|
وجَّهْتُ وجهي واعتمدْتُ شَمالي |
يومَ اعتنقْتُ وسائطَ التَّرحالِ |
كم فتنةٍ بحقائبي جابتْ معي |
مدنَ الحنينِ .. وأشجنتْ أحمالي |
ما بي نسيتُ الحوتَ حتى تاهَ في |
بحرِ المرادِ توقُّفي وسؤالي؟ |
ما للبلادِ إذا استُقِرَّ بها نأتْ |
ودنا البعيد مقرِّعًا .. أو ما لي؟ |
عُرِّيتُ لمَّا أنْ نفضْتُ ترابَهُ |
وطفقْتُ أخصفُ بالنوى أسمالي |
وأخذتُ أوراقَ القريض ألمُّها |
من كلِّ ذكرٍ راسخٍ في البالِ |
لم تنطقِ الأقلامُ حين نشدْتُها |
واجْترَّ حرفَ الشَّوقِ وحيُ خيالي |
لكنَّكمْ إلهامُها تنْدى بكمْ |
وتمدُّها أطيافُكمْ بجلالِ |
وخرائطي للهديِ حينَ قوافلي |
تبتزُّها الطرُقاتُ بالإضلالِ |
للشِّعرِ حينَ الهجرِ ألفُ وسيلةٍ |
للدَّمعِ بينَ القومِ والأطلالِ |
وقصائدي رغمَ الفراقِ عصيَّةٌ |
بوصالِكمْ .. ومتينةُ الأوصالِ |
ما زلتُ مذ شدَّتْ ليَ الأسفارُ رَحْلي |
حيثما أنتمْ تحطُّ رِحالي |
إنِّي أرى في الحيِّ ناظرَ هجرَتي |
حسدًا .. وما يدري الحسودُ بحالي |
وأكادُ أسمَعُ في الدُّروبِ .. دعاءَهمْ |
كلٌّ يقولُ على الملا : عُقْبى لي |
- يا ليتَ شعري - هاكمُ زوَّادتي |
ومكاسِبي .. ومواطِئي .. ونَوالي |
ودعوا ليَ الأحبابَ أحضنُ لهفَهُمْ |
وأنامُ يغمرُني ترابُ الغالي |