روابط الأدب العربي الأندلسي بالمشرق العربي

ارتبط الأدب الأندلسي بالمشرق بروابط وثيقة من أهمها :
1-رابطة العقيدة الإسلامية :
وقد يبدو لأول وهلة أن استيطان العرب بلاد الأندلس بعد افتتاحها واستقرارهم فيها بعيدا عن منابت العروبة والإسلام وخضوعهم لمقتضيات الإقليم ومتطلبات الحياة الجديدة وحدها، قد أنساهم كل ذلك أصالة الوراثة، ولكن العكس هو الصحيح، إذ أن هذه الأصالة حالت بميسمها دون الخضوع نهائيا إلى مظاهر المحيط الجديد ومتطلباته العابرة، ويبدو هذا الأمر جليا في حياة المجتمع الأندلسي، ويتمثل في ظاهرتي : الدين واللغة، فلقد أسلمت الأندلس وبصورة أدق لقد خفقت في أرجائها راية الإسلام، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل جاوزت الأندلس في تعصبها لدين الإسلام الوافد عليها واستمساكها بتعاليمه أخواتها من دول المشرق المسلم .
والأكثر غرابة من هذا تعلق الأندلسيين بمذاهب أهل النقل فقد كان أهل الأندلس على مذهب الأوزاعي وأهل الشام منذ أول الفتح، ثم انتقلت الفتوى في دولة الحكم بن هشام بن عبد الرحمان الداخل إلى رأي مالك بن أنس وأهل المدينة فانتشر علم مالك ورأيه بقرطبة والأندلس جميعا والمغرب وذلك برأي الحكم واختياره. وإذا كنا نلمس انتشار المذهب الظاهري في الأندلس على يد إمامه ابن حزم، فإننا لا نستطيع أن نقول بانحسار المذهب المالكي عنها، ذلك أن المذهبين إنما يستقيان معا من معين النقل، على أن الظاهرية في الأصل مذهب من مذاهب التفسير قبل أن تكون مذهبا من مذاهب الفقه، وهكذا فإن المجتمع الأندلسي لم يكتف في تدينه بمذهب فقهي وسط كالمذهب الشافعي السائد في مصر والمنتشر في بلاد الشام، وإنما طبق تعاليم الإسلام بالنص كما أخذت من القرآن والحديث وجرى العمل عليها من أهل المدينة، ثم لم يجمع إلى المالكية مذهبا آخر. ومن هنا فقد انعدمت المشاحنات بين الفقهاء إلا ما كان بين ابن حزم والمناوئين لمذهبه، وكان الأندلسيون يعبرون عن إعجابهم الأدبي بأحد نجبائهم أو نوابغهم أو ساداتهم بأن كانوا يسمون الأمير العظيم منهم الذي يريدون التنويه به بالفقيه، وقد يقولون للكاتب والنحوي واللغوي: فقيه لأنها عندهم أرفع السمات. وإن الأندلسيين بالغوا في الدين إلى درجة التقليد ولكنهم لم يستغلوا تعصبهم إلا نادرا للإيقاع بالعناصر غير المسلمة في بلادهم نظرا لوصية الدين فيهم، الأمر الذي حدا بالكثير من الذميين إلى الارتقاء تلقائيا في أحضان الإسلام، بل وحمله على اعتناقه بلا إكراه كما هو الشأن مع إبراهيم بن سهل الإسرائيلي. إن أهل الأندلس لم ينفردوا عن إخوانهم من عرب المشرق ومستعربيه، بل ظهرت فيهم وبصورة أشد نزعة الاندفاع تجديدا وتقليدا فعرفوا بتأييدهم المندفع لمذهب مالك بن أنس وتقيدهم بمذاهب السماع والنقل وضيقهم بالفلسفة وكتب الفلاسفة، ولكن هذا الاندفاع المحافظ لم يمنعهم من أن يستأثروا دون أبناء العروبة كلهم بأشهر فيلسوفين عربيين ابن رشد وابن طفيل.
