مناط العلاقة
بسم الله الرحمن الرحيم
يختلف الناس في علاقاتهم ، ويتفاوتون في تقديراتهم ، ويتمايزون في تقديساتهم ، ويساومون على انتماءاتهم ، حتى ترى البون الشاسع في الأحكام على تصرفات البعض ونقاشاتهم وردودهم بناءاً على ما سبق .
البشر كلهم سواء ، لا فرق بين أحد وآخر ، كلهم يتشاركون الإنسانية وحرية التعبير ، ويملكون الحق في الرد والاستنكار ، بل حتى الرفض وعدم الانصياع .
لكل منّا قدره ومنزلته ، ورأيه وفكره ، نبنيها بما نشاء وكيف نشاء ، ليس لأحد علينا فيه سلطان ، إلا إن أردنا نحن ذلك ، وتنازلنا عن أبسط حقوقنا ، وناولنا له الرقاب ، وسقنا له المراد .
إن السيطرة على الفرد والمجتمع مطلب الكثير ، وغاية منى الراغبين في التسلط .
يسعى هؤلاء لتسلطهم وسيطرتهم بأساليب شتى ؛ ومن أهمها العلاقة .
أأنت بمستوى فلان حتى تناقشه ؟
أأنت بمستواه حتى ترد عليه ؟
مَن أنت حتى ترفض الانصياع لأمره ؟
وكيف تعرض فكرتك التي تخالف توجهه ؟
أساليب نسمعها كثيراً ، وتُتَداول في مجالسنا ، وكلها ردود بسيطة وسهلة تمّ تلقينها للأتباع لكسر أي موجة تواجه السيد العظيم .
لا يحق النقاش دون مساواة هم حددوها ، ولا رد دون منزلة هم صنعوها ، ولا رفض دون مقام هم شيدوه .
مهما علوت فأنت في نظرهم ومريديهم دون ، وإن اعتززت فإنك أرعن مستكبر ، وإن نافحت فأنت داعية إفساد .
يرفضون المساواة الإنسانية ، والحق في التعبير ، التي تضبط العلاقات بين الناس على أسس صحيحة ، ويؤصلون لطبقية تحفظ لهم تسلطهم وكِبرهم .
هم هكذا في مجتمعات شتى ، وتوجهات وأفكار كذلك .
لا يرضون إلا بالكلمة الواحدة الصادرة منهم ، والرأي الواحد التابع لهم .
لن يكفوا إن لم يُقَفوا ، ولن يستكينوا إن لم نعتزّ بأنفسنا وآرائنا .
أخي القارئ :
أنتَ أنت ، فكن ما شئت ، واختر منزلتك .
باسم الجرفالي
19/5/1437هـ