(( اهداء ))
إلى كل من ينبض بــ"لا إله إلا الله محمد رسول الله"
(())
هذى ديار العزّ تتلو وحدها مرّ الرجاء
طفقت تدارى رسمها بين الارامل و النساء
هذى الديار على ضفاف النهر
جاءت فى ثياب الحزن
تنتعل الشقاء
جلس العجوز على حجارة جرحها
يحكى و يصمت بينها
"
كان السعادة فى ديارى والهناء
كان النسيم بلا انتهاء
كان الضياء
قد مات طفلى فى الصباح
كما يموت هنا النخيل بلا بكاء
لكنه قبل انقباض النور عن سعف العيون يضمّنى
"""
لا تترك الارض الجريحة كى تموت
هات الصباح
ضع من دماءك عطر أيام الكفاح
أشعل قلوع الجرح فى صمت الرياح
أرفع جبينك لا تقل كنّا وكان الامس حلماَ
مات فينا واستراح
غنّىْ بروحك من صدى رجع الأيادى
و السلاح
مت كالشهاب
على جبين الليل تشدو بالفلاح
لا تترك الأرض الجريحة كى تموت
هذى ملائكة السماء على نداء الفجر
ترنو للعباد
جاءت تقول أيا سيوف العزّ هيا للمعاد
فدمائكم منّا
و في قرآنكم صوت الرشاد
هيا وصونوا العهد
لا يغتالكم خوف الرماد
لا تتركوا الأرض الجريحة كى تموت
هيا و قل أنّ العيون عيون أمى
قل لن أبيع على دروب الجبن أمسي
وكفى تقول "بلادنا الخضراء" وهْناَ
ثم تبكى
أغزل كرامتنا الأبيّة
فوق صدر الدين وامضى
لا تترك الأرض الجريحة كى تموت
هذى دماءى لو نَسَتْ كلّ الدماء
هذى دماءى لو قست كلّ الدماء
هذى دماءى لو قَلَتْ كلّ الدماء
لكننى لن أتركَ الأرضَ الجريحةَ كى تموت
"""
أنزلت طفلى القبر وحدى فى المساء
لثمت جبهته العريضة
بالدموع وبالإباء
أسلمت عينيه الحزينة للتراب
كما تمنّيت النهاية و القضاء
لكنه قد جاءنى والليل يلتحف السماء
ورأيته بين النجوم محلقاُ
فلمسته
والثغر يهمس أسمه
قبّلته
فى العين ثمّ تركته
وسمعته
فى الفجر
يصهل بالنداء
الأندلسي
5 - 4 - 2003