ب-رابطة العروبة واللغة العربية : ولقد حرص الأمويون منذ بداية عهدهم بالأندلس على إحياء دولتهم العربية اللسان والفكر والثقافة، وشجعهم على ذلك ما وجدوه من تشابه جغرافي بين دولتهم القديمة في الطرف الشرقي من البحر المتوسط وما شاهدوه في دولتهم الفتية الناشئة في الطرف الغربي لهذا البحر، الأمر الذي دفعهم لتسمية أقاليم الأندلس بأسماء المناطق الشامية، فنجدهم يطلقون لفظة: حمص على إشبيلية، كما أنهم وزعوا الوافدين إلى الأندلس من المشرق على الأقاليم المشابهة لأماكن إقامتهم سابقا. ولم تلبث اللغة العربية أن غدت لغة الوطن، ولقد مثل أسقف قرطبة إقبال المسيحيين الإسبان على اللغة وآدابها، حين شكا من أهل ملته الذين كانوا يقرأون الشعر العربي والأخبار العربية، ويدرسون كتابات متكلمي الإسلام وفقهائه، لا لكي يفندوها وإنما لكي يكتبوا العربية في صحة وإتقان، وتأسف على ضياع اللاتينية بين المسيحيين، وعلى حماسهم الشديد للغة العرب، وإنفاقهم السخي على مكتباتهم العربية، وقد صورت الكتب القديمة براعة اليهود في العربية ونقلت إلينا أشعارهم وحديث بعض شعرائهم كابن سهل الإسرائيلي.
ومن مظاهر التأثر بالمشرق :
1-أن ابن زيدون لم يكتب رسالته الهزلية إلا محاكاة للتربيع والتدوير،
2- معرفة الأندلسيين نثر الجاحظ في وقت مبكر فقد "ذهب أبو خلف سلام بن زيد إلى المشرق وتتلمذ على الجاحظ لمدة عشرين عاما ثم عاد إلى الأندلس عقب وفاة الجاحظ. وبالفعل تأثر أدباء الأندلس بالأسلوب الجاحظي المتميز بفصاحته وبلاغته، ومنهم ابن زيدون الذي احتذى طريقته في رسالة التربيع والتدوير في تضمين كلامه آيات من القرآن وأبياتا من الشعر وكثيرا من الأمثال، وإضفاء روح التهكم والسخرية على أسلوبه.
3-رحيل أديب قربطة وعالمها الجليل فرج بن سلاّم الذي كان في عهد الأمير محمد بن عبد الرحمان، كان ذا عناية شديدة بعلم اللغة ورواية الشعر وحفظ الأخبار والأنساب، وكان على ذلك يتطبب ويشارك في الحكمة، وله حظ جزيل من البلاغة، دخل العراق بأجمع ما كانت للعلم والأدب، فلقي عمرو بن بحر الجاحظ، وأخذ عنه كتاب "البيان والتبيين" فأدخله إلى الأندلس رواية عنه، وخف على قلب الجاحظ فاستكثر منه وكتب كثيرا من مصنفاته ورسائله فكان أول من أدخلها إلى الأندلس. وقد كان الإسبان أنفسهم كانوا يكتبون صكوكهم ومعاملاتهم باللغة العربية التي ظلت لغة الثقافة عندهم إلى ما بعد الجلاء العربي عن الأندلس بخمسمائة عام
ج-التعلق بالوطن الأم : والحنين إلى ربوعه والإعجاب بثقافته وأدبه، وظاهرة الحنين هذه رافقت الوافدين إليها من الشرق، فالأندلسي مشدود بحنينه إلى المشرق رمز الماضي والمنبع والأهل والأحباب، وقد ترتب عن هذا الأمر ـ كما رأينا ـ استعارة الأندلسيين لأسماء مدن مشرقية مشهورة ليطلوقوها على حواضرهم ومدنهم، كما نزعوا إلى تلقيب أعلامهم بأسماء علماء المشرق، فكانوا يقولون :
1-"الرصافي ابن رومي الأندلسي،
2-ومروان بن عبد الرحمان ابن معتز الأندلس،
3-وابن خفاجة صنوبري الأندلس،
4- وابن زيدون بحتري الأندلس،
5-وابن دراج متنبي الأندلس،
6- ومحمد بن سعيد الزجالي الأديب الحافظ أصمعي الأندلسي لحفظه وذكائه،
7-وأبو بكر الزبيدي الشاعر اللغوي ابن دريد الأندلسي،
8-كما يقولون في الفيلسوف ابن باجة إنه: فارابي المغرب،
9-وحمدة بنت زياد الشاعرة بأنها خنساء المغرب...".
