أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 5 من 9 الأولىالأولى 123456789 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 86

الموضوع: فقه العروض (قواعد البناءالموسيقي للشعر العربي كما لم تعرف من قبل)

  1. #41
    أديب عروضي
    تاريخ التسجيل : Sep 2016
    المشاركات : 195
    المواضيع : 8
    الردود : 195
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    المبحث السابع
    وظائف الفاصلة الموسيقية
    وتخصيص التشكيلات وانتخاب الأوزان

    أولا : وظائف الفاصلة الموسيقية :

    بالإضافة للجمال الموسيقي الذي تضفيه الفاصلة الموسيقية على الأوزان , وهو ما ترجمه الشعراء العرب عمليا على مدى قرون من الزمان في العصور الثلاث الجاهلي والإسلامي والأموي , وظهر في إحصاء العلمي بكثرة النظم على الأوزان المنتهية بفاصلة موسيقية ( 9560 مرة ) بنسبة ( 99 %) مقابل ( 93مرة ) بنسبة ( 1 % ) على الأوزان الغير منتهية بفاصلة موسيقية
    فإن للفواصل الموسيقية العديد من الوظائف الأخرى منها :

    (1) إطالة البحر: بزيادة عدد حروفه وهذا يعطي الشاعر مزيدا من الحرية فيستخدم عددا أكبر من الكلمات يستطيع بها تنويع التراكيب اللغوية ما يمكنه من التعبير عن مختلف المعاني في تجربته الشعرية.
    (2) التنوع الموسيقي : لكل فاصلة موسيقية نغمتها الخاصة والتي تضيف شيئا من التنوع في موسيقى البحر الأصلي .
    (3) كسر رتابة الإيقاع الموسيقي للوزن : حيث يتم فصل الشطر الأول عن الشطر الثاني موسيقيا , كما يتم هذا الفصل أيضا في نهاية البيت مصاحبا للفصل الصوتي (القافية) .
    (4) تنويع القوافي : وذلك بتحويرالفاصلة الموسيقية في الضرب لتعطي عددا أكبر من القوافي لا يمكن تشكيلها جميعا من أصل البحر؛ نذكرها بالتفصيل في باب الأعاريض والأضرب.*
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
    * الوظائف الأربعة السابقة تشترك فيها الفواصل الموسيقية الأربعة لكن للفاصلتين الموسيقيتين علن وفعلن وظائف إضافية .

    (5) للفاصلة //O علن العديد من الوظائف الإضافية منها :

    أولا : تحرير الفاصلة الثابتة ///O فعلن من التزام ثباتها والسماح بزحافها مما يزيد مرونة الوزن كما في الأوزان الثلاث الآتية :

    (1) الكامل فعلن ليصبح الكامل المعكوسعلن فتتحرر فعلن الثابتة في العروض لتعود فعلن المترددة التي يدخلها الإضمار كزحاف اختياري
    متفاعلن . متفاعلن . فعلن
    ///ه//ه . ///ه//ه . ///ه........... الكامل فعلن
    ///ه//ه .///ه//ه . ///ه//ه ........ الكامل المعكوس علن
    متفاعلن متـ . ـفاعلن متفا . علن

    (2) الرجز فعلن ليصبح الرجز المعكوس علن فتتحرر فعلن لتعود سببين خفيفين يدخلهما زحاف الخبن .
    مستفعلن . مستفعلن . فعلن
    /ه/ه//ه . /ه/ه//ه . ///ه .........الرجز فعلن
    /ه/ه//ه . /ه/ه//ه . /ه/ه//ه ........الرجز المعكوس علن
    مستفعلن مسـ ـتـفـعلن مستفـ علن

    (3) المعكوس حيث تتحرر فعلن الذاتية لتعود فاعلن السالمة التي يدخلها الخبن في وزن الطويل
    فعولن . فعولن . فاعلن . فعلن
    //ه/ه . //ه/ه . /ه//ه . ///ه ......... المعكوس
    //ه/ه . //ه/ه . /ه//ه . /ه//ه .//ه ....المعكوس علن
    فعولن . فعولن . فاعلن . فاعلن . علن
    ثانيا: للفاصلة علن في وزن المعكوس علن ( الطويل ) عدة وظائف تختص بهذا الوزن منها :
    (1) استكمال التكرار الثنائي بعد الانعكاس الموسيقي :
    فوزن البحر المعكوس هو :
    فعولن . فعولن . فاعلن . فعلن
    //ه/ه . //ه/ه . /ه//ه . ///ه ......... المعكوس

    وهو يتبع الانعكاس الموسيقي مع فاصلة ذاتية مكملة للانعكاس , وعند إضافة //O كفاصلة بعد الانعكاس يعطينا وزن الطويل , وهذا يجعل كامل الوزن مشتركا بين التكرار والانعكاس مع الفاصلة .
    وبعد أن عرفنا أن أسرار الجمال الموسيقي في الشعر العربي هي ( التكرار الثنائي والانعكاس الموسيقي ) وأن الوزن الذي يحتوي على إحداهما هو الوزن المثالي فلا شك أن الوزن الذي يحتوي عليهما معا بالإضافة للفصل الموسيقي تكون موسيقاه أجمل .
    فيمكن قراءة الوزن بالانعكاس الموسيقي مع الفاصلة علن وهو اختيارنا الأول , كما يمكن قراءته بالتكرار الثنائي وهو اختيار ثانوي .
    فعولن . فعولن|فاعلن. فاعلن .علن ..... (1)
    //ه/ه//ه/ه|/ه//ه/ه//ه . //ه.. المعكوسعلن
    //ه //ه |//ه //ه /
    فعولن . مفاعيلن| فعولن .مفاعلن.....أو (الطويل)
    (2) زيادة التمايز الموسيقي بين المعكوس علن (الطويل) وبين الرجز فعلن والرجز فاعلن (السريع بوزنيه) :

