بَعضُ تَكويني
أَحِبّينِي إِذا مَا شِئتِ
ضِيعِي بِي ولُمِّيني
وضُوعِي شَطْرَ أَيَّامي شَذِيَّ دُمُوعِ نِسرينِ
أَو انْسَيني إِذا مَا شِئتِ ..
لَن أَنهارَ
لَن أَبكِي ..
ولَن أَتوَسَلَ الأَقدارَ أَن تبقَيْ لتُحييني
فَلَستِ مُنايَ
لَستِ هَوايَ
لَستِ سِوى شُعاعٍ لاحَ ذَاتَ فَراغِ مُعتَرِكٍ
وَبِي ...
أَغرَى شَياطيني
فَضَجَّتْ في دَمِي الأَشواقُ للنَّجوَى
وَقُلتُ أَزُفُّهُ بِالوَهمِ ..
أُشعِلُهُ فَتيلَ هوَى
لَعَلَّ ضِياهُ يُلهيني ...
بِشَوطٍ آخِرٍ أُمضِيهِ مُلتَحِفًا إِزارَ الوَجدِ ..
شَهدَ الوَعدِ يَسقِيني
أحبِّيني وَعِيشي أُمنِياتِ الوَصلِ
وَاستَحْيِي عَلَى أَمَلٍ بِتَحنَانٍ بَساتِيني
بِصَبْوةِ هائِمٍ ..
في الظّلِّ تُوهِي حَيثُما تَبغِينَ يا أَيقُونَةَ الدَّحنونِ
حُثّي الخَطوَ في الطِّينِ
وَرُشّي بِالنَّدى قَلبي ...
تَمَنَّيني ...
وَمَنّي رُوحَكِ العَطشى بِحُبّي ...
وَاشرَبي الأَحلامَ كَأْسَ جوًى ومنّيني
فلَن تَلقَيْ بِوَعدِ هَوايَ – مَا صَلَّيتِ – غَيرَ عَواصِفي تَذرُوكِ ..
قَشًّا فِي سَرابِ مُناكِ ...
فَوقَ يَباسِ تِشرِيني
أَنا قَبَسٌ منَ الأَحزَانِ
هَدَّتني زَمانًا قبلَ أَن أَلقاكِ حافِيةً عَلى دَربي ...
رِياحُ الغَدرِ تَعصِفُ بِي
تَدكُّ صُروحَ إِيمانِي ..
تُزَلزِلُني
وَتَحمِلُني عَلى وَجَعي وَتَرمِيني
وَتُشعلُ في دَمي النِّيرانَ ...
بِالخِذلانِ تَكوِيني
أنا فِي حُرقَتي صَبرٌ سَلاهُ الصَّبرُ ...
أَنزَفَني أَمانيَ فِي مَكاني الدَّهرُ
بِالطّعَناتِ أَنّى مِلتُ تَأتِيني
وتنزِعُ كلَّ أَورَاقِ المَحبَّةِ عَن عَناقِيدي
يُجَرِّفُها هَجيرُ القَهرِ ...
والغَضَبُ المُسافِرِ في شَراييني
أَنا ابنُ العَتمَةِ ...
ابنُ الوَيلِ ...
سوَّدَ بِالأَسى رُوحِي نِداءٌ هادِرٌ بِالثَّأْرِ ...
يَحيا بِي ...
وَيُفنِيني
أَنا فِي الغِلِّ مَدفونٌ
غِلالةُ خَيبتي كَفَني يُوارِي في الجَوَى هُوني
وَفي كَفّي أَعاصيرُ انتِقامي تَضرِبُ الوُجدانَ بالحِرمانِ ...
تَصفَعُ مِلءَ بَطشِ المَوجِ وَجهَ البَحرِ والشُطآنْ
وَفي غَضَبي سَأَقضي العُمرَ جَبّارًا
أُدَمّرُ مَن يُلوِّحُ لي بِمجدافٍ ..
يُؤَمِلُ ما يُواسيني ...
فَمَن للعَفوِ يَهدِيني!
أَنا بَردُ السِّنينِ المُرِّ ..
صَرّي بَعضُ تكويني
يُناجي لُؤْلُؤَ الوَلَهِ المُعَربِد في دُجى عَيْنَيكِ ...
يَدعُوني
عُيونُكِ إن دَنَت مِنِّي
بَعاصَفتي سَأَرمِيها
أُجَمِّدُ دَمْعَها فِيها
فكُفِّيها تَكُفّيني
بِنَصلِ مَرارَتي عَسفًا أَحزُّ الجَمرَ ...
مِروَدَ لَوعَةٍ أُمضِيهِ يَسعَى في عُيونِ البَدرِ
لا تَستوقدي النِّيرانَ فِي قلبي وَقدْ آنَستِ مَكنُوني
وَلا تَأْوي إِلى لِيني
وَعُودي عَن صَقيعِ الرّغمِ بينَ يَديّ
وَاحتَرِسي ...
جَحيمِي فِي كَوانيني