إرهاصات ما قبل نزول القرآن
(خارطة طريق الدول الكبرى)
عاشت المنطقة المحيطة بجزيرة العرب في فترة ما قبل النبوة صراعات دينية ، وسياسية على الرغم من المدنية التي عاشتها تلك الدول بما امتلكته من علوم كثيرة جعلتها مهداً للحضارة ، والصناعات ، والآداب ، وإن كانت الديانات في هذه الدول ممسوخة
أ-فقد كانت الإمبراطورية الرومانية البيزنطية : منذ -395 م-(الروم) تحكم دول اليونان ، والبلقان ، وآسية الصغرى ، وسورية ، وفلسطين ، وحوض البحر الأبيض المتوسط ، ومصر، وكل أفريقيا الشمالية ، وعاصمتها القسطنطينية ، والتي انتهت بفتح العثمانيين للقسطنطينية ( 1453-م) بقيادة ( محمد الفاتح ) لأنها تثقل رعاياها بالإتاوات ، ومضاعفة الضرائب مما أحدث فيها اضطرابات ، وثورات أهلكت ثلاثين ألف شخص في العاصمة ، ولم يعد همّ الحكام إلا جمع المال ، وإنفاقه باللهو ؛ فقد رسخت النزعة الدينية في أذهانهم ، وعمت الرهبانية ، ودخل الناس في الجدل البيزنطي ، وانتشر المذهب الباطني ، وتنوعت فنون اللهو ، والرياضيات ، والمصارعة ، وحب العنف ، والهمجية ، والدموية في الألعاب ؛ وكانت مصر عرضة ً لاضطهاد ديني فظيع ، واستبداد سياسي شنيع ، مع انتشار البؤس والشقاء على مستوى واسع , كانت مصر بقرة حلوباً يسيء هؤلاء الرومان إطعامها ؛ وكذلك كثرت المظالم في سوريا التي غدت أيضا مطية للمطامع الرومانية حتى اضطر السوريون إلى بيع أولادهم وفاءً لديونهم .
ب-وكذلك كانت الإمبراطورية الساسانية : والتي تأسست على يد ازدشير -224 – م - ، وحكمت( أسبوته – خوزستان – ميديه –فارس – أذربيجان – خراسان – خوارزم – العراق – اليمن – كرمان – سرخس - جرجان – طبرستان – كجة الهندية – وكاتتيها وار الهندية – ومالوه الهندية ) ؛ وقد كانت عاصمتها ( طيسفون ) (المدائن) ، وديانتها (الزردشتية ) التي خلفت الديانة ( المزدائية ) وكانت ( الزردشية ) تؤمن بإلهي النور ، والظلمة – الخير ، والشر – ( روح الخير ، وروح الشر ) ، وقد جذّرها زعيمها – ماني- عام ( 300 م ) ، ثم تبعه -شاه بور- ، وقد حرَّم – ماني- النكاح ، ودعا إلى حياة العزوبية للقضاء على الفساد ، والشر في العالم ؛ ثم ظهر -مزدك -عام ( 500 م) ، فأباح الأموال ، والنساء ، وجعل الناس شركاء فيهما ؛ وقد كان الناس يدخلون على الرجل في داره ، فيغلبونه على منزله ، وأمواله ، وعرضه ؛ فانتهكت الأعراض ، وسلبت الأموال ، ونشأ جيل لا مبالٍ باطل بارع في النميمة ، والخبث ، والافتراء ، والبهتان اتخذ سبيل الإباحة وسيلة للثراء ، والجاه ، والكسب ؛ فانتشرت ثورات الفلاحين بعد أن تجرأ اللصوص ، والنهابون على قصور الأغنياء ، وأراضي العامة ، مما جعل الأرض مقفرة ، وازداد التطرف ، والمغالاة ؛ وصار الملك ( إلها مقدسا ) لا ترد كلمته يمتلكون موارد البلاد ، وكنوزها ، وخيراتها . وأبناؤها خدمٌ لهم حتى أن ( يزدجرد ) آخر ملوكها حين هرب أيام الفتح الإسلامي حمل معه ( ألف طباخ – وألف مغنٍّ – وألف قيم للنمور- وألف قيم للبزاة ، وحاشية أخرى ؛ وهذا ما جعل الشعب يرزح تحت ثقل الجوع ، والبؤس ، والشقاء يعيشون عيشة البهائم يتخذهم الملوك وقوداً للحرب ، مما جعل الكثير من الناس يدخلون الأديرة فراراً من الضرائب ، والخدمة العسكرية .