    حيث أن وزن المعكوس بدون الفاصلة علن يكون الفرق بينه وبين الرجز فعلن والرجز فاعلن حركة واحدة في بداية الوزن فإذا أضيفت الفاصلة علن زاد الفرق والتمايز بين نغمات الأوزان سواء كانت فاعلن الأخيرة سالمة أو مخبونة
    //ه/ه//ه/ه|/ه//ه/ه//ه . //ه..المعكوسعلن
    //ه/ه//ه/ه|/ه//ه/ه//ه ......المعكوس
    ../ه/ه//ه/ه|/ه//ه/ه//ه..... الرجز فاعلن
    ../ه/ه//ه/ه|/ه//ه///ه ...... الرجز فعلن
    وزيادة التمايز بين الأوزان المتشابهة من أهم ما يميز موسيقى الشعر العربي وينعكس في ظاهرة سميناها ( انتخاب الأوزان ) , وهذا التمايز ينعكس أيضا على الزحافات فيمتنع منها كل ما يؤدي للتشابه , ليس فقط على مستوى الوزن كله بل على مستوى الوزن الأصلي للبحر , وربما على مستوى الجملة الإيقاعية , نشرح ذلك بالتفصيل في باب الزحافات ؛كما ينعكس على ما سميناه ( تخصيص التشكيلات) .
    - ولاننسى أن من وظائف الفاصلة علن في الطويل ما ذكرناه منذ قليل من تحرير الفاصلة الثابتة ///O فعلن من التزام ثباتها والسماح بزحافها مما يزيد مرونة الوزن .-
    ثانيا : انتخاب الأوزان
    من الملاحظات الهامة في عروض الشعر العربي أن الأوزان المثالية المتشابهة والتي يكون الفرق بينها حركة أصلية أو سبب يتم انتخاب واحد منها فنراهم يكثرون النظم عليه ويهملون غيره , وهو ما سميناه انتخاب الأوزان.
    وظاهرة انتخاب الأوزان يمكن ملاحظتها في الأمثلة الآتية :
    (1) الخفيف المعكوس والرمل فعولن (مجزوء المديد) :
    فاعلن . فاعـلـن . فعولن . فعولن
    /ه//ه . /ه//ه . //ه/ه. //ه/ه..الخفيف المعكوس
    /ه//ه/ه . /ه//ه/ه . //ه/ه.....الرمل فعولن
    الفرق بين الوزنين هو زيادة حركة (1) وتد فاعلن الثانية في الخفيف المعكوس , فتم انتخاب وزن الخفيف المعكوس والنظم عليه بصورة أكبر وتم إهمال وزن الرمل فعولن , ( 372 مرة ) للخفيف المعكوس مقابل ( 18 مرة ) للرمل فعولن .
    ونلاحظ أن الرمل فعولن هو واحد من أربعة أوزان للبحر الرمل , فاكتفى الشاعر العربي من أوزان الرمل بالوزن الأصلي وبالرمل فاعلن (2) , وأما قلة النظم على الرمل تعلن فيعود لقلة المرونة نذكر ذلك بالتفصيل في باب الزحافات والعلل .
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
    (1) الحركة أصلية هي في الأساس سبب وقد حذف ساكنه كما رأينا في البحر الآدم , وعليه فكل حركة أصلية تساوي سببا.
    , وأما قلة النظم على الرمل تعلن فيعود بالأساس لقلة المرونة نذكر ذلك بالتفصيل في باب الزحافات والعلل
    (2) الرمل علن والرجز فاعلن
    /ه //ه . /ه /ه //ه /ه//ه...الرجزفاعلن
    .... / ه//ه/ه. /ه//ه/ه//ه.... الرملعلن
    الفرق بين الوزنين هو زيادة سبب في بداية الرجز فاعلن , وتم انتخاب وزن الرجز فاعلن والنظم عليه بصورة أكبر وتم إهمال وزن الرمل علن , ( 99مرة ) للرجز فاعلن مقابل ( 1 مرة ) للرمل علن .
    (3) المعكوس والرجز فاعلن أو فعلن
    //ه/ه//ه/ه|/ه//ه/ه//ه ......المعكوس
    ../ه/ه//ه/ه|/ه//ه/ه//ه ..... الرجز فاعلن
    ../ه/ه//ه/ه|/ه//ه///ه ...... الرجز فعلن
    حيث يزيد وزن البحر المعكوس عن الرجز فاعلن والرجز فعلن بالحركة الأولى من الوزن , فتم زيادة الفاصلة علن كما ذكرنا من قبل عند الحديث عن وظائف الفاصلة علن وتم انتخاب الرجز فاعلن وإهمال وزن البحرالمعكوس والاكتفاء بوزن الطويل لما ذكرناه من مميزاته من قبل . فلم يتم النظم على المعكوس في العصور الثلاث .

    (4) أما الرجز فعلن والكامل فعلن :
    فقدتم انتخاب الكامل فعلن وإهمال الرجز فعلن , ( 144 مرة) للكامل فعلن مقابل ( 3 مرات ) للرجز فعلن .
    (5) المتوسط تعلن (المنسرح) والخفيف فعلن :
    /ه/ه//ه/ه .//ه//ه///ه....المتوسط تعلن
    ..../ه//ه ./ه//ه//ه///ه... الخفيف فعلن
    الفرق بين الوزنين هو زيادة السبب الأول في المتوسط تعلن عن الخفيف فعلن , فتم انتخاب المتوسط تعلن وإهمال الخفيف فعلن والاكتفاء من أوزان الخفيف بالخفيف المعكوس (1) .

    ( 129 مرة ) للمتوسط تعلن , مقابل ( 1 مرة ) للخفيف فعلن .
    (6) المتوسط والرجز فعولن
    /ه/ه//ه/ه //ه .//ه/ه...الرجزفعولن
    /
    ه/ه//ه/ه.... //ه//ه/ه ... المتوسط
    حيث يزيد الرجز فعولن عن المتوسط بسبب قبل الوتد الثاني وأيضا تم انتخاب المتوسط (ويضاف إليه المتوسط تعلن لأنه أصل وزنه ) وإهمال الرجز فعولن فلم يستخدم إلا مشطورا فقط ( تخصيص تشكيل المشطور ).
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
    (1) وزن الخفيف المعكوس يزيد على وزن الخفيف فعلن بسبب في نهايته , مع تحرير الفاصلة فعلن , وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة كلا من التمايز والمرونة , التمايز بين الخفيف المعكوس وبين المتوسط (المخلع ) والمتوسط تعلن ,
    وزيادة هذا السبب يشبه إلى حد ما زيادة الوتد علن في نهاية البحر المعكوس ليعطينا وزن الطويل , فهو يزيد التمايز بينه وبين الرجز فاعلن والرجز فعلن كما يزيد المرونة بتحرير الفاصلة الذاتية فعلن قبله .



