اتضحك يا قلبي
1-أَتَضْحَكُ يَا قَلْبِـي وَفِيْـكَ المَوَاجِـعُ
وَتُنكِرُ وَجْدَاً وَالأَسَـى فِيْـكَ قَابِـعُ
2-وَتَأْنَفُ مِنْ شَكْوَى وَصَمْتُكَ فَاضِـحٌ
وَيَرْدَعُ شَوْقَ الدَّمْـعِ لِلعَيْـنِ رَادِعُ
3-تَجَلَّتْ لَيَالِي العُمْرِ عَنْ بَعْضِ سَاعَـةٍ
كَطَيْفٍ تَوَارَى ، أَوْ كَحُلْـمٍ يُخَـادِعُ
4-وَأَسْفَرَ وَجْهُ الصُّبْحِ عَنْ قَلْبِ شَاعرٍ
سَقَتْهُ الأمَانِـي كَأْسَهَـا وَالزَّوَابِـعُ
5-أَفَاضَتْ عَلَيْهِ فِي رُؤَى الشِّعْرِ رِقَّـةً
وَأَبْدَتْ هَوَاهَا فِـي سَـرَابٍ يُنَـازِعُ
6-تَنَاءَتْ رَوَابِي الأَهْلِ والنَّفْسُ تَنْتَمـي
لِتِلْكَ الرَّوَابِي حَيْثُ تَحْلُـوْ المَرَاتِـعُ
7-إِذَا مَا اسْتَجَدَّتْ فِي ذُرَا الشَّوْقِ لَهْفَةٌ
تَكَـادُ السَّوَاقِـي تَلْتَقِـي وَالمَنَابِـعُ
8-فَجُوْدِي عَلَيْنَا يَا مُنَى النَّفْسِ إِنَّنِـي
بِبَعْضٍ مِنَ التَّحْنَانِ وَالرِّفْـقِ قانِـعُ
9-توَالَتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ تُؤْذِي وَتَزْدَرِي
وَأَسْرَفَ أَهْلُ الكُفْرِ وَالحِقْـدُ دَافِـعُ
10-تَدَاعَوا جَمِيْعَـاً نَحْـوَ أَرْضٍ وَأُمَّـةٍ
كَمَا قََدْ تَدَاعَـتْ لِلطَّعَـامِ الأَصَابِـعُ
11-تَسَاقََوْا كُؤُوْسَـاً لِلطِّلَـى مِلْؤُهَـا دَمٌ
لِطِفْـلٍ بَـرِيءٍ مَزَّقَتْـهُ المَـدَافِـعُ
12-وَأَصْغَوا إِلَى لَحْنٍ مِنَ المَوْتِ صَادِحٍ
بِنَوْحِ اليَتَامَى وَالصَّدَى مِنْـهُ رَاجِـعُ
13-أَتُقْتَـلُ إِيْمَـانٌ وَيَنْجُـوْ عَـدُوُّهَـا
وَيُزْهَقُ ذُوْ صِدْقٍ وَيَحْيَـا المُخَـادِعُ
14-بِطَلْقَةِ رَشَّاشٍ قَضَـتْ ثَـمَّ رُوْحُهَـا
وَعِشْرُوْنَ حِقْدَاً أَطْلَقَتْهَـا النَّـوَازِعُ
15-أَلا إِنَّ مِنْ شَرِّ المَوَاقِـفِ أَنْ تَـرَى
أَبِيَّـاً دَهَتْـهُ بِالرَّزَايَـا الفَـوَاجِـعُ
16-جَحَافِلُ أَمْرِيْكَـا بِبَغْـدَادَ قَـدْ طَغَـتْ
وَجَيْشُ بَنِي صُهْيُوْنَ فِي القُدْسِ رَاتِعُ
17-سَعَوْا بِالرَّدَى وَالشَّرِّ طُغْيَـانَ فَاجِـرٍ
كَرَقْطَاءَ فِـي أَنْيَابِهَـا السُّـمُّ نَاقِـعُ
18-وَقَامُوْا إِلَى الإِرْهَابِ عُـذْرَاً لِغَايَـةٍ
وَلَيْسُوْا سِوَى الإِرَهَابِ وَالحَقُّ سَاطِعُ
