللعب على متناقضاتها وتقاطع مصالحها وصراعاتها الأيدلوجية والمذهبية والقومية ؟
وما هى حزمة التصورات والرؤى الإستراتيجية للتعامل مع لعب المحور الغربى بالكيانات والتنظيمات – سواء قوى الإسلام السياسى التقليدية وعلى رأسها الاخوان المسلمون أو التنظيمات " الجهادية " والتكفيرية المسلحة " – من خلال توظيفها بشكل غير مباشر فى القيام بالمهمة التى باشرتها الولايات المتحدة الأمريكية بنفسها فى العراق وأفغانستان ، من خلال الإعتماد بشكل كبير على قوتين إقليميتين غير عربيتين هما " تركيا وإيران " ؟
وما هى الضمانات لتحرك عربى آمن سواء فى ساحة الحرب السورية أو ملفات المنطقة فى ظل ترك حلفاء أمريكا فى العالم للإعتماد على أنفسهم وعدم الإعتماد الكلى عليها فى ملفات أمن الحلفاء القومى ورد الإعتداءات ؟
وما هو مستقبل تحالفات الغرب والولايات المتحدة مع الإسلام السياسى بزعامة الإخوان المسلمين – خاصة الحالتين السورية والمصرية - ؟
وهل العرب ذاهبون من خلال أسلوب تفاعلهم وتعاطيهم مع الحرب السورية إلى تماسك ووحدة وإستعادة قوة ونفوذ وحماية أمنهم القومى ، أم إلى شرذمة وتشظى على أنقاض صراعات تلك القوى الإقليمية غير العربية المذهبية – تركيا وإيران - وتقاطع مشاريعها التوسعية من خلال وكلاء وأذرع عسكرية سنية وشيعية ، تستفيد منه فى الأساس قوة إقليمية غير عربية ثالثة وهى إسرائيل ؟
وما هى حقيقية تعرض الولايات المتحدة الأمريكية ميدانياً وسياسياً فى الصراع السورى لهزائم لدرجة إعتبار التدخل الروسى – منذ الإتفاق النووى مع إيران واتفاق نزع الأسلحة الكيميائية مع سوريا – إلى اليوم طوق نجاة للإدارة الأمريكية ؟
وما هى أبعاد وخلفيات وتداعيات وحقائق وتفاصيل المواجهة الروسية - الأمريكية على الأرض السورية ؟
وهل روسيا قادرة بالفعل على إستعادة النفوذ من بوابة سوريا ؟
وكيف صنعت روسيا الفارق الإستراتيجى والعسكرى فى سوريا ؟
وكيف تواجه الولايات المتحدة وحلف الأطلسى روسيا فى الداخل السورى من خلال توظيف رأس الحربة التركى وحلفائه ؟
وما هى سيناريوهات الحرب الشاملة بين روسيا وتركيا إذا وقعت ، وما هى أبعادها التاريخية والدينية والإستراتيجية ؟
وما هو مستقبل تحالف أردوغان والإخوان وأمريكا فى المنطقة ؟
وما هى ملامح وتفاصيل ومستجدات وأبعاد التحولات الكبرى الهائلة التى تدشن لتاريخ جديد للشرق الأوسط على خلفية تفاعلات ونتائج ثورات الربيع العربى وتداعيات الصراع والحرب فى سوريا ؟
وماذا عن أدوار ومهام وأسلوب تعاطى إسرائيل والعراق ومصر والمملكة العربية السعودية وإيران ودول الخليج العربى مع ملفات الحرب السورية ؟
وماذا عن مستقبل المنطقة ومستقبل سوريا فى ظل تصاعد الإحتقان الطائفى والصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران ؟
وما هى الرؤى الإستشرافية لمستقبل العرب على خلفية الحرب السورية ؟
وماذا عن أهم الأزمات المهددة للحضارة والعمران فى سوريا – والوطن العربى ؟
وما هى الدوافع والمنطلقات التى تجعل فصيلاً من الفصائل – كإخوان سوريا - ينقلب على الوطن ليصير مجرد أداة فى أيدى الغرب لإنهاك الداخل العربى وتمزيقه وإشاعة الفوضى فى ربوعه فى طريق بحثه عن الوصول إلى السلطة بأى ثمن ، وهل هناك تأصيل منهجى يهدف لعلاقة متوازنة تكاملية بين حركة التدين الحقيقية والإنتماء للوطن ؟
وماذا عن أدوار ومهام وخلفيات ومستقبل أهم التنظيمات المسلحة الموظفة فى الحرب السورية كداعش وجبهة النصرة لأهل الشام وأحرار الشام والجبهة الإسلامية .. الخ ؟
وماذا عن موقفى الدكتور يوسف القرضاوى والعلامة السورى الدكتور محمد سعيد رمضان البوطى من الحرب السورية على خلفية محاكمة الموقفين إلى التاريخ العربى وتاريخ الدعوة وإلى الشريعة ومناهجها ؟ وأيهما الأحرص والأقرب لخدمة الشريعة والدعوة والدين والأوطان والأمة .. مواقف القرضاوى ومن حوله أم البوطى رحمه الله ؟
أجبتُ عن هذه الأسئلة الهامة وغيرها بإستفاضة وبمنهج تحليلى موضوعى إستقصائى موثق ، معتمداً على عشرات المراجع والصحف العربية والأجنبية ، فى كتاب يقع فى 450 صفحة سيصدر قريباً إن شاء الله عن دار سما للنشر ، وسيكون متاحاً فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2016م ، وعنوانه " سوريا .. التحولات الكبرى .. مشكلات الوطن ومستقبل العرب " .
أسأل الله تعالى أن ينفع به أمتنا وأوطاننا وشبابنا .