أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: نقد قصيدة د : سمير العمرى ( أتضحكُ يا قلبي)

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Apr 2005
    المشاركات : 3
    المواضيع : 2
    الردود : 3
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي نقد قصيدة د : سمير العمرى ( أتضحكُ يا قلبي)



    اتضحك يا قلبي



    1-أَتَضْحَكُ يَا قَلْبِـي وَفِيْـكَ المَوَاجِـعُ

    وَتُنكِرُ وَجْدَاً وَالأَسَـى فِيْـكَ قَابِـعُ
    2-وَتَأْنَفُ مِنْ شَكْوَى وَصَمْتُكَ فَاضِـحٌ

    وَيَرْدَعُ شَوْقَ الدَّمْـعِ لِلعَيْـنِ رَادِعُ
    3-تَجَلَّتْ لَيَالِي العُمْرِ عَنْ بَعْضِ سَاعَـةٍ

    كَطَيْفٍ تَوَارَى ، أَوْ كَحُلْـمٍ يُخَـادِعُ
    4-وَأَسْفَرَ وَجْهُ الصُّبْحِ عَنْ قَلْبِ شَاعرٍ

    سَقَتْهُ الأمَانِـي كَأْسَهَـا وَالزَّوَابِـعُ

    5-أَفَاضَتْ عَلَيْهِ فِي رُؤَى الشِّعْرِ رِقَّـةً

    وَأَبْدَتْ هَوَاهَا فِـي سَـرَابٍ يُنَـازِعُ
    6-تَنَاءَتْ رَوَابِي الأَهْلِ والنَّفْسُ تَنْتَمـي

    لِتِلْكَ الرَّوَابِي حَيْثُ تَحْلُـوْ المَرَاتِـعُ
    7-إِذَا مَا اسْتَجَدَّتْ فِي ذُرَا الشَّوْقِ لَهْفَةٌ

    تَكَـادُ السَّوَاقِـي تَلْتَقِـي وَالمَنَابِـعُ
    8-فَجُوْدِي عَلَيْنَا يَا مُنَى النَّفْسِ إِنَّنِـي

    بِبَعْضٍ مِنَ التَّحْنَانِ وَالرِّفْـقِ قانِـعُ
    9-توَالَتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ تُؤْذِي وَتَزْدَرِي

    وَأَسْرَفَ أَهْلُ الكُفْرِ وَالحِقْـدُ دَافِـعُ

    10-تَدَاعَوا جَمِيْعَـاً نَحْـوَ أَرْضٍ وَأُمَّـةٍ

    كَمَا قََدْ تَدَاعَـتْ لِلطَّعَـامِ الأَصَابِـعُ
    11-تَسَاقََوْا كُؤُوْسَـاً لِلطِّلَـى مِلْؤُهَـا دَمٌ

    لِطِفْـلٍ بَـرِيءٍ مَزَّقَتْـهُ المَـدَافِـعُ
    12-وَأَصْغَوا إِلَى لَحْنٍ مِنَ المَوْتِ صَادِحٍ

    بِنَوْحِ اليَتَامَى وَالصَّدَى مِنْـهُ رَاجِـعُ

    13-أَتُقْتَـلُ إِيْمَـانٌ وَيَنْجُـوْ عَـدُوُّهَـا

    وَيُزْهَقُ ذُوْ صِدْقٍ وَيَحْيَـا المُخَـادِعُ
    14-بِطَلْقَةِ رَشَّاشٍ قَضَـتْ ثَـمَّ رُوْحُهَـا

    وَعِشْرُوْنَ حِقْدَاً أَطْلَقَتْهَـا النَّـوَازِعُ
    15-أَلا إِنَّ مِنْ شَرِّ المَوَاقِـفِ أَنْ تَـرَى

    أَبِيَّـاً دَهَتْـهُ بِالرَّزَايَـا الفَـوَاجِـعُ
    16-جَحَافِلُ أَمْرِيْكَـا بِبَغْـدَادَ قَـدْ طَغَـتْ

    وَجَيْشُ بَنِي صُهْيُوْنَ فِي القُدْسِ رَاتِعُ
    17-سَعَوْا بِالرَّدَى وَالشَّرِّ طُغْيَـانَ فَاجِـرٍ

    كَرَقْطَاءَ فِـي أَنْيَابِهَـا السُّـمُّ نَاقِـعُ
    18-وَقَامُوْا إِلَى الإِرْهَابِ عُـذْرَاً لِغَايَـةٍ

    وَلَيْسُوْا سِوَى الإِرَهَابِ وَالحَقُّ سَاطِعُ
    19-وَيَعْجَبُ لُبُّ المَرْءِ مِنْ أَمْرِ مَنْ مَشَوا

    دُرُوْبَ الأَعَـادِي أَنْ تَهِـلَّ المَنَافِـعُ
    20-تَدَانَوْا فَهَانُـوْا بَعْـدَ عِـزٍّ وَرِفْعَـةٍ

    كَذَا قََـدْ تُطِيْـحُ بِالرِّجَـالِ المَطَامِـعُ
    21-بِحِرْصٍ عَلَى الدَّنْيَـا غَدَونَـا كَأنَّنَـا

    غُثاءٌ لِسَيْلٍ بَاهِـتُ اللَّـوْنِ ضَائِـعُ
    22-تَعَامَت بِنَا الأَبْصَارُ وَالمَوْتُ شَاخِصٌ

    وَصَمَّتْ بِنَا مِنْ مُحْتَوَاهَـا المَسَاِمـعُ

    23-فَرُدِّي عَلَينَا يَا مُنَى النَّفْـسِ إنَّنِـي

    رَأيَـتُ المَنَايَـا بِالأَمَانِـي تَـدَافَـعُ
    24-أَمَا قََدْ كَفَانَا صَمْـتُ عَجْـزٍ وَذِلَّـةٍ؟

    أَمَا عَادَ لِلأَوْطَـانِ وَالأهْـلِ مَانِـعُ؟
    25-أَيَا أُمَّةٌ ذَاقَتْ مِـنَ الـذُّلِّ فَارْتَضَـتْ

    بِمَا تَأْنَفُ الجُرْذَى وَتَأْبَى الضَّفَـادِعُ

    26-كَفَاكُـمْ خَـوَارَاً فَالمَعَالِـي عَزَائِـمٌ

    وَأَوَّلُ دَرْبِ العِـزِّ خَـيْـلٌ وَلامِــعُ
    27-فَقُوْمُوْا إِلَى سَيْـفٍ وَعِلْـمٍ وَمِعْـوَلٍ

    فَلَيْسَتْ تَقِي عِنْدَ الخُطُوبِ الذَّرَائِـعُ
    28-وَثوْبُوْا إِلَى القُرْآنِ يَـا خَيْـرَ أُمَّـةٍ

    فََمَا عَزَّ قَوْمٌ لَـمْ تَصُنْـهُ الشَّرَائِـعُ




    النقد :

    سأتناول هنا قصيدة د : سمير العمرى ( أتضحكُ يا قلبي) وقد قمت بترقيم الأبيات كي يسهل علينا وعلى الشاعر والقارئين متابعة الابيات .



