المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد محمود الامين
المُندس
عندما يأوى إلى فراشه ليلا يسب ذاته:
ـ أنت مجرد جرثومة لاتُرى بالعين المجردة..
فترد ذاته التعيسة:
ــ لا أحد يحبك ..لا أحد يفتقدك!
لحظتها يشعر بالعدمية ، فيحضن وسادته وينشج فى صمت، حتى يغلبه النعاس.
يستسقظ يتحسس جسده بضجر :
... لم أمت..ليتها هامت وضلت جسدي..
ينهض ويرتدي اسماله، وينتعل خفه الذى لايترك أثرا على الأرض..ويسير فى الشارع الذى تعود أن يعبره كل يوم.. يغالب شعوره المرير بأنه مخفي لم يره أحداً.
منذ أسبوع وهوحبيس الجدران، مكدود وطأه الجوع فخرج مرغما، صاح به نادل المطعم مرحبا:
ـ أينك.؟
التفت خلفه فلم ير أحد فبادره النادل:
ـ أسبوع لم نرك يارجل افتقدناك..والله
همهم:
ـ هل هذا يتحدث معي ؟.. افتقدني ! يا مرحى
وخرج يغالب ابتسامة عنيدة تقاوم الارتسام،ولأول مرة يحس أنه مرئي. شعر بثقله فوق الأرض فاختال.