حنين الناي» بقلم أحمد مصطفى الأطرش » آخر مشاركة: أحمد مصطفى الأطرش »»»»» عتاب عاشق» بقلم أحمد مصطفى الأطرش » آخر مشاركة: أحمد مصطفى الأطرش »»»»» الربيع» بقلم تفالي عبدالحي » آخر مشاركة: تفالي عبدالحي »»»»» إلى ابنتي» بقلم آمال المصري » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» نظرات فى بحث النسبية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مضرب الأمثال» بقلم احمد خلف » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» مختارات من الشعر العامي» بقلم نادية بوغرارة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» القطار .. وحقائب السفر!!» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» بين السطور» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: تفالي عبدالحي »»»»» من أوراق الولد الطائش» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: تفالي عبدالحي »»»»»
ع ع ع عباس علي العكري
رحلة....
العنوان.. كان مرسوما إبداعيا قد لبس ثوب النص فحاكته الحروف لتمنحه شهادة مرور لعمقه ودلالاته المتينة التي أخذت بنا لتأويلات عدة على مستوى فردي..أو مستوى أوسع نطاقا تتفتح عناقيده عند عملية البحث في جدران الومضة الحكائية هذه الرائعة نسجا والمتقنة هدفا...
من منطلق العنوان الذي يتحدث عن ..رحلة.. ومجرد أن خلعت هذه الكلمة ثوب ال التعريف..جعلها في نطاق مفتوح التأويل غير محصور برؤيا الكاتب ولا بتحليل واحد ولا بصورة مختصرة المعالم..بل من الذكاء والحنكة أن يطلق لها العنان لتأخذ مكانة الصدارة في التفكير وإشغال الذهن....
رحلة ..ومن منطلقها تدل على تجارب حياتية ومغامرات ومحن وابتلاءات وضيق عيش ..وربما كان العكس تماما..وبما أن الكاتب يبدأها بالخريف..فهذا يعني الكثير من معاني الجفاف وتيبس العيش وضحل الربيع فيه وانتكاس الراحة والسكينة...
بقوله..هم الخريف به..
بمعنى محاولة الإستحواذ والسيطرة والهيمنة والتسلط عليه..ومن شدة هذا الهجوم العاصف ..قد سبب له بعثرة أوراق حياته..
هنا نجد الخريف من زاوية نظري هي الهموم والمشاكل والآلام والمحن والشدائد التي تخنق صاحبها وتهوي بعمره وحياته بعيدا عن الأمل والحياة المستقرة..
وإن كان مفهومها خريف العمر واقتراب الأجل..
لكن الخريف هنا هو الذي فرض نفسه على المكان وأخذ حيزا في صدر الفرد الذي يصارع ما يحمله دون نتيجة مرجوة...وقول الكاتب ان الخريف بعثر أوراق حياته..هذا دليل على جبال الهموم وقوتها قد نخرت قلبه نخرا للعظام..فالخريف عملية سقوط الجمال والعيش الهانئ..وراحة الذات ..وبعثر أوراق الحياة المطمئنة لحالة اضطراب وقلق وعواصف المشاكل ومنغصات الحياة..وعدم الإستقرار والطمأنينة ...
مما جعلها تتدلى في الصدر وتحبس الأنفاس..
فقول الكاتب: ارتطمت أنفاسه بجدران صدره..أي أنها ما زالت الهموم حبيسة في الداخل ولم تخرج..ولو خرجت من النفس لأراحتها واستبدلتها بعكس ما كانت عليه..
وهذه العبارة التي خرجت من فوهة قلم الكاتب كانت لوحدها مأساة ومضته والفاجعة التي حلت به بمن قصد..
وهذه الهموم دفعته للوقوف على حافة البحر يلوح للقروش بالرحيل..
للبحر ..دلالاته الواسعة ورمزيته المتعددة..فهو كاتم الأسرار..وهو الذي يبتلع الطالح والصالح..وهو رمز الحياة والنقاء..إلا أنه لا يخلو من غدر لمن لا يحسن قيادته والركب على متنه...
