قِ نفسك _ يا أخي _ يوماً عَبوسا
هسيسُ ظليلهِ يُعيي النفوسا
عِ أنّكَ لامحالةَ بعْدَ حينٍ
بذي مترين لن تلقى أنيسا
تفطَّن في البلاء ولا تُجادلْ
و دعْ عنكَ التململَ والعبوسا
ولا تعجلْ إجابةَ كلِّ شكوى
فصبرُ النفسِ يمنحها النفيسا
تمنّعْ عن مماراةِ المُحابي
وخذْ من ديدنِ الدنيا دروسا
تفاءَلْ بالعُلا تلقَ المعالي
وفارقْ جاهلاً خِبّاً يؤوسا
وكفَّ عنِ اليمينِ بلا دواعٍ
ولا تعقدْ بها قسَماً غموسا
وإياكَ التبدُّعَ بابتهالٍ
يضيعُ الذكرُ إنْ أمسى طقوسا
تريّثْ في الصلاة و زدْ خشوعاً
وأبغضْ كلّ من دقّ الكؤوسا
تحلَّلْ من مسامرة الغواني
تلطّفْ حين تختارُ العروسا
ترفّقْ بالصحابِ ولا ترافقْ
مسيئاً أرعناً فظاً خسيسا
وجاهدْ باقتناص الخيرِ دوماً
فلا يُغْررْكَ من يجني الفلوسا
تواضعْ عن مناشدةِ الكراسي
فكمْ شتمَ الورى كرهاً رئيسا
كتابُ الله في يُمناكَ يُمنٌ
يمنُّ عليكَ يكفيكَ الجليسا
سلاحكَ في سبيلِ الله أشهِرْ
و سِرْ للموتِ واقتحمِ الوطيسا
غريبٌ بين قومكَ عِشْ تقيّاً
وبالتوحيدِ لن تخشى المجوسا