أحدث المشاركات

نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»»

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ولادة مجرة

  1. #1
    الصورة الرمزية نزار ب. الزين أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    الدولة : Anaheim,California,USA
    العمر : 92
    المشاركات : 1,930
    المواضيع : 270
    الردود : 1930
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي ولادة مجرة

    [[size=5]align=center]ولادة مجرة
    قصة بقلم : نزار ب. الزين*
    -----------------------
    [/size][/align]
    اشتدت آلام معدتي ،

    لم يتجاوب جسمي مع الأدوية المختلفة ،

    تستمر الأوجاع...

    تؤرقني ....

    تسوِّدُ الدنيا في ناظري...

    << لا بد من إجراء جراحة >>

    يقول الطبيب ، فاجيبه بلا تردد بالموافقة ؛

    ( وجع ساعة و لا كل ساعة ) أقول في سري .

    أدخل غرفة العمليات ،

    يحقنني طبيب التخدير بالبنج ،

    أغيب عن الوجود هنيهة ،

    ثم ....

    ثم أنتبه لنفسي ، أنني في موقع مرتفع ، أطل منه على غرفة العمليات !

    الجراح و مساعدوه و طاقم الممرضين و الممرضات...

    أشاهدهم جميعا و قد أحاطوا بجسد مسجى إحاطة السوار بالمعصم ،

    كل منهم أو منهن يقوم بعمل ما ،

    بدوا جميعا كخلية نحل نشطة ...

    يتقدم الجراح ،

    تناوله المساعدة مشرطا ،

    يبدأ بشق الجلد ،

    تنبثق الدماء ،

    تقوم ممرضة أخرى بتجفيفها ؛

    أتساءل : << كيف سمحوا لي بالدخول إلى غرفة العمليات ؟ >>

    أتذكر : << أنا المريض ، أدخلوني لإجراء جراحة في معدتي !>>

    يصيبني الارتباك ،

    يتحول الارتباك إلى هلع ،

    اقترب ،

    أتاكد ؛

    ذلك هو جسدي !..

    ذلك هو وجهي !!!

    يتحول الهلع إلى رعب ،

    كيف يحدث ذلك ؟

    من أنا و من ذاك المسجى ؟؟

    أذهب إلى دورة المياه بحثا عن مرآة،

    أقف تجاه المرآة فلا أرى شيئا ...

    مزيد من الارتباك ينتابني ،

    أعود إلى غرفة العمليات ؛

    ألاحظ ارتباك الجراح و معاونيه ،

    أحدهم يصرخ :

    - ضغطه يهبط .

    يعلو صوته أكثر :

    - ضغطه يزداد هبوطا .

    ثم ....

    يصيب الصورة أمامي تشوشا ،

    ثم لم أعد أرى أو أسمع شيئا .

    *****

    صوت مألوف ،

    ألتفت ،

    لا أجد أحدا ،

    و لكن الصوت يناديني من جديد ،

    إنه والدي ،

    يرحب بي و لكنني لا أراه ؛

    أسمع صوت والدتي ترحب بي بدورها ،

    و لكنني لا أرها ؛

    أسأل والدي :

    - لِمَ أسمعك و لا اراك ؟

    يجيبني :

    - سوف تراني هناك !

    ثم يدعوني لأقوم بالسياحة التي طالما حلمت بها :

    << ما أن تفكر بموقع حتى تجد نفسك فيه !..>>

    يقول والدي ، ثم تضيف والدتي :

    << و بعد سياحتك سوف نلتقي ، سوف تلتقي أيضا بكل الذين افتقدتهم في كل مراحل حياتك ...>>

    أشعر براحة لم يسبق أن شعرت بمثلها ،

    أشعر بخفة لم يسبق أن شعرت بمثلها !



    *****

    القمر ...

    لطالما سحرني بجماله ...