فالحياة ما هي إلا رحلة ..يكون العمر فيها بتخبط ..وأشرعتها لا تستجيب للأحلام ولا تنتصر على الرياح في الكثير من الأوقات..إلا من استطاع أن يفهمها ويحسن التجديف فيها...
فقل الكاتب:
فلا الخريف سمع توسلاته، ولا البحر استرجع ملوحـته.
هنا قمة الضعف في ثبات الإنسان في مرافئ الحياة...
فالخريف وما يحمل من عصف الربيع ونبذ اخضراره...إلا أنه لا يستسلم للتوسلات..لأنه لا يعي ولا يحس ..وما عليه إلا أن ينفذ مآربه ضمن قوانين الضعف والشح في ترطيب الزمن بما يعيد السعادة بين أعمدته...
فهو منظومة لا تعي إلا الإستمرارية وما على الإنسان إلا الوقوف بصبر وتحمل لكل عواصفه وزلازله..خريف العمر لا محالة منه وتيبس الحياة لا تقبل إلا الصبر والتحدي أمام عنفوانه ومصارعة المرء لأذرعه..
ويكمل الكاتب قوله:
على صفحة رمال مبتلة، وبعود يابس كتب رسالة للعالم.
رائع هذا الوصف وهذه الصورة العميقة المتقنة..
الرمال المبتلة ..التي تبقي للحفر عليها أثر لبعض الوقت..
فكتابة رسالة للعالم..يعني يريد أن يعممها لأنها تصلح لكل البشرية..
لما فيها من عبر وحكم وموعظة يريد أن يوصلها للجميع لتكون مدرسة لما لاقاه وما وجده من رحلة الحياة المضنية...
فالومال المبتلة تصمد لفترة قليلة حتى تجف..وهو ما أراده لفترة حتى يتعلم الإنسان من الحكمة التي غرست فيه..
وأما كون العود يابس...كناية عن قوته لخط العبر على الرمال..وكناية عن تيبس العمر والحال...
وهذا من جمالية الصورة هنا وبراعة الكاتب في استحضارها ودعنا لحرفه ورمزيته التي تعبر عن رحلة العمر وما ينطوي فيها من أوجاع...
وفي الصورة المبهرة التي ينهيها الكاتب والتي كانت بها الفاجعة...
قوله:
بعد أيام...
قرأت زوجته رسالته على جثته.
هذه الصورة متقنة مبهرة تدل على قوة الكاتب وبراعته في نسج ومضته الفنية الرائعة...
حيث جعل من الحياة ومتاعبها رسما نقشت معالمه على جثة الزوج...
إسقاطا على مصاعب الحياة وفواجعها ومنغصاتها التي أثرت في حياة الزوج ونحتت في جسده تلك المعالم الخشنة المؤثرة ...
.....
رحلة..
ومضة قالت الكثير وحملت في تجاويفها جمالية وغوص في أعماقها نا جعلها تتناسل إبداعا وتحليقا في الخيال...
رسم وبناء مدروس متقن يدل على براعة الكاتب
الأستاذ الكبير المبدع فرحان بو عزة
ومضة قالت حكما وعبرا لمن يترك شراع الله ولواء الطاعة فإنه يتخبط في عمره وتكون فصول العمر كلها خريفا
تلك هي هذه الريالة التي تريدون توصيلها للعالم بأسره..أن لا نجاة من أنياب العمر وما يحمل من متاعب إلا في محراب الله تعالى..فالعودة لله وشريعة هي النجاة من عواصف هذه الدنيا ومغرياتها ...
شكرا لقلمكم النابض وجماليته المتألقة
دمتم للأبداع وما ترسمون من جمال
وفقكم الله وزادكم بسطة من العلم والنور والخير الكثير
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
دفعته هموم الحياة في خريف عمره إلى رحلة لم يعد منها إلا جثة هامدة
موجع ما رسمت من لوحة في ومضة معبرة فيها حكمة ـ جميلة وعميقة.
ترجمت واقعا أليما وهما جاثما محيطا ولكن ضعف الإيمان كان المسيطر ..أحسنت أديبنا الرائع