وَمضاتُ الشعراء

وقلت للشاعرة هبة الفقي :

وللفِقّي سموقُ القصد وافٍ كذلك والمعاني وارفاتُ متى حضرت يتيه الشعر زهوًا وتندى حول ريّاها الصِّلاتُ رقبتُ بيانها فسما لبابي ليشكرها ، فطابت أمنياتُ لكِ النعُّمى لك السَّلمى هنيئًا لشاعرةٍ لها تحدو الحياةُ

وقلت للشاعرة حنان الدليمي :

والصَّمْتُ من حِسِّ البلاغةِ يُفهمُ بصداهُ تقريرًا رؤاكِ تنغِّمُ تعنو لهُ بغداد تنقشُ صبرَها فيحفُّها المعنى ، وكم يتألَّمُ حتى جلا بالممكنات مرفْرفًا في ليلهِ وحيُ الشواعر يبسُمُ

كما قلت للأديبة بتول الدليمي :

جمال الحرف يغبطه الأصيل وفي معناه ذوق سلسبيلُ وصورتها من الإتقان تروى أجادت رسم ومضتها بتولُ

هل كل ما في الأمر تنديد= قد صاغه وغدٌ ورعديدُ
والقدس في هم وفي كرب= قدْ طالها مسخ وتهويدُ

سأسأل كل درب عن صديقي
سأبكي عند قارعة الطريق
ألمّ شتات بيتي والشظايا
أنغمّ بالازاهر من رحيقي
وأفتك بالردى .. قبل الرزايا
وأمدح كل ذي أدب حقيقي
وألبس جنة الأفكار أشدو
بذوق من ثقافتنا دقيق
وأشرُف فوق قافيتي أنادي
بحال من ذوي النعمى عريقِ

دليل الحب أن يفنى الفؤادُ
بحب حبيبه وله اتقادُ
ودمع ليس ينفد في الليالي
وذلٌ , وافتقار , واجتهادُ
وهذي كلها اجتمعت بحالي
ولكن أين من فلكي سعادُ ؟
رجونا , وابتدأنا , ثم عدنا,
بلا جرم يعاتبنا الودادُ

رأى الغريبُ غريباً فانحنى أدبا
لعلّه يجتدي من كفّه الرُّطبا
هما غريبان يا أيّام فانتظري
وقت الحصاد رؤانا ، كلّنا غُرُبا
تحمّلي أنّتي واستعلمي طربي
فما يمرّ الردى مَن يعشق الطربا
هما غريبان عاشا دون ساقيةٍ
لأنّ مَن نظروا لم يفقهوا نسبا
فلستُ آسى على دهرٍ ينازعنا
غرائبَ الإنس لمَّا أمعنوا كذبا

جُرَح القِوام ، فمن لـــه يا ساقي ؟
أين المُــدام ، وســقية العشاقِ ؟
إن كان يشفى بالكؤوس تركته
لــكــنّــه يهفو إلى الأعـماقِ
هــذا لـــهُ ، يا ابن الكرام ، فكيف لو
جُــرَح الفؤاد ، ســـفينة الأشـواقِ

إذا نظرت قــصيدًا رمت تقرأهُ
فانظرْ مؤلّـفـــه قبل الكــتاباتِ
فكلُّ ســوسنةٍ للغيث عاشقة
حتى وإن أضمرت مسك الحُـبيباتِ
والشوك مــأثمة في كلّ باديةٍ
وإن بـــدا ماحــقًا شــؤمَ الخـطــيئاتِ

يُذكّرني هواكِ نعيم راحي وأيكتنا ، وخاطرة الجراحِ فأسلو حين أذكــــــــــره ضياعًا وأشدو بالهيام بلا نواحِ فوا قلباه ليتك لا تدعني وتدعوني متى ولّى صباحي وتكسوني من الصبوات حالاً وتحمل عن دمي آه الطماحِ فكن عونًا إذا ذهبت عيوني وأغرى الدمع أودية البطاحِ وكن عونًا متى غربت شموعي وأورى مهجتي لهب الكفاحِ !