    حتى عندما وطئوه وقالوا أنه أرض قاحلة ، بقيت على حبه مقيما ،

    ما كدت أذكره حتى كنت فوقه ،

    أتابع آثار أقدام رواده ،

    سهول جدباء كما قالوا ،

    صخور و أحجار ،

    نظرت إلى الأفق فبانت الكرة الزرقاء ،

    إنها الأرض التي أنتمي إليها ؛

    ثم همست إلى ذاتي :

    هذا قمر الأرض فماذا عن عن قمر المشتري ؟

    و إذا بي فوق أرض تيتان ..

    يا للروعة ،

    أنهار و بحار ،

    غيوم و أمطار ،

    مخلوقات تظهر فوق الماء بين كتل الجليد ثم تغوص فيه ،

    مخلوقات لا تشبه الأسماك ،

    و لا تشبه الحيتان ،

    و لا تشبه البشر ،

    مخلوفات متفردة ،

    و لكنها رائعة الجمال ، دائمة الإبتسام ....

    تعوم قليلا ، تصدح بأعذب الألحان ، ثم تغوص ليظهر غيرها في استعراض غنائي شجي !



    *****

    <<اكتشف علماء الأرض وجود كواكب شبيهة بالأرض في مجرتنا>>

    قلت في سري ،

    و إذا بي في أحد تلك الكواكب ،

    كوكب يعج بمخلوقات شبيهة بالبشر ،

    مخلوقات نشطة ،

    رؤوسهم كبيرة و كذلك عيونهم ، و لكن لا أفواه لهم ؛

    أتعجب !

    أجول بينهم في الشوارع و البيوت باحثا عن السر ،

    فأكتشف أنهم لا يأكلون البتة ،

    عناصر الهواء تمنحهم أسباب الحياة ؛

    و هم بالتالي لا يتكلمون ، ينظرون في عيون بعضهم بعضا ، فتنتقل الأفكار بينهم بالتخاطر !

    هم أيضا لم يعرفوا أو يسمعوا قط بما نسميه بالصراعات ،

    لم ييجربوا أبدا الحروب ،

    ماعرفوا الجرائم أو الانحرافات أبدا ...

    حكومتهم واحدة ،

    حكومتهم منتخبة ،

    حكومتهم لا مهمة لها غير الإعمار و البحوث العلمية ،

    لم يحتاجوا قط إلى رجال أمن أو استخبارات ، و بالتالي لا سجون و لا معتقلات !



    *****

    ثم بدأت أتنقل من كوكب إلى آخر ،

    مجرتنا درب اللبانة تعج بالكواكب ،

    و كثير منها تعمرها المخلوقات ،

    بعضها شبيه بالبشر و بعضها بعيد الشبه ،

    بعضها يسبق حضارة البشر بآلاف السنين ،

    و بعضها لا زال بدائيا ،

    *****

    ثم يلمع في ذهني سؤال :

    << ترى هل سأتمكن من التعرف على الثقوب السوداء ؟! ..>>

    و فجأة أجدني إلى جوار ثقب اسود !

    منظر تقشعر له الأبدان ،

    مجموعات نجمية بكل كواكبها و أقمارها و مخلوقاتها تندفع نحوه بسرعة جنونية ..

    << لِمَ لا أندفع معها ؟ >>

    تساءلت !

    *****

    لا أدري كم استغرق ذلك من الوقت ،

    فقط شعرت باختلاط الزمان و المكان ،

    هوة سحيقة يكاد لا يكون لها قرار ،

    تهدر في وسطها النجوم و الكواكب كملايين الشلالات النورانية ،

    أو كسرب من طائرات ف16 مؤلف من ملايين الطائرات ، تصخب معا ،

    و تندفع لولبيا في دوامة هائلة الحجم ؛

    ثم ينكشف أمام ناظري كون جديد مختلف ؛

    ثم أجد نفسي فوق كوكب مختلف ،

    مناظر خلابة لم أشهد أو أسمع بمثلها قبلا ،

    أطيار و أشجار و أنهار ،

    ألوان تأخذ الألباب !

