وَمضاتُ الشعراء

وقال لي الشاعر جميل داري :

رياض بدوت الآن والله شاعرا تبث هموم القلب فيضًا وماطرا عن الموت تحكي وهو ملء قصيدتي فمنذ ليال قد فقدت الأزاهرا لماذا يجيء الموت يسحق حلمنا ويسرق أزمانًا عذابًا غوابرا

فأقول له :

بذكر أحيبابي بسطت المشاعرا ورحت مع الذكرى أتمتم شاعرا لإني وأيم الحرف لا ريب لاحقٌ بهم لحظةً أتلو لشوقي المصادرا ألا فالتمس لقيا الفؤاد متيمًا ففي ظله تلقى - هديت - الأزاهرا

نشتاق ، نبكي ، فلا دمعٌ ، ولا أثرُ ولا أنيــس فؤادٍ منـــه ندّكــرُ نهوي على الحرف علّ الحرف يسعفنا إن شطّ ذاتي ، وأرخت بَوحها الفكَرُ

~~~~~~

لوحةٌ حولها الشعور مُنيلُ من أديبٍ مَعينُه السَّلسبيلُ فتحايا من الصميم لقلبٍ عنده من رؤى الحياة أصولُ

~~~~~~

لولا الحنين ، وسَوْرة الأشواقِ لم يبقَ من رسُلِ العيون بواقي فاحفَلْ برائحةِ الوداد لعلّها تضفي عليك ملامحَ العشّاقِ

قال لي الشاعر عبد القادر دياب :

هذا الرياض وقد أتانا مغدقا الخير يملأ روحه حين اللقا والشعر بعض خصاله وفنونه فهو الخلوق بخلقه قد أورقا وهو الشريف بصدقه وعطائه وهو الشجاع بنطقه فيما استقى بالشعر أدهش حاضرًا يهدي لنا شعرًا جميلاً ناطقًا متموسقا

وقال الشاعر محمود عثمان :

سباق الحرف مبعثه النقاء وبوح الشعر منزله البهاء فطوبى يا رياض بفوز حرف تسامى في ثناياه الضياء لأن لم يحظ حرفي بالمعالي فحرفي في النفوس له اشتهاء وما التصويت للشعراء وزن لهم ، أو فيه نقص وابتلاء هي الأيام تسلية ولهو وجِدٌ وابتداءٌ وانتهاءُ

فأقول له :

لك الشكرُ الجزيل لك الثناءُ أتاك مُعطَّرًا وله ازدهاء فيومُ تنافس المعنى جميلٌ تناهى عند موعده العطاءُ هي الأيام صدرٌ ثم عجزٌ وَجِدٌّ ، وابتداءٌ ، وانتهاءُ

قلت للشاعرة عطاء العبادي :

لك الجمال لروعة تتجددُ وعيون شعر حسنها متوردُ تشتمها الزهرات من إعجابها فتروح بالعطر الأصيل تغردُ هي هكذا بنت العراق قريضها أغنى الدنا ، وبه تزاهى الفرقدُ

فقالت :

لك للعراق الحر أنت عبيره تزجي التحايا ، والقوافي السؤدد المثقلات بطلها تزهو السطور وحرفها بك بالشذا يتجدد فسلمت يا روض الزهور وعطرها يسمو العراق بمثلكم يتمجد

كما قلت لها أيضًا :

لا فضّ فوك ، ولا عليك فالشعر بهجته لديك يسمو برسم عواطف رقراقة تعنو إليك كي تستحيل عوارفًا ومعارفًا في راحتيك

فقالت :

زانت حروفك صفحتي ماذا أقول لكي أفيك شكرًا بحجم مودتي وتحية ترقى إليك

وقلت لها أيضًا :

ولأنت في دوح القصيد أغاني ليس الصدى ، بل قمة العرفان فتألقي باسم الجمال قوافيًا وطيوب حسن وادع هتانِ أنت العطاء المستديم هطوله والفكر منك جواهر الشطآن

فقالت :