ولعل من غريب الصدق، أن يكون أول شعر أنشد في بلاد الأندلس أبيات في تصوير الغربة والحنين إلى المشرق، تنسب لعبد الرحمن الداخل، يخاطب فيها نخلة منفردة تشبهه في غربته :
تبـدت لنا وسط الرصـافة نخلة ** تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت: شبيهي في التغرب والنوى ** وطول التنائـي عن بني وعن أهلي
نشأت بأرض، أنت فيهـا غريبة ** فمـثلك في الاقصاء والمنأى مثلي
وقد هيجت تلك النخلة حنينه إلى الشرق :
يا نخل أنت غـريبة مـثلي ** في الـغرب نائـبة عن الأصـل
ولو أنها تبـكي إذن لبـكت ** ماء الفـرات ومـنبت النــخل
وهذا ابن حزم رغم تطاول الأزمان وتمكن الاستقرار تبدو عاطفته نحو المشرق مستعرة قوية لم تنطفئ جذوة الحنين فيها :
أنا الشمس في جو العلوم منيرة ** ولكن عـيبي أن مطلــعي الغرب
ولو أنني من جانب الشرق طالع ** لجد على ما ضاع من ذكري النهب
ولي نحو أكناف العراق صبابة ** ولا غرو أن يستوحش الكلف الصب
ولنستمع إلى صاحب نفح الطيب وهو يحدثنا عن علاقة كتابه بأهل الشام فيقول : "ولهذا الكتاب بالشام تعلق من وجوه عديدة أولها أن الداعي لتأليفه أهل الشام أبقى الله مآثرهم وثانيها أن الفاتحين للأندلس هم أهل الشام ذوو الشوكة الحديدة وثالثها أن غالب أهل الأندلس من عرب الشام الذين اتخذوا بالأندلس وطنا مستألفا وحضرة جديدة، ورابعها أن غرناطة نزل بها أهل دمشق وسموها باسمها لشبهها بها في القصر والنهر والدوح والزهر والغوطة الفيحاء وهذه مناسبة قوية العرى شديدة، وكان للأندلس بالشام شبه كبير حتى عدها أبو عامر السلمي "من الإقليم الشامي ولهذا نجد في أصوات الدعاة للتحرر أثرا يشبه الصدى لصوت دعاته في الشرق، فابن بسام يسخر من قدماء الشعر ومحدثيهم، ومن دعاة التقليد والمفضلين للقدماء، ويقدم معاصريه من شعراء الأندلس ويعنى بهم، ويقرر أنه التأسي في تأليف كتابه بأبي منصور الثعالبي في تأليفه المشهور المترجم "بيتيمة الدهر في محاسن أهل العصر" وظهر هذا الائتساء واضحا في أسلوب التأليف، كما اتبع الجاحظ في مسائل كالعناية بنقد الكتاب وتقديمه على ما سواه من ألوان النقد، وعني بالبديع على طريقة المحدثين من أهل المشرق، وذكر أنه "قيم الأشعار وقوامها، وبه يعرف تفاضلها وتباينها"، والأمثلة الأندلسية على أثر المشارقة في ترسل الأندلسيين كثيرة، من ذلك أثر رسالة سهل بن هارون ـ التي أورد الجاحظ في البخلاء ـ في رسالة ابن برد المسماة: البديعة في تفضيل أهل الشاء. فلقد وحد الحنين بين فروع الناس في الأندلس وأصولهم في المشرق، فلقد كان المجتمع الأندلسي شرقي الروح والعاطفة واللسان، وكان إلى ذلك مشتركا مع الشرق العربي في مأكله وملبسه وعاداته، وفي نفح الطيب نقف على بعض العادات المستجلبة على يد زرياب مثل تقصير الشعر وتفضيله آنية الزجاج على آنية الذهب والفضة . وهذا ابن عبد الغفور الكلاعي أحد أبناء القرن السادس للهجرة أشد الكتاب الأندلسيين إعجابا بأبي العلاء حتى حاكى كثيرا من كتبه: حاكى السجع السلطاني وكتب رسالة "الساجعة والغربيب" معارضة لرسالة "الصاهل والشاحج" لأبي العلاء، ثم عارضه بتأليف سماه ثمرة الألباب مضاهيا به