    بداية نرى أن الشاعر قد بدأ قصيدته بالتعجب للفت انتباه القارئ أو المتلقي وكانت بداية موفقة من البيت الاول حتى الخامس كمقدمة أو كمدخل لما هو بصدده في القصيدة ونرى الاخيلة واضحة وجلية مع سير الشاعر على النمط التقليدي القديم الذي نسج عليه معظم شعراء السلف على بحور مختلفة وخاصة من اعتلوا بحر الطويل



    كنت سأبدأ بالعروض وقد نظرت القصيدة ووجدتُ أن الشاعر قد أجاد ركوب البحر ببراعة فجاءت قصيدته معافاة تماما من أي علَّة عروضية لذلك رأيتني قد آثرت الولوج مباشرة للصور والاخيلة .
    لقد أتى الشاعر باستهلال موفق لمطلع القصيدة فلو نظرنا لمفردات البيت الاول والثاني سنجد زخما متلاطما من مفردات متناقضة في دلالتها ومعانيها , متناسقة في نسجها وتوظيفها مثل :

    الضحك , الوجع , الوجد , الاسى , تأنف , شكوى , صمت , كتمان , فضح , دمع .



    وفي البيت الثالث والرابع نجد تمهيدا لفكرة القصيدة ولكننا نتوقف عند المشهد العام لصدر البيت الرابع

    سَقَتْهُ الأمَانِـي كَأْسَهَـا وَالزَّوَابِـعُ
    وهنا نسأل الشاعر ما الرابط بين الأماني والزوابع , حيث لا يوجد أي مسوغ أو رابط بين تلك المفردتين , فالزوابع ليست عكسا للأماني ولا تجري في نسقها وأحسب أن كلمة الزوابع لم يأتِ بها الشاعر إلا مضطرا وتماشيا مع القافية ولا أجدها قد أضافت أي صورة للمعنى . لا غرو ان الزوابع تعني هبوب الريح الشديدة وتعني أيضا الرياح المصحوبة بالغبار والرمال والأتربة , وأحيانا تعني الأعاصير , ولكني أبحث عن وجوبٍ أو مسوِّغٍ للإتيان بهذه المفردة هنا حيث أن الرَّديف المقابل لها في نفس عجز البيت هي الأماني . وربما يجيب الشاعر هي كناية عن تقلب الاحوال أوتعكر صفو الحياة أو أنها أتت لتعكس ما مرَّ ويمر على نفسيتة ولكني أقول بمقاييس النقد أن الشاعر لم يوفق هنا وأحسبه كان قادرا على الإتيان بمفردةٍ تخدم المعنى أكثر قبولا من هذه الكلمة المستهجنة في هذا المقام.



    لعلِّي بذلك اوضحت المعنى


    ثم ما الذي أضافته هذه الابيات الثلاثة للقصيدة ؟

    3-تَجَلَّتْ لَيَالِي العُمْرِ عَنْ بَعْضِ سَاعَـةٍ

    كَطَيْفٍ تَوَارَى ، أَوْ كَحُلْـمٍ يُخَـادِعُ
    4-وَأَسْفَرَ وَجْهُ الصُّبْحِ عَنْ قَلْبِ شَاعرٍ

    سَقَتْهُ الأمَانِـي كَأْسَهَـا وَالزَّوَابِـعُ

    5-أَفَاضَتْ عَلَيْهِ فِي رُؤَى الشِّعْرِ رِقَّـةً

    وَأَبْدَتْ هَوَاهَا فِـي سَـرَابٍ يُنَـازِعُ
    لا مشاحَة إن قلنا بأن الشاعر أراد محاكاة الشعراء القدامي على ما ساروا عليه من سُنَّة تقليدية في نظمهم لقصائدهم من ذكر الديار والنسيب والتشبب وذكر بعض الوقائع والأيام ومن ثم إفراد بعض الحكم . وهذا ليس عيبا في الشاعر ولا هو من البدع بل يجوز له ذلك ولكن رمية النَّبلِ هنا تجعلنا نركز على الهدف.







    6-تَنَاءَتْ رَوَابِي الأَهْلِ والنَّفْسُ تَنْتَمـي

    لِتِلْكَ الرَّوَابِي حَيْثُ تَحْلُـوْ المَرَاتِـعُ
    في البيت السادس يلج الشاعر لذكر الديار فنجده في كلمات قليلة ينقلنا لنعيش الجو النفسي الذي يعيشه ويشعرنا ببعده عن الديار ولي على الشاعر مأخذ هنا وهو أن ينظر في عجز البيت وأساله لماذا يعتقد الشاعر بأن القارئ أو المتلقي من السذاجة بحيث نجده يشرح صدر البيت في عجزه دون أن يقدم لنا أي صورة جديدة , فهل في إخباره لنا بأن نفسه تنتمي أو تتوق للديار التي ولد فيها أو ترعرع بين عرصاتها شئ جديد؟ هل جاء بصورة جديدة تختلف عما في صدر البيت؟



    ولننظر لما قاله قيس الملقب بمجنون ليلى

    أمرُّ على الدِّيَار، ديارَ ليلى

    أقبِّلُ ذا الجدارَ وذا الجدارا

    وما حبُّ الدَّيارِ شغفنَ قلبي

    ولكنْ حبَّ من سكنَ الدِّيارا



    في هذين البيتين نرى أن الشاعر يكرر كلمة ديار في صدر البيت الاول إذ يقول (ديار ليلى) فهل لنا أن نسأل لماذا كرر الشاعر( قيس) كلمة ديار وهل كان بمقدوره الإتيان بمفردة غيرها؟ وللجواب على هذين السؤالين وغيرهما نرى بأن ذكر الديار الأول كان على العموم أما الثاني فقد جاء للتخصيص أي لديار حبيبته . وماذا نرى في عجز البيت؟ جوابا جميلا ورقيقا لعلة مروره على الديار التي أنبأنا عنها الشاعر بصورة خبرية أكثر منها إنشائية .. وهل ترون صورة أجمل من هذه الصورة التي يرسمها لها قيس في تبيانه لسبب تقبيله الجدران؟

    ولو عدنا لشاعرنا الدكتور سمير نجد بأن عجز البيت لم يأتِ بجديد عن صدره بل هو إخبار لشئ طبيعي تتساوى فيه مشاعر الإنسان مع بعض المخلوقات الاخرى الأقل رقيا منه .