19-وَيَعْجَبُ لُبُّ المَرْءِ مِنْ أَمْرِ مَنْ مَشَوا
دُرُوْبَ الأَعَـادِي أَنْ تَهِـلَّ المَنَافِـعُ
20-تَدَانَوْا فَهَانُـوْا بَعْـدَ عِـزٍّ وَرِفْعَـةٍ
كَذَا قََـدْ تُطِيْـحُ بِالرِّجَـالِ المَطَامِـعُ
21-بِحِرْصٍ عَلَى الدَّنْيَـا غَدَونَـا كَأنَّنَـا
غُثاءٌ لِسَيْلٍ بَاهِـتُ اللَّـوْنِ ضَائِـعُ
22-تَعَامَت بِنَا الأَبْصَارُ وَالمَوْتُ شَاخِصٌ
وَصَمَّتْ بِنَا مِنْ مُحْتَوَاهَـا المَسَاِمـعُ
23-فَرُدِّي عَلَينَا يَا مُنَى النَّفْـسِ إنَّنِـي
رَأيَـتُ المَنَايَـا بِالأَمَانِـي تَـدَافَـعُ
24-أَمَا قََدْ كَفَانَا صَمْـتُ عَجْـزٍ وَذِلَّـةٍ؟
أَمَا عَادَ لِلأَوْطَـانِ وَالأهْـلِ مَانِـعُ؟
25-أَيَا أُمَّةٌ ذَاقَتْ مِـنَ الـذُّلِّ فَارْتَضَـتْ
بِمَا تَأْنَفُ الجُرْذَى وَتَأْبَى الضَّفَـادِعُ
26-كَفَاكُـمْ خَـوَارَاً فَالمَعَالِـي عَزَائِـمٌ
وَأَوَّلُ دَرْبِ العِـزِّ خَـيْـلٌ وَلامِــعُ
27-فَقُوْمُوْا إِلَى سَيْـفٍ وَعِلْـمٍ وَمِعْـوَلٍ
فَلَيْسَتْ تَقِي عِنْدَ الخُطُوبِ الذَّرَائِـعُ
28-وَثوْبُوْا إِلَى القُرْآنِ يَـا خَيْـرَ أُمَّـةٍ
فََمَا عَزَّ قَوْمٌ لَـمْ تَصُنْـهُ الشَّرَائِـعُ
النقد :
سأتناول هنا قصيدة د : سمير العمرى ( أتضحكُ يا قلبي) وقد قمت بترقيم الأبيات كي يسهل علينا وعلى الشاعر والقارئين متابعة الابيات .
بداية نرى أن الشاعر قد بدأ قصيدته بالتعجب للفت انتباه القارئ أو المتلقي وكانت بداية موفقة من البيت الاول حتى الخامس كمقدمة أو كمدخل لما هو بصدده في القصيدة ونرى الاخيلة واضحة وجلية مع سير الشاعر على النمط التقليدي القديم الذي نسج عليه معظم شعراء السلف على بحور مختلفة وخاصة من اعتلوا بحر الطويل
كنت سأبدأ بالعروض وقد نظرت القصيدة ووجدتُ أن الشاعر قد أجاد ركوب البحر ببراعة فجاءت قصيدته معافاة تماما من أي علَّة عروضية لذلك رأيتني قد آثرت الولوج مباشرة للصور والاخيلة .
لقد أتى الشاعر باستهلال موفق لمطلع القصيدة فلو نظرنا لمفردات البيت الاول والثاني سنجد زخما متلاطما من مفردات متناقضة في دلالتها ومعانيها , متناسقة في نسجها وتوظيفها مثل :
الضحك , الوجع , الوجد , الاسى , تأنف , شكوى , صمت , كتمان , فضح , دمع .