    ثالثا : تخصيص التشكيلات :
    مثل استخدام بعض الأوزان تاما وبعضها مشطورا كعامل من عوامل التمايز عندما تختلط الأوزان , أوتخصيص الضروب , وربما يأتي الانتخاب متأخرا بعد التخصيص , نذكر العناوين والأرقام مختصرة ثم نذكر التفاصيل بعد دراسة خصائص الأوزان الموسيقية, وبعد دراسة بعض القصائد على تلك الأوزان وتحليلها عروضيا لتكتمل الصورة :
    (7)الرجز والكامل
    (8) الرجزالمعكوس علن والكامل المعكوس علن
    (9)الوافر والهزج :
    تخصيص التام للوافر فعولن , والمجزوء للهزج في الجاهلية
    ثم تخصيص الضرب مفاعلتن لمجزوء الوافر والضرب مفاعيلن للهزج ,
    ثم عملية انتخاب متأخرة لمجزوء الوافر وإهمال مجزوء الهزج وبالتالي استخدام الضرب مفاعيلن في مجزوء الوافر .
    ولم يخصص للرجز فعلن تشكيل المشطور مثل الرجز والكامل & والرجز المعكوس علن والكامل المعكوس علن بسبب الزحافات , نذكره في باب الزحافات .

    انتخاب الأوزان وتخصيص التشكيلات لم يكن عشوائيا لكنه يرجع لعدة عوامل مشتركة ومتشابكة لها علاقة وثيقة بمميزات الأوزان الموسيقية , والتي سنذكرها بالتفصيل عند شرح كل وزن منها على حده , كما سنضيف بعض صور الانتخاب والتخصيص .

    يتضح من الحالات السابقة أن الانتخاب من الأوزان المثالية وتخصيص التشكيلات لزيادة التمايز بين الأوزان المستخدمة هو هدف من أهداف الشاعر العربي , وهو يتنافى تماما مع حمى توليد البحور باستخدام كل الاحتمالات الرياضية للتباديل والتوافيق بين التفاعيل قياسا على قوانين الخليل القاصرة عن إدراك القواعد الصحيحة الحاكمة لموسيقى الشعر العربي .

  2. #42
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : May 2016
    المشاركات : 1,104
    المواضيع : 31
    الردود : 1104
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي الفاضل على كل ماتضعونه في هذا القسم من علم وفائدة .

    ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى .

    خالص تقديري ..نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #43
    أديب عروضي
    تاريخ التسجيل : Sep 2016
    المشاركات : 195
    المواضيع : 8
    الردود : 195
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نغم عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك أخي الفاضل على كل ماتضعونه في هذا القسم من علم وفائدة .

    ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى .

    خالص تقديري ..نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    شكرا لك الفاضلة أ / نغم عبد الرحمن

    تقديري واحترامي

  4. #44
    أديب عروضي
    تاريخ التسجيل : Sep 2016
    المشاركات : 195
    المواضيع : 8
    الردود : 195
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    الباب الثالث
    فلسفة الزحافات
    بين المرونة والتمايز والفصل الموسيقي

    البحور والأوزان المثالية التابعة لها هي قوالب موسيقية جاهزة , ينظم الشعراء قصائدهم على إيقاعها الموسيقي , هذه القوالب الموسيقية ليست جامدة فيصعب النظم عليها , كما أنها ليست مرنة للدرجة التي يضيع بينها حدود التمايز الموسيقي فتختلط بعضها ببعض ,وإنما تتمتع في أغلبها بالمرونة النسبية التي تضمن لها أمرين أساسيين هما :

    الأول : بقاء التمايز الموسيقي لكل وزن عن الأوزان الأخرى سواء في صيغ الأوزان السالمة ( قبل دخول الزحافات عليها ) أوفي صيغها المزاحفة (بعد دخول الزحافات عليها ) .

    الثاني : الحفاظ على الثقل النسبي لنغم الفاصلة الموسيقية في نهاية الوزن في حالتي الوزن السالمة والمزاحفة .

    وهو ما ينعكس على أجزاء الأوزان فبعض أجزائها ثابت لا يتغير , وبعضها يدخله التغييرات غيراللازمة , وهي ما نسميها (بالزحافات والعلل الجارية مجرى الزحافات) (1) .
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
    (1) أما العلل والزحافات اللازمة في نهايات الأوزان فلا تندرج تحت مفهوم المرونة , لكنهاوضعت لتوضيح التجانس بين التفاعيل الأصلية المكونة للوزن والفاصلة الموسيقية في نهايته , وقد ذكرناها عند الحديث عن الفواصل الموسيقية وكيف تتشكل .


    هذه المرونة النسبية تعطي الشاعر قدرا كافيا من الحرية لاختيار الكلمات التي تناسب معاني تجربته الشعرية , وهي من أهم العوامل المساهمة والمفسرة لكثرة النظم على وزن ما أو قلته , بالإضافة إلى عوامل أخرى .

    وبشكل مبدئي نقول : أن الأوزان الأكثر انتشارا تتميز بوجود زحافين أو أكثر , فإذا كان الوزن يحتوي على زحاف واحد يقل النظم عليه حتى وإن كان هو وزن البحر الأصلي مثل المتقارب (المجزوء) , فإذا افتقد الوزن المرونة تماما بحيث لم يكن له أي موضع للزحاف أصبح النظم عليه نادرا مثل المقتضب .

    نشأة الأوزان وتمايزها الموسيقي وتطور زحافاتها :

    لا شك أن الأوزان لم تنشأ كلها في وقت واحد , وإنما بدأها شاعر ما بالنظم على وزن منها , ثم زاد هو وغيره من الشعراء الأوزان الأخرى تباعا عبر العصور , وكلما ولد وزن جديد كلما كانت هناك حاجة للتمايز بينه وبين القديم , وهو ما جعل الأوزان تمر بالعديد من مراحل التطور الموسيقي على مستوى الأوزان نفسها وكذلك على مستوى الزحافات التي تدخلها أيضا (1).

    فعلى مستوى الأوزان فإن الشعراء العرب قد استنفذوا كل احتمالات توليد الأوزان الأصلية للبحور , كما استنفذوا الغالبية العظمى من احتمالات توليد الأوزان المثالية التابعة للبحور , كل ذلك قبل أن يأت الخليل ليضع علم العروض .
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
    (1) لم يصلنا الكثير من أشعار العرب على كل الأوزان في مراحلها الأولى لنعرف تاريخ نشأة وتطور كل وزن منها , لكن وصلنا على بعض الأوزان ما يمكن أن نرصد منه حالة التطور , وقد خصصنا له المبحث التالي .