    وأما البيت السابع7-إِذَا مَا اسْتَجَدَّتْ فِي ذُرَا الشَّوْقِ لَهْفَةٌ

    تَكَـادُ السَّوَاقِـي تَلْتَقِـي وَالمَنَابِـعُ
    لنقف عند كلمة ذُرا بضمِّ الذَّال وانتهاءً بالألف الممدودة , ولا أحسب الشاعر إلا قصد ذُروةَ الشئ والتي تُجمعُ على ذُرَى وهي كقولنا أعلى الجبل أو قمته أو سنام الجمل أو ربما لكلمة ذُرَى والتي تعني اسم ما تذروه الرياح أو اسم الدمع المنسكب

    ثم نجد أن الشاعر قد أتى بالسواقي والمنابع وتلاقيهما وقصده بالتأكيد هو كثرة ذرف عيونه للدمع عند تذكره الديار والوطن والأهل وما حلَّ بهم, ولكن لنا أن نسأل الشاعر هل تلاقي السواقي والمنابع يعني بكاءه أم تجدد اللهفة ؟ فهنا لا أراني أجد أي إشارة للعين أو الجفن أو أي عضو يُفهم منه البكاء أو يجعلنا نقبل اتيانه بالتشبيه أو الصفة مع حذفه كليا للمشبه به أو الموصوف !

    ويؤسفني القول بأن الشاعر قد جانبه التوفيق فيما رمي إليه من الإتيان بصورة تشد الأنظار أو تستوقف القارئ .


    -فَجُوْدِي عَلَيْنَا يَا مُنَى النَّفْسِ إِنَّنِـي

    بِبَعْضٍ مِنَ التَّحْنَانِ وَالرِّفْـقِ قانِـعُ
    9-توَالَتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ تُؤْذِي وَتَزْدَرِي

    وَأَسْرَفَ أَهْلُ الكُفْرِ وَالحِقْـدُ دَافِـعُ


    فجودي علينا يا منى النفس .. من المخاطب هنا ؟ لعلنا لو عدنا للبيت السادس لوجدنا الجواب , فمنية النفس هي الروابي ومضارب الاهل وهذا توظيف جميل للولوج لوصف ما أحلَّ بالأهل والديار



    ثم في هذا البيت

    10-تَدَاعَوا جَمِيْعَـاً نَحْـوَ أَرْضٍ وَأُمَّـةٍ

    كَمَا قََدْ تَدَاعَـتْ لِلطَّعَـامِ الأَصَابِـعُ
    أرض وأمة كل اسم اتى بصيغة التنكير فأي أرض يعني وأي أمة ؟ وهب أننا استقطعنا هذا البيت من القصيدة الذي يصف فيه تداعي وارض وامة فلا احد بوسعه التكهن بما يقصده الشاعر , ثم استوقفتني صورة تداعي الاصابع على الطعام . فما الذي قصده الشاعر في هذه الصورة ؟ هل قصد السخرية من حال المتداعين أم المتداعى عليهم؟ ومهما كان جوابه فهذه صورة غير موفقة لو اسقطناها على الاحتمالين , ثم التداعي لا يأتِ من اعضاء بل من أنفس ولعلنا نحيل الشاعر لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام حينما تكلم عن تداعي الأكلة الى قصعتها .





    ثم لو اكملنا الى ان نصل

    14-بِطَلْقَةِ رَشَّاشٍ قَضَـتْ ثَـمَّ رُوْحُهَـا

    وَعِشْرُوْنَ حِقْدَاً أَطْلَقَتْهَـا النَّـوَازِعُ
    اولا ثمَّ تعني هناك , فما هي الصورة التي اضافتها ثمَّ؟ لا شئ بل حشو ينم عن ضحالة ما بجعبة الشاعر من مفردات شعرية تخدم المعنى تماما كما نرى في كلمة حقدا إذ جاءت تمييزا لعدد (عشرون )

    ولنا ان نسأل ماذا تعني عشرون حقدا ؟ بالتأكيد سيجيب الشاعر ويقول ان حقدا تعني رصاصة او قذيفة مدفع ونقول له بدورنا ومنكم نستفيد !!

    ثم ما معنى النوازع؟ وهل هذه المفردة تخدم البيت الذي لا معنى لخه من الأساس ؟



    ثم لو استرسلنا مع " الشاعر" لهذا البيت نرى طامة من طامات الشعر والتي تسمى بالحشو الخاوي من اي معنى فلننظر هنا

    21-بِحِرْصٍ عَلَى الدَّنْيَـا غَدَونَـا كَأنَّنَـا

    غُثاءٌ لِسَيْلٍ بَاهِـتُ اللَّـوْنِ ضَائِـعُ
    غدونا بحرصنا على الدنيا كغثاء سيل , جميل جدا , وما هي صفات هذا الغثاء باهت اللون , وضائع .

    فهل يدلنا" الشاعر" على الوانٍ اخرى لغثاء السيل؟ ليته جاء بلونٍ فاقعٍ لكان اكثر انسجلما من غثائ سيل ( ضائعُ) ,, هل هذا شعر يا " شاعرنا"؟ هل أعدت نظرك في القصيدة قبل نشرها ام قد عرضتها على أي من الشعراء قبل نشرها؟

    غُثاءٌ لِسَيْلٍ بَاهِـتُ اللَّـوْنِ ضَائِـعُ
    صدقني اشعر بالألم والحنق أن يقال عن هذا الكلام شعرا أو ان يقال أن فيه خيال مجنح أو حتى كسير جناح .





