ربما وحدها من اعتقدت أنها نسمة صيف..
لم تكن تدرك أن نسمتها الرقيقة قد وصلته إعصارا مدمرا ...
استيقظت بنشاط كالعادة ..
أعدت فنجان الشاي..حملته نحو المائدة دون قطعة السكر..
طالما كان يقول:تحلية الفنجان عندي إشراقة من قرص العسل
كانت تذوب من الخجل و تبتسم بحياء
و تزيد حمرة الخدين حلاوة الشهد المسكوب توا في فنجانه الساخن ..
نظر بغضب نحو البخار المطيب ..وغادر المكان وسط حزن قرصها العسلي و دهشة الشهد المنسكب على المائدة
جر البخار المتصاعد نفسه نحو الفضاء مغادرا الشهد التائه في الفنجان المهجور ..
ثلاثة أيام و البخار يجوب الفضاء وحيدا ..
و تنتظر إشراقة القرص أن يسامح الفنجان و يتناوله..
و لكن أثار الإعصار ما تزال تحكيها عقدة الجبين ..
استيقظ.. أراد أن يهجر الفنجان المحلى بشهد عينيها ..
لم يكن البخار المطيب بأعشابها الفاخرة يجوب الفضاء ..
بحث عنها ..
و على وسادة الليل الحزين كان نهر من الشهد يسقي المكان ببذخ
أعد الشاي لنفسه و أبعد قطعة السكر
اقترب من النهر صدمته نار الحمى الملتهبة
-هل لي بتحلية الفنجان
فرحت ..
حاولت الجلوس..
أعادتها يد الحمى..
صفع العقدة بغضب..
أسكن الإعصار ..
و عبثا حاول إطفاء النار