وفي البيت الثالث والرابع نجد تمهيدا لفكرة القصيدة ولكننا نتوقف عند المشهد العام لصدر البيت الرابع
سَقَتْهُ الأمَانِـي كَأْسَهَـا وَالزَّوَابِـعُ
وهنا نسأل الشاعر ما الرابط بين الأماني والزوابع , حيث لا يوجد أي مسوغ أو رابط بين تلك المفردتين , فالزوابع ليست عكسا للأماني ولا تجري في نسقها وأحسب أن كلمة الزوابع لم يأتِ بها الشاعر إلا مضطرا وتماشيا مع القافية ولا أجدها قد أضافت أي صورة للمعنى . لا غرو ان الزوابع تعني هبوب الريح الشديدة وتعني أيضا الرياح المصحوبة بالغبار والرمال والأتربة , وأحيانا تعني الأعاصير , ولكني أبحث عن وجوبٍ أو مسوِّغٍ للإتيان بهذه المفردة هنا حيث أن الرَّديف المقابل لها في نفس عجز البيت هي الأماني . وربما يجيب الشاعر هي كناية عن تقلب الاحوال أوتعكر صفو الحياة أو أنها أتت لتعكس ما مرَّ ويمر على نفسيتة ولكني أقول بمقاييس النقد أن الشاعر لم يوفق هنا وأحسبه كان قادرا على الإتيان بمفردةٍ تخدم المعنى أكثر قبولا من هذه الكلمة المستهجنة في هذا المقام.
لعلِّي بذلك اوضحت المعنى
ثم ما الذي أضافته هذه الابيات الثلاثة للقصيدة ؟
3-تَجَلَّتْ لَيَالِي العُمْرِ عَنْ بَعْضِ سَاعَـةٍ
كَطَيْفٍ تَوَارَى ، أَوْ كَحُلْـمٍ يُخَـادِعُ
4-وَأَسْفَرَ وَجْهُ الصُّبْحِ عَنْ قَلْبِ شَاعرٍ
سَقَتْهُ الأمَانِـي كَأْسَهَـا وَالزَّوَابِـعُ
5-أَفَاضَتْ عَلَيْهِ فِي رُؤَى الشِّعْرِ رِقَّـةً
وَأَبْدَتْ هَوَاهَا فِـي سَـرَابٍ يُنَـازِعُ
لا مشاحَة إن قلنا بأن الشاعر أراد محاكاة الشعراء القدامي على ما ساروا عليه من سُنَّة تقليدية في نظمهم لقصائدهم من ذكر الديار والنسيب والتشبب وذكر بعض الوقائع والأيام ومن ثم إفراد بعض الحكم . وهذا ليس عيبا في الشاعر ولا هو من البدع بل يجوز له ذلك ولكن رمية النَّبلِ هنا تجعلنا نركز على الهدف.
6-تَنَاءَتْ رَوَابِي الأَهْلِ والنَّفْسُ تَنْتَمـي
لِتِلْكَ الرَّوَابِي حَيْثُ تَحْلُـوْ المَرَاتِـعُ
في البيت السادس يلج الشاعر لذكر الديار فنجده في كلمات قليلة ينقلنا لنعيش الجو النفسي الذي يعيشه ويشعرنا ببعده عن الديار ولي على الشاعر مأخذ هنا وهو أن ينظر في عجز البيت وأساله لماذا يعتقد الشاعر بأن القارئ أو المتلقي من السذاجة بحيث نجده يشرح صدر البيت في عجزه دون أن يقدم لنا أي صورة جديدة , فهل في إخباره لنا بأن نفسه تنتمي أو تتوق للديار التي ولد فيها أو ترعرع بين عرصاتها شئ جديد؟ هل جاء بصورة جديدة تختلف عما في صدر البيت؟
ولننظر لما قاله قيس الملقب بمجنون ليلى
أمرُّ على الدِّيَار، ديارَ ليلى
أقبِّلُ ذا الجدارَ وذا الجدارا
وما حبُّ الدَّيارِ شغفنَ قلبي
ولكنْ حبَّ من سكنَ الدِّيارا
في هذين البيتين نرى أن الشاعر يكرر كلمة ديار في صدر البيت الاول إذ يقول (ديار ليلى) فهل لنا أن نسأل لماذا كرر الشاعر( قيس) كلمة ديار وهل كان بمقدوره الإتيان بمفردة غيرها؟ وللجواب على هذين السؤالين وغيرهما نرى بأن ذكر الديار الأول كان على العموم أما الثاني فقد جاء للتخصيص أي لديار حبيبته . وماذا نرى في عجز البيت؟ جوابا جميلا ورقيقا لعلة مروره على الديار التي أنبأنا عنها الشاعر بصورة خبرية أكثر منها إنشائية .. وهل ترون صورة أجمل من هذه الصورة التي يرسمها لها قيس في تبيانه لسبب تقبيله الجدران؟
ولو عدنا لشاعرنا الدكتور سمير نجد بأن عجز البيت لم يأتِ بجديد عن صدره بل هو إخبار لشئ طبيعي تتساوى فيه مشاعر الإنسان مع بعض المخلوقات الاخرى الأقل رقيا منه .