    ثم هنا في هذا البيت

    25-أَيَا أُمَّةٌ ذَاقَتْ مِـنَ الـذُّلِّ فَارْتَضَـتْ

    بِمَا تَأْنَفُ الجُرْذَى وَتَأْبَى الضَّفَـادِعُ

    أراد : االشاعر" أن يصف حالة الهوان والذل للأمة إثر حنوعها فضرب مثلا بالجرذى والضفادع . وهي بلا شك مخلوقات قميئة ووضيعة ولكن ما لفت نظري هي كلمة ( جرذى) فعلى اي صيغة جمع الجرذون او الجرذ؟ فجمع جُرَذْ هو جُرذَان وهذه هي المرة الاولى التي نرى فيها جرذى بلغة العرب .



    ثم لو اكملنا القصيدة نجد أن " الشاعر" اراد ان يستنهض همم الامة فلم يأت بصورة جديدة مبتكرة ولكن ابياته الاربعة الاخيرة هي اجترار ممجوج لما سبقه من الشعراء طالما لم نجد فيها اي صورة مبتكرة يمكننا ان نقول هي من عنديات الشاعر.

    لعل نقدي للقصيدة لا يروق " للشاعر" فالذي قصدته من نقدي هو أن ابين للشاعر أين الهفوات التي وقع بها واحسبه سيتدارك ما وقع به في قصائده القادمة , اما بالنسبة للاخيلة والصور فلم نجد ان " الشاعر" قد وُفِّقَ لأن يأتي ببيت واحد يطرب له المتلقي او يستوقف السامع بل كانت كل الصور التي تضمنتها المنظومة ولا اسميها " قصيدة" باهتة خاوية من الشعر وربما اصفها بمجملها كهذا المقطع



    غُثاءٌ لِسَيْلٍ بَاهِـتُ اللَّـوْنِ ضَائِـعُ


    نصيحتي " للشاعر" ان يقرأ كثيرا للشعراء القدامى الذين يمتاز شعرهم بالصور والتراكيب والأخيلة, وان يراجع قصائده قبل نشرها , ويفضل لو عرضها على بعض الشعراء كي يتبادل وإياهم الافكار بخصوص الصور والتراكيب . وربما اسأل " الشاعر" إن كان قد طُبع له دواوين شعرية فليته يدلنا على اسمائها واسماء البلدان والمكتبات التي تسوق فيها.



    واخيرا اقول " للشاعر" دكتور سمير ما قاله الشاعر فائز السمعاني



    وما الشعر إلا الشهد والسحر والطلى

    يُجلي المنى يُرقي العقول ويُسكرُ

    وما الشعر لا أدري وأدري لأننــي

    تصــــوّرته لكنّه لا يصوَّر





    قدمه د / يوسف عبد الله
    ولا خير في حسن الجسوم وطولها*** إذا لم يزن طول الجسوم عقول

  2. #2
    الصورة الرمزية بندر الصاعدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : المدينة المنورة
    العمر : 43
    المشاركات : 2,930
    المواضيع : 129
    الردود : 2930
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    السلام عليكم
    الأخ الدكتور يوسف عبدالله
    قرأت نقدك للقصيدة فما إن وصلت لمنتصف نقدك للقصيدة إلا وانتقادك للشاعر يربك منهجك في النقد , قد قرأت ماكتبته كمقدمة ومدخل للنقد ولكنني وجدك تخالف ما كتبته في عملك هذا ,, أردت أن أستفيد من نقدك هنا لكنك لم تنتهج أسلوبًا نستفيد منه ..
    إن كنت ترى هذا نظمًا فغيرك يراه شعرًا ,, وإن ظننت أننا نحابي ونجامل فالأدب ليس ساحة ودٍ نتبادل فيها مشاعر الأخوة , هذه القصيدة لا أخالفك فيما ذكرت فيها من عيوب ولكنني أخالفك في كثيرٍ مما ذكرت , خصوصًا في البيت :
    تَدَاعَوا جَمِيْعَـاً نَحْـوَ أَرْضٍ وَأُمَّـةٍ
    كَمَا قََدْ تَدَاعَـتْ لِلطَّعَـامِ الأَصَابِـعُ
    وأعده أجمل أبيات القصيدة فنيًا , وأركز على نقدك لكلمة " تداعت " , وأحسبك تغافلت عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادّهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمّى " أو كما قال .
    فإن كانت الأعضاء لا تتداعى وأحلتنا إلى قول من أوتي مجامع الكلم , فنحن نحيلك إلي قوله أيضًا في الحديث السابق ..


    هذا على عجالة
    وللحوار بقية .

  3. #3
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    شكرا لك أخي د. يوسف على ما قمت به و لكني أشاطر أخي بندر الرأي في أن النقد قد أخذ منحى آخر
    فانقلب إلى انتقاد
    نحن هنا في الواحة لا نجامل و لكن نوجه بعضنا البعض لما فيه الصواب و لكن بطريقة لا تنال من الطرف الآخر بهذا الشكل .
    أنا أتفق مع رأي أخي بندر و سننتظر صاحب القصيدة الدكتور سمير حال عودته من العمرة بسلامة الله
    ليرد على نقدك بما يراه مناسبا لما أراده و كتبه .
    ما من شاعر ينسج قصيدة و تكون صحيحة مائة بالمائة و لكن على قدر ما في أي عمل من عيوب فمؤكد أن فيه مميزات
    أشكرك مجددا و ننتظر صاحب القصيدة
    و دام الجميع بخير
    أخوكم د. جمال
    البنفسج يرفض الذبول

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 648
    المواضيع : 105
    الردود : 648
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    بِطَلْقَةِ رَشَّاشٍ قَضَـتْ ثَـمَّ رُوْحُهَـا
    وَعِشْرُوْنَ حِقْدَاً أَطْلَقَتْهَـا النَّـوَازِعُ


    كأنني بكلمة (حقدا)هنا مفعول لأجله

    فكأن الشاعر أراد

    ماتت بطلقة رشاش تبعتها ( من حقدهم ) عشرون (طلقة ) أخرى

    فدل السياق على المستتر من الكلام وأظن هذا يعد للشاعر لا عليه.