سقط الزند، وعارضه بتأليف سماه كتاب "الفصيح"، وهناك معجبون آخرون غير ابن عبد الغفور الكلاعي، منهم ابن أبي الخصال الذي عارضه في "ملقى السبيل"، والسرقسطي الذي تأثر خطاه في "المقامات" وبناها على لزوم ما لا يلزم، وحذا حذوه ابن خفاجة من حيث الشكل حين استعمل اللزوم في شعره. وقد استوقفتني قولة لصاحب الذخيرة، ابن بسام جاء فيها، ... إلا أن أهل الأندلس ـ أبوا إلا متابعة أهل المشرق، يرجعون في أخبارهم المعتادة، رجوع الحديث إلى قتادة، حتى لو نعق بتلك الآفاق غراب، أو طن بأقصى الشام والعراق ذباب، لجثوا على هذا صنما، وتلوا ذلك كتابا محكما"، مثل هذا التصريح من أحد أدباء الأندلس المبرزين حدا ببعض مؤرخي الأدب العربي المحدثين إلى إقرار اعتراف أهل الأندلس بتقليدهم للنتاج الأدبي والثقافي المشرقي، تقليدا لا يبدو فيه أثر لطابع أندلسي خاص أو سمة أندلسية مميزة. ومن مظاهر تعلق الأندلسيين بالمشرق
أ- تسمية الأندلسيين لنوابغهم وأعلامهم بأسماء المشارقة،
ب-تسمية حواضرهم ومدنهم بأسماء حواضر المشرق ومدنها ـ
ج- التطابق بين شاعر أندلسي وآخر شرقي في طريقة النظم وفي الخصائص الأسلوبية وطبيعة المعاني
د-معارضة شاعر أندلسي لشاعر مشرقي في النسج على منواله في موضوع واحد ووزن واحد وقافية واحدة . إن الشعر الأندلسي من جنس الشعر المشرقي يلتقي معه في
1-صفاته العامة
2-وموضوعاته
3-وفنونه التقليدية،
والكلام ينطبق على فنون النثر وأساليب الكتابة وتقاليد التأليف مثل
1-كثرة النقل
2-وسعة المعارف
3-وشمولية الثقافة
4-وتجميع المادة
5-واختيار عيونها وتبويبها في كتب الأدب العامة مثل
أ-"العقد الفريد" لابن عبد ربه الذي صاغه صاحبه على شكل "عيون الأخبار"،
ب-و"بهجة المجالس" لابن عبد البر النمري القرطبي الذي صيغ على شكل "المحاسن والأضداد" للجاحظ،
ج-وصيغ كتاب "الحدائق" للجياني على كتاب "الزهرة" للأصبهاني". ويلتقي الأديب الأندلسي بالأديب المشرقي في قدرته على تذوق مكامن الأدب وتحسس مواطن جماله، وقد يتفق معه مدفوعا بذوقه المرهف وحبه للجمال إلى التسامح في (اللحن) مع الأدباء عامة والشعراء خاصة ما دامت الجمالية الفنية قد تحققت لديهم، حتى وإن تجنوا على اللغة وأخلوا بقواعدها، فالأديب هنا ينسى عقله ومنطقه تجاه الإبداع الجميل. وتتمثل القيمة الموضوعية للأدب والفكر الأندلسي في قدرتهما على تدوين ذلك التراث العربي الإسلامي الغني بالمادة الأدبية والتاريخية والحضارية والبلاغية والنقدية واللغوية والفقهية، والحافل بالمعرفة، ولا يفرق الأديب الأندلسي بين ما هو مشرقي ومغربي سوى إدراكه فضل التأسيس والتأصيل، أما الامتداد والاستمرار والابتكار والطرافة فخصائص عامة يلتقي فيها الأديب العربي اللسان والبيان سواء كان في المشرق أو في الأندلس، لأن ما هو تراث ماض ملك للأديب الأندلسي بوصفه أصله وأساسه، أما نزعة المباهاة والمفاخرة بالشخصية الأندلسية فمن باب :
أ-تأكيد حضورها الثقافي
ب-وإشعاعها الفكري
ج-وعطائها الحضاري،
ولعل المتصفح لكتاب "الذخيرة" سيشعر بأن الباعث على تأليفه هو :
1-التعريف برموز الثقافة الأندلسية وإنتاجاتها