    أما على مستوى تطورالزحافات فقد وصل أغلب الأوزان إلى صورته المثالية قبل تصنيف علم العروض أيضا ,وما كانت تلك الأوزان المتطورة المثالية لتحتاج من الخليل ولا من علماء العروض -المعاصرين للخليل ومن أتى بعده - إلا لإقرار واقعها المثالي على ما هو عليه , وأن يدرسوا مسار تطورها ليكتشفوا قوانين التطور , ثم لينظروا في العدد القليل من الأوزان التي تسير على طريق التطور فيمهدوا لها الطريق ويختصروا لها الزمن لتلحق بمن سبقها من الأوزان .

    لكن ماحدث هو العكس تماما , فالخليل لم يضع في حساباته فكرة تطور البحور والأوزان عند تقعيد علم العروض , بل فرض فروضا نظرية تخالف الواقع الشعري وتهبط بموسيقى الشعر , وتعود بالأوزان إلى ما قبل تطورها وتمايزها عن بعضها البعض ,

    فقد اتخذ الخليل والأخفش والعروضيون من القياس والتعميم منهجا لهم في الزحافات والعلل الجارية مجرى الزحافات التي تدخل التفاعيل , فكلما وجدوا زحافا مفردا أو مركبا في تفعيلة من التفاعيل في أي وزن من الأوزان - أيا كان موضعها من الوزن - قاسوا عليه وأجازوا دخوله على التفعيلة في باقي مواضعها من الوزن , كما يجيزون دخوله على التفعيلة في الأوزان الأخرى , وربما ذهبوا لأبعد من ذلك فيقيسون على أجزاء التفعيل من الأسباب والأوتاد .
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
    (1)عممنا الحكم على الخليل والأخفش والعروضيين رغم اختلافهم في درجات القياس والتعميم , ورغم اختلافهم فيما بينهم في بعض المسائل , لأنهم جميعا اتفقوا على أصل منهج القياس وإن اختلفوا في درجة التطبيق , كما أن كتب العروض القديمة والحديثة حتى المختصر منها تقر جميعها هذا المنهج وما يحتويه من زحافات وعلل .


    ويمكن استخلاص ثلاث قواعد ضمنية للزحافات والعلل الجارية مجرى الزحافات , هذه القواعد هي الحاكمة والمهيمنة على العروض الخليلي وتظهر بوضوح في كل أبوابه وهي :

    القاعدة الضمنية الأولى : أنه يجوز زحاف السبب أينما وجد في كل التفاعيل والأوزان (1) .

    وإن لم يرد عن الخليل نص صريح في ذلك , فقد ذكر الأخفش هذا المعنى صراحة في تعريف السبب حيث يقول في كتاب العروض في باب تفسير الأصوات : (والسبب حرفان الآخر منهما ساكن وهو كل موضع يجوز فيه الزحاف). ويؤكد ذلك المعنى بتعريف الوتدعلى النقيض من السبب حيث يقول : ( فأما الوتد فهو الموضع الذي لا يجوز فيه زحاف).

    القاعدةالضمنية الثانية : أنه يجوز خرم الوتد المجموع ( حذف حركته الأولى) من التفعيلة الأولى في كل الأوزان التي تبدأ بوتد مجموع .

    وهذا ثابت في كل كتب العروض في زحافات الأوزان التالية وجميعها يبدأ بوتد مجموع : ( الطويل والهزج والوافر والمتقارب والمضارع ).

    القاعدةالضمنية الثالثة : يجوز الجمع بين الزحافات وبين الزحافات والعلل الجارية مجرى الزحافات في التفعيلة الواحدة وفي التفاعيل المتجاورة بشرطين :

    الأول : أن يكون كلا منهما قد جاء في شعر العرب ولو على حده .
    الثاني : ألا يجتمع بسببهما أكثر من أربع حركات متتالية .
    وأما مفهوم المعاقبة فيذكر عندما يغيب شرط منهما

    يقول الأخفش : ولم نر شيئا من الزحاف امتنع لإخلال بما بعده .
    ومن القواعد الضمنية الثلاث تفرع كل ما هو غريب من زحافات مفردة ومركبة بمصطلحاتها المعقدة والتي تملأ كتب العروض حتى اشتهر علم العروض بين العلوم بصعوبته وتعقيده .

    وربما يستثني الخليل - بعد القياس والتعميم - بعض المواضع فلا يجيز فيها زحاف السبب متعللا بحجة ما , فيخالفه الأخفش في ذلك متمسكا بالمبدأ العقلي في القياس , فإما أن تقيس مطلقا وتعمم القياس على الجزء في كل مواضعه وفي كل أوزانه , أو تمنع القياس مطلقا وتلتزم بالمواضع والأوزان التي ورد فيها الزحاف .

    ثم ينقسم العروضيون حول نقاط الخلاف بين مؤيد للخليل و مؤيد للأخفش وثالثهم يكتفي بنقل موضع وموضوع الخلاف .

    وإن شبهنا الدوائرالخليلية بالتيه العروضي حيث فقد العروضيون فيها وجهتهم الصحيحة لما يزيد على ألف ومائتي عام , فإن القياس والتعميم في الزحافات والعلل الجارية مجرى الزحافات والجمع بينها أشبه ما يكون ببحر من الرمال المتحركة , غاص فيه العروضيون حتى استنفذ طاقتهم , وأفقدهم القدرة على النهوض والمضي قدما لتطوير علم العروض .

    وسنذهب الآن لكتاب العروض للأخفش لنعرف كيف كان يفكر الخليل والأخفش والعروضيون , وما الذي وجدوه في الأوزان من الزحافات والعلل الجارية مجرى الزحافات , وما الذي أجازوه من عند أنفسهم , وما حقيقة ما يتناقله العروضيون في كتبهم من أبيات الشعر التي يذكرونها كشواهد .


    قراءة خاصة في كتاب العروض للأخفش :

    ونبدأ من بحر الهزج ووزنه :
    مفاعيلن . مفاعيلن
    //ه/ه/ه . //ه/ه/ه

    نظر الخليل والأخفش والعروضيون لكل ما وصلهم من أشعار العرب المنظومة على البحر الهزج فلم يجدوا بيتا واحدا دخله زحاف القبض (أي حذف منه ياء مفاعيلن) , حيث يقول الأخفش بالنص : (لم نجد الياء أسقطت في شيء من الشعر).
    إنما وجدوا أن الزحاف الوحيد الذي يدخلها هو الكف (حذف النون)

    لكن الخليل يرى أن مفاعيلن في الطويل يدخلها القبض , فأجاز دخول القبض عليها في الهزج قياسا على الطويل , لكنه استثنى من هذا القياس مفاعيلن في عروض الهزج , وتعلل بعلل لم يقتنع بها الأخفش , والأخفش يذكر ذلك في كتاب العروض فيقول :

    وكان الخليل لا يجيز ذهاب ياء مفاعيلن التي للعروض ويقول : العروض تشبه الضرب والضرب لا زحاف فيه , ويقول : أكره أن تكثر مفاعلن فيه فيشبه الرجز .

