صدّامُ في عنقِ الرجالِ
قلادةٌ!
هذا الجَبينُ مُضمّخُ وَضّاءُُ
بالبِشرِ يجلو والعيونُ سَماءُ
كلُّ السُّيوفِ إذا رأتكَ تبسَّمتْ
وتألقَ المجدَ الأرومَ نِداءُ
أنْ كانَ لاسمِكَ والصَّليلُُ إذا حَدا
سَمعاً فأطلقَ باقلاً أصداءُ
لمّا رأتكَ الفرسُ أحجمَ فيلُها
واختالَ في طلبِ المجوسِ قضاءُ
أُمُّ المعاركِ مذْ ضرمْتَ لهيبَها
فتعانقَ النّيلَ الفراتَ ذُكاءُ
الخيلُ يعربُ إنْ تقاضى أصلُها
فتقاطرتْ في صُلْبِها الآباءُ
وتسامَقتْ للعزِّ الاقعسَ رايةٌ
فتكحّلتْ من شَمسِها الحوراءُ
لمّا تمادى في الخُميني غيُّهُ
وترّفلَّتْ في كِبْرِهِ الخُيَلاءُ
فنجلتَهُ حصدَ السَّنابلِ بالقنا
فإذا الرّبيعُ إلى الخَريفِ نَجاءُ
وعَصفتَ جندَهُ بالعفيرِ وبالظُّبى
وتفتّلتْ بثكيلِها العوراءُ
عَلكتْ أنيناً في مدامعِ أعينٍ
لاكتْ حنيناً ما استبدّ بُكاءُ
ماذا تنمّرَ فيلُكم في غدرِنا
والشِّبلُ فينا فارسٌ عدّاءُُ
خَطرتْ عليكُم بالسُّيوفِ لُيوثُنا
سعدٌ وخالدُ والصِّحابُ كِفاءُ
حتى تسنّى المجدُ فينا حالَهُ
فيهِ العيونُ ودونَنا الأقذاءُ
إنّا تفلّتْنا المروءةَ بالنُّهى
نحنُ الأنوفُ ونَْجدةٌ شَمّاءُُ
يا ثوبَ منْ لبسَ الخيانةَ مَغنماً
إنَّ الثيابَ رقيعُها الخرقاءُ
فتفتّقتْ فيكَ الرّزايا مُرتدىً
أنْ خاطَ مُدَّثِرَ الخُروقِ عراءُ
حتّى تَجسَّدْتَ الهزيمةَ بالخَنا
وتعثّرتْ في سعيِها العرجاءُ
سلْ كسرى عنّا يا خَُمينُ فإنّنا
منْ أطفأ النِّيرانَ فيكَ شِتاءُ
منْ علَّمَ الفرسانَ سبقاً درسَهُ
طعنَ النِّزالِ الدّاءََ نحنُ دواءُ
صدامُ في عنقِ الرِّجالِ قلادةٌ
لبستْ قرومٌ والخيولُ حِذاءُ
كمْ قيصراً غضّتْ نجومُ سُعودِهِ
وهِرقلَ ودَّعَ في الشآمِ شقاءُ
ُ
نحنُ النُّجودُ إذا تقاضى صيفُنا
وشتاؤنا الدّيجورُ والأنواءُ
صبراً فنصرَ الشّام يسطرُ سيفُنا
سِفْراً وتُملي عزَّةٌ قَعساءُ
صدامُ سيفُ ما العروبةُ أوثقتْ
عهدَ السُّيوفِ إلى النُّجومِ مضاءُ