لمن العيد؟!لمنِ العيدُ وقد باتت ديار العرب والمسلمين مستهدفة من قبل الأراذل، تُفجَّر مساجدها وكنائسها، تحرق بيوتها، يُهَجَّر مواطنوها، ويُفجَّر من بقي فيها؟!
لمن العيد وقد فقدَ أطفالٌ أطرافهم ، فلا لعبة تُمسَك باليد، ولا رِجل تركض لفرح صاحبها، وساحة البيت صارت بقعة من التّراب والحصى أمام خيمة لجوء؟!
لمن العيد، وأفئدة الأمهّات لا يمكن الرّبط عليها؛ لأنّ فراعنة العصر قتلوا مواليدهنّ، ولا من أخوات يقصّنّ الأثر؟!
لمن العيد، والقبور يغصّ جوفها بجثث الضّحايا، ويعجّ ظهرها بأجساد البرايا ممّن جاءوا لترطيب التّراب بدموع الحسرة، وريّ الأزهار بماء اللّوعة؟!
لمن العيد والوُرق بحّ هديلها فغادرت أيكَ فراخها، ونعبَ البوم فوق بقايا العمران؟!
لمن العيد، والأقوام تشرذموا لكثرة الملل والنِّحَل، وتخاصموا حول موعد بداية الشّهر ونهايته، و"تفرّقوا أيدي سبأ"، وكأنّ الشّتات أصبح الغاية والهدف؟!
فيا عيد أعد لنا بهجة غادرت المهجة، وعُد عازفا على عود الأمل، وحاملا البشارة بأنّ الغد سيكون الأجمل!