    ويفند الأخفش بعضا من علل الخليل من حيث المضمون فيقول : فكيف هذا وفي آخره جزء لا يكون مفاعلن (يقصد الضرب) ,
    كما يعترض من حيث المبدأ في القياس فيقول : وكيف يجيز - الخليل - طرح الياء في موضع ولا يجيزها في موضع وهو لم يجد حذفها في شيء من الهزج ؟!
    وهو في موضع آخر يعلن عن مبدأه في القياس على زحافات الأجزاء (التفاعيل) فيقول : فإن لم تقس الجزء بالجزء لزمك ألا تزاحف في الجزء إلا في الموضع الذي وجدته مزاحفا .
    ويقول الأخفش في زحاف مفاعيلن في الهزج : وأما الهزج فتعاقب في مفاعيلن الياء النون وإن كنا لم نجد الياء أسقطت في شيء من الشعر فنقيس عليه كما قسنا على مستفعلن فأسقطنا سينها وفاءها في مواضع كثيرة ,وإنما وجدناها في بعض المواضع .

    والأخفش يعني بالمعاقبة أنه لا يجوز اجتماع زحاف الكف وهو الموجود في الواقع الشعري مع زحاف القبض وهو ما أجازوه بالقياس , ويعلل ذلك بأنهم لم يجدوا مفاعيلن في أي وزن من الأوزان وقد اجتمع فيها الزحافان معا ,ولو وجدوا موضعا واحدا لأجازوه في الأوزان الأخرى قياسا عليه , وهو بالضبط ما فعلوه في مستفعلن , فقد وجدوها في بعض المواضع وقد اجتمع فيها حذف السين والفاء(الخبل) فأجازوا دخوله على مستفعلن في كل الأوزان .
    وهو أيضا نفس ما حدث في فاعلاتن في البحر الرمل حيث يقول : وإنما أجزنا حذف نون فاعلاتن ولم يجيء في الرمل , لأنها قد وجدناها حذفت فيه النون في المديد والخفيف فقسناها عليه , وكذلك نون فاعلاتن في المجتث .
    وليس معنى قوله وجدناها حذفت في المديد والخفيف أن حذف النون في هذه الأوزان كثير لذلك قاسوا عليه , بل هو نفسه يقول عن حذف النون في الخفيف :
    وذهاب نون فاعلاتن قبيح لا يكاد يوجد . وقد جاء . أخبرني من أثق به من العرب قال مههل :
    إن تنلني من باعث بن صريم .. نعمة تجدني لذاك شكور

    فهو يعترف بشكل واضح أن كف فاعلاتن قبيح ولا يكاد يوجد في الشعر , وأن لديه شاهدا واحدا في بيت شعر واحد أخبره به شخص ما هو يثق به , فقبله كشاهد وأجازه في الخفيف , ثم قاس عليه فأجازه في كل الأوزان , بل وأجازوا اجتماع الخبن مع الكف (الخزل) في فاعلاتن في كل الأوزان قياسا أيضا .
    ويقول في زحاف مستفعلن في المجتث : وأجزت حذف نون مستفع لن في المجتث لأنه قد جاء في الخفيف , وهذا الجزء مثل ذلك لأن أجزاءه فاعلاتن مستفع لن .

    وأيضا يقيس في المجتث على زحاف في الخفيف هو نفسه يقول عنه : ولم نجد ذهاب نون مستفع لن إلا في شعر لابن الرقيات , وزعموا أنه قد كان سبق اللحن , فمن جعله في الشعر إماما جوز حذف نونها ومن لم يجعله إماما لم يجوز حذف ذلك .

    والأسئلة الملحة الآن هي ما يسألها الأخفش لنفسه على لسان من يعترض على منهجهم في القياس والتعميم حيث يقول :

    فإن قال كيف جمعتم الأجزاء المزاحف فيها في البيت وأنتم لم تجدوا ذلك مجتمعا ؟ وكيف زاحفتم في كل جزء وجدتم فيه الزحاف في موضع أو موضعين , وعسى أن يكون ذلك في أول البيت أو آخره أو أوسطه خاصة فأجزتموه أنتم في كل موضع منه ؟

    ويجيب على الأسئلة فيقول فعلنا ذلك : لأن من الأجزاء ما قد رأينا العرب زاحفت فيه في غير موضع , وأكثروا من الزحاف فيه , فنحمله على الأكثر في كلامهم ولانحمله على الشاذ .

    ونسأل نحن الأخفش السؤال الأهم المكمل لما سبق هو : ما حقيقة الأبيات التي تمثلون بها بعد كل زحاف مفرد أو مركب تذكرونه هل هي شواهد وجدتموها في شعر العرب ؟ , أم أنها نماذج تضعونها للتعليم ؟

    والإجابة بكل وضوح يذكرها الأخفش فيقول : وهذا مع جمعنا إياها فإنما وجدناها متفرقة مثل تأليفنا مسائل العربية , ولم نسمع ذلك التأليف من العرب , وإنما سمعناها متفرقة فيكون جمعنا إياها جائزا .

    والسؤال الأخير , هل كان الخليل يؤلف مثل تلك المسائل ؟

    يجيب الأخفش إجابة ضمنية بأن الخليل ربما يؤلف بعض المسائل مثله مثل غيره , لكنه إذا ذكر بيتا كشاهد من الشواهد فقطعا لن يكون من تأليفه , لأن الخليل كعالم يحترم العلم ويقدر الأمانة العلمية فلم يكن ليضع بيتا من عند نفسه ثم يستشهد به على صحة رأي يراه .
    الإجابة السابقة استخلصناها من قول الأخفش في البحر المتقارب :

    وجاز في العروض فعل وفعول ساكنة اللام في قول الخليل ,................................... وقد أخبرني من أثق به عن الخليل أنه قال له : هل تجيز هذا ؟ فقال : قلت لا . قال : قد جاء ثم أنشدني

    فرمنا القصاص وكان التقاص ... حقا وعدلا على المسلمينا

    فلو كان هذا وضعه كما يزعمون لم يحتج به .