2- وأخبار أبنائها ومحاسنهم الكثيرة مخافة
ولقد ساهمت بعض العناصر الحضارية في تنامي شعور الاعتزاز بالشخصية الأندلسية واطراد الوعي الحضاري بها، وأسهمت عوامل في ازدهار الحركة الأدبية في الأندلس مثل :
1-الخصومة التي نشبت بين المشارقة وأهل الأندلس،
2-والاحتفاء بأدباء المشرق في الأندلس،
3-وإمعان المشارقة في التهوين من شأن النتاج الأندلسي الأدبي،
وقد برز ناقدان ما بين أواخر القرن الرابع ومنتصف القرن الخامس للهجرة وهما ابن شهيد وابن حزم اللذين اتجهت عنايتهما إلى خلق مدرسة أدبية أندلسية في محاولة لإثبات فضل أدباء الأندلس والتصدي للاتجاهات الأدبية المشرقية وبزّ أدباء المشرق. وهناك عامل المنافسة في الأدب والثقافة وبروز أسماء أعلام أفذاذ في ديار الأندلس مثل ابن حزم وأبي حيان وابن زيدون وابن عبدون وابن عبد الغفور الكلاعي، وابن بسام وابن باجة، والفتح بن خاقان، كما أن هناك الشعور بالخوف من الضياع: ضياع تراث الأمة العربية الإسلامية، فلا عجب إذا كثر التسجيل والتقييد والتدوين وقل النقد والتمحيص والتأويل خصوصا في تلك الفترات التي امتدت فهيا وطأة الحروب الصليبية ونشطت حركات الاسترداد، وبخاصة في القرن السادس والسابع للهجرة وما تلاهما من حقب زمنية أضرت بالوجود العربي الإسلامي في الأندلس، وحتى في المشرق الإسلامي الذي عرف ارتفاع الموجة المغولية التي أضرت بالحضارة العربية الإسلامية، ثم هناك عامل التعلق بالطبيعية، الذي أسهم في نهضة الأدب الأندلسي وازدهاره . إننا نستطيع في كثير من الأحيان أن نرد معاني الأندلسيين إلى مصادرها في الشرق، وأن نستشعر بينها وبين معاني المشارقة تجاوبا عجيبا لا يمكن حدوثه عرضا فإذا قال ابن زيدون:
سـرى ينافحه نيلوفر عبق ** وسنان نبه منه الصبح أحداقا
فإن البحتري قد سبقه إلى القول:
وقد نبه النوروز في غسق الدجى ** أوائل ورد كن بالأمس نؤما
د-الاعتقاد الراسخ بالقيم والأفكار المشرقية:
ه-التشبث بالأخلاق العربية :
و-التشبث بالحضارة العربية الإسلامية:
ز-التشبث بالتاريخ المشترك:
لقد ذابت مختلف الفوارق العرقية في الحضارة الأندلسية، والكل متعلق بالتراث لذلك، لم يهتم الأندلسيون بالسرقة الأدبية، بل آمنوا بالتناظر والتشابه في المعاني والأساليب والصور، وآمنوا بامتدادهم وانتمائهم إلى نفس الحضارة،
ح-اعتزاز الأندلسيين بقوميتهم الأندلسية : مع الاعتقاد العميق بانتمائهم إلى الوطن العربي الإسلامي الفسيح، لا جسور ولا فوارق،
ط- المصير المستقبلي المشترك : فالجميع في المشرق والمغرب يخاف من هجمات العدو الصليبي الشرسة وهجمات النورماند ، من ثمة كان الإلحاح على تحقيق العدل والثورة على الطغاة من الحكام، وتعالت الأصوات تستفز الأمة لمناهضة الغزاة الطامعين في أرض الإسلام واللغة العربية، وكثرت الدعوات للتشبث بأخلاق السلف ومناقبهم، وكان الأدب الأندلسي أحد جوانب الحضارة العربية الإسلامية، وما الإبقاء من جانب الأندلسيين على تقاليد الشعر والنثر المتوارثة إلا صورة من صور هذا الانتماء وليست العبرة بفنون القول، وإنما هي بمدى الإجادة وعدم الإجادة فيها.



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)