لِأَنَّكِ السِّحْرُ فِي الْعُيُونِ
عَلَّقْتُ تَعْوِيذَةَ الفُتُونِ
أُخَبِّئُ الْقَلْبَ فِي وَقَارِي
وَأَدْرَأُ اللُّبَّ عَنْ ظُنُونِي
وَأَحْتَمِي مِنْ وُجُومِ فِكْرِي
بِبَسْمَةِ الْحَالِمِ الْحَزِينِ
وَكُلَّمَا فَاضَ بِي انْهِمَارِي
أَقَلَّنِي زَوْرَقُ الشُّؤُونِ
شِرَاعُهُ زَفْرَةُ اشْتِيَاقٍ
وَبَحْرُهُ دَمْعَةُ الْأَنِينِ
أُهَدْهِدُ الْوَجْدَ فِي شَغَافِي
وَأَحْضُنُ الطَّيْفَ فِي الْجُفُونِ
وَأَذْرَأُ الشَّهْدَ فِي الْمَعَانِي
لِأَحْصُدَ السُّهْدَ مِنْ مَعَينِي
فَأَرْتَقِي رَهْبَةَ التَّمَنِّي
وَأَتَّقِي رَغْبَةَ الْمَنُونِ
وَحَوْلَ حَسْبِي يَدُورُ قَلْبِي
كَاللَّيْثِ يَخْشَى مِنَ الْعَرِينِ
فَعَوْرَةُ السِّينِ بَعْدَ مِيمِ
كَرَوْعَةِ الْمِيمِ بَعْدَ سِينِ
وَإِنَّ لِلذِّكْرَيَاتِ رُوحًا
تَذُوبُ مِنْ شَهْقَةِ الْحَنِينِ
تَعُودُنِي وَهْيَ حَوْضُ نِيلٍ
وَتَنْثَنِي وَهْيَ سُورُ صِينِ
وَمِنْ لَذِيذِ الْخَيَالِ أَصْحُو
عَلَى شَرِيطِ الْأَسَى الدَّفِينِ
فأَجْتَفِيهَا وَأَجْتَبِيهَا
وَأَشْتَكِي قَسْوَتِي وَلِينِي
حَبِيبَةً بِالْوِدَادِ تَحْيَا
فِي قَصْرِ صَدْرِي وَفِي عُيُونِي
وَبِنْتَ قَلْبٍ أَرُدُّ فِيهَا
ضَجِيجَ عُمْرِي إِلَى السُّكُونِ
لَهَا عَلَى طَلْعَةِ الْمُحَيَّا
بَشَاشَةٌ مِنْ سَنَا الْجَبِينِ
وَعَبْهَرِيُّ الْحُضُورِ أُنْسًا
وَرِقَّةٌ مِنْ رُوَاءِ عِينِ
أَسْلَمْتُهَا لِلْهَوَى جَنِيًّا
فَأَسْلَمَتْنِي إِلَى الْجُنُونِ
فَفِي طَفَافٍ تُجِلُّ نُورِي
وَفِي جَفَافٍ تَبُلُّ طِينِي
أَبِيتُ فِي مَهْمَهٍ وَبَاتَتْ
فِي دَوْحِ فُلٍّ وَيَاسَمِينِ
وَقَيْتُهَا مِنْ نَوَى انْكِفَاءٍ
فَكَيْفَ مِنْهَا النَّوَى يَقِينِي
لَوْلَا فُؤَادٌ يُطِيعُ رَبًّا
لَعَبَّ مِنْ أَكْؤُسِ الْمُجُونِ
وَالْعَيْشُ يُغْرِي النُّفُوسَ لَكِنْ
مَا حِكْمَةُ الْعَيْشِ دُونَ دِينِ
وَهَلْ أَضَرَّ الْكِرَامَ ثَبْرٌ
فِي جَوْفِ جُبٍّ وَبَطْنِ نُونِ
فَمَنْ مِنَ الْمُبْتَلَينِ يَنْجُو
إِنْ كَانَ لِلرُّشْدِ مِنْ سَفِينِ
مُسَافِرٌ فِي ضِيَاءِ شَكٍّ
أَمْ سَافِرٌ فِي دُجَى يَقِينِ
وَمَنْ مِنَ الْمُجْتَلَينِ يُرْجَى
بِمَنْهَجِ الْغَثِّ وَالسَّمِينِ
عَزِيزَ قَدْرٍ بِكَفِّ حُرٍّ
أَمْ حُرِّ دُرٍّ بِكَفِّ هُونِ
شِدْنَا الهَوَى شُرْفَةَ ابْتِهَاجٍ
فَكُنْتُ فِيهَا وَلَمْ تَكُونِي
وَفِي سَمَاءٍ بُرُوجَ عَهْدٍ
أَرَيْتُكِيهَا وَلَمْ تُرِينِي
فَلَا تَجُورِي عَلَى كُسُوفٍ
لِكَوْكَبِ الشَّوْقِ وَالْشُّجُونِ
وَلَا تَمُدِّي الْمَلَامَ جِسْرًا
إِلَى دَلَالٍ عَلَى الْخَدِينِ
فَقَوْسُ هَجْرٍ وَسَهْمُ زَجْرٍ
يُصِيبُ نَحْرَ الرِّضَا الْحَنُونِ
وَإِنَّ بِي لَوْعَةً وَلَهْفًا
وَحِرْتُ يَا بَلْسَمِي فَصُونِي
وَأَرِّجِى الرُّوحَ مِنْ حَنَانٍ
وِأبهْجِي مُهْجَةَ الرَّزِينِ
وَلَا تُرَاعِي فَأَنْتِ مِنِّي
إِلَيَّ أَدْنَى مِنَ الوَتِينِ
وَلَسْتُ أَرْجُو سِوَاكِ شَمْسًا
لِدِفْءِ كَوْنِي وَدَرْءِ حِينِي
فَسَاعِدِينِي عَلَى زَمَانِي
مَتَى تَوَانَتْ يَدُ السِّنِينِ
وَلَا تُخَلِّي سِرَاجَ قَلْبِي
فَلَنْ تُحِبِّي الْحَيَاةَ دُونِي