إنّي على كفِّ الزمانِ ضحيّة ٌ
تشتاقني كلّ المواجعِ في تواريخِ الأدبْ
فأنا المهلهل إن تنغّم باكيا أو صوت خنساءَ التي
كانت بجمرٍ تنتحبْ
أو صوت عنترةَ الذي قد بات من حزن الحروف يصبُّ نارَ النبض في سيفِ الغضبْ
إنّي الطيورُ النائحاتُ بأيكةِ الآلامِ في ليلِ التعبْ
إنّي بقايا الحُلمِ في لحنٍ حزينٍ قد توارى واحتجبْ
في عتْمةِ الليلِ البهيمِ مدامعي تضوي كلمْعات الشهبْ
في ثورة الشريان شوقُ مغامرٍ قد صَابهُ من غدرةِ الأيام سهمًا
فاسْتحالَ الحُلمُ جُرحًا وانْسكبْ
إنّي أصوغُ الليلَ عِقدًا من همومِ القلبِ في طيّ الكتبْ
إنّي أنا المصلوبُ قهرا فوق أوهامِ العَربْ
قد ضاع من قدمي الطّريقُ ومادَ حنْقا واضْطربْ
مازلتُ مكسورَ الجناحِ ورغم عزّي والنسبْ
إنّي الجذورُ اليابساتُ
على رمالِ الذكرياتِ
وتحت أطنانِ الرفاتِ تصيحُ من وجعِ القصبْ
قد سُجّرتْ كلّ الحرائق في دمِي
حتى بدا هذا الأنينُ كأنهُ
صوتُ الرصاصِ إذا تخيّرَ وانْتخبْ
كالطفلِ يسألُ عن أبيه وقد تغيّب عن لقاه بلاسببْ
أتراهُ قد نسي اللقاءَ وخاف أنّي قد أُطالبُ باللِعَبْ
لا يا أبي إنّي غدوتُ مُناضلا يلهو مع الأبطالِ في ساحِ الوغي
ما عدتُ أرْقبُ لعبةً ما عاد يَشغلُني الطربْ
أصبحتُ في زمنِ الشتاتِ كحبةِ الزيتونِ لا لا تنحني إلا لتلْثُمَ خدَّ حباتِ العنبْ
أنا رغم هذا الجوعِ حُرٌّصابرٌ
فلْيحرقوا أو يكسروا
كمْ أحرقَ الرومانُ والإغريقُ والرهبانُ والأحبارُ كل مزارعي
فنبتُّ زهرًا بين ألسنةِ اللهبْ