    تحياتي للجميع.
    بدونك عين الشمس تبدو كئيبةً
    ............... وحتى تعودي علقمٌ ماء زمزمِ

  5. #5
    الصورة الرمزية عبداللطيف محمد الشبامي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : صنعاء
    المشاركات : 1,022
    المواضيع : 91
    الردود : 1022
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    منذ فترة طويلة ما دخلت المنتدى ولكني مصادفة دخلت ولكني شعرت بعدما قرأتُ نقد د . يوسف عبدالله على قصيدة د.الشاعر سمير العمري .. بأنك يا دكتور يوسف وإن كنت حريصاً على الشعر وشفافيته أو ما شابه فكان الأجدر بك أن تلتزم أدب النقد أولاً..
    ولا ننكرأن ما قدمته هنا إلا نصيحةً ولكنها تسللت إلى مدارج آخر غير محمودة ... ولست هنا أنقص من نقدك ، فالنقد مطلوب ولكن الصورة التي قدمتها لنا شابها غلظة وقسوة وإزاحة شاعرية من شاعر كريم ما ألفته إلا بحراً متلاطماً بالأمواج الساحرة الفاتنة ، ولذا أقول لك بكل صراحة أن ما قدمته لن يهز مشاعري ، وإن أصبت في نقدك ، فالنقد قبل كل شىء فن وذوق وآداب .. يشترط علينا أن نلتزم بها .. وإن لم نعمل بها ، فماذا سنبقي للجهلة ؟؟!!

    وحتى وإن تجلت أمامك أخطاء في أي ناحية كانت .. فلا أعتقد أن الناقد اللبيب من يصرح بها ويطلقها ليجرح بها الآخرين .. وأخالك تغافلت عن هذه المقولة : إن اللبيب من الإشارة يفهم .

    وتغافلت أن العلم أمانة في حمله وتعليمه .. فأين أنت من كبار النقاد الذين مهروا وبهروا في علمهم ونقدهم ... وما جعلوا نقدهم كالرماح التي تشك وفتك بالمشاعر والأحاسيس .. ولست هنا قصاصاً أو لأحكي الحواتيت التي دارت مع كبار النقاد أو الشعراء في تعاملهم مع الآخرين .. ولكني أكتفي بحبيب الله محمد صلوات ربي وسلامه عليه عندما كان يعلم أصحابه ويوجههم .. وأعتقد أن هذه النقطة لا حاجة لي بتوضيحها .. فأنا أخاف أن تقول لي أن ما أوردتها إلا حشواً في الكلام ... أعتقد أني لا أريد أن أقسو عليك أو أن أتهجم أو أتهكم .. ولكن تذكر : من تواضع لله رفعه " . " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك " .

    أعتقد أنك ستقول أني حولتُ هذه المداخلة إلى خطبة جمعة .. أو محاضرة عن الآداب والتعامل مع الآخرين ... ولكن يعلم الله أني أقدر شخصك الكريم ليس تزلفاً .. ولكن كونك تحمل علماً طالما يجهله المتعلمون ... ونصيحتي لك أن تسخره في التقويم لا الترديم ... واجعله بنااااااااااااااااااااااا اء يسير في أفق السداد والتوفيق .

    وكما يداهمني الوقت لانشغالي في هذه الفترة .. لبقيت أكتب حتى أمل من الكتابة ... وهيهات لي أن أملها .. فلا أقدر لأنها تسبح في شراييني وتلهب أحاسيسي ..

    وهنا لا أوقفك في نقدك .. فواصل النقد فما أحوجنا إليه ...

    ولي عودة إن شاء الله .. لحوار أخوي ..


    دمت كريماً سمحاً ..

    خالص التحايا والتقدير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    بارك الله بك أخي عبد اللطيف محمد
    و ألف حمداً لله على سلامتك
    و شكراً لك هذا الإحساس الرائع و الكلمات الطيبة التي نثرتها هنا بدون تجريح
    و أكرر من جديد أن هناك بون شاسع بين النقد و الإنتقاد
    النقد يظهر جماليات النص و عيوبه بشكل رقيق و بأسلوب علمي قائم على أسس و مباديء .
    أما الإنتقاد فهو كالإنتقاص من شخص الشاعر و إظهار كل سلبيات عمله دون الإشارة إلى أي ميزة في نصه .
    نحب النقد و نفتقر إليه و لكن القائم على الامنهجية لا التجريح و كما قال أخي الصاعدي فمات رأيته أنت نظما يراه غيرك شعرا و يحس به هكذا كما هو .
    دمت بخير أخي الدكتور و أرجو ألا يكون في كلامنا ما يساء فهمه لا سمح الله .
    تقبل الود
    د. جمال

  7. #7
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    أستأذن الأحبة في العودة هنا لأرد على ما تقدم به الأخ محمود مرعي بمسميه "أبو عاصم" و "د. يوسف عبدالله" من نقد مدعى للنص ، ونراه وهو يدعي المعايير الأدبية في النقد قد خالفها جميعاً يرى ذلك كل حصيف يمعن في ردوده ويقارن.

    ولعلي أبدأ بذكر مناسبة القصيدة والموقف الذي نتجت عنه لما في ذلك من أهمية بالغة في توضيح الصور واستجلاء المعاني.

    مناسبة القصيدة

    كانت تحمل حقيبتها تتجه بعزم وتحد إلى مدرستها القريبة في أحد أحياء رفح بلد الصمود والنضال. كان الصباح لها ككل صباح حتى فاجأتها يد الغدر من وراء جدر ؛ إحدى وعشرون رصاصة أطلقتها يد صهيونية غادرة لتحيي شهيدة سقط جسدها ممزق الأشلاء وعلت روحها معطرة الأرجاء. رأيت هذا المشهد الحزين في وسائل الإعلام فغضبت لا من ذلك الخنزير سلسل القردة بل من أمة ارتضت الذل واستسلمت للهوان. ثم إني أصابني حزن شديد فكان القدر ما أراد أن أكتب عن الشهيدة إيمان الهمص كما كتبت من قبل عن الشهيدة إيمان حجو ، فكان أن نزفت يراعتي بالحرف الدموع.


    ولعلني أبدأ في الرد على ما يرد عليه من نقاط أثيرت ضارباً الصفح عما سواها.