في كل يوم من عطاء تحية فلأنت لي من خيرة الإخوان شهد حضورك بالعبير مضمخ غرا زرعت الحرف كالريحان شكرًا لروحك يا رياض وإنني ممتنة من خالص الوجدانِ

قلت للشاعر عواد الشقاقي :

دمت للجود والندى عوَّادُ طيّب الروح دائمًا مجوادُ ترتقي بالثناء صرح جمالٍ فيرقُّ اللقا يطيبُ الودادُ

وعلى هامش قصيدتي ( رقة الشعور ) قال الشاعر عبد الستار النعيمي :

قرأت شعرًا بديعًا لصاحبي المستنير ومن حروفٍ جميلاتٍ ضاع طيب الزهور فشلال راح يسمو تلألأ بين سحبٍ بيضاء كالعبير ثم الحروف جاءت لمدحنا والعشير رمتنا من رأس سهمٍ إلى أعالي البدور

وقلت للشاعرة نغم عبد الرحمن :

هذي الحقيقة يا نغم ما عاد ينفعها التهم هي أمَّةٌ منهوبة مسلوبه فيها الهمم من بعد عهد غابر كانت به خير الأمم لله جلَّ جلالُه وعدٌ وإن طال السقم ولسوف تشرق حينها عزماتنا فوق القمم

وقلت للشاعر نبيل زيدان :

بيانك للمدى حلو المعاني سخيّ الفكر بالكلم الحسان يدرُّ على المدارك بالغوالي ويبقى وادعًا في كلِّ آنِ فشكرًا للمقاصد حين تصفو وسعيٍ طيّبٍ زاه الأماني

فقال :

قضيت العمر في حبِّ التفاني تأنّيت احتمالات الأوانِ وكنت بحسن ظني أقتفيه وأنظر من نظير أن يداني وما قد كنت في يوم بجاني زمان الوصل ذا يبقى زماني

وقال لي الشاعر عبد السلام المحمدي :

لـيمينكــم شــأنٌ تـعـالى شــأنه حــتى لتعجــز عــنــده الجـوزاءُ تـتـسابق الجـنّـات صوب رياضــه وبــبابـــه تـتـزاحـــم الأمــراءُ

قلت للشاعر الأديب أحمد رامي :

لك الأدب المعلّى والجميلُ فأنت الباذل الشهم الأصيلُ أخا الأشعار تغبطك القوافي وترجو غيث طلعتك الفصولُ جوار الفكر تنهمر الغوالي ومن معناك يستشفي العليلُ أخا الأدباء لا جاد المقفَّى إذا عن ذكرك السَّامي يميلُ فطوبى يا ابن رامي من فؤادي لكم يعنو مع الملكاتِ جيلُ وهذي أحرفي تاقت فغنَّتْ وأغناها من الأهل الوَصولُ فشكرًا من قريضي من عيوني وحتى ينهضَ الزمن الجميلُ

فأجابني قائلاً :

ألا يا أيهــا الحِــبّ الجمـــيل لك الكلــم المـؤنّــق إذ تـقــول إليك الشـــعر مرتحل جهـارا وعـن عتبـات مجــدك لا يميـل إذا لوّحت للحــــرف المعلى أتـــاك و كلـــه شـــهد يســيل وألقى بين كفيك المعاني وأزجى الشعر يحدوه الهطـول فأورق في يراعك كل حسن وقطــف شــــباته صــور بتـول كسوت مناكبي كرما و فضلا ومدحـــًا لا يــدول و لا يـــزول وأي الشكر يحويه امتناني ففيـك يقصّـر الشــــكر الجزيل

قلت للشاعر ناظم الصرخي :

للود آياتٌ ، وحسك زاهر في قلبها ، والصفو منك مبادرُ أرويت أفنان البيان مغرّدًا أسررت قلبي أيها المتفاخر يا ناظم الحرف الأنيق تحية ملء القصيد لك الوفاء الغامر تمضي على ألق الوصال ملوّحًا للباذلين فما اعترتك معاذر فالبال نبعيٌّ وفكرك واثقٌ والطيب عنوان وقلبك عامر

وقلت للشاعرة صباح الحكيم :