وأما البيت السابع7-إِذَا مَا اسْتَجَدَّتْ فِي ذُرَا الشَّوْقِ لَهْفَةٌ
تَكَـادُ السَّوَاقِـي تَلْتَقِـي وَالمَنَابِـعُ
لنقف عند كلمة ذُرا بضمِّ الذَّال وانتهاءً بالألف الممدودة , ولا أحسب الشاعر إلا قصد ذُروةَ الشئ والتي تُجمعُ على ذُرَى وهي كقولنا أعلى الجبل أو قمته أو سنام الجمل أو ربما لكلمة ذُرَى والتي تعني اسم ما تذروه الرياح أو اسم الدمع المنسكب
ثم نجد أن الشاعر قد أتى بالسواقي والمنابع وتلاقيهما وقصده بالتأكيد هو كثرة ذرف عيونه للدمع عند تذكره الديار والوطن والأهل وما حلَّ بهم, ولكن لنا أن نسأل الشاعر هل تلاقي السواقي والمنابع يعني بكاءه أم تجدد اللهفة ؟ فهنا لا أراني أجد أي إشارة للعين أو الجفن أو أي عضو يُفهم منه البكاء أو يجعلنا نقبل اتيانه بالتشبيه أو الصفة مع حذفه كليا للمشبه به أو الموصوف !
ويؤسفني القول بأن الشاعر قد جانبه التوفيق فيما رمي إليه من الإتيان بصورة تشد الأنظار أو تستوقف القارئ .
-فَجُوْدِي عَلَيْنَا يَا مُنَى النَّفْسِ إِنَّنِـي
بِبَعْضٍ مِنَ التَّحْنَانِ وَالرِّفْـقِ قانِـعُ
9-توَالَتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ تُؤْذِي وَتَزْدَرِي
وَأَسْرَفَ أَهْلُ الكُفْرِ وَالحِقْـدُ دَافِـعُ
فجودي علينا يا منى النفس .. من المخاطب هنا ؟ لعلنا لو عدنا للبيت السادس لوجدنا الجواب , فمنية النفس هي الروابي ومضارب الاهل وهذا توظيف جميل للولوج لوصف ما أحلَّ بالأهل والديار
ثم في هذا البيت
10-تَدَاعَوا جَمِيْعَـاً نَحْـوَ أَرْضٍ وَأُمَّـةٍ
كَمَا قََدْ تَدَاعَـتْ لِلطَّعَـامِ الأَصَابِـعُ
أرض وأمة كل اسم اتى بصيغة التنكير فأي أرض يعني وأي أمة ؟ وهب أننا استقطعنا هذا البيت من القصيدة الذي يصف فيه تداعي وارض وامة فلا احد بوسعه التكهن بما يقصده الشاعر , ثم استوقفتني صورة تداعي الاصابع على الطعام . فما الذي قصده الشاعر في هذه الصورة ؟ هل قصد السخرية من حال المتداعين أم المتداعى عليهم؟ ومهما كان جوابه فهذه صورة غير موفقة لو اسقطناها على الاحتمالين , ثم التداعي لا يأتِ من اعضاء بل من أنفس ولعلنا نحيل الشاعر لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام حينما تكلم عن تداعي الأكلة الى قصعتها .
ثم لو اكملنا الى ان نصل
14-بِطَلْقَةِ رَشَّاشٍ قَضَـتْ ثَـمَّ رُوْحُهَـا
وَعِشْرُوْنَ حِقْدَاً أَطْلَقَتْهَـا النَّـوَازِعُ
اولا ثمَّ تعني هناك , فما هي الصورة التي اضافتها ثمَّ؟ لا شئ بل حشو ينم عن ضحالة ما بجعبة الشاعر من مفردات شعرية تخدم المعنى تماما كما نرى في كلمة حقدا إذ جاءت تمييزا لعدد (عشرون )
ولنا ان نسأل ماذا تعني عشرون حقدا ؟ بالتأكيد سيجيب الشاعر ويقول ان حقدا تعني رصاصة او قذيفة مدفع ونقول له بدورنا ومنكم نستفيد !!