    يقول الأخ الناقد:
    أَتَضْحَكُ يَا قَلْبِـي وَفِيْـكَ المَوَاجِـعُ
    وَتُنكِرُ وَجْـدَاً وَالأَسَـى فِيْـكَ قَابِـعُ
    أرى أن سحر الإيقاع الشعري للبحر الطويل قد طغى على وجدان الشاعر فأخذه بعيداً عن المعنى الذي قصده. فالمقابلة الموفّقة بين الضحك والمواجع في الشطر الأول أضاعها في الثاني، حيث يتعجب من تنكر قلبه للوجد مع أن الأسى موجود فيه، ولا صلة تذكر بين إنكار الوجد ووجود الأسى، بل إذا قبع الأسى في القلب فلا عجب أن ينكر القلب وجدَه. وربما لو قال:
    وتطلُبُ لَهْواً وَالأَسَـى فِيْـكَ قَابِـعُ
    لكان أجدى في هذه المقابلة.
    ثم إنّ قوله في الشطر الأول: وفيك المواجع جملة عادية يمكن إحياءها بالصورة الجميلة، والشعر صورة قبل كل شيء، فكيف به لو قال:
    أَتَضْحَكُ يَا قَلْبِـي [وتطغى] المَوَاجِـعُ
    أو ما شابه ذلك مما يحيي كلمة المواجع لتنبض بالحياة.
    * * *

    وأقول:
    إن الصورة واضحة في البيت إذ بدأت القصيدة بسؤال استنكاري فكأن الشاعر ينكر على قلبه الضحك وقد امتلأ بالمواجع ويسأله: كيف تضحك وأنت تحمل كل هذه المواجع؟؟. ذات الصورة تمتد إمعاناً في الألم في العجز إذ أصبح سؤاله للتعجب من إنكار هذا القلب لوجده رغم ما يحمل من أسى قبع فيه يلازمه ولا يفارقه. وأستغرب قول الناقد ( إذا قبع الأسى في القلب فلا عجب أن ينكر القلب وجدَه.) أليس إذا شعر القلب بالأسى شكا الوجد؟؟ فإن كان أنكره كما في القصيدة فمن شدته وفحشه.
    أما أن يرى أخي الناقد قولي "وفيك المواجع" عادية ويفضل عليها القول "وتطغى المواجع" فذلك لعمري من يستبدل الذي أدني بالذي هو خير ، ليس هنا فحسب بل وفي سائر مقترحاته بالبدائل. إن المواجع حين تكون في القلب أكثر تعبيراً وأشد وجعاً ، وي كأنها امتزجت به وانصهرت في خلاياه فينبضها القلب في كل خفقة ، واقتراح الأخ يجعل من المواجع عاملاً خارجياً لا يكون له التأثير الذي يكون للوجع الذي من أعماق الداخل.



    يقول الناقد:
    وهنا نسأل الشاعر ما الرابط بين الأماني والزوابع , حيث لا يوجد أي مسوغ أو رابط بين تلك المفردتين , فالزوابع ليست عكسا للأماني ولا تجري في نسقها وأحسب أن كلمة الزوابع لم يأتِ بها الشاعر إلا مضطرا وتماشيا مع القافية ولا أجدها قد أضافت أي صورة للمعنى


    وأقول:
    من ذا الذي أراد الزوابع طباقاً للأماني؟؟ هل يجب أن تكون الزوابع عكس الأماني لتجري في نسقها؟؟ ما أراه يدل على جهل بالمعنى المراد هنا. لقد قصدنا هنا مدى الألم والمعاناة التي يعيشها الشاعر حين يتقلب بين الرجاء والبلاء ؛ الرجاء (الأماني) بعودة الشاعر من غربته إلى وطنه ، والبلاء (الزوابع) التي تثيرها ظروفه فتحول دون بلوغه المراد. كل يوم يعيش الشاعر هذه المشاعر بين الألم والأمل بما يرهق النفس ويوهي الفؤاد. هي إذن في تمام السياق وفي صميم المعنى المراد.


    يقول الناقد:
    أَفَاضَتْ عَلَيْهِ فِي رُؤَى الشِّعْرِ رِقَّـةً
    وَأَبْدَتْ هَوَاهَا فِـي سَـرَابٍ يُنَـازِعُ
    لم يستطع الشاعر أن يوصل الفكرة التي أرادها للقارئ، فمن هي التي أفاضت عليه الرقة، ثم أبدت هواها؟
    ثم إن قوله : في رؤى الشعر، أجمل منه قولنا : [من] رؤى الشعر ..

    وأقول:
    لا أرى الفكرة إلا استعصت عليك فقط ، بل للحق لم تستعص عليك فأنت من قلت بأن التي أفاضت الرقة هي الأماني التي تحدث عنها الشاعر في البيت الذي سبق ، وهي الحبيبة وهي الوطن. إنه الحنين الذي يأخذ بمجامع القلب فتغشاه الرقة شوقاً إلى الأحبة وتوقاً إلى الوطن.
    أما ما ترى من تفضيل "من" فهذا ما يعكس رؤية قاصرة للصورة. إنها الأماني بالعودة التي يعيشها الشاعر في كل لحظاته فكأنه يعيش "فيها" فتفيض عليه فيها.



    يقول الناقد:
    لا مشاحَة إن قلنا بأن الشاعر أراد محاكاة الشعراء القدامي على ما ساروا عليه من سُنَّة تقليدية في نظمهم لقصائدهم من ذكر الديار والنسيب والتشبب وذكر بعض الوقائع والأيام ومن ثم إفراد بعض الحكم . وهذا ليس عيبا في الشاعر ولا هو من البدع بل يجوز له ذلك ولكن رمية النَّبلِ هنا تجعلنا نركز على الهدف.

    وأقول:
    لا يعيب الشاعر محاكاة الفحول ، ولطالما بدأت قصائدي بالنسيب وهو كما أقررت أنت ليس عيباً بل ربما يكون ميزة. المهم هو أنني هنا لم أقصد النسيب ولا غيره بل هي أبيات تعكس الحالة الشعورية التي كنت عليها وأنا في الغربة أرى ما يعانيه الأهل هناك فأحرق نفسي أسفاً وشوقاً. أنت هنا من أخطأ رمية النبل وأضاع الهدف.