جميلٌ أن يظللك الصباحُ بحرفٍ ناطق فيه الأقاحُ فبوركت الأنامل وهي تسعى حيال الشعر أطربها البواحُ

وقلت للشاعر الدكتور أحمد سالم :

جمعتَ ، رسمتَ أشواقًا وألحــانا وفزتَ ، وزدتَ بالتحنان ألوانا سخوتَ ، بذلتَ رَوْحًا ثمّ رَيحانا دنوتُ ، قرأتُ ،حتى صنتُ وجدانا

كما قلت للشاعرة ثناء درويش :

براق الفكر في الملكات باق رقيق البوح مكتمل المراقي أنثني والثناء مدى ثناء إلى أشعارها تهفو المآقي سلامًا من رياض الشعر منا وهذا عينه عبق التلاقي

وقلت للشاعر محسن الياس :

وقوفي عند بابك مستحق وأنت سخيّ قلب في المآبِ تسابقك الحروف إلى ربوع بها تصفو ينابيع العتاب

وقلت للشاعرة لبنى علي :

نبض الوفـاء يرقّ ُفي الأشعار ووفاء نبضٍ رائقُ الأفكار وقريحةٌ تغزو الفؤادَ بحسنها لمَّا استقتْ من منبعٍ مِعطارِ

قلت للشاعر جلال طه الجميلي تعقيبًا على نصِّه الذي يقول مُفتتحه :

عِمْي صباحاً. تقّضى ليلكِ الساجي وما حمدتُ لدى الاصباحِ أدلاجي

يهفو إلى سُــدّةِ الفادين معراجي وكم تــماهت مع المرساة أمواجي هذي وتلك ولا أرجو ســـوى سُررٍ موضونة ، نُسجت من نور ديـبــاجِ توهّـجـت وهـي للإيـثــار مــأثــرةٌ يا طيب قلبٍ بوصل الخـــير وهّـــاجِ

وعلى هامش سجالات الشعراء ، قلت :

قلتُ اسمعي بنتَ الفناء ترقبي صرخـــاتِ قلبٍ زادُه الإقــدامُ زمنٌ مضى والعاشقون اسّابقوا بغــدادُ تروي عزّهــم والشــامُ

فقال الشاعر محمد ذيب سليمان :

مهر الحــرائر يـا شــآم معمــد بــدم الرجــال يســوقه المقــدام والروح نرخصها لبغداد الهوى مهمــا تخــاذل دونهـــا الحكــام يــا رافعين الكأس نخب دمائنــا قرب القصاص وضاقت الأيـام فــالموج أقبل كالجبــال ببطنــه رعــب مقيــت يقتفيــه حمــــام والنـار تأكل ما زرعتـم سـادتي مهمــا تعــاظم أمركــم ســـينام

قلت للشاعرة غيداء الأيوبي :

حكَمٌ بريق بدورها لألاءُ أم كيف لا ، ومعينها غيداءُ تهمي بهاءً لا تني خطراته لمّا سقت ملكاته غيداءُ تهب الطريف من التليد عوالمًا ومعالمًا طوبى لها غيداءُ فإذا الزواهر تهتدي بفضائها هذي عيون قريضها غيداءُ كم أطرب المعنى يغرد باسمًا إذ أحكمت إيحاءه غيداءُ فلتهنأ الشعرى بشعر شواعرٍ من بينهنّ تعملقت غيداءُ حتى إذا ما واحتي غنت لها لا ريب بَدْءُ هتافها غيداءُ

فأجابت قائلة :

من روضة الوجدان صبَّ رياضُ حرفًا تجلى في نداه رياضُ وكأن حسه مع جناح فراشة قد حلقا لمّا استهلَّ رياضُ ما رق شعر كالربيع لحونه إلا وغرد كالطيور رياضُ قد نال من أفق الزمان مكانة حتى تراءى كالنجوم رياضُ يا شعره المنساب حول حديقتي ذا جدول غنى صفاه رياضُ لا شكّ إني غارق بنقائه لمّا تبحّر في الغدير رياضُ فإذا انحنى حرفي ليشكر شاعرًا حتمًا يكون بمقلتيه رياضُ