على حافة الحلم
--------------
د. مختار محرم
--------------
مِــثـلُ أوهَــامِ الـرُّجُـوعِ الـمُـضمَحِلَّة
يَـنـظُرُ الـعُـمرُ إِلَــى الـحُـلمِ الـمُـدَلَّه
سَـــاخِــرًا مِـــــن مَــوطِــنٍ كَــثـرَتُـهُ
تَـسـبِقُ الأَقــدَامَ عَــدوًا خَـلـفَ قِـلَّة
يَــســأَلُ الأَيَّــــامَ عَــــن أسـمَـائِـهَا
يُـخـبِـرُ الـغَـيـمَةَ عَـــن نُــورِ الأَهِـلَّـة
يَــقــتَـفِـي آَثَــــــارَ نَـــجـــمٍ آَفِـــــلٍ
مِـثـلَ خِــلٍّ - مُـرغَـمًا - فَــارَقَ خِـلَّه
وَيُـنَـاجِـي طُــرُقَـاتِ الـصَـمـتِ فِـــي
وَلَـــهٍ .. مُــنـذُ مَـتَـى كَــانَ مٌـوَلَّـه؟!
هَــل لـخَـطوِ الـدّهـرِ فِـيهَا مَـوطِئٌ؟
هَـل لَـهُ فِـيهَا مَـدَىً كَـي يَستَغِلَّه؟!
هَــاهُــو الــحُـلـمُ .. كَـلُـغـزٍ شَــائِـكٍ
نَـفِـقَـتْ أَعــمَـارُ جِـيـلٍ.. لَــنْ يَـحُـلَّه
خَــلـفَـهُ الأَبْــــوابُ تَــحـتـلُّ غَـــدِي
وَالـشَـبَابِيكُ عَـلـى الأمــسِ مُـطِـلَّة
كَــغَــريـبٍ ضَـــيَّــعَ الــوجـهَـةَ كَــــمْ
يَـسـأَلُ الـصَّـحرَاءَ .. تَـأبَـى أَن تَـدُلَّـه
حَــولــهُ هَــاوِيَــةُ الــصَّـمـتِ وَفِـــي
قَــعـرِهَـا تَــقـتَـرِفُ الأَصــــوَاتُ زَلَّـــة
يَـحـتَـفِي بِـالـنُّورِ فِــي لَـيـلِ الـنَّـوَى
وَيُــعَـانِـي غُــربَــةَ الــــرُّوحِ الـمُـذِلَّـة
حُـــلُــمٌ يَــحــتَـلُّ أَشــــوَاقَ الــلِـقَـا
وَيُـنَـاجِـيـهَـا فَـــهــل تَــحـيَـاهُ كُــلَّــه
لَــــــم يَـــجِـــدْ قَــافِــيَــةً تُــعـجِـبُـهُ
فَــقَـصِـيـدِي كُــلُّــهُ أَحــــرُفُ عِــلَّــة
أَقْــفَـرَتْ عَـبـقَـرُ مِــن مُــزْنِ الـهـوى
لَــم تـعُـد بَـعْـضُ حُـرُوفِـي مُـستَقِلَّة
عِـنـدَمَـا غَـــادَرتُ لـــمْ أَتْـــرُكْ هُــنَـا
غَـــيــر عَـــكَّــازٍ وَخُـــــفٍّ وَمِــظَــلَّـة
ذَاهِــــبٌ لَا دَربَ يُــــؤوِي حَــيـرَتِـي
كَـمَّـمَ الـصَّـمتُ فَـمِـي قَـسْرًا وَتَـلَّه
مَــلِــكٌ وَالــقَــشُّ أَضــحَــى تَــاجُـهُ
قــومُـهُ حَــتَّـى وَإِنْ سَـــادُوا جِـبِـلَّة
كَــيــفَ آَوِي لِــغَــدِي فِـــي رِحــلَـةٍ
زَادُهَــــا صَــبــرٌ وَأوْجَــــاعٌ وَ (قُــلَّـة)
أَيـــهَــا الــلَــيـلُ الــــذِي أَربَــكَـنِـي
أَيُّ دِيــنٍ فِــي الـهَـوَى أَرضَــاهُ مِـلَّة
ذُبــتُ فِــي عِـشـقِي لِـصَـنعَاءَ وَلَـم
أَدْرِ أَنَّ الــــحُـــبَّ أرضٌ مُــسـتَـغَـلّـة
فَــتَــلاشَــيْـتُ عَـــلَـــى أَعــتَــابِـهـا
حِينَ أَهْمَلتُ الهَوَى .. أَصْبَحتُ سَلَّة
ثُــــــمَّ أَحــبَــبــتُ فَـــتَــاةً زَارَهَـــــا
شَـاعِـرٌ قَـبـلِي وَأَهــدَى الـصَّدرَ فُـلَّه
كُــــلّ مَــــا حَــرَّمْـتُـهُ فِـــي حُـبِّـهَـا
عَــاثَ فِــي حُـرمَـتِهِ حِـينَ اسْـتَحَلَّه
بَـعـدَ ذَا.. أَحـبَـبتُ نَـفـسِي مُـرغَـمًا
كَـيـفَ يَـبـدُو الـمَرءُ لَـو يَـعشَقُ ظِـلَّه
فِــــي مَـحَـارِيـبِ اغـتِـرَابِـي وَاقِـــفٌ
صِــــرتُ وَالأَشـــوَاقُ وَالآَلَامُ شِــلَّـة
تَـــــارَةً أَهـــجُــرُ قَــلــبِـي .. تَــــارَةً
أَرتَـجِـي الـوَصـلَ الــذِي فِـيـه مَـذَلَّة
يَــا صَـدِيـقِي يَــا أَنَــا .. فِــي عَـالَـمٍ
مُــتَــوَالٍ مِــثــلَ أَبْــــوابِ الـمَـجَـلَّـة
يَــا رَفِـيـقَ الـمَـوجِ .. وَالـبَـحرُ أَسًـى
إِن رَأَيــتَ الـيَومَ مِـجدَافِي فَـقُلْ لَـه
قَــسـوَةُ الإِعــصَـارِ لَــمْ تَــرْضَ بِــأَنْ
نَـبْـلُـغَ الـشَـاطِـئَ .. وَالـتِّـيـهُ مُـؤَلَّـه
لَــم تَـعُـدْ (هِـيـلَا) تُـثِـيرُ الـعَزمَ فِـي
قَـــارَبٍ يَـتـبَـعُ قَــسـرًا مَـــنْ أَضَــلَّـه
أَصْــبَـحَـتْ (حَــيَّــا بُــهُــم) تَـفـعِـيلَةً
لِــلأَغَـانِـي وَالــشِّـعَـارَاتِ الـمُـمِـلَّـة
شَــــاءَت الأَقـــدَارُ أَن نَـــذوِي هُــنَـا
كَـغَـرِيـبٍ ظَـــنَّ مَـــاءَ الـبَـحـرِ خَــلَّـة
كَـــلَّــتِ الأَمـــــوَاجُ مِـــــن أَثْـقَـالِـنَـا
وَاسْـتَعَاذَ الـشِّعرُ مِـن حَـرفِي وَمَـلَّه
أُفُــقِــي هَــاوِيَــةُ الــحُـلْـمِ الَّــــذِي
يَـنْـتَهِي عُـمْري لأنِّـي لَـمْ أَصِـلْ لَـه
5أبريل 2016م