    يطيل الناقد في الحديث عن الديار ديار ليلى بما لا علاقة له هنا لا في المعنى ولا في السياق ثم يقول:
    في البيت السادس يلج الشاعر لذكر الديار فنجده في كلمات قليلة ينقلنا لنعيش الجو النفسي الذي يعيشه ويشعرنا ببعده عن الديار ولي على الشاعر مأخذ هنا وهو أن ينظر في عجز البيت وأساله لماذا يعتقد الشاعر بأن القارئ أو المتلقي من السذاجة بحيث نجده يشرح صدر البيت في عجزه دون أن يقدم لنا أي صورة جديدة , فهل في إخباره لنا بأن نفسه تنتمي أو تتوق للديار التي ولد فيها أو ترعرع بين عرصاتها شئ جديد؟ هل جاء بصورة جديدة تختلف عما في صدر البيت؟
    ولو عدنا لشاعرنا الدكتور سمير نجد بأن عجز البيت لم يأتِ بجديد عن صدره بل هو إخبار لشئ طبيعي تتساوى فيه مشاعر الإنسان مع بعض المخلوقات الاخرى الأقل رقيا منه .

    وأقول:
    لا ، ليس العجز شرحاً للصدر بل مكملاً للمعنى المقصود. ففي الصدر الحديث عن نأي الديار وانتماء النفس لها ، ولعل انتماء النفس يحمل هنا أمراً فوق الشوق وفوق التوق إذ يجعل من الوطن والنفس شيئاً واحداً لا ينفصل. ثم يستكمل العجز المعنى بالقول "حيث تحلو المراتع". كم من امرئ ينتمي لوطن لا تحلو له المراتع فيه ولا تطيب له الإقامة فيه؟ صدقوني كثير وأنا هنا في العحز أنفي مثل هذا وأؤكد أن الحياة لا تحلو إلا هناك برغم ما في الوطن من دم يهدر ونفس تقهر وأمن يغدر. هو إذن ليس توقاً كتوق قيس لديار ليلاه بل توق إلى الجهاد في أرض الرباط والعمل على النصرة بالسيف جنباً إلى جنب مع نصرة الحرف.


    يقول الناقد مغالطاً نفسه:
    ثم نجد أن الشاعر قد أتى بالسواقي والمنابع وتلاقيهما وقصده بالتأكيد هو كثرة ذرف عيونه للدمع عند تذكره الديار والوطن والأهل وما حلَّ بهم, ولكن لنا أن نسأل الشاعر هل تلاقي السواقي والمنابع يعني بكاءه أم تجدد اللهفة ؟ فهنا لا أراني أجد أي إشارة للعين أو الجفن أو أي عضو يُفهم منه البكاء أو يجعلنا نقبل اتيانه بالتشبيه أو الصفة مع حذفه كليا للمشبه به أو الموصوف !
    ويؤسفني القول بأن الشاعر قد جانبه التوفيق فيما رمي إليه من الإتيان بصورة تشد الأنظار أو تستوقف القارئ .

    وأقول:
    لا أسف ولا أسى أخي الناقد فالصورة هنا برأي المنصفين من الصور النادرة تركيباً وتعبيراً. أما إجابة لسؤالك " هل تلاقي السواقي والمنابع يعني بكاءه أم تجدد اللهفة ؟" فجوابي أنها لكليهما. إنها تعني كثرة البكاء وتجدد اللهفة فالسواقي هو تجدد اللهفة والمنابع هي كثرة البكاء ، فكأن الوجد واللهفة قد ربطا بين السواقي والمنابع كل منهما يزيد الآخر.


    يقول الناقد:
    ثم في هذا البيت
    10-تَدَاعَوا جَمِيْعَـاً نَحْـوَ أَرْضٍ وَأُمَّـةٍ
    كَمَا قََدْ تَدَاعَـتْ لِلطَّعَـامِ الأَصَابِـعُ
    أرض وأمة كل اسم اتى بصيغة التنكير فأي أرض يعني وأي أمة ؟ وهب أننا استقطعنا هذا البيت من القصيدة الذي يصف فيه تداعي وارض وامة فلا احد بوسعه التكهن بما يقصده الشاعر , ثم استوقفتني صورة تداعي الاصابع على الطعام . فما الذي قصده الشاعر في هذه الصورة ؟ هل قصد السخرية من حال المتداعين أم المتداعى عليهم؟ ومهما كان جوابه فهذه صورة غير موفقة لو اسقطناها على الاحتمالين , ثم التداعي لا يأتِ من اعضاء بل من أنفس ولعلنا نحيل الشاعر لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام حينما تكلم عن تداعي الأكلة الى قصعتها .

    وأقول:
    سبحان الله! أتراني أتحدث عن جزر فيجي مثلا؟ أنا شاعر مسلم عربي من أرض الرباط أتحدث بلسان عربي مبين إلى من يفهم لغتي ويعي مقصدي. أما التنكير فهو هنا معرفة من سياق المعنى وتواتر الحديث كما في قوله تعالى:
    (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (هود:1)
    وقوله تعالى: (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (ابراهيم:1)
    وقوله تعالى:
    (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحج:70)
    هل ستسأل أي كتاب يقصد الحق تعالى هنا؟؟
    ثم أنت تعلم يقيناً أن هذا البيت يستقي معناه ومبتغاه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما أتيت به هنا للتذكير ولا فضل لي في صوره التي أوردتها كما في حديث سيد الخلق عليه السلام.



    يقول الناقد:
    ثم لو اكملنا الى ان نصل
    14-بِطَلْقَةِ رَشَّاشٍ قَضَـتْ ثَـمَّ رُوْحُهَـا
    وَعِشْرُوْنَ حِقْدَاً أَطْلَقَتْهَـا النَّـوَازِعُ
    اولا ثمَّ تعني هناك , فما هي الصورة التي اضافتها ثمَّ؟ لا شئ بل حشو ينم عن ضحالة ما بجعبة الشاعر من مفردات شعرية تخدم المعنى تماما كما نرى في كلمة حقدا إذ جاءت تمييزا لعدد (عشرون )
    ولنا ان نسأل ماذا تعني عشرون حقدا ؟ بالتأكيد سيجيب الشاعر ويقول ان حقدا تعني رصاصة او قذيفة مدفع ونقول له بدورنا ومنكم نستفيد !!
    ثم ما معنى النوازع؟ وهل هذه المفردة تخدم البيت الذي لا معنى له من الأساس ؟

