يا طفلتي نامي قليلا قد خبا صوت القنابلْ
هيا اهدئي من ثورةٍ قد أفزعت هذي الأيائلْ
لا تجزعي من صوتها
إن الرصاص إذا تكلم صارخا
يغتال أصوات البلابلْ
يمحو الضياء من العيون
يعيد أحزان الثواكلْ
هم يهدمون الحلم في نوم الصغار
ويحرقون بحقدهم كل السنابلْ
من فعلهم خجل الزمان وقبحهم
قد أعجز التاريخ أن يصف الأسافلْ
بدلا من النجمات في ليلي هنا
قد علقوا لهب المشاعل
غطت سحائب جرمهم بدر السما
فتراه في أسفٍ مع النجمات راحلْ
ما عاد في أوطاننا إلا الظلام
وبعض أشباه المنازلْ
والناي يعزف حزننا
حتى ولو فقد الأناملْ
والطير أين الطير ما عادت تغرد في صباحات المنى
ما عاد يشغلها سوى كيف الرحيل إذا تُغافلها الجحافل
أماه كيف النوم يأتيني هنا
مازلت أسمعها هنا أصوات أحفاد التتارْ
مازال في ليل الضنا كيدٌ يثارْ
لازلت يا نهر الدماء بأرضنا
تروي الرمال بطهرها فتثور أودية القفارْ
هم ينثرون الرعب في ليل الجوى
هم يحرقون الحلم في عين الصغارْ
صوت الرصاص رسالة مكتوبة بالحقد
في وضح النهارْ
كل الزهور تحيرت كيف الربيع إذا أتى
تُغتال أحلام الثمارْ
كيف الشموس تحولت من نورها
لتكون بركانا ونارْ
كل العصافير التي كانت تغني صوتها
في الحرب قد صار انتحارْ
أماه هيا كي نغني وحدنا
بعض الأناشيد التي
تشدو بأمجاد الأوائلْ
أيام كنا أمةً
تعلو بأفعال الأفاضلْ
إن يأتِ من بين السطور مغامرٌ
فسيوقظ الأمل المغيّب في الدجى
ويعيد توحيد القبائلْ