بسم الله الرحمن الرحيم
"اللي فيه شوكة توخزه" / ضياء الدين الجماس
دعا أحد الشيوخ جاراً له ليحضر درسه الديني فحضر، وفي اليوم التالي فوجئ الشيخ بعتاب جاره له عتاباً شديداً على أنه دعاه ليوبخه، فسأله الشيخ وما الذي أزعجك في ما قلته في الدرس فقال الرجل : لم كان درسك مكرساً على الربا وعقوبة المرابي في الدنيا والآخرة؟ فقال الشيخ : هذا من الدروس الفقهية العامة التي يجب أن يحذر منها كل مسلم ، وما الذي أغاظك في الدرس؟ فقال الجار : لا شيء ولكنه كان مركزاً على العقوبات. وذهب غاضباً. قال الشيخ فتحريت عن الجار بعد ذلك فتبين أنه يتعاطى الربا سرًّا .
وكذلك الأديب أو الشاعر الحكيم تستثيره الأحدات فيكتب عنها من معاناته وتجاربه ، مهتماً بدراسة الحدث وليس الشخص الذي أثاره ، فيظن بعض الناس أنها موجهة إليهم فيوجهون سهامهم لهذا الأديب لعلهم ينالون منه...
في أحد المنتديات كنت أستأذن الكاتب حول قبول النقد أولا عندما لا أعرف ردة فعله ، وعندما أردت نصح أحدهم في إحدى قصائده قررت اسئذانه بالقول بعد الثناء استأذنك يا أخي بنقد القصيدة خشية أن تكون ممن يجرح شعوره بالنقد وانتظرت الرد بالموافقة ولم أنقد القصيدة، فجاء الرد بلغة الشتائم التي لاتليق بإنسان على أنني أريد جرح شعوره ( هكذا فهم العبارة ولم يفهمها أنني استأذنه احتراماً لشعوره). فالتزمت الحشمة ولم أرد عليه بشيء ، لكن تصرفه هذا أثار عندي صدق المقولة ( الحقيقة مرة) وتذكرت قول الله تعالى (بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)
فهطلت قصيدة ( الحقيقة بين النار والنور) ، والغريب أنها حذفت هناك (على أنها موجهة للشاعر الذي شتمني ) فحذفت نفسي معها إلى هذا الموقع. وقد نشرتها هنا فلاقت استحساناً جيداً، على الرابط
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=79839
ولكن تكرر الحدث بشكل مشابه هنا مع الأسف. وصدق المثل الرائع ( الذي فيه شوكة توخزه) .
ولذلك قررت مبدئياً أن أتوقف عن الكتابة قليلاً لأراجع نفسي وأختار المواضيع المناسبة لأضعها في المكان المناسب - إن بقي لها مكان هنا- ولن أستغرب بعد ذلك ردود الأفعال لأن الذي فيه شوكة توخزه. ويبقى السؤال المهم ،
هل يعتزل الكاتب الكتابة لأن من يوخزون بها أصبحوا كثُراً؟
وأعتذر من الجميع والله ولي التوفيق