أمريكا والجزية والحاضر
لا يحصل أي شيء من فراغ، بعد قراءة التالي سوف تعرف كيف غيبك الإعلام العربي الرسمي وأخرجك من المشهد العالمي برمته حين أخفى ومنع عنك الحقائق التاريخية التي تخص أمجادك والمخازي التي فعلها حكامه من أجل الكراسي آنذاك
سوف تعرف سبب حقد الغرب وأمريكا عليك، وتمزيقهم لبلادك بسايكس بيكو وبالمؤامرات التي لا ولن تنتهي، سوف تعرف سبب كل ما أنت فيه إن علمت أن أجدادك مرغوا خشم أمريكا بالتراب، وأجبروها على دفع الجزية أضعافا مضاعفة..
عليك أن تعرف أولا أنك كعربي مسلم قد قطعت الغصن الذي تقف عليه حين خنت الأمانة وتعاونت مع إنجلترا على هدم الخلافة العثمانية التي كانت تحمي ظهرك، ومن يومها وظهرك مكشوف مستباح يركبه من هب ودب..
إليك القصة لعلنا نعتبر
هى أول حرب تخوضها أمريكا خارج حدودها، وقعت بين عامي 1801-1804 وسببها رفضهم دفع الجزية للحاكم العثماني يوسف باشا القرمانلي نظير دخول الأسطول الأمريكي إلى البحر المتوسط!!!!
وأدي ذلك الى غضب الوالى الذي أمر بتكسير سارية العلم الأمريكي في السفارة الأمريكية في طرابلس وإهانة السفير الامريكى وطرده شر طرده ((هل تنسى أمريكا لطرابلس هذه الإهانة؟؟))
فأرسل الرئيس الأمريكي جيفرسون أسطولهم لتأديب والي طرابلس يوسف قرمنلي على إهانته لأمريكا، وما أن بدأت الحرب البحرية حتى انجلت بسرعة عن كارثة على أمريكا، حيث تم محاصرة الأسطول الأمريكي وأسر أكبر سفنه وهي السفينة فيلادلفيا، واستسلام أكثر من 301 بحار على متنها، وحين عجزت أمريكا عن استعادتها أرسلت جواسيس فأحرقوها.
لم يستسلم الأمريكان فعمدوا الى بث الخلافات بين والي طرابلس وشقيقه أحمد باشا القرمنلي في مصر و تم رشوته بالمال والنساء الجميلات (اللاتي أحضرن خصيصا له من امريكا) من أجل أن يتحالف معهم ضد والي طرابلس وتغيير نظام حكمه، ووعدوه بالسلطة على طرابلس (ليبيا حاليا) .
وجهز الأمريكان جيشا ضخما لغزوا مدينة درنة ( شرق ليبيا) والثأر من الهزيمة الأولي ...
ولكن سرعان ما استنجد والي طرابلس بقوات من المغرب والجزائر وتونس والدولة العثمانية ..
وانتهت المعركة بهزيمة شنيعة أخرى للأمريكان حيث قتل في يوم واحد قرابة 1800 وأسر 700 وحوصر الباقي .
وأدت هذه الهزيمة بالمحصلة إلى توقيع أمريكا اتفاقية مذلة لها مع ولاة طرابلس وتونس والجزائر والمغرب، تدفع بموجبها أمريكا تعويضا للدول الإسلامية عن كل جندي قتل، وتدفع أيضا الجزية مُضَاعَفَة عن السابق، والاعتذار للدول الاسلامية الثلاث.
وحتى اليوم في نشيد البحرية الامريكية الذي لم يتغير منذ ذلك الوقت يقول مطلعه:
(من قاعات مونتيزوما إلى شواطئ طرابلس نحن نحارب، معارك بلادنا في الجو والأرض والبحر).
هذه القصة الجميلة قد توضح لنا مدى جهلنا بالتاريخ الحديث وخاصة الإسلامي منه، والذى تعمد أعداؤنا إخفاءه أو تشويهه، وبدعمنا نحن أبناء الدين والأرض..
كما يوضح لنا المحرك الرئيس للسياسات الأمريكية فى المنطقة والتى تعتمد فى الأصل على أخذ الثأر من المسلمين العرب.....