    يروي الأخفش نقاشا علميا دار بين الخليل وبين من يثق الأخفش في صدق أخباره , فيسأل الخليل الرجل عن جواز أن تأتي عروض المتقارب على فعول ساكنة اللام , فيجيب الرجل بأنه لا يجيز ذلك, فيخبره الخليل أنه يجيزه ويستشهد على رأيه ببيت من الشعر , فيزعم البعض أن البيت من وضع الخليل , فلا ينفي الأخفش عن الخليل تأليفه للمسائل بشكل مطلق وكان في استطاعته أن ينفي , لكنه نفى أن يكون هذا البيت خاصة من تأليف الخليل , وأنه لوكان من تأليفه ما كان ليحتج به .



    استفضنا إلى حد ما في النقل عن الأخفش في الزحافات لنعرف حقيقة الشواهد والمسائل المثارة بين العروضيين وبعدها التام عن الواقع الشعري , حتى إذا ذكرنا القواعد الجديدة الجامعة للزحافات لا نصطدم بالموروث منها لدى طلاب وأساتذة العروض , فالشواهد العروضية في أغلبها ليست إلا نماذج للتعليم , وضعها العروضيون لطلابهم كأمثلة توضح ما يجيزونه من الزحافات بالقياس , لذلك نجدها مكررة بنصها في كتب العروض لما يزيد على ألف ومائتي عام .

    ولا أبالغ إن قلت أن جميع طلاب علم العروض وأغلب أساتذته قد خدعوا في تلك الأبيات ,وظنوا أنها شواهد من أشعار العرب , حتى أن أستاذا كبيرا مثل الدكتور عبد العزيز نبوي في كتابه موسوعة موسيقى الشعر العربي عبر العصور والفنون يناقش مثل تلك الأبيات على أنها شواهد حقيقية من أقوال الشعراء , فيذكر زحافات البحر الكامل كما تذكرها كل كتب العروض , ويذكر رأي الدماميني وعندما يأتي لبيتي الشعر المذكورين كمثال للوقص والخزل يقول :
    ومثاله الذي لا نكاد نجد غيره مما وقص حشوه قول الشاعر :

    يذب عن حريمه بنبله ... وسيفه ورمحه ويحتمي
    فكل تفعيلات البيت حشوا وعروضا وضربا موقوصة ولنا حول هذا البيت ملاحظتان :

    الأولى : لسنا ندري لم عد الدماميني الوقص صالحا , مع أن كتب العروض لاتمثل للوقص إلا بهذا البيت , ولعله بيت يتيم .

    والأخرى : أن هذا البيت أقرب إلى البحر الرجز , كما سنبينه عند حديثنا عن اشتباه الكامل بالرجز .
    وعند ذكر بيت الخزل يقول : ومثاله الذي لا نكاد نجد غيره :

    منزلة صم صداهاوعفت ... أرسمها إن سئلت لم تجب

    وهو كسابقه أقرب إلى بحر الرجز حيث جاءت كل تفعيلاته على وزن مفتعلن .
    من الواضح تماما أن البيتين قد وضعا كنماذج للتعليم وقد جمع في كل منهما زحاف دخل على كل أجزائهما , وهذا ما تحدث عنه الأخفش تماما في وضعهم للمسائل وجمع ما وجدوه متفرقا من الزحافات , لكن الدكتور عبد العزيز يظن أن كلا منهما شاهدا حقيقيا قاله شاعر ما ووجده العروضيون فاستشهدوا بهما في غير موضعهما , ثم يحاول أن ينفي أنهما من الكامل (1) .

    ورغم اعتراض الدكتور عبد العزيز على وصف الدماميني لزحاف الوقص بالصالح ويصف هو زحاف الخزل بالقبيح ورغم اعتراضه على صحة الاستشهاد بالبيتين إلا أنه يكمل السير في طريق من سبقه من العروضيين , سائرا في تيه الدوائر حاملا أثقال كل العروضيين من الزحافات والعلل على مدى العصور المختلفة , فيكمل الحديث عن علل الكامل فيذكر منها عللا مركبة من الوقص والخزل مع القطع والتذييل والترفيل فيقول :

    علل الكامل إحدى عشرة , خمسة شائعة , هي : القطع والحذذ والحذذ بمصاحبة الإضمار والتذييل , وست نادرة وهي : الوقص والخزل , والوقص بمصاحبة التذييل ,الوقص بمصاحبة الترفيل , الخزل بمصاحبة التذييل , الخزل بمصاحبة الترفيل , وكلها مما أشارت إليه كتب العروض القديمة ) .
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ
    (1) أول عهدي بعلم العروض كان قبل عام من وضع هذا الكتاب , وكشاعر يخطو خطواته الأولى في دراسة علم العروض لم تكن فطرتي الموسيقية تقبل ما يذكره العروضيون من الزحافات والعلل , لكن كلما ذكر زحاف وتبعه بيت شعر يخبو صوت الفطرة إلى حين , وهو ما دعاني للبحث عن حقيقة تلك الزحافات والعلل .




    وكما خرجنا من تيه الدوائر العروضية الخليلية بالرجوع لأصل الأوزان كما استخدمها العرب , فسنرجع إليها مرة أخرى لنضع فقها للزحافات والعلل الجارية مجرى الزحافات يليق بعروض الشعرالعربي ذلك الهرم الموسيقي المعجز والذي شيده الشعراء العرب على مدى قرون من الزمان , واضعين نصب أعيننا أمورا هامة :
    أولا : فكرة تطور موسيقى الأوزان ونخصص لها المبحث التالي .

    ثانيا : تطور وتمكن الشاعر نفسه من الأوزان واللغة في مراحل عمره المختلفة ,فليس كل ما نسب لشاعر كبير وكان نادرا نتخذه قاعدة , فربما كان من بداية انتاجه الشعري ولم يكن قد تمكن من الأوزان بعد.

    ثالثا : عنصر النقص البشري للشعراء والرواة .

    فإن الشاعر مهما كان كبيرا فهو بشر يعتريه ما يعتري البشر من نقص , فإذا أخطأ شاعر كبير في وزن من الأوزان فلا يجب تقنين خطئه ,حتى لا نسمح للخطأ أن ينتشر في جسد العروض , وكذلك أخطاء الرواة فهم في الأخير بشر.

