ينبوع النبوة
مَـــنْ ذَا دَعَـــاكِ وَمَــا اجْــتَبَيتُكِ مَــوْعِدَا وَمَـــنِ ادَّعَـــاكِ وَمَـــا اجْــتَــنَيتُكِ مَــوْلِدَا
أَنَـــا سَــرْمَــدِيُّ الـــرُّوحِ لَــكِــنَّ الــهَوَى مَـــا انْــفَــكَّ يُــغْــوِي مَــاءُ فَــتْنِكِ طِــينَتِي لَـــمْ تَــتَّــئِــدْ وَشَـــفَــا الــهُــنَــيْهَةِ يَــقْــتَفِي وَعَــلَــى سَــرَابِ خُــطَاكِ أَرْكَــضَ ظِــمْئَهَا يَــــا ذَاتَ أَحْـــلامٍ وَأَحْــمَــالٍ عَــــلَــى يَــــــا ذَاتَ آلامٍ وآمَــــــالٍ وَفِــــــي لَـــمْ تَــخْدَعِي صَــرْحِي الــمُمَرَّدَ فَــاخْدَعِي إِنِّـــي حَــرَثْــتُــكِ فَــاحْــتَسَبْتُ مَــوَاسِــمِي وَعَــنِ افْــتِــتَانِ سَــنَــاكِ أَنْــهَــرُ خَــاطِرِي مَــنْ يَــسْــتَلِذُّ الــشَّــهْدَ مِــنْ فَــمِ أَرْقَــمٍ؟ هَــذَانَ مُــشْــتَــبِهَانِ رَحْــمُــكِ وَالــرَّحَــى لا فِــتْــنَــةً كَــالــلَــهْثِ خَـلْــفَ ظِـلالِــنَا هَــلْ تَــسْــتَــرِيحُ الــــرُّوحُ إِلا خِــلْــسَــةً وَأَنَا الــذِي مَــا زِلْــتُ أَبْــحَثُ عَنْ غَدِي طَـيـرِي يَـحِـنُّ وَرِحْـلَــتِي دَرَجَــتْ عَــلَى أَرْنُــو إِلَــــى الــشُّــطْــآنِ زَوْرَقَ عَــــابِــرٍ لا يَــبْــلُــغُ الــمَـــرْءُ الــتَّــقِــيُّ مَــقَــامَــهُ وَالــحَــقُّ غَــــايَــةُ كُـلِّ ذِي أَرَبٍ إِلَـــى وَلَـكَمْ نَـهَيْتُ الــنَّفْسَ عَنْ سَرَفِ الوَرَى قَــلَــبِــي تَــوَضَّــأَ بِــالــصَّــلاةِ وَأَحْـرُفِــي يَـرْنُـــو لِـمِــحْــرَابِ الــتَّــبَــتُّــلِ كُـلَّــمَــا قَــدْ هَــزَّ جِــــذْعَ مَــحَــبَّتِي بِــقَــصِيدَةٍ قُــلْــتُ اسْــتَــقِــمْ وَالــرُّوحُ تَــتْــلُو آيَـــةً هَـذَا الـذِي خَــضَــلَ الــمَــعِيَّةَ بِــالــتُّقَى هَـذَا الأَمِـينُ الــصَّادِقُ الــمَـحْمُودُ فِــي هَـــذَا رَسُـولُ اللهِ أَكْـــرَمُ مَـنْ جَــزَى آبَـــاؤُهُ الـــغُـــرُّ الــسُّــرَاةُ وزَوْجُــــهُ لَـــمْ تَــحْــرُثِ الأَصْــلابُ إِلا عِــفَــةً مُــذْ كَــــانَ آدَمُ مَــــا تُــــنَــزَّلُ مِــلَّــةٌ فَـــكَــأَنَّ يَــنْــبُــوعَ الـنُّــبُــوَّةِ مَـا جَـرَى مَــــا كَــــانَ مَـــوْلِــدُهُ الــعَــظِــيمُ وِلادَةً بُــشْـــرَى تَــسُـرُّ الــمُــؤْمِــنِينَ وَرَحْـمَــةً