    و فجأة أسمع صوت والدي من جديد ،

    ألتفت فأجده أمامي بشحمه و لحمه و لكن في أوج شبابه ،

    ثم أسمع صوت والدتي ،

    تهرع نحوي فتعانقني و تتشبث بي لفترة و هي تمطرني بقبلاتها ،

    ثم يتوالي كل من عرفت من أقاربي من فرع أمي أو أبي للترحيب بي ،

    ثم يتوالى كل من عرفت من زملاء و أصدقاء و جيران في كل مراحل عمري ،

    جميعهم في أوج الشباب و في عمر واحد ؛

    همست لأحد أصدقائي : << هل لديك مرآة ؟>>

    يصحبني من يدي إلى شاطئ بحيرة ، صفا ماؤها حتى بدا ما في قعرها و كأنه في متناول اليد ،

    اقتربت من صفحة الماء ،

    فشاهدت وجهي للمرة الأولى منذ غادرت غرفة العمليات ..

    فأنا أيضا عدت إلى شبابي !



    *****

    يصدح صوت يغرد مناديا :

    - المميزون مدعوون لمشاهدة استعراض جديد ،

    يتوجه الناس جميعا نحو ما يشبه مدرج هائل الحجم ،

    مجموعات و أفرادا ؛

    ثمت منظمون في ثياب زاهية ،

    ينادي أحدهم :

    - فليدخل الشهداء و ضحايا الحروب أولا ،

    يصطفون في طابور طويل ، ثم يدخلون أحدهم خلف الآخر ،

    المنظمون في الثياب الزاهية يدققون – مبتسمين - في الوجوه ،

    ثم :

    - فلتدخل الأمهات كل الأمهات بلا استثناء ،

    ثم : المضطهدون و المظلومون و ضحايا الإجرام ،

    ثم : ضحايا الأمراض و التلوث و الإعاقة بجميع أشكالها البدنية و العقلية ،

    ثم : جميع الأطباء و العاملين بالمجال الطبي فيما عدا الذين اتخذوا من مهنة الطب تجارة !

    ثم : المعلمون عدا من كان منهم يستعمل العصا و يدعي أنها من الجنة ،

    ثم : جميع من عملوا أعمالا خيرة مهما دنت قيمتها .

    ثم : أصحاب الأهداف السامية من الأدباء و الشعراء و الفنانين .

    ثم : المخترعون و المبتكرون مهما كانت مساهماتهم في تطوير مجتمعاتهم تافهة ، و يستثنى منهم مخترعو الأسلحة .

    و أضاف :

    - كالعادة ،محظور دخول مخططي الحروب و المحرضين عليها و مخترعي و تجار السلاح بلا استثناء .

    و كذلك : محظور دخول المجرمين و الزعماء المستبدين بلا استثناء ، و كذلك منفذي رغباتهم الإجرامية سواء بكبت معارضيهم و قمعهم أو سجنهم أو نفيهم أو قتلهم .

    و كذلك : محظور دخول المتعصبين و المتزمتين عرقيا و قبليا و إقليميا و دينيا و مذهبيا مهما كانت ممارساتهم التعصبية تافهة .

    و كذلك : محظور دخول الخونة و المحتالين و اللصوص و المرتشين .

    و أخيرا : محظور دخول البخلاء و المقترين مهما كانت حججهم .



    *****

    أجد نفسي في الداخل مع المميزين ،

    أتساءل : << ترى ما الذي ميزني ؟ >>

    يأتيني الجواب بالايحاء :

    <<أمضيتَ حياتك دون أن تؤذي أحدا ، و انتهت حياتك كضحية من ضحايا التلوث البيئي..>>



    *****

    و يبتدئ الاستعراض ....