    لذلك فإن ما جاء نادرا شاذا من الزحافات والعلل الجارية مجرى يجب أن نعده عيبا من عيوب موسيقى الشعر حتى يتجنبه الشعراء ما استطاعوا , ولا يحملنا وصف زحاف معين بأنه عيب في موسيقى الشعر على رفض القصيدة واستبعادها من الشعر

    وما كان موجودا من الزحافات والعلل في عصر ما ويتناقص بالتدريج فيجب أن نعده من مراحل تطورالأوزان فنذكره مصحوبا لفكرة التطور لا أن نقننه فنصبح كمن يعوق حركة التطور .
    وأما القياس والتعميم في الزحافات والعلل الجارية مجرى الزحافات فهو كنقل العدوى من شخص مريض لآخر سليم .

  5. #45
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : May 2016
    المشاركات : 1,104
    المواضيع : 31
    الردود : 1104
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    لذلك فإن ما جاء نادرا شاذا من الزحافات والعلل الجارية مجرى يجب أن نعده عيبا من عيوب موسيقى الشعر حتى يتجنبه الشعراء ما استطاعوا , ولا يحملنا وصف زحاف معين بأنه عيب في موسيقى الشعر على رفض القصيدة واستبعادها من الشعر .

    ---------------------------

    أثرت نقطة هامة أستاذي الكريم ..
    حول بعض الزحافات والعلل الغير مستحبة في الشعر. والتي ربما كانت كأمثلة فقط .
    والأسلم تجنبها كم تفضلتم..
    -لكن إن أتت مرة أو مرتين وخدمت سياق المعنى ولو في(مقطوعة شعرية)حتى، يجب آلا نستبعد تلك الأخيرة
    من الشعر! هي النقطة الأهم من وجهة نظري،خاصة إن لم تكن تؤثرعلى جمال باقي الأبيات .

    -نفع الله بك وزادك من علمه. ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى .

    مع خالص تقديري..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #46
    أديب عروضي
    تاريخ التسجيل : Sep 2016
    المشاركات : 195
    المواضيع : 8
    الردود : 195
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نغم عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
    لذلك فإن ما جاء نادرا شاذا من الزحافات والعلل الجارية مجرى يجب أن نعده عيبا من عيوب موسيقى الشعر حتى يتجنبه الشعراء ما استطاعوا , ولا يحملنا وصف زحاف معين بأنه عيب في موسيقى الشعر على رفض القصيدة واستبعادها من الشعر .

    ---------------------------

    أثرت نقطة هامة أستاذي الكريم ..
    حول بعض الزحافات والعلل الغير مستحبة في الشعر. والتي ربما كانت كأمثلة فقط .
    والأسلم تجنبها كم تفضلتم..
    -لكن إن أتت مرة أو مرتين وخدمت سياق المعنى ولو في(مقطوعة شعرية)حتى، يجب آلا نستبعد تلك الأخيرة
    من الشعر! هي النقطة الأهم من وجهة نظري،خاصة إن لم تكن تؤثرعلى جمال باقي الأبيات .

    -نفع الله بك وزادك من علمه. ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى .

    مع خالص تقديري..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مرحبا بك أ / نغم عبد الرحمن

    يجب على الشاعر أن يأخذ نفسه بالشدة , وأن يحملها على الإلتزام التام بالزحافات الحسنة فقط , لأن ذلك سيكون حافزا لقريحته أن تبدع , وأن تنوع الصياغات والمعاني , كما سيكون دافعا له على كثرة الإطلاع بما يزيد من حصيلته اللغوية ؛

    وأما قولي ( ولا يحملنا وصف زحاف معين بأنه عيب في موسيقى الشعر على رفض القصيدة واستبعادها من الشعر .) فله مغزى آخر يناسب طبيعة العروضيين وقدرتهم غير العادية على الجدال , فلو قلنا أن زحافا شاذا يفسد موسيقى الوزن وسكتنا , لقالوا قد ورد هذا في قصيدة كذا للشاعر كذا ,
    كما سيكون ذلك منفرا لشعراء التفعيلة , ونحن نريد أن نؤلف قلوبهم - وخاصة من يملك منهم الموهبة الحقيقية - ليعودوا لأوزان البحور كما وصلتنا في قمة نضجها وسحر موسيقاها , فعندما يعلم الشاعر أسرار الجمال الموسيقي في الأوزان سيختار لقصيدته أحسن الأوزان وأجملها , كما ينتقي الفارس العربي من الخيل أقواها أجملها .

    دمت طيبة أختنا الفاضلة

  7. #47
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : May 2016
    المشاركات : 1,104
    المواضيع : 31
    الردود : 1104
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. أحمد سالم مشاهدة المشاركة
    مرحبا بك أ / نغم عبد الرحمن

    يجب على الشاعر أن يأخذ نفسه بالشدة , وأن يحملها على الإلتزام التام بالزحافات الحسنة فقط , لأن ذلك سيكون حافزا لقريحته أن تبدع , وأن تنوع الصياغات والمعاني , كما سيكون دافعا له على كثرة الإطلاع بما يزيد من حصيلته اللغوية ؛

    وأما قولي ( ولا يحملنا وصف زحاف معين بأنه عيب في موسيقى الشعر على رفض القصيدة واستبعادها من الشعر .) فله مغزى آخر يناسب طبيعة العروضيين وقدرتهم غير العادية على الجدال , فلو قلنا أن زحافا شاذا يفسد موسيقى الوزن وسكتنا , لقالوا قد ورد هذا في قصيدة كذا للشاعر كذا ,
    كما سيكون ذلك منفرا لشعراء التفعيلة , ونحن نريد أن نؤلف قلوبهم - وخاصة من يملك منهم الموهبة الحقيقية - ليعودوا لأوزان البحور كما وصلتنا في قمة نضجها وسحر موسيقاها , فعندما يعلم الشاعر أسرار الجمال الموسيقي في الأوزان سيختار لقصيدته أحسن الأوزان وأجملها , كما ينتقي الفارس العربي من الخيل أقواها أجملها .

    دمت طيبة أختنا الفاضلة

    -كلامٌ سليمٌ أستاذي الكريم ولاغبار عليه.نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيوقد لاحظت إختلاف العروضيين
    حول هذه المسألة خلال تصفحي لبعض المواضيع التي تخص هذا العلم .
    ويبقى البعد عن تلك الزحافات الشاذة هو الأسلم لكل من الشاعر والعروضي إذاً
    إلا فيما يخص الدراسة والإستطلاع .

