أبوابنا المغمضة
كيف بالإمكان إبصار المجهول الكامن في الأعماق ؟
غب في غيابك ..
بظهورك ينتفي الغياب
الشوق العدائي الأشوس يمسنا بحداثة
نشتاق بضراوة شوساء له
هكذا نحن
عاطل جسدي عن العمل يبحث عن مهنة
في قلب عاطل روحي آخر من الشوق
كم من المتاقضات تجري وكم من الغرائب تحدث
جوع ترابي لا يعرف الشبع , فلا مقياس للكمال
أيها الأبواب لا تظلي دائما مفتوحة
فعيون السماء هي التي متيقظة وأبوابنا مغمضة
الخوف الذي يرتجف ويترقب في الأرض كالنظرة القلقة
المجهول يراقبها والخفاء يظهره النور الراحل لوقت قدومه
أريد بابا خاصا بي هذه الليلة
كم يرقص قلبي فرحا عندما تسحبني الراحة حيث يسود الأمن
الجسدي بأوصالي كالزهر تماما الذي يغزو الليل بعطره
لامس زهري المتوهج واجعله مصباحا في معبدك
تضاريسي المقدسة لك أمواجا حالمة فلا نهاية أخيرة معك
لا أريد الاحتفاظ بشيء ولا التعليق بشيئ
لا روابط غريبة عني
إلا أنت.. لا أتموج إلا معك
ليس لك نهاية أخيرة .. لا أجد منتهى الخلاص في كنوز الرحلة
في نور الظلمة .. ليس لك أرض ولا حدود ولا سماء
مبعثر في تكويني ..أرتب كل يوم طمأنينتي معك
أي انسجام ستعزفه اليوم ؟ في الأبواب المغلقة أسرار مجلجلة
عمومها أضناه الاختلاف... .الخوف والغياب وأبصار المجهول في الأعماق
واشواق عدائية ..في الأبواب المغلقة يعبرون عن أشواقهم بالصراخ
تعطيل جسدي لثأر روحي لمتناقضات غريبة.. لكثرة مشاغل زمن الحداثة
ليشتاقوا بعداء
اما نحن مختلفون ..أهمس في أذنك حتى لا يحسدنا الحساد
أبوابنا المغمضة أجمل بكثير منهم ..ذات ليلة لا أذكر الزمان ولا المكان
انزويت عنك بعيدا..يقلقك سرحاني في التفكير ..تود لو تسرق مني اللحظات
ولكني حين أضيع نفسي أجدها فيك لا تظن بآخر غير الفكر والكلمات
أبوابنا المغمضة سامية بكل ما تحمله من حمولة ..فالحياة تعبر بوابة الموت في ليل اليأس
يا إلهي
إني أهوى الأمن الذي يسكن الزهور الممتدة على مدى نظري
الدهشة التي تتلاعب بها تدفق الأنغام كطفلة تهوى العزف بشقاوة
تهوى المجهول والقادم من خبايا الأمس ..لا زلت اتقلب في حدود أحلامك
أتلون بتلون الأيام زهوا ..أغرق في تأملاتي كناسك موليا وجهه نحو الشوق والشرق معا
سوف أشرب ابتسامتك الجميلة وأنت تغمرني بالرضا
سوف أمتص غضبك ..سوف اتنفس هوائك معي ولكني لن أتنفس سرحان
التفكير معي أمامك
إنهض لا تركع فالركوع لله لا تقل إلهي أنتِ في لحظات الرضا
ألامس الجنة من قدميك والجنة تحت اقدام الأمهات
لنفتح أبوابنا المغمضة لتتجدد من غرقنا فقد وصل ا لهامة أو أعلى
لنرى الفضاء... لقد تزين الوجود لإغراء قلبي
أيها الفضاء الكبير أزهار الورد والياسمين تنشر أشرعتها ..
.كل كلماتي المعبرة
عن البهجة تمتزج بأغاني وهتاف لا ينتهي
حين تتجمع صرخات الحياة غير الناطقة كطلقات نارية مكتومة الصوت وقاتلة ؟
أنساب وأبتعد كساعات الزوال المتوهجة..أبوابنا المغمضة كالبحر في غيابه
وقربه نمد مبتعدين ونجزر بقرب لا ينفك ..... إني أتشبث في المجرى
الضيق لأعوامي الأرضية بإصرار..إن المجهول هو الحرية الأبدية
ستفرح الأيام الأخرى التي سوف تأـي ..فقلبي يعرف كيف يفرح
يعرف كيف يجرف من أمام الأفق كل المعوقات لوصوله ..
لك يا قلبي الخير الذي يبزغ من نفس فصيلة قلبي الذي شق الصراع
لك العطاء حيثما تبدو الأشياء خاسرة ولك الحياة من منافذ الموت
لك السماء غطاء ... فلن يحاصرني الرفض ولن يلقاني الوجد الضامئ
كل ما فيني بهجة تتسع لكل الحزانى .. سأغمض عيناي
على أبوابي المغمضة حتى أنام قريرة العين
إن راوغتني وفلتت مني سأبحث على مالا أحصل عليه
ويأتيني مالا أبحث عنه
عندها ستروض نفسي الأمارة بالمنى بأن شيئا ما
سيكون أجمل بالأمل القادم
سنحيي كل ذات.. كل حياة فينا ..لم تحيا بذلك الفضاء الموعود
بقلم / الجوهرة القويضي
www.aljwhrh.com