~ هل كنت تعلم ... ؟!! ~
ِ
..أن كون الإنسان انطوائيا أو انفتاحيا هو أمر محدد في الـ DNA والجينات الوراثية، وليس البيئة والتربية؟
آها ... :) لعلك الآن نادم على كم مرة قرّعت ووبخت فيها شخصا انطوائيا وقلت له: متى ستخرج من قوقعتك؟ أو لماذا لم نرك منذ كذا أو كذا يوما؟
ِ
وحقك أن تندم.
ولكي تفهم ما الفرق بالضبط بين دماغ الشخص الانطوائي ودماغ الانفتاحي، فهاك التفسير:
إجمالا ... وبلغة مبسطة:
- دماغ الشخص الانطوائي (الميال إلى العزلة) Introvert يتميز بأن فيه محفزات تلقائية تهيّج المستقبلات العصبية التي تنقل الأفكار وتسرّع الحركة بين هذه المستقبلات. وهذه المحفزات عند (الانطوائي) هي محفزات ذاتية تلقائية، تنبع من الدماغ نفسه، ولا تحتاج إلى مؤثرات خارجية. ولذلك تجد أن الانطوائي قادر على أن يعيش في عزلة تامة، دون بشر ودون مؤثرات خارجية، لمدد طويلة قد تطول أياما وأسابيع أو أكثر.
ولكنك عندما تضعه في جو اجتماعي تكثر فيه المحفزات، وخصوصا تلك التي تتطلب منه ردود فعل. تجد أنه بعد ساعتين أو ثلاثة قد بدأ يشعر بالضيق والضغط النفسي، لأنه قد انضاف إلى محفزاته الذاتية، محفزات أخرى، وخاصة من البشر مثله، فتضاعف الضغط والحِمل على دماغه. فتراه دائما يختصر، أو يحاول الخروج بسرعة ليختلي بهدوء فيخف الضغط عن دماغه.
ِ
ِ
- أما الشخص (الانفتاحي الاجتماعي) بطبعه Extravert فإن دماغه يتميز بقلة المحفزات الآلية التلقائية، مقارنة بالـ (الانطوائي). ولذلك تجده دائما في حاجة إلى مؤثرات ومثيرات خارجية تثوّر في دماغه الحركة، فتشغله، وبالتالي تُسليه، وتجنبه الضجر والملل. ومن هنا تجد أن هذا النوع من الأشخاص لا يحتمل أن يجلس منعزلا لوحده لساعة أو ساعتين. ولئن حبسته ليوم أو يومين بدون أن يرى بشرا مثله يخاطبه ويستثير دماغه، أو بدون أن توفر له شيئا يجبره على الانشغال، فإنه سيكون على وشك الانفجار من الملل والشعور بالوحدة.
ِ
هذا لا يمنع أن البيئة والتربية والعادات قد تؤثر في نسبة الانطوائية أو الانفتاحية لدى الشخص. ولكن هذا أمر قد لا يتوفر الاشتغال عليه من قبل أكثر الناس. ومهما اشتغل المرء عليها فغيّرت العادات فيه، فإن الانطوائي سيظل انطوائيا بالنسبة الكبرى، والانفتاحي سيظل انفتاحيا بالنسبة الكبرى.
ِ
كما أن ثمة شخصيات تجمع بين الطبعين بنسب متفاوتة.
ِ
وعلى هذا أقول: يا أيها السيدات والسادة ذوي المورثات الانفتاحية: ارحموا الانطوائيين قليلا ... وخففوا عنهم من اللوم والعتب المستمر. فإن الأمر أعقد مما كنا نتخيل.
___
ملاحظة: هذه معلومة لم أجلبها من تفلسُفي الخاص. ولم أكن أعرفها قبل أن قرأتها بالمصادفة على الإنترنت ومن مصادر علمية لا فلسفية أو نظرية.
______________________________
بقلم الأستاذ : يسار إبراهيم الحباشنة - حفظه الله تعالى -
يوم : 19 / 08 / 2016