ثم ما معنى النوازع؟ وهل هذه المفردة تخدم البيت الذي لا معنى لخه من الأساس ؟
ثم لو استرسلنا مع " الشاعر" لهذا البيت نرى طامة من طامات الشعر والتي تسمى بالحشو الخاوي من اي معنى فلننظر هنا
21-بِحِرْصٍ عَلَى الدَّنْيَـا غَدَونَـا كَأنَّنَـا
غُثاءٌ لِسَيْلٍ بَاهِـتُ اللَّـوْنِ ضَائِـعُ
غدونا بحرصنا على الدنيا كغثاء سيل , جميل جدا , وما هي صفات هذا الغثاء باهت اللون , وضائع .
فهل يدلنا" الشاعر" على الوانٍ اخرى لغثاء السيل؟ ليته جاء بلونٍ فاقعٍ لكان اكثر انسجلما من غثائ سيل ( ضائعُ) ,, هل هذا شعر يا " شاعرنا"؟ هل أعدت نظرك في القصيدة قبل نشرها ام قد عرضتها على أي من الشعراء قبل نشرها؟
غُثاءٌ لِسَيْلٍ بَاهِـتُ اللَّـوْنِ ضَائِـعُ
صدقني اشعر بالألم والحنق أن يقال عن هذا الكلام شعرا أو ان يقال أن فيه خيال مجنح أو حتى كسير جناح .
ثم هنا في هذا البيت
25-أَيَا أُمَّةٌ ذَاقَتْ مِـنَ الـذُّلِّ فَارْتَضَـتْ
بِمَا تَأْنَفُ الجُرْذَى وَتَأْبَى الضَّفَـادِعُ
أراد : االشاعر" أن يصف حالة الهوان والذل للأمة إثر حنوعها فضرب مثلا بالجرذى والضفادع . وهي بلا شك مخلوقات قميئة ووضيعة ولكن ما لفت نظري هي كلمة ( جرذى) فعلى اي صيغة جمع الجرذون او الجرذ؟ فجمع جُرَذْ هو جُرذَان وهذه هي المرة الاولى التي نرى فيها جرذى بلغة العرب .
ثم لو اكملنا القصيدة نجد أن " الشاعر" اراد ان يستنهض همم الامة فلم يأت بصورة جديدة مبتكرة ولكن ابياته الاربعة الاخيرة هي اجترار ممجوج لما سبقه من الشعراء طالما لم نجد فيها اي صورة مبتكرة يمكننا ان نقول هي من عنديات الشاعر.
لعل نقدي للقصيدة لا يروق " للشاعر" فالذي قصدته من نقدي هو أن ابين للشاعر أين الهفوات التي وقع بها واحسبه سيتدارك ما وقع به في قصائده القادمة , اما بالنسبة للاخيلة والصور فلم نجد ان " الشاعر" قد وُفِّقَ لأن يأتي ببيت واحد يطرب له المتلقي او يستوقف السامع بل كانت كل الصور التي تضمنتها المنظومة ولا اسميها " قصيدة" باهتة خاوية من الشعر وربما اصفها بمجملها كهذا المقطع
غُثاءٌ لِسَيْلٍ بَاهِـتُ اللَّـوْنِ ضَائِـعُ
نصيحتي " للشاعر" ان يقرأ كثيرا للشعراء القدامى الذين يمتاز شعرهم بالصور والتراكيب والأخيلة, وان يراجع قصائده قبل نشرها , ويفضل لو عرضها على بعض الشعراء كي يتبادل وإياهم الافكار بخصوص الصور والتراكيب . وربما اسأل " الشاعر" إن كان قد طُبع له دواوين شعرية فليته يدلنا على اسمائها واسماء البلدان والمكتبات التي تسوق فيها.
واخيرا اقول " للشاعر" دكتور سمير ما قاله الشاعر فائز السمعاني
وما الشعر إلا الشهد والسحر والطلى
يُجلي المنى يُرقي العقول ويُسكرُ
وما الشعر لا أدري وأدري لأننــي
تصــــوّرته لكنّه لا يصوَّر
قدمه د / يوسف عبد الله