    وأقول:
    هنا يبدو جلياً عدم فهم الشاعر للقصيدة وبعض جهل في النحو وأرجو أن يعذرني في قولي هذا. من يرى بيت القصيد لا أساس له ولا معنى فهو جاهل بلا ريب جهل علم أو جهل ظلم. إن هذا البيت هو عماد القصيدة فيه أسجل للتاريخ ما حصل مما ورد أعلاه في مناسبة القصيدة.
    ثم نعم ، "ثم" تعني هناك وهذا ما أردت ولها ضرورة قصوى لتجسيد الصورة المؤلمة. لم يحتج ذلك الجندي الحاقد الغادر إلا لطلقة واحدة كي يسقط جدسها الضعيف في مكانه "هناك" لا خطوة إلى الأمام ولا إلى الخلف. رصاصة واحدة قضت روح تلك الطفلة البريئة فلم كانت العشرون الأخرى؟؟ هل لأنها هربت؟؟ هل لأنها لم تمت؟؟ هل لأنها قاومت؟؟ كلا ، بل بسبب نوازع الحقد التي حملها قلبه الغادر فكانت العشرون الأخرى. هل لا تزال تجد أن لا ضرورة للفظة "ثم" وأنها حشو ينم عن ضحالة؟؟
    ثم كلا ، لم تكن لفظة "حقداً" تمييزاً ولم أقصد منها رصاصة أو قذيفة مدفع. إنها مفعول لأجله توضح ما يجب أن يحفر في ذاكرة هذه الأمة.



    يقول الناقد:
    لا بد من الإشارة إلى شيء في وزن القصيدة أعدُّه خللاً وإنْ كان العروض التقليدي يُجيزه على قبح، وذلك مجيئ (مفاعيلن) الثانية من الشطر على (مفاعِلن) بحذف الياء. وهو خلل ورد في بعض القصائد القديمة، وتجاوزه معظم شعراء البحر الطويل بعد ذلك. وهذا في قوله:
    كَذَا قََـدْ تُطِيْـحُ بِالرِّجَـالِ المَطَامِـعُ

    وأقول:
    نعم هي زحاف مشهور في الطويل لا أحبه ولم أستخدمه من قبل في أشعاري ، وإنما أردته أن يكون في شعري شاهداً لمن يحتاجه تشبهاً بالكرام من فحول الشعراء ممن سبق.


    يقول الناقد:
    ثم لو استرسلنا مع " الشاعر" لهذا البيت نرى طامة من طامات الشعر والتي تسمى بالحشو الخاوي من اي معنى فلننظر هنا
    21-بِحِرْصٍ عَلَى الدَّنْيَـا غَدَونَـا كَأنَّنَـا
    غُثاءٌ لِسَيْلٍ بَاهِـتُ اللَّـوْنِ ضَائِـعُ
    غدونا بحرصنا على الدنيا كغثاء سيل , جميل جدا , وما هي صفات هذا الغثاء باهت اللون , وضائع .
    فهل يدلنا" الشاعر" على الوانٍ اخرى لغثاء السيل؟ ليته جاء بلونٍ فاقعٍ لكان اكثر انسجلما من غثائ سيل ( ضائعُ) ,, هل هذا شعر يا " شاعرنا"؟ هل أعدت نظرك في القصيدة قبل نشرها ام قد عرضتها على أي من الشعراء قبل نشرها؟
    غُثاءٌ لِسَيْلٍ بَاهِـتُ اللَّـوْنِ ضَائِـعُ
    صدقني اشعر بالألم والحنق أن يقال عن هذا الكلام شعرا أو ان يقال أن فيه خيال مجنح أو حتى كسير جناح .

    وأقول:
    رويدك أيها الناقد لا يرديك الألم والحقد. رويدك فلا طامة هنا ولا حاقة. هنا بيت جميل شوشه في نفسك تحامل ونوازع. ألا تعلم أن الصفة يتبع الموصوف تذكيراً وتنكيراً وإعرابا؟؟ إن كنت تعلم فكيف جعلت أن "باهتُ اللون" صفةٌ "لسيلٍ" كيف تكون صفة مرفوعة لموصوف مجرور؟؟
    لا أيها الناقد. هي صفة لـ "غثاء" وهو كناية عن الأمة التي بحرصها على الدنيا وزخرفها غدت ضائعة باهتة اللون.
    ثم إنني لا أستنكف أن أطلب العلم حتى من الصغار ، وربما أعمل بنصحك فأعرض قصائدي عليك قبل نشرها.



    يقول الناقد:
    ثم هنا في هذا البيت
    25-أَيَا أُمَّةٌ ذَاقَتْ مِـنَ الـذُّلِّ فَارْتَضَـتْ
    بِمَا تَأْنَفُ الجُرْذَى وَتَأْبَى الضَّفَـادِعُ
    أراد : االشاعر" أن يصف حالة الهوان والذل للأمة إثر حنوعها فضرب مثلا بالجرذى والضفادع . وهي بلا شك مخلوقات قميئة ووضيعة ولكن ما لفت نظري هي كلمة ( جرذى) فعلى اي صيغة جمع الجرذون او الجرذ؟ فجمع جُرَذْ هو جُرذَان وهذه هي المرة الاولى التي نرى فيها جرذى بلغة العرب .


    وأقول:
    صدقت ، هي المرة الأولى وأرجو أن لا تكون الأخيرة. لم أفعل هذا عجزاً بل رغبة في أن يكون لي بصمة ولو بكلمة واحدة في معجم العربية.


    هذا وإني لأسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً سبل السلام وأن يصلح نفوس الأنام وينشر بين عباده المحبة والوئام.

    غفر الله لك أخي محمود ولا أزال أنتظر أن تصفو نفسك فتقبل بالخير والله الموفق.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. قصيدة/" حمام الأعاجم" للدكتور سمير العمرى
    بواسطة محسن البدراوى في المنتدى كَرَوَانُ الوَاحَةِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 07-03-2013, 10:04 PM
  2. ترجمة قصيدة " كف و أزميل " للدكتور سمير العمرى
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى الشِّعْرُ الأَجنَبِيُّ وَالمُتَرْجَمُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-03-2011, 05:25 PM
  3. ترجمة قصيدة " كف و أزميل " للدكتور سمير العمرى
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى قِسْمُ النَّقْدِ والتَّرجَمةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-03-2011, 05:02 PM
  4. عًٍ ى دًٍ
    بواسطة اسماء محمود في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-10-2008, 04:11 PM