قلقلة» بقلم محمد إسماعيل سلامه » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» رسالةٌ إلى لا أحد» بقلم العلي الاحمد » آخر مشاركة: العلي الاحمد »»»»» قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مسـار» بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: الفرحان بوعزة »»»»» الامثال المصلاوية» بقلم خليل حلاوجي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغرق فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» علمتني الرياضيات.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: بسباس عبدالرزاق »»»»» القطار .. وحقائب السفر!!» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
كل يبحث عن الإنسانية رغم أنها بدواخلنا لا يحدها مكان ولا يقيدها زمان
نص جميل بما يحمل فكرا ونبضا وبيانا فشكرا لك أديبنا الفاضل
تحية وتقدير
على باب المطار يصطدمان، يتراجعان إلى الوراء ويتبادلان النظرات التائهة والأسئلة الحارقة التي لم تنفك تبحث لها عن جواب مند زمن بعيد بدون جدوى. يسترجعان أولى البدايات، كيف كان عقله متعلقا بأروبا، يحكي لها عن تحضر أبنائها وعن أمجادها، يحدثها بحماس عن تاريخها، يصف لها بدقة أحداث الثورة الفرنسية وعِبرها المستقاة، يسرد على مسامعها بافتخار أقوال روسو وفولثير وماركس وكانط وغيرهم.
كان غربي الهوى والروح، عربي الشكل والملامح، كانت هي تنظر إليه كالغريب، لم تفهم يوما إصراره الشديد على الرحيل مع أنه يمتلك وسائل النجاح في بلده، إنه في سنته الدراسية الأخيرة ويُشهد له بالتفوق ويمكن له إن أراد أن يشتغل أو يتابع دراسته.. سألته يوما عن سر هذا الشغف العارم بهذا العالم البعيد، كان جوابه مقتضبا:" أريد أن أصير إنسانا".
تطلعت إليه بعد طول غياب وانقطاع للأخبار وتحسست ذلك الاشتياق الكبير للوطن بعدما كان يقسم أن سفره بلا عودة. تأمل شعرها الذي يداعبه الريح في كل اتجاه كروحه المعلقة بين بلدين، استنشق عطرها الفائح بعمق كأنه قطعة من الوطن، ثم تنبه إلى حقيبتها بعينين حائرتين وقلب مكسور وقال بحشرجة: " إلى أين ؟".
دق جرس النداء الأخير، ترجلت بخطى ثابتة نحو مدرج الطائرة وهمست في أدنه بصوتها العذب الرنان :" إلى حيث أصير إنسانة".