    ما يشبه شاشة التلفاز و لكنها شاشة عملاقة هائلة الحجم ،

    خيوط من النور بجميع ألوان الطيف ما أعرف و ما لا أعرف ، تنبثق من المجهول ،

    تتشابك ،

    تتدافع ،

    يبدو بعضها كمليارات الأسهم النارية تنطلق معا ،

    يتدفق بعضها الآخر كشلالات من نور في كل اتجاه ،

    تصدر أصواتا موسيقية أروع من أية سمفونية سمعتها من قبل ؛

    لا تلبث الأنوار أن تتحول إلى غيوم سديمية ،

    ثم ينقسم السديم إلى مجموعات ،

    ثم تندمج كل مجموعة ببعضها بعضا ،

    فتتحول إلى أجسام ،

    ثم تتحول الأجسام إلى نجوم و كواكب و كويكبات ،

    يعلو صياح المتفرجين مهللين فرحين مزغردين .....

    لقد ولدت للتو مجرة جديدة !

    يغرد أحدهم من ذوي الثياب الزاهية :

    << هيا انطلقوا فعمروها >>

    *****

    فجأة أجد نفسي ثانية في غرفة العمليات ،

    فرغ الطبيب لتوه من إجراء صدمة كهربائية لجسدي المسجى ،

    يعلن أحد المساعدين :

    << أرى نبضا ، قلبه يعود إلى العمل ! >>

    بعد فترة لا أدري كم طالت ،

    أفيق من تأثير المخدر ،

    أجد زوجتي و أولادي إلى جانبي ، يهنئونني بالسلامة !.

    ----------------------------------------------------------

    *نزار بهاء الدين الزين

    مغترب يعيش في الولايات المتحدة من أصل سوري

    البريد : nizarzain@adelphia.net

    الموقع : www.FreeArabi.com

  2. #2
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    الله الله عليك أخي المبدع نزار
    و كأني ارى الجنة في كل الأوصاف التي وصفتها حعلني الله و إياكم و كل عبد مسلم من أهلها يا رب
    قصة جميلة بالفعل مزجت فيها الخيال ( في لحظة التخدير ) بالواقع في لحظة إفاقتك من البنج و زوجتك و أولادك حولك يهنئونط بالسلامة )
    و كأنك أردت أن ترسم لنا الملامح التي يجب أن يكون عليها المرء في دنياه كي يظفر بجنة عرضها السموات و الأرض فلا يظلم و لا يسفك و لا يزني و لا يسرق و لا و لا و لا ... إلخ
    و كلها تعاليم حثنا عليها ديننا الحنيف .
    أرى نزعة دينية في كتاباتك
    بارك الله بك و سلمك من كل سوء
    و تقبل ودي
    د. جمال
    البنفسج يرفض الذبول

  3. #3
    الصورة الرمزية نزار ب. الزين أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    الدولة : Anaheim,California,USA
    العمر : 92
    المشاركات : 1,930
    المواضيع : 270
    الردود : 1930
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    الأخ الكريم الدكتور جمال مرسي
    تحليلك الرائع للقصة أصبت فيه كبد الحقيقة
    شكرا لإهتمامك
    نزار ب. الزين

المواضيع المتشابهه

  1. القصة الفائزة بالمركز الأول بمسابقة صلاح هلال .... ولادة
    بواسطة صابرين الصباغ في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 24-02-2019, 08:26 PM
  2. ولادة 3
    بواسطة مأمون احمد مصطفى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-07-2018, 07:34 PM
  3. اليوم تنفصل نجوم حروفي عن مجرة التعفف والاعتزال التي لا تدنيني منك
    بواسطة صديق رحمة النور في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 27-12-2010, 10:20 AM
  4. ولادة تالية ....*
    بواسطة أمير المعالي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 02-07-2007, 10:11 PM
  5. ولادة مبكرة‏..‏ بالنكد
    بواسطة محمود سلامة الهايشة في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-11-2006, 07:47 PM