أَهْـدَى لِــيَثْرِبَ فَــضْلَ مَكَّةَ فِــي الـقُرَى وَأُثِـيــبَ خَــيْــرَ الْــمُــعْــجِزَاتِ تــفَــرُّدًا مَـزَّمِّـــلَ الــخُــلُــوَاتِ أَقْــرَأَ مُــرْفِــئًــا وَسَقَــى مِـنَ الــبَــرَكَاتِ كُـلَّ ظَــمِيئَةٍ وَأَقَــــامَ فِــي الأَرْضِ الوِئَــامَ وَهَـدْيُـهُ وَشَفَى الـقُلُوبَ مِن الـشِّقَاقِ وِلَمْ يَكُنْ لَـمَّـــا أَذَلَّ لَــهُ الـبُـــرَاقُ جَــنَــاحَــهُ صَـلَّـــى إِمَـــامَ الأَنْــبِــيَــاءِ وَنُـــورُهُ حَـتَّـى تَــأَذَّنَ رَبُّـــهُ فَــسَــمَــا لَــــهُ يَـــا سَـيِّـدِي وَأَنَـــا الـذِي لَـمْ يَــتَّــخِذْ يَـــا قُدْوَتِــي وَأَنَـــا الـذِي مِـنْ فِــطْنَةٍ يَـــا مَـنْ تَـفَـرَّدَ فِـي الأّنَـــامِ فَـصَاحَةً لَـوْلاكَ مَا انْـتَهَلَ الرَّشَادَ أُولُو الــحِجَا لَـوْلاكَ مَـــا ائْـتَلَفَتْ قُـلُوبٌ وَارْتَـقَتْ يَــــا خَـيــرَ خَلْــقِ اللهِ كَيفَ لِطَــائِرٍ الـرُّوحُ بَــيـنَ يَـدَيْـكَ مِنْ أَلَـمٍ سَجَتْ حَاشَاكَ مِنْ هَرَفِ الـزُّنَاةِ وَمَــكْرِهِمْ وَفَدَاكَ مَا فِي الكَوْنِ يَا شَرَفَ الوَرَى لَــمْ يَعْرِفُــوكَ بِـنَــا وَأَجْفَــلَ رَأْيَـهُـمْ إِنَّــــا لَــفِـي زَمَــنِ الــنِّـفَــاقِ تَـلُوكُــنَا زَمَـنٌ تَـأَخَّـرَتِ الأُسُـودُ وَأَخْــبَــتَتْ مِـنْ كُـلِّ إِمَّــعَــةٍ يَــخُــوضُ بِــرَأْيِــهِ إِنْ صَـبَّ كَأْسَ الـلَهْوِ عَبَّ فَمَا ارْعَوَى قَدْ عَـــادَتِ الأَصْنَــامُ تُـعْـبَدُ، جُلُّهُمْ لَــمْ يَظْهَــرِ الـدَّجَّــالُ بَـعْــدُ وَإِنَّــمَــا قَـدْ أَوَّلُـوا الآيَـــاتِ وَهْـيَ صَــرِيــحَةٌ وَتَـزَيَّــلُــوا شِـيَــعًــا يَـشُـطُّ إِمَــامُهُــمْ رَذَلُـوا الـمَكَــارِمَ فَــاسْتُبِحْنَا قِـصْعَةً وَالـمَوْتُ يَـرْتَــعُ فِــي الــدِّيَــارِ كَأَنَّــهُ مَسْـرَاكَ تُــنْــهِــكُهُ الــقُيُودُ وَقُــدْسَــهُ وَالـشَّــامُ حَرَّقَهَا الطُّغَاةُ وَبِــاللِحَى ارْ وَالـنِيلُ قَدْ جَـحَدَ الـفُرَاتَ وَذُو المُنَى فَـمَتَــى سَنَعْبُرُ خَوْفَنَــا لِـحِمَـى غَـدٍ وَإِلامَ سَــفْــعُ الرُّوحِ؟ لَـمْ تَكُ أُمَّــةً يَــــا رَبِّ صَـلِّ عَلَــى الـنَّــبِيِّ وَآلِـــهِ وَاجعَــلْ شَفَاعَتَهُ الـمَلاذَ لِـمَنْ أَتَـى
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري
