وَمضاتُ الشعراء

كما كنتَ عُدْ ، لا تنس أنك شاعر وقل يا شباب الحبّ هذي المشاعرُ فداءً لكلّ الطيبين نثرتها وما لي سواها حين تخفى الأواصرُ ترحَّم على الأيام أيام صبوةٍ تناءت وفيها للوصال بشائرُ رُددْنا إليها ، والطيوف كئيبةٌ كأن الكرى للعائدين مصادرُ رددنا إلى الأحلام والليل مجحفٌ وقيل محالٌ أن يؤوب المسافرُ

وقلت للأديبة أميمة الرباعي :

مهلاً أميمة ما انتهينا ، إنّنا في كلّ رائعةٍ لنا أسفارُ نطوي الجراح ، ولا يهاب شعورُنا شجنَ الزمان ، وفي يديه الغارُ بوركتِ من قلبٍ أديبتنا على لُطف البيان ، فإنّه مِعطارُ

وقلت للأديبة ليلى أمين :

إليك ليلى سلام الود يتبعه شكري وما تحمل الأعماقُ والمُثُلُ حروفك الزُّهْر قد جاءت محمّلة بخير عطر عليه طابت الجملُ

وقلت للشاعر أحمد الجمل :

أفديك شعرًا من معانيه الدرر وأظلّل المبنى بأنفاس الزهر فاكتب على ورق اللجين عواطفًا تسمو خلودًا لا يضاهيها أثر يا أحمد الجمل الجميل عطاؤكم فاسلم رعاك الله ما طابت فكَرْ

وقلت للشاعر وليد عارف الرشيد :

" يا مو " ، صداها ليس في الألحانِ بل في الحنين وهدأةِ الأجفانِ هيَ من فضاء الخلد سُقيا رحمةٍ ما بعدها ترث البقاءَ معاني نفنى وتفنى الممكنات جميعها إلا نداها خالد العِرفانِ

لِي بَصْمَتي في السُّها ما عاد يُخفيها ليلُ الضَّنا ، وَسَماءُ النَّالِ تُنشيها مِسْكيّةُ الظَّنِّ يُغري ثغرُها مُقَلي مُذ شنَّفتْ مَسْمعَ الوادي غَواليها كالنّاي ، كالبُلبلِ الغرّيد تسحرُني عيونُها العالَم العُلويّ يُدنيها تجني الحواجمُ منها رَوْحَ مَن رَحلوا فليس من بهجةٍ مثلى تُضاهيها تخالُ منطقها كالخالِ في كبدي أو كالتماس المرايا من مرائيها

وَأشْعُرُهُ لِيَمْنَحُني مَراياهُ وَيَشْعُرُني لِتُحْيي القَلْبَ ذكْراهُ وَكنْتُ مِثالَهُ الوَافي بمَنطقهِ وَكانَ حَديثَ وجداني وَمَسْعاهُ سَميرَ الحَرْفِ وَالمَعْنى أمِنْ ظُللٍ تُماهي الأمسَ ، أو ما كُنْتُ أهواهُ تُناجي سَالفَ النَّفحاتِ مُدركةً مَحَابِرَ مَنْ توَلَّتْنا سَجاياهُ تُعيدُ ربيعَ أخيُلَتي تشاطرُني زَمَانَ كريهَةٍ لم يَنْضَ سَوْءاهُ تَوَزَّعَ حَيْفُهُ ما بينَ أدمعِنا وَقَلْبٍ وَالهٍ تَنْتابُهُ الآهُ

قوافي الليل تحتضن الندامى ومنها هفهفت لـغـــة الخـزامـى فثبْ يا بَوْحُ منتدبـــًا حبيبي وقل ما شئت حــبّـًا أو غــرامـــــا تعشّقْ فالخواطر ساحراتٌ نـنـاغـيـهـا فـتـلـهـمـنـا المـرامــا وما خلت المشاعر فيك إلا رُواءً من صدى الماضي تـنـامى فبلّغْ قدوة الأدباء ، هـيّـا وخـذ عن شـاعر القوم السـلامـا فقد طال المُـقامُ ولا لقاءٌ ولم يفقه من الحسنى مَـقـامـــا

قلت للشاعر محمد كشك :

ما بعد هذا للبديع مراقي أو بوح قلب زاخر الإشراقِ كلا ولا ودَّ القريض رفاهةً تحكي بنبل قرارة الأعماق أطربت بالجرس البليغ مغرّدًا ونقشت حسًّا رائع الآفاقِ

وقلت للشاعر عصام الفقيري :

وهـكذا طاب معنىً عندك السَّفرُ وكيفَ لا وعيون الفخرِ تُبتدرُ تسمو ، تحاكي تليد الشعر منتسبًا أو بات منتميًا في ذوقك الأثرُ فإن ذكرتَ كبار القوم ذا أدبٍ فما تقاصر عنهم إرثك العطِرُ طوباك من شاعرٍ يعنو الطريف لهُ كيما تناغي ندى إيقاعه الصورُ