وَمضاتُ الشعراء

أي زهرتي : ما بين عطرك والهوى شرفات عشقٍ زادها الإيثارُ ما بين قلبك والرحيق علاقة أبديّة ، من بعضها الأشعارُ كم للمتيم والظلال حكاية تحنو على إيقاعها الأقمارُ ما بين دربك والحبيب روائعٌ ولطائفٌ تشدو بها الأطيارُ لمّا حملنا للرياض مشاعلاً فالودُّ حلوٌ ، والنَّدى مدرارُ لمّا عشقنا ، ثم أهدينا المدى أحلامنا ، فتفتَّقت أزهارُ

صَدَأُ الحَديدِ وَسُوسَةُ الخشَب
..................................يرْعاهما مُتنطِّعٌ وغبي
"فيروسانِ" ملءُ العينِ حِلْفُهُما
................................ما زالَ يعزِلُ كُلَّ مُنْتَسبِ
للّهِ أشٌكو حالَ أمَّتِنا
............................شكْوى كَظيم الغَيْظِ مُحْتَسبِ
يهْفو إلى العَلياء خافِقُهُ
..............................وِرْدُ المُنى وإيابُ مُغْتَربِ
لهَفي عَلى «زُبَر الحَديدِ» إذا
..........................سادَ الصَّدا والعُجْبُ في رَجَبِ
فالسيْفُ يشكو هوْنَهُ صدِئاً
.........................والغمْدُ في "غيبوبة" الذهَبِ
لهَفي عَلى «البَلّوطِ» يَنْخُرُه
.......................سوسُ الخَنا وَوَساوسُ الحَطَبِ
والزان "مصلوباً" يُعيِّرُهُ
..............................والنارُ تأكلُ غابةَ القصَبِ
الداءُ يزهقُ روحَ غابتنا
............................ما لمْ يَرُدُّ الروحَ "طبُّ نبي"

فداء أيا روحي لقبر محمد لعطرٍ على جنب الضَّريح مخلدِ فداء لأنسام الوصال بطيبةٍ وذكرى أمانينا العذاب ، وموردي أتيناه نشدو والأكابر حولنا لهم وله بالروح أغشى تودّدي ويا قلب صبرًا إن مررت بروضه وعشت بلا وعيٍ تروح وتغتدي فبلّغ تحيات الصِّحاب أحبتي وهم صفوة الأخيار أحباب مرشدي وقل راجيًا يا مصطفانا أنلتقي ونبصر معناك العظيم ، ونهتدي ؟

هل زرت حي الهوى حيث انتهى الأرَبُ إلى ظلالٍ تلاقت حولها الهدُبُ ؟ أم عشت تردادها ليلاً فما لمحت عيناك خفق حروفٍ وردها الشُّهُبُ ؟ فلا تلم حدقًا عاف العنا مزقًا أهدى لنا حبقًا ريحانه أدبُ

قلت للشاعر عبد الله بريك :

مجدًا لقلبك " عبد الله " ما عبقت منه الطيوب تناجي الروحَ مفتخرا فاهنأ بسعيك يبقى الذوق منهملاً في دوحة الملتقى ، والفكر مزدهرا

وقلت للشاعر عبد الله بن عبد الرحمن :

ولنا منكَ وفاءٌ من صفاءِ القلب شرعه فانظم الدرّ نضيدًا وامنح الظمآنَ نبعه

كما قلت للشاعرة غيداء الأيوبي :

أيُّ إبداعٍ ينسجُ النُّورَ فخرا وائتلاقٍ يهدْهدُ البَوْحَ تِبرا وفضاءٍ من المعاني تزاهى أدهش الروحَ ، فالمبانيَ سكرى فتلاقى معَ الفؤادِ بهاءٌ من عيونِ البديع تشتاقُ بدرا أنطقتْ بالقريحةِ الحسنَ وصفًا فهي غيداءُ تبعثُ الشعر فكرا صورًا واصطفاءَ كلِّ جميلٍ وظلالاً من الجزالة تترى

يا أحمد الروح : أين الود هل ذهبا وهل رأيت عمود الشعر مغتربا نشتاق ذكرك حتى دون تقدمةٍ فأنت يا ابن فؤادي تعلم السببا نشتاق ذكرك حتى في سرائرنا ما كان ينسى كؤوس الوصل من شربا لا ليس ينسى جميل الذوق ذو عبقٍ لا زال يهمي على الأفكار منسربا ها يا بن خير أصيلٍ " صالحٍ ": أدبي جوار حسنك نال الزهوَ والرتبا عليك منا سلام الله يتبعه أحلى الدعاء بصدق ينفذ الحجبا

أنت الذي ملأ القلوب جمالا ونداك يستبق الغيوث نوالا من حين كبَّر للصلاة مؤذنٌ ولمحت في لمع الحياة بلالا لو كنت أحكي العبقريّة شاعرًا لا ، ما بلغت من العيون مقالا فشذاك يسمو في السموات العلا يحكي بأنعمه الزمان جلالا لولاك يا مختار يا أمل الورى لا ، لم نجدْ للعاشقين منالا يا روح كلِّ الكون ، يا عزَّ الحمى إنّي أتيتك أرتجي الإفضالا

ربما الدهر يسلب الراح يومًا ربما الصَّبر ينحني للمآسي إنما الفجر بالسُّلاف ينادي قاب حرفين ، وانظروا في القِياسِ