ج-وأما الهند التي تميزت في ذلك العصر : بالطب والفلسفة ، والرياضيات ، والفلك كانت ديانتها في عام( 600 م ) ، وأخلاقها أحط الديانات ، وأحط الأخلاق ، حيث انتشرت الخلاعة حتى في المعابد ، وانتقصت المرأة إلى حد اللعب بها -بدل الدراهم بالقمار -تحرق نفسها بعد موت زوجها مع وجود فروق طبيعية بين الأغنياء ، والفقراء ؛ وقسِّم المجتمع إلى ( الكهنة – المواربون – الفلاحون – العبيد ) ، حيث يحكم الهند مجموعة حكومات كثيرة يسودها الاضطراب ، والحرب ...تعيش عزلة تامة عن العالم . وأما أوروبا فقد كانت غارقة في الجهل ، والأمية ، والحروب الدامية بعيدة عن الحضارة ، والعلوم الإنسانية ، والأدب ...أجسامهم قذرة ، ورؤوسهم تعيش على الوهم يعذب الرهبان أجسامهم يعتقدون أن (روح المرأة روح حيوان) غير خالدة .
د-وأما جزيرة العرب : فقد ساءت أخلاق سكانها في العصر الجاهلي حيث أولعوا بالخمر ، والقمار ، والزنا ، والسلب ، والنهب ، ووأد البنات ، والغارات ، وقطع الطرق ؛ وسقطت مكانة المرأة بحيث أصبحت تورث ، وتباع.... يتزوج بها الرجل بالعدد الذي يريد ، ويتحكم في أفعال رجالها عصبية قبلية دموية جامحة مغرمة بالحرب ، والقتال : كما يقول : ( الرقاد بن المنذر بن ضرار الضبي ) :
إذا المهرة الشقراء أدرك ظهرها فشب الإله الحرب بين القبائل
وأوقد ناراً بينهم بضرامــــــــــــــــها لها وهج للمصطلي غير طائل
وكذلك عبر عن ذلك عمير التغلبي القطامي الذي يتحدث عن رغبة قومه في القتال مع القبائل الأخرى حيث يغير العربي على أخيه إنلم يجد من يغير عليه:
وأحيانا على بكرٍ أخينا إذا ما لم نجد إلا أخانا
وكذلك قول عمرو بن كلثوم :
أبا هندٍ فلا تعجلْ علينا وأنظرْنا نخبّرْك اليقينا
بأنّا نورد الراياتِ بيضاً ونصدرهن حمراً قد روينا
إذا بلغ الفطامَ لنا صبيٌّ تخرُّ له الجبابرُ ساجدينا
وكانت حوانيت الخمر تملا الأحياء ، والحارات حتى أن المدينة غصت شوارعها به عندما حرم القرآن الكريم هذه الخمرة ، وأريقت في الشوارع. وكذلك تحدث عنها عنترة ، ولبيد بن ربيعة العامري ؛ وغيرهم ، وفي ذلك يقول لبيد بن ربيعة :
قد بت سامرها وغاية تاجر وافيت إذ رفعت وعز مدامها
ومن لم يشارك من العرب في مجالس القمار ينبذ ، ويعد ذلك عاراً عليه ؛ وقد قال شاعرهم :
أعيرتنا ألبانها ولوحومها وذلك عار يا بن ريطة ظاهر
نحابي بها أكفاءنا ونهينها ونشرب في أثمانها ونقامر
وكم من جاهلي قامر على أهله ، وماله ! أما -الربا - فحدث ، ولا حرج ؛ فقد يتعاطاه العرب ، واليهود أضعافا مضاعفة حتى ساووا بينه ، وبين البيع ؛ وقالوا { إنما البيع مثل الربا } [ ] ، ومثله –الزنا- غير مستنكر عندهم يتخذ الرجل خليلات دون عدد ، وتتخذ المرأة أخلاء دون عقد ؛ وقد يكرهون النساء على الزنا ، ويأخذون أجره إضافة إلى أن المرأة تتعرض للغبن ، والحيف، وتؤكل حقوقها ، وتبتز أموالها ، وتحرم إرثها ، وتعضل بعد الطلاق ؛ أو وفاة الزوج من أن تنكح زوجا ترضاه ، وتورث كالدابة ، والمتاع ، وتوءد غيرة ً ، ولخوف العار ، وتشاؤماً لكونها ( شيماء – سوداء – برشاء – كسحاء ) ، وكان العرب يقتلون أولادهم خشية الفقر ، والإملاق ؛ وقد يضحون بولد إن يبلغ أولاد الرجل عشرة كما فعل -عبد المطلب- جد النبي محمد صلى الله عليه ، وسلم ؛ وكان كرههم للبنات يجعلهم ينسبونها لله – وحاشا لله تعالى ذلك- على اعتبار أن الملائكة بنات الله في نظرهم ، وتفشّى الفساد في البر ، والبحر بين الناس . { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون } [ الروم /41 ] .



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)