    -ولي إستفسار حضر إلى ذهني الآن نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيحول الشعر التفعيلي مع أني لست من
    محبيه ككتابة.!وحتى أنصف هناك بعض القصائد التي تستحق القراءة
    والإستحسان، إنما بالمقابل هناك كتابات أقرب للنثر منها للشعرالتفعيلي !
    وقد يكون النثرأجمل! فما السبب برأيكم أستاذي الكريم ؟
    هل هو وجود بعض الزحافات ما يؤثرعلى جماله أوإيقاعه الموسيقي
    أم لأنه غير مقففى؟
    -وهل تجوز تلك الزحافات الغير مستحبة أوالعلل في الشعر التفعيلي؟

    -أتمنى منكم التوضيح مع خالص الشكر والتقدير ..

  8. #48
    أديب عروضي
    تاريخ التسجيل : Sep 2016
    المشاركات : 195
    المواضيع : 8
    الردود : 195
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نغم عبد الرحمن مشاهدة المشاركة

    -كلامٌ سليمٌ أستاذي الكريم ولاغبار عليه.نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيوقد لاحظت إختلاف العروضيين
    حول هذه المسألة خلال تصفحي لبعض المواضيع التي تخص هذا العلم .
    ويبقى البعد عن تلك الزحافات الشاذة هو الأسلم لكل من الشاعر والعروضي إذاً
    إلا فيما يخص الدراسة والإستطلاع .

    -ولي إستفسار حضر إلى ذهني الآن نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيحول الشعر التفعيلي مع أني لست من
    محبيه ككتابة.!وحتى أنصف هناك بعض القصائد التي تستحق القراءة
    والإستحسان، إنما بالمقابل هناك كتابات أقرب للنثر منها للشعرالتفعيلي !
    وقد يكون النثرأجمل! فما السبب برأيكم أستاذي الكريم ؟
    هل هو وجود بعض الزحافات ما يؤثرعلى جماله أوإيقاعه الموسيقي
    أم لأنه غير مقففى؟
    -وهل تجوز تلك الزحافات الغير مستحبة أوالعلل في الشعر التفعيلي؟

    -أتمنى منكم التوضيح مع خالص الشكر والتقدير ..
    مرحبا بك أستاذة / نغم عبدالرحمن
    أسئلة مهمة ولا يمكن الإجابة عليها في رسالة قصيرة
    فقد وضعت كتابي فقه العروض كله للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها .

    لكن الاجابة المختصرة قلتها في إحصائية الأوزان التي تنتهي بفاصلة موسيقية والتي لا تنتهي بفاصلة موسيقية
    (
    النظم على الأوزان المنتهية بفاصلة موسيقية ( 9560 مرة ) بنسبة ( 99 %) مقابل ( 93مرة ) بنسبة ( 1 % ) على الأوزان الغير منتهية بفاصلة موسيقية )


    وفي إحصار النظم على الأوزان التي تجمع بين التكرار الثنائي والانعكاس الموسيقي والفصل الموسيقي :
    تم النظم عليها 6551 بنسبة 68%
    وهذه الصفات الموسيقية للأوزان لا تكتسبها من مجرد تتابع التفاعيل بأي عدد كما في شعر التفعيلة , لكن كل وزن منها له ميزان دقيق , فمجرد حذف سبب أو زيادة سبب يخرج الوزن من دائرة التكرار أو من دائرة الانعكاس أو من دائرة الفصل الموسيقي ما يجعل الوزن يفقد جماله الموسيقي .
    أرجو أن تكون الأرقام قد قدمت صورة أولية عن أسرار الجمال الموسيقي , لتكون حافزا لاستكمال قراءة فقه العروض .
    دمت طيبة



  9. #49
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.14

    افتراضي

    الأخ الأستاذ الفاضل أحمد

    أعتذر جدا عن تأخري في المشاركة هنا حيث وعدت بالعودة ... لكنني مازلت مسافرا خارج مكان إقامتي ,وحصرت مشاركاتي في الواحة بالرد على بعض النصوص فقط كي لا أكون بعيدا عن الواحة ,
    وأعد أنه بعد عودتي خلال أيام سأعيد الإطلاع على كل ما طرحته وأبين وجهة نظري.

    وحتما هناك ما سأطرحه للنقاش والحوار معك ومع الأخ الدكتور ضياء الدين ومع من يود المشاركة.

    تحياتي وتقديري

  10. #50
    أديب عروضي
    تاريخ التسجيل : Sep 2016
    المشاركات : 195
    المواضيع : 8
    الردود : 195
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل العاني مشاهدة المشاركة
    الأخ الأستاذ الفاضل أحمد

    أعتذر جدا عن تأخري في المشاركة هنا حيث وعدت بالعودة ... لكنني مازلت مسافرا خارج مكان إقامتي ,وحصرت مشاركاتي في الواحة بالرد على بعض النصوص فقط كي لا أكون بعيدا عن الواحة ,
    وأعد أنه بعد عودتي خلال أيام سأعيد الإطلاع على كل ما طرحته وأبين وجهة نظري.

    وحتما هناك ما سأطرحه للنقاش والحوار معك ومع الأخ الدكتور ضياء الدين ومع من يود المشاركة.

    تحياتي وتقديري
    مرحبا بك شاعرنا الكبير أ/عادل العاني ومرحبا بالدكتور / ضياء الدين , وبجميع الإخوة الأفاضل
    حفظكم الله ورعاكم في حلكم وترحالكم
    أنتظر عودتكم سالمين ليكون الحوار والنقاش
    وقد شغلني إحصاء بعض الظواهر العروضية , التي لم أجدها عند العلمي
    ولنا عودة إن شاء الله

    دمت وأحبابك في خير وسعادة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 5 من 9 الأولىالأولى 123456789 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. نقد كتاب د.أحمد سالم (فقه العروض) /ثناء صالح
    بواسطة ثناء صالح في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 66
    آخر مشاركة: 18-11-2016, 07:01 PM
  2. (الميزان_علم العروض كما لم يعرض من قبل)، للأستاذ محجوب موسى
    بواسطة آمال المصري في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27-03-2013, 05:09 PM
  3. الملامح الحداثية للشعر العربي في عمان (دراسة منشورة )
    بواسطة هشام مصطفى في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 20-01-2011, 11:56 PM
  4. لِمَ لَْمْ يأتِ الحب ؟
    بواسطة مؤمن مجدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 15-02-2007, 04:25 PM
  5. قواعد عامة في العروض
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